أقرأ أيضاً
التاريخ: 31/10/2022
1527
التاريخ: 20-10-2014
3415
التاريخ: 10-12-2015
10767
التاريخ: 27-5-2022
2129
|
مصبا- نام ينام من باب تعب ، نوما ومناما ، فهو نائم والجمع نوّم على الأصل ، ونيَّم على لفظ الواحد ونيام أيضا. ويتعدّى بالهمزة والتضعيف. والنوم غشية ثقيلة تهجم على القلب فتقطعه عن المعرفة بالأشياء. وأمّا السنة : ففي الرأس. والنعاس : في العين. وقيل السنة هي النعاس.
مقا- نوم : أصل صحيح يدلّ على جمود وسكون حركة. منه النوم ، نام ينام نوما ، وهو نؤوم ونومة : كثير النوم. ورجل نومة : خامل لا يؤبه له. ومنه استنام لي فلان ، إذا طمأنّ اليه وسكن. والمنامة : القطيفة لأنّها ينام فيها. ويستعيرون منه : نامت السوق : كسدت. ونام الثوب : أخلق.
مفر- النوم : فسّر على أوجه كلّها صحيح بنظرات مختلفة : قيل هو استرخاء أعصاب الدماغ برطوبات البخار الصاعد اليه. وقيل : هو أن يتوفّى اللّه النفس من غير موت. وقيل : النوم موت خفيف. والموت نوم ثقيل. ونام الثوب :
أخلق أو خلق معا.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو حالة استرخاء وفتور توجب سكون الأعصاب وتوقّفها عن عمل الحسّ والحركة.
توضيح ذلك أنّ الأعصاب بها يتحصّل الحسّ والحركة في الحواس والقوى وفي العضلات والأعضاء. وإذا كثر العمل والحركة والفكر مدّة : استرخى البدن وضعفت الحواسّ وفترت الأعصاب وتوقّفت فعّاليّتها. وهذا التوقّف والتعطّل يطلق عليه النوم.
وفي النوم يتوقّف الحسّ والحركة ، ولا يتوقّف جريان الدم في الجهاز الدمويّ الّذي هو سبب الحياة في الحيوان ، وبتوقّفه تتوقّف الحياة.
وأمّا السنة والنعاس : فانّهما حصول ابتداء الفتور قبل النوم. أو ابتداء النوم. وسيجيء البحث والفرق بينها في الوسن.
{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا} [الفرقان : 47]. {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا} [النبأ : 9، 10] السبات هو الاستراحة بعد العمل. وهذا عبارة اخرى عن معنى النوم الّذي ذكرناه.
وبهذا يظهر ضعف ما يقال في حقيقة النوم من الأقوال المختلفة.
فعلى هذا يصحّ لنا أن نجعل النوم عبادة ومقدّمة للعبادة ، فانّ العبادة عمل بالوظيفة الإلهيّة ، وهو يحتاج الى الاستراحة ورفع التواني والضعف والاسترخاء ، حتّى تتجدّد القوى المنصرمة.
{أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ } [الأعراف : 97]. {فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ} [القلم : 19] فالإنسان لا يستطيع أن يدفع عن نفسه ضررا مواجها عليه ، ولا سيّما إذا نام وغفل عمّا يجرى في الخارج ، فحرىّ أن يتوجّه الى اللّه الحىّ القيّوم الّذي لا تأخذه سنة ولا نوم ، وأن يفوّض أمره اليه تعالى على كلّ حال.
{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} [الزمر: 42] الوفاء بمعنى الإكمال والإتمام لأمر ، والتوفّي اختيار الإتمام وأخذه.
والإمساك : هو حبس مع حفظ ، أي توقيف شيء عن الإرسال. وقوله- والّتي لم تمت : عطف على الأنفس. وقوله- في منامها : متعلّق بقوله يتوفّى.
والمعنى : اللّه يختار الإتمام والإكمال للأنفس حين موتها ، وللّتي لم تمت ، في منامها. وقلنا إنّ في النوم فتورا وتوقّفا في الأعصاب. وفي الموت يتوقّف جريان الجهاز العصبي والجهاز الدموي معا ، أي القلب والمخّ.
ففي حال النوم أيضا يكون النفس تحت قبضة الربّ وقدرته واختياره إجمالا ، فإذا قبض وتوفّى الشخص : يأخذه ويحبسه ، فيكون محفوظا عند الربّ وتحت ضبطه ونظره على الإطلاق. وإذا لم يمت : يكون الشخص في الطلاق واسترسال الى أن يدركه الموت.
فالإنسان انطلاقه في حياته الى مدّة معيّنة ، ثمّ يصير متوفّى زمانه ومنقضيا أجله ، وواقعا تحت سيطرة الربّ وحكومته.
{إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ} [الأنفال : 43]. { يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ } [الصافات : 102] ينبغي أن نشير الى كليّات مراتب الرؤيا النوميّة على الإجمال :
1- أضغاث الأحلام : هذه للّذين لهم تعلّقات كثيرة مختلفة بالأمور الدنيويّة المادّيّة ولهم أفكار متشتّتة في جريان حياتهم ، وليس في مجرى عيشهم برنامج متعيّن ولا نظم صحيح. فتنعكس هذه الأفكار والتخيّلات المضطربة المتشتّتة المختلفة في صفحات قلبه حالة النوم.
2- للّذين تكون لهم هذه التعلّقات والأفكار المادّيّة في برنامج مضبوط ونظم صحيح وانضباط محدود : فتنعكس هذه البرامج النظريّة والعمليّة في أنفسهم ، وقد تكون مفيدة لهم وقابلة للتعبير والتفسير.
3- للّذين تكون لهم هذه التعلقات والأفكار تحت تدبير العقل وبتصويب البرنامج الروحيّ الإلهيّ في حدّ استطاعته : فالرؤيا في النوم في هذه الصورة أحسن دلالة وأضبط نظما وتفسيرا.
4- للّذين تكون معيشتهم الدنيويّة وأمورهم المادّيّة مقدّمة للروحانيّة وفانية في التوجّهات والجذبات المعنويّة : فانّهم يستفيدون من رؤياهم ويهتدون
بها ، وتنعكس الصور الروحانيّة في صفحات نورانيّة خالصة ، فانّ قلوبهم صافية مهذّبة قد زكّيت عن كدورات الأفكار والصفات الظلمانيّة.
5- للّذين ليس لهم برنامج إلّا التسليم والعبوديّة الصرفة ، ولم يبق في وجودهم أثر من التمايلات المادّيّة والتظاهرات النفسانيّة ، وأنانيّتهم فانية في ظلّ عظمة اللّه ونوره وكبريائه : فرؤياهم صادقة حقّة ، فانّ أرواحهم مرتبطة بالملإ الأعلى ، تنام أجسادهم ولا تنام قلوبهم ، أعينهم محجوبة وبصائرهم مدركة شاهدة ، لا تغشى قلوبهم كدورة وظلمة.
وهذا المقام للأنبياء والأولياء عليهم السّلام وللخواصّ من المؤمنين ، لكلّ منهم على حسب مرتبته ، الأمثل فالأمثل.
هذا إجمال في حقيقة مراتب الرؤيا ، ولها فروعات كثيرة.
وقد تكون الرؤيا استثناء وبدون النظر الى خصوصيّات مذكورة ، ومن جانب اللّه عزّ وجلّ : لصلاح أو هداية أو إشارة الى أمر لازم.
__________________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مفر = المفردات في غريب القرآن للراغب ، طبع - ١٣٣٤ هـ.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|