الكيمياء الحياتية

لقد عرفت الكيمياء الحياتية على أنها التخصص الذي يعني بدراسة المكونات الكيميائية للمواد الحية وما يطرأ عليها من التغيرات الكيميائية التي تحدث لها خلال العمليات الحياتية المختلفة، من أيض ونمو وتكاثر. كما يمكن وضع تعريفاً شاملاً لها : بأنها التخصص الذي يخوض في التحليل الكيميائي للظواهر البايولوجية. أي ان علوم البيولوجيا المختلفة توجه الاسئلة والاستفسارات فتوفر الكيمياء الحياتية الأساليب والطرق للإجابة عليها.

وفي الحقيقة، فان ما تضمنه هذا التعريف قد تم اعتماده في العام (1965) من قبل الجمعية الامريكية للكيميائيين البايولوجيين التي وضعت شروط الانتماء لهذه الجمعية بالتوصيف التالي : الكيميائي الحيوي هو ذلك الباحث الذي يستخدم التقنيات الكيميائية والفيزيائية أو البايولوجية لدراسة الطبيعة الكيميائية وسلوك المواد الحية، فالكيمياء الحياتية اذاً هي ذلك التخصص الذي يتضمن الدراسات النظرية والعملية لمكونات الخلية من المواد البسيطة والمعقدة بما في ذلك الطرق الرئيسية والفرعية التي تظهر بواسطتها المواد الحية فيحافظ على حياة الخلية فترة بقائها في الحياة، وما يجري على هذه المواد من تغييرات كيميائية خلال عمليات الأيض المختلفة التي تحدث عليها خلال تلك الفترة.

   ان هذا التخصص في مجال العلوم المختلفة يعتبر من العلوم الحديثة، اذ لا يتعدى تاريخها (200 سنة) وفي حقيقة الأمر فان اصطلاح الكيمياء الحياتية لم يظهر للوجود الا في العام (1903) بوساطة الكيميائي الألماني اللامع كارل نيوبرغ (Carl Neuberg). وكانت قبل ذلك مرتبطة ومنذ القدم بالكيمياء العضوية والفسلجة وعلوم الاحياء والطب والصيدلة. ان الدراسات العلمية التي أدت الى ظهور علم الكيمياء الحياتية كعلم له شأنه في الحياة اليومية كان ثمرة جهود العديد من العلماء البارزين من القرن السابع عشر، لتستقر الآن جنباً الى جنب مع العلوم الأخرى والتي تعنى بالتطور العلمي والتقني في العالم. وهي (أي الكيمياء الحياتية) الآن تساهم وبشل متميز في مجالات الهندسة الوراثية والتقنية الحيوية وصناعة الادوية والعقاقير ومكافحة الامراض التي تفتك بالبشرية جنباً الى جنب مع العلوم الاخرى.