أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-10-2016
![]()
التاريخ: 2025-01-05
![]()
التاريخ: 5/9/2022
![]()
التاريخ: 10-10-2016
![]() |
ما لم يتحرّك الإنسان في طريق إزالة جذور هذه الحالة الذميمة من واقع النفس والقضاء على أسبابها ودوافعها فإنّ تركها والابتعاد عنها سيكون عسيراً للغاية ، وعليه فمن أراد التحرّك على مستوى تهذيب النفس وتطهيرها من هذه الصفة الذميمة يجب عليه أولاً الابتعاد عن سوء الظن (وفق ما ذكرنا في الأبحاث السابقة) لأنّ سوء الظن يدفع الإنسان دائماً إلى الفحص والبحث عن أحوال الطرف الآخر الذاتية ، وكذلك الحسد والحقد والعداوة والتكبّر كل واحدة منها يمكنها أن تكون عاملاً من عوامل التجسّس على الامور الخاصة بالآخرين بحيث أنّ الإنسان لو سعى لقلع عناصر الشر هذه من وجوده وقلبه فإنّ التجسّس سيزول بالتبع.
والعامل الآخر (عقدة الحقارة) والتلّوث بالذنب الذي يدعو الإنسان إلى أن يتصوّر الآخرين مثله ليكون مصداقاً للمثل الشائع «البلية إذا عَمَّتْ طابَتْ» وليحصل من ذلك على راحة نفسية كاذبة تدغدغ عواطفه وتسكّن من وخز ضميره ، فلو سعى الإنسان لتطهير نفسه من هذا التلّوث وهذه العقدة ، فإنّه لا يجد في نفسه حاجة للتفتيش والفحص عن حالات الآخرين الخصوصية.
ومضافاً إلى ذلك فإنّ كل شخص يجب أن يفكّر في هذه الحقيقة ، وهي هل أنّه يرضى للآخرين أن يتدخّلوا في حياته واموره الخاصة ويكشف عن أسراره؟ فلو أنّه لم يرض عن ذلك فلما ذا يجد في نفسه الرغبة للتدخل في حياة الآخرين الخصوصية والتجسّس عليهم والكشف عن أسرارهم؟ هذه المقارنة وعملية استنطاق الذات للحكم في هذه المسألة يمكنها أن تمثّل رادعاً قوياً للإنسان ، وكذلك الالتفات إلى الآثار السلبية والنتائج السيئة للتجسّس على مستوى الحياة الفردية والاجتماعية وشدّة العقاب الإلهي في الدنيا والآخرة ، وأنّ كلّ شخص يسعى لإذاعة أسرار الآخرين والكشف عن خباياهم فإنّ الله تعالى سيكشف عيوبه وأسراره على الملأ ويزيل ستره عن هذا الإنسان في الدنيا والآخرة ، فمثل هذه الامور يمكنها أن تخلق أثراً نفسياً قوياً يمنع الإنسان من التورّط في هذه الخطيئة.
ولكن المهم والضروري ليس في علاج هذه الخصلة الأخلاقية فحسب بل في الصفات والخصال السلبية الاخرى ، وهو ضرورة تكرار العمل المانع عن ارتكاب هذه الرذيلة ، فيطالع ما ذكرناه آنفاً من الآثار السلبية والعقوبات الإلهية والدوافع الشريرة لهذه الحالة الذميمة ويكرّرها مرّات عديدة لتحصل له بذلك حالة زاجرة ورادعة بإمكانها أن تقلع جذور هذا المرض من قلبه وتحلّي الروح والنفس بأنوار الفضيلة والهدوء والاستقرار.
|
|
اكتشاف الخرف مبكرا بعلامتين.. تظهران قبل 11 عاما
|
|
|
|
|
دراسة.. علاقة تربط وسيلة المواصلات بـ"الإجازات المرضية"
|
|
|
|
|
وفد من وزارة التعليم العالي يطَّلع على البنى التحتية لجامعة الكفيل
|
|
|