أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-11-2015
3664
التاريخ: 22-11-2015
3309
التاريخ: 2023-09-16
1897
التاريخ: 7-2-2019
2879
|
النص على إمامته من النبي (صلى الله عليه واله) يوم الغدير حين رجع من حجة الوداع ومعه ما يزيد على مائة ألف فخطبهم وقال في خطبته وقد رفعه للناس واخذ بضبعيه فرفعهما حتى بان للناس إبطيهما أ لست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه* وعاد من عاداه وأحب من أحبه وابغض من أبغضه وانصر من نصره وأعن من أعانه واخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار ، ثم أفرده بخيمة وامر الناس بمبايعته بإمرة المؤمنين حتى النساء ومنهم نساؤه ، ويأتي هذا في حوادث سنة عشر من الهجرة ، ونذكر هنا وجه الدلالة على إمامته ويتضمن ذلك طرفا من الأحاديث الواردة فيه مما لم يذكر هناك فنقول ، وجه الاستدلال أنه قال من كنت مولاه فعلي مولاه بعد تقريرهم بقوله أ لست أولي بكم من أنفسكم اقرارهم بقولهم بلى فدل على أن المراد من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه وليست الإمامة شيئا فوق ذلك وهذا التقرير والاقرار والتعقيب بهذا الكلام نص على أن المراد بالمولية هنا هو الأولى فإنه أحد معانيه وناف لاحتمال غيره فبطل الاعتراض بان المولى لفظ مشترك بين معان فتعيين أحدها يحتاج الى القرينة لأنها موجودة وهي ما ذكرناه على أن بعض تلك المعاني لا يصح ارادته في المقام مثل المعتق والمعتق ونحو ذلك وبعضها لا يناسبه كل هذا الاهتمام من النبي (صلى الله عليه واله) مثل الصديق ونحوه وكفى في الاهتمام جمع الناس من أقاصي البلاد وأدانيها ليحجوا معه في ذلك العام الذي لم يكن الا لتبليغهم هذا الامر المهم وبطل ما يتمحله بعض المتمحلين من أن ذلك قاله في شأن أسامة بن زيد بن حارثة لما قال لعلي لست مولاي وانما مولاي اي معتقي رسول الله فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) ذلك ، فإنه إذا كان أسامة بن زيد قد أعتقه النبي (صلى الله عليه واله) فلا معنى لان يكون أعتقه علي ولو فرض فلا يناسبه هذا الاهتمام العظيم ، على أن أسامة لم يعتقه النبي ص وانما أعتق أباه زيد بن حارثة فاطلاق انه مولى رسول الله (صلى الله عليه واله) عليه انما هو باعتبار انجرار الولاء إليه من أبيه ولهذا قال بعضهم ان القائل لعلي لست مولاي وانما مولاي رسول الله هو زيد بن حارثة فقال رسول الله من كنت مولاه فعلي مولاه ردا لقول زيد وهذا القول قاله إسحاق بن حماد بن زيد للمأمون لما مع العلماء ليحتج عليهم في فضل علي (عليه السلام) فيما ذكره صاحب العقد الفريد فقال اسحق للمأمون ذكروا ان الحديث انما كان بسبب زيد بن حارثة لشئ جرى بينه وبين علي وأنكر ولاء علي فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فرد عليه المأمون بان ذلك كان في حجة الوداع وزيد بن حارثة قتل قبل ذلك وكان من ذكر هذا العذر التفت إلى مثل ما رد به المأمون فغير العذر وقال أنه قال ذلك في شأن أسامة بن زيد ، وسواء أ قيل إن ذلك في شأن زيد أو ابنه أسامة فزيد انما هو مولى عتاقه وابنه أسامة كذلك بجر الولاء وعلي لم يعتقه وانما أعتقه النبي (صلى الله عليه واله) فكيف يكون زيد أو ابنه مولاه وهو لم يعتقه على أنه لا يناسبه كل هذا الاهتمام كما عرفت ، وكذلك ما تمحله ابن كثير وصاحب السيرة الحلبية من صرف ما وقع يوم الغدير إلى ما وقع عند رجوع علي من اليمن ، فقال ابن كثير في تاريخه ، فصل في الحديث الدال على أنه ع خطب بمكان بين مكة والمدينة مرجعه من حجة الوداع قريب من الجحفة يقال له غدير خم فبين فيها فضل علي بن أبي طالب وبراءة عرضه مما كان تكلم فيه بعض من كان معه بأرض اليمن بسبب ما كان صدر إليهم من المعدلة التي ظنها بعضهم جورا وتضييقا وبخلا والصواب كان معه في ذلك ، ولهذا لما فرع (عليه السلام) من بيان المناسك ورجع إلى المدينة بين ذلك في أثناء الطريق فخطب خطبة عظيمة في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة عامئذ وكان يوم الأحد بغدير خم تحت شجرة هناك وذكر من فضل علي وأمانته وعدله وقربه إليه ما أزاح به ما كان في نفوس كثير من الناس منه إلى أن قال ونحن نورد عيون ما روي في ذلك مع اعلامنا انه لاحظ للشيعة فيه ولا متمسك لهم ولا دليل لكنه لم يأت بدليل يثبت ما قال بل قدم أولا روايات هذه الواقعة فنقل عن محمد بن إسحاق بسنده عن يزيد بن طلحة قال ، لما اقبل علي من اليمن ليلقى رسول الله (صلى الله عليه واله) بمكة تعجل إلى رسول الله واستخلف على جنده الذين معه رجلا من أصحابه فعمد ذلك الرجل فكسا كل رجل من القوم حلة من البز الذي كان مع علي وهو الذي اخذه من أهل نجران فلما دنا جيشه خرج ليلقاهم فإذا عليهم الحلل قال ويلك ما هذا قال كسوت القوم ليتجملوا به إذا قدموا في الناس قال ويلك انزع قبل ان ينتهى به إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) فانتزع الحلل من الناس فردها في البز ؛ وأظهر الجيش شكواهم لما صنع بهم ، ثم حكى عن ابن إسحاق انه روى بسنده عن أبي سعيد الخدري قال اشتكى الناس عليا فقام رسول الله (صلى الله عليه واله) فينا خطيبا فسمعته يقول ، أيها الناس لا تشتكوا عليا فوالله انه لأخشن في ذات الله أو في سبيل الله من أن يشكى ، ثم حكى عن الإمام أحمد انه روى بسنده عن بريدة قال غزوت مع علي اليمن فرأيت منه جفوة فلما قدمت على رسول الله (صلى الله عليه واله) ذكرت عليا فتنقصته فرأيت وجه رسول الله (صلى الله عليه واله) يتغير فقال يا بريدة أ لست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قلت بلى يا رسول الله قال من كنت مولاه فعلي مولاه .
قال ابن كثير ، وكذا رواه النسائي باسناده نحوه ، قال وهذا اسناد جيد قوي رجاله كلهم ثقات اه ثم اتبع ابن كثير ذلك بروايات الغدير ليجعلهما بزعمه واقعة واحدة وان ما وقع يوم الغدير هو تدارك لما وقع في سفر اليمن وان النبي (صلى الله عليه واله) بين يوم الغدير فضل علي وبراءة ساحته مما تكلم فيه أهل ذلك الجيش مع أنهما واقعتان لا دخل لاحداهما في الأخرى فالنبي (صلى الله عليه واله) لما شكا أهل الجيش من علي وكانت شكايتهم منه بمكة في أيام الحج غضب النبي لذلك وبين لهم ان شكايتهم منه في غير محلها وقام فيها خطيبا وقال لا تشكوا عليا فوالله انه لأخشن في ذات الله من أن يشكى وقال لهم يومئذ أ لست أولي بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال من كنت مولاه فعلي مولاه واكتفى بذلك وهو كاف في ردعهم وبيان فضل علي وان ما فعله هو الصواب ، وحديث الغدير كان في الثامن عشر من ذي الحجة بعد انقضاء الحج ورجوعه إلى المدينة ولو كان ما وقع يوم الغدير هو لمجرد ردعهم وبيان خطئهم في شكايتهم من علي لقاله بمكة واكتفى به ولم يؤخره إلى رجوعه ، وزعم صاحب السيرة الحلبية انه قال ذلك بمكة لبريدة وحده ثم لما وصل إلى غدير خم أحب ان يقوله للصحابة عموما يكذبه ما سمعته من قول أبي سعيد الخدري أحد الصحابة فقام فينا خطيبا اي قام في الصحابة عموما وأعلن ذلك في خطبته على المنبر وعلى رؤوس الاشهاد وقوله ذلك بمكة أعم وأشمل لوجود الحاج كلهم ومنهم أهل مكة وما حولها الذين لم يكونوا معه في غدير خم فلو كان الغرض تبليغ عموم الصحابة ما وقع في مسالة اليمن لما اخره إلى غدير خم ولكنه لما نزل عليه قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} [المائدة: 67] وهو في الطريق بلغهم إياه في غدير خم حين نزلت عليه الآية فهما واقعتان لا دخل لاحداهما في الأخرى ، وخلط إحداهما بالأخرى نوع من الخلط والخبط والغمط مع أنك ستعرف وعرفت ان في روايات الغدير انه وقف حتى لحقه من بعده وامر برد من كان تقدم وهذا يدل على أنه لأمر حدث في ذلك المكان وهو نزول الوحي عليه ولو كان لتبليغ عموم الصحابة لم يؤخره إلى غدير خم بل كان يقوله في بعض المنازل قبله أو في مكة فامره بالنزول وهو في أثناء السير وانتظار من تخلف وأمره برد من تقدم يدل على أنه لأمر حدث في ذلك الوقت مع أنه قال هذا الكلام عقيب الامر بالتمسك بالكتاب والعترة وبيان انهما لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض الذي هو تمهيد لما بعده ، فدل على أنه لأمر أهم من مسالة اليمن على اننا انما نستدل بقوله من كنت مولاه فعلي مولاه عقيب قوله أ لست أولي بالمؤمنين من أنفسهم سواء أ قال ذلك بمكة أم في غدير خم وسواء أ قاله عقيب شكايتهم من علي أم لا فإنه دال على أن عليا أولى بالمؤمنين من أنفسهم والإمامة والخلافة لا تزيد على ذلك كما مر ، وقد أجاب صاحب السيرة الحلبية عن الحديث بوجوه عمدتها ما يأتي : أحدهما ان الشيعة اتفقوا على اعتبار التواتر فيما يستدلون به على الإمامة من الأحاديث وهذا الحديث مع كونه آحادا طعن في صحته جماعة من أئمة الحديث كابي داود وأبي حاتم الرازي ويرده ان الحديث لا يقصر عن درجة المتواتر بمعنى المقطوع الصدور فقد رواه علماء الفريقين ومحدثوهم بأسانيد صحيحة تزيد عن عدد التواتر وقد رواه عن النبي ص ثلاثون صحابيا واعترف لعلي به عدد كثير من الصحابة لما نشدهم في مسجد الكوفة ودعا على من أنكر فاستجيب دعاؤه فيه كما ستعرف ، ولم يكن في الدوحات أحد الا سمع ورأى ما جرى فيه وهم يزيدون على مائة ألف وقد اعترف الحافظ الذهبي بتواتره فيما يأتي حيث قال وصدر الحديث متواتر أتيقن ان رسول الله (صلى الله عليه واله) قاله واما زيادة اللهم وال من والاه فزيادة قوية الاسناد اه وقد أفرد هذا الحديث بالتأليف حتى أن ابن جرير الطبري وناهيك به جمع مجلدين في طرقه وألفاظه وقد أثبت تواتره السيد حامد حسين الهندي اللكهنوئي من أجلاء علماء الهند في هذا العصر في كتابه عبقات الأنوار فذكر من رواه من الصحابة ومن رواه عنهم من التابعين ومن رواه عن التابعين من تابعي التابعين ومن أخرجه في كتابه من المحدثين على ترتيب القرون والطبقات ومن وثق الراوين والمخرجين له ومن وثق من وثقهم وهكذا في طرز عجيب لم يسبقه إليه أحد .
قال ابن كثير الشامي في تاريخه ، اعتنى بأمر هذا الحديث يعني حديث الغدير أبو جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير والتاريخ فجمع فيه مجلدين اورد فيهما طرقه وألفاظه وكذلك الحافظ الكبير أبو القاسم بن عساكر صاحب تاريخ دمشق اورد أحاديث كثيرة في هذه الخطبة يعني خطبة يوم الغدير اه ؛ ثم اورد ابن كثير أحاديث كثيرة جدا مما ورد في يوم الغدير نقلها من كتاب ابن جرير المشار إليه ويأتي نقل بعضها ، واما طعن أبي داود وأبي حاتم فيه الذي لا منشأ له الا التحامل فهو قد قال فيما يأتي انه لا يلتفت إليه .
ثانيها ان اسم المولى يطلق على عشرين معنى منها انه السيد الذي ينبغي محبته ويجتنب بغضه وأيد ذلك بما مر عنه من أن بريدة لما جاء من اليمن مع علي شكا بريدة عليا إلى النبي (صلى الله عليه واله) فقال ذلك لبريدة خاصة ثم أحب ان يقوله للصحابة عموما في غدير خم أي فكما عليهم ان يحبوني عليهم ان يحبوا عليا ويرده ان اسم المولى لو كان يطلق على ألف معنى فالمراد به هنا الأولى لاقترانه بقوله أ لست أولي بكم من أنفسكم فقالوا بلى قال من كنت مولاه فعلي مولاه كما مر تفصيله ، على أن هذا الاهتمام العظيم من النبي (صلى الله عليه واله) بجمع الناس في غدير خم والخطبة ورفع علي معه واخذه بضبعيه حتى بان بياض إبطيهما لا يناسب ان يكون الغرض منه ان يعلمهم ان عليهم ان يحبوا عليا كما عليهم ان يحبوه مع كون ذلك أمرا ثابتا في حق كل مسلم لا يختص به علي .
ثالثها مع تسليم ان المراد أنه أولي بالإمامة فالمراد في المال لا في الحال قطعا والا لكان هو الامام مع وجود النبي (صلى الله عليه واله) والمال لم يعين وقته فيجوز أن يكون بعد أن يبايع بالخلافة وأيده بأنه لم يحتج بذلك الا بعد أن صارت الخلافة إليه .
ويرده انه لم يقل أحد أن معنى الحديث انه أولي بالإمامة بل أولي بالمؤمنين من أنفسهم فيكون هو الامام بعد النبي (صلى الله عليه واله) لأن الإمامة لا تزيد على ذلك واما في حياة النبي (صلى الله عليه واله) فقد علم أنه ليس للناس امام غيره ، واما إرادة انه أولي بالمؤمنين من أنفسهم في زمن خلافته فتقييد بلا مقيد ؛ واما عدم احتجاجه بذلك قبل زمن خلافته فلأن القول الفصل حينئذ لم يكن للكلام والاحتجاج بل كان للسيف والقوة ، وما ينفع الاحتجاج فيمن يقول والله لأحرقن عليكم أو لتخرجن إلى البيعة ويجئ بعلي والزبير ويقول لتبايعان وأنتما طائعان أو لتبايعان وأنتما كارهان ؛ عن الطبري ويقول لعلي انك لست متروكا حتى تبايع .
ويدعو بالحطب ويحلف لتخرجن أو لأحرقن الدار عليكم فيقال له ان فيها فاطمة فيقول وإن ، كما مر عن ابن قتيبة هناك أيضا ويمكن أن يكون ترك الاحتجاج به لأن فيه ما لا يمكن أن يتحملوه منه فيقع ما لا تحمد عقباه مع علمه بعدم الفائدة فعدل إلى الاحتجاج بالقرابة وبأنه أحق وما غاب عنا لا يمكننا الإحاطة بجميع خصوصياته لا سيما مع اعتراض الأهواء والعصبيات .
وروى الواحدي النيسابوري في كتاب أسباب النزول بسنده عن أبي سعيد الخدري قال نزلت هذه الآية { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} [المائدة: 67] يوم غدير خم في علي بن أبي طالب .
وروى الإمام أحمد بن حنبل في مسنده وأبو يعلي الموصلي والحسن بن سفيان فيما حكاه عنهما ابن كثير في تاريخه فأسانيدهم عن البراء بن عازب قال : كنا مع رسول الله (صلى الله عليه واله) في سفر في حجة الوداع فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله (صلى الله عليه واله) تحت شجرة فصلى الظهر واخذ بيد علي فاقامه عن يمينه فقال أ لستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم أ لست أولى بكل امرئ من نفسه قالوا بلى فاخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، فلقيه عمر بعد ذلك فقال هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت ولي كل مؤمن ومؤمنة .
وروى الحاكم في المستدرك وصححه على شرط الشيخين ولم يتعقبه الذهبي في التلخيص بعدة أسانيد عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال لما رجع رسول الله (صلى الله عليه واله) من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن فقال كأني قد دعيت فأجبت أني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله وعترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ثم قال أن الله عز وجل مولاي وانا مولى كل مؤمن ثم اخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه .
وروى الحاكم أيضا بسنده عن سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل عامر بن واثلة وصححه على شرطهما أنه سمع زيد بن أرقم يقول نزل رسول الله (صلى الله عليه واله) بين مكة والمدينة عند شجرات خمس دوحات عظام فكنس الناس ما تحت الشجرات ثم راح رسول الله (صلى الله عليه واله) عشية فصلى ثم خطب وقال أيها الناس أني تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن اتبعتموهما وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي ثم قال أ تعلمون أني أولي بالمؤمنين من أنفسهم ثلاث مرات قالوا نعم فقال من كنت مولاه فعلي مولاه .
وفي السيرة الحلبية لما وصل (صلى الله عليه واله) إلى محل بين مكة والمدينة يقال له غدير خم بقرب رابغ جمع الصحابة فخطبهم فقال أيها الناس انما انا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب ثم حض على التمسك بكتاب الله ووصى باهل بيته فقال أني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، وقال في حق علي لما كرر عليهم أ لست أولى بكم من أنفسكم ثلاثا وهم يجيبونه بالتصديق والاعتراف ورفع يد علي وقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأحب من أحبه وابغض من أبغضه وانصر من نصره وأعن من اعانه واخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار ، ثم قال وهذا حديث صحيح ورد بأسانيد صحاح وحسان . قال ولا التفات لمن قدح في صحته .
قال وقول بعضهم أن زيادة اللهم وال من والاه الخ موضوعة مردود فقد ورد ذلك من طرق
صحح الذهبي كثيرا منها انتهت السيرة الحلبية .
وقال ابن ماجة : حدثنا علي بن محمد أنبأنا أبو الحسين أنبأنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب : اقبلنا مع رسول الله (صلى الله عليه واله) في حجة الوداع فنزل في الطريق فامر بالصلاة جامعة فاخذ بيد علي فقال أ لست أولي بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال أ لست أولي بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فهذا ولي من انا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه اه .
قال ابن كثير وكذا رواه عبد الرزاق عن معمر عن علي بن زيد بن جدعان عن البراء اه .
وارد ابن كثير عن الإمام أحمد بعدة أسانيد عن زيد بن أرقم في بعضها نزلنا مع رسول الله (صلى الله عليه واله) منزلا يقال له وادي خم فامر بالصلاة فصلاها بهجير فخطبنا وظلل رسول الله بثوب على شجرة ستره من الشمس قال أ لستم تعلمون أو أ لستم تشهدون إني أولي بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فمن كنت مولاه فان عليا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، قال ابن كثير وهذا اسناد جيد رجاله ثقات على شرط السنن ، وأورد ابن كثير روايات كثير بأسانيدها من كتاب غدير خم لابن جرير وفي بعضها أنه ص قال أيها الناس إني وليكم قالوا صدقت فرفع يد علي فقال هذا وليي و المؤدي عني وإن الله موالي من والاه ومعادي من عاداه اه تاريخ ابن كثير واستقصاء ما فيه يطول به الكلام .
وروى النسائي في الخصائص عن محمد بن المثنى عن يحيى بن حماد عن أبي معاوية عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال لما رجع رسول الله (صلى الله عليه واله) من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ثم قال كأني قد دعيت فأجبت وإني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى بردا علي الحوض ثم قال إن الله مولاي وانا ولي كل مؤمن ثم اخذ بيد علي فقال من كنت وليه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فقلت لزيد سمعته من رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال نعم وإنه ما كان في الدوحات أحد الا رآه بعينه وسمعه باذنه ، قال ابن كثير في تاريخه قال شيخنا أبو عبد الله الذهبي وهذا حديث صحيح .
وروى النسائي في الخصائص أيضا بسنده عن زيد بن أرقم قام رسول الله (صلى الله عليه واله) فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أ لستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى نشهد لأنت أولي بكل مؤمن من نفسه قال فاني من كنت مولاه فهذا مولاه واخذ بيد علي . وروى النسائي في الخصائص أيضا بسنده عن عائشة بنت سعد سمعت أبي يقول سمعت رسول الله ص يوم الجحفة فاخذ بيد علي فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إني وليكم قالوا صدقت يا رسول الله ثم اخذ بيد علي فرفعها فقال هذا وليي ويؤدي عني وانما موالي من والاه ومعادي من عاداه.
وحكى ابن كثير عن ابن جرير الطبري أنه رواه بسنده عن عائشة بنت سعد عن أبيها مثله الا أنه قال هذا وليي والمؤدي عني وإن الله موالي من والاه ومعادي من عاداه ، قال ثم رواه ابن جرير من طريق آخر وإنه (عليه السلام) وقف حتى لحقه من بعده وأمر برد من كان تقدم فخطبهم الحديث وروى النسائي بسنده عن عائشة بنت سعد عن سعد قال اخذ رسول الله (صلى الله عليه واله) بيد علي فخطب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أ لم تعلموا أني أولي بكم من أنفسكم قالوا نعم صدقت يا رسول الله ثم اخذ بيد علي فرفعها فقال من كنت وليه فهذا وليه وإن الله ليوالي من والاه ويعادي من عاداه . وبسنده عن عائشة بنت سعد عن سعد قال كنا مع رسول الله (صلى الله عليه واله) بطريق مكة وهو متوجه إليها فلما بلغ غدير خم وقف للناس ثم رد من تقدم ولحقه من تخلف فلما اجتمع الناس إليه قال أيها الناس من وليكم قالوا الله ورسوله ثلاثا ثم اخذ بيد علي فاقامه ثم قال من كان الله ورسوله وليه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه أقول كأنه أشار بذلك إلى قوله تعالى انما وليكم الله ورسوله الآية والولي هنا بمعنى الأولى ومنه ولي الطفل وولي المرأة اه .
وفي الاستيعاب : روى بريدة وأبو هريرة وجابر والبراء بن عازب وزيد بن أرقم كل واحد منهم عن النبي (صلى الله عليه واله) أنه قال يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وبعضهم لا يزيد على من كنت مولاه فعلي مولاه ، ثم قال بعد ذكر خبر اعطاء الراية يوم خيبر وهذه كلها آثار ثابتة .
وحكى صاحب السيرة الحلبية عن بعضهم أنه لما شاع قوله (صلى الله عليه واله) من كنت مولاه فعلي مولاه في سائر الأمصار وطار في الأقطار بلغ الحارث بن النعمان الفهري فقدم المدينة ودخل على النبي (صلى الله عليه واله) ثم قال يا محمد امرتنا بالشهادتين فقبلنا وامرتنا بالصلاة والصوم والزكاة والحج فقبلنا ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك ففضلته وقلت من كنت مولاه فعلي مولاه فهذا شئ من الله أو منك فاحمرت عينا رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال والله الذي لا إله إلا هو أنه من الله وليس مني قالها ثلاثا فقام الحارث وهو يقول اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأرسل علينا {حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ} [الأنفال: 32] الآية وكان ذلك أي ما جرى يوم الغدير في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة اه .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|