أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-8-2021
![]()
التاريخ: 28-8-2021
![]()
التاريخ: 2025-03-22
![]()
التاريخ: 6-10-2021
![]() |
منزلة التصويب اللغوي في العربيّة
هو مبحث كل اللغات؛ بغرض المحافظة على المتن القديم، والحرص على عدم كسر خصائص اللغة أو الترخيص المهين لقواعدها. ولا يعني التصويب هنا أن يأتي مؤهّلٌ إلى غير مؤهّل ليصحح الخطأ أو أن مَنْ يملك شهادة عليا يصحح لمن هو أدناه، بل التصويب اللغوي يأتي مِمَّن يحرص على بقاء لغته على جمالها ولباسها وخصائصها. فهو نشاط خاص بمجموعة قليلة من الباحثين ممن لهم حاسة التذوق الأدبي/ اللغوي العلمي، وتنقسم إلى: فئة ترى أنّها تملك المعرفة والدّراية اللغوية فعليها أن تُدلّ الطرف المخطئ إلى الصواب فتوجّهه وفئة ترى أنّها تملك الحقيقة الصوابية الغائبة عن مستعمل اللغة. ومن خلال ذلك يمكن أن ينتج نزاع الفئتين مع المخطئين. وفـي الحقيقة فالتصويب اللغوي هو مجال تناظر معرفي بين منتج الكلام، وعالم بقوانين ذلك الكلام. وهكذا نرى مسألة التنبيه إلى الأخطاء، وطلب تصحيحها مسلّمة طبيعية فطرية، بأن الخطأ اللغوي عند بعضنا مستفز، ويستدعي التنبيه ليس إلا.
ويجب العِلْمُ بأن درجات العلم عند مستعملي اللغة متفاوتةً، ولهذا يصعب إدراك الحقيقة اللغوية في أي خطأ إلا الخطأ الظاهر، وما هو أعمق يحتاج إلى مَن يتوفّر على أرضيّة معرفيّة في مفردات المعاجم ودلالاتها، وإلى تضلّع في علوم فقه اللغة العربيّة، وما يتزود به من حقائق لغويّة أساسيّة وفرعيّة ومعاصرة، وكذلك إلى المعرفة الحسيّة التي تقود إلى اعتماد الذوق في الحكم على الكلام بالخطأ، وما هي أحكام التصويب. وحسبنا هنا أنّ جزئيّة المعرفة تستدعي كلية العلوم باللغة لإدراك الأسرار اللغوية. كما أن عمليات التصويب تستدعى الإلمام بتحصيل العلوم المدونة والفنون الموضحة لاشتباه المعاني والمباني والمصطلحات. ولهذا، فالمسألة تحتاج إلى الدقة والتخصص؛ لأن بعض القضايا اللغوية نراها على خطأ، وهي على صواب، وإليكم بعض الأمثلة:
- خرج البعض يتنزّه = خرج بعضٌ يتنزّه؛
- المعذرة تجلب الرفعة = العفو عند المقدرة؛
- أرجو بأن تصفح لي = أرجو أن تصفح لي؛
- الواجب علي القول = القول على واجب؛
- تراخَى الموظّف في أداء مهامه = تراخي الموظّف عن أداء مهام؛
- علّقنا اللافتة على الباب = علّقنا اللافتة بالباب؛
- عيّرت فلاناً بكذا = عيّرت فلاناً كذا؛
- شكراً عن زيارتكم شكراً على زيارتكم؛
- شكرتُ لك ونصحتُ لك = شكرتك ونصحتك؛
استعمال الكلمات المنحوتة : العربليزي - الفرنجي آراب- الفرانكو أراب- الفقلغوي ....
- الفذلكات اللغوية التي يتلاعب بها كألغاز لغوية: كلّ متني حتى كلّ متني /
- وشاو مِشل شلول شُلشل شوِل...؛
- هنئت يا عود الأراك بثغرها ما تخشى يا عود الآراك أراك
- لو كان غيرك يا سواك قتلته ما مس فاها يا سواك سواك
- يا مسكين وسكني وسكينتي وساكني وسكوني وسكوتي
وسكتي وسكرتي وسكري وسري وسريرتي وسروري
- كلمات أجنبية فرضتها لغة الحضارة، وبُنَيّت على بعض خصائص عربيّة، وأصبح لها ذوق استعمالي طبيعي من مثل كيتار / مكياج / سرفيس/ ترافيك / ترام /ريمونت / فريز / أوتو / تليفريك / تران/ بلوز / باردون/ ميرسي / بليز/ سوري/ ترامواي.....
أمثال هذه لا تتطلّب الحُكم القاطع؛ لأنّها تحتاج إلى العودة إلى مباحث اللغة، وإلى الصواب المرجّح، كما تحتاج إلى تحديد درجة الاستعمال والشيوع ونظرة المجمعيّين، ومراعاة مستويات الكلام، ومستويات التغيّر الدلالي للألفاظ والمعرفة بالتضمين النحوي، وإلى معايير الجودة، وقياس الشمول، ومبدأ الإضافة العلميّة. وهذا كلّه بمفهوم إرجاع الكلام العفوي التلقائي إلى الكلام العالم المفتي ليستجيب لما هو من قوانين اللغة، وتأتي الوُثوقيّة في ردّ الخطأ إلى الصواب دون حرج، وعند ذلك تكون معفاة من التضليل، وهذا كله يدخل عند العرب فـــي بـــاب اللحن وحركات التصويب. ولكن كل هذا لا ينفي أن المدقق لا يمكن أن يستوي عوده، بل يمكن أن يصبح مرجعيّة حالة ما يفرق بين العلم الأصيل، والعلم المستحدث- بين المُستعمل والمُهمل - بين الخطأ والجواز - بين المقبول والمرفوض - بين ما يحتمل الوجهيْن. وكلّ هذا يستدعي درجات التحكّم اللغوي والمؤهل العلميّ كذلك.
وتأتي لغة الصّحافة تسير على خُطى الداعين إلى جواز الاستعمال ما دامت الحُجّة غير قاطعة في بعض المسائل والأساليب، ولا نراهم يسلكون الخطأ، ولا يركبون مركب تعمد الخطأ، فهم يركبون الأساليب بقطار المعاصرة؛ فيقفون موقف الحارس للإبداع، بصرف النظر عن الأمر والنهي، وهمهم ألا تعزل العربية عن الملابسات الطبيعيّة للتواصل، وشأنهم أنّ اللغة العربية شأنها شأن اللغات، وهي سلوك اجتماعي تعبّر عن نطق المجتمع؛ بما يتأقلم مع أذواقهم التعبيرية. ولكن لا شك أن دواعي الغيرة على العربيّة وتنقيتها قائمة فيهم، وهي دواع ذاتية وذوقية ونحويّة وأسلوبيّة توظف في أعمالهم وأنشطتهم بصورة علميّة، وترتبط بمجريات الأحداث المتغيرة.
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
أصواتٌ قرآنية واعدة .. أكثر من 80 برعماً يشارك في المحفل القرآني الرمضاني بالصحن الحيدري الشريف
|
|
|