المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Functional Congruence
9-1-2020
الكيلات الفلزات كبادئات في البلمرة الانيونية Metal Alkyls
11-11-2017
العصبية القبلية في الحجاز.
2023-05-04
مستويات الطلاق
11-6-2022
تمييز الوصية بالأعيان عن العقد
2023-05-19
محمد بن حُمران
11-9-2016


تعويد الأولاد على المستحبات وأثره  
  
201   02:32 صباحاً   التاريخ: 2024-11-06
المؤلف : السيد علي عاشور العاملي
الكتاب أو المصدر : تربية الجنين في رحم أمه
الجزء والصفحة : ص371ــ373
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /

من المسائل التي تؤثر في تربية الأولاد وقد تكشف فشل الوالديــن فـي تـربية أولادهم هي تجاهل تعليم أو إرشاد الأطفال الى المستحبات الشرعية، وهو أمــر فـي غاية الأهمية وله أثر كبير على تربية الطفل منذ الصغر وإن كان دون الإلزام والوجوب إلا أنّ أثرها كبير على ترشيد الوعي والثقافة والدين.

وهي كثيرة أهمها:

1- التسمية عند الطعام والشراب بل عند الابتداء بكل، فإن الأمر الذي لا يبتدأ فيه ((بسم الله الرحمن الرحيم)) فهو أبتر ناقص منزوع البركة من الله تعالى.

2- الصلاة كل يوم، والتأكيد على الصلاة جماعة.

3- الذهاب للمسجد، ولا أقل يوم الجمعة.

4- المواظبة على غسل يوم الجمعة.

5- قص الأظافر كل خميس أو جمعة.

6- المشاركة في مجالس العزاء والمناسبات الدينية.

7- الشكر عند حصول كل نعمة أو تجددها، ولا أقل المواظبة على سجدتي الشكر بعد كل صلاة(1)، أو الإكثار من قول ((الحمد الله)) فهي غاية الشكر، قال الإمام الصادق (عليه السلام): يا سفيان إذا أنعم الله عليك بنعمة وأحببت دوامها والزيادة من الله عز وجل فأكثر حمد الله عـليهـا فـقـد قـال الله عزّ وجلّ: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7](2).

8- تعويدهم على كثرة الصلاة على محمد وآل محمد ولو قبل النوم.

9- تعويدهم على تعقيبات الصلاة وأهمها تسبيح الزهراء (عليها السلام)(3).

10- تعويدهم على زيارة الأرحام والأقارب كلّ أسبوع، أو لا أقل في الشهر مرة. 11- تعويدهم على التصدق، قال الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام): ((مر الصبي فليتصدق بيده بالكسرة والقبضة والشيء وإن قل، فإن كلِّ شيء يراد به الله وإن قل بعد أن تصدق النية فيه عظيم...))(4).

شاهد واقعي

نقرأ في التأريخ أن (الصاحب بن عباد) كان رجلاً سخياً وكريماً، ولقد كان يقول: اكتسبت هذا السخاء والكرم من والدتي حينما كانت تعطيني مبلغاً من النقود يوميّاً، وتقول عليك أن تتصدّق بها حتى فهمت أنّ الإنسان ينبغي له أن يُفكر في الآخرين مثلما يفكر في تحسين وضعه.

الإسلام يقول بتناول الغذاء الحلال قبل انعقاد النطفة وبعدها لأن الطعام الحرام له تأثيرات عجيبة في شقاوة وبؤس المولود؛ وهو لا ينهى الأب وحده عن تناول الحرام المؤثر في مصير ولده فحسب بل ينهى الأُمّ كذلك، لأنّ الولد ينشأ من الأبوين كليهما، يطيب بطهرهما ويزكو، ويخبث بسوئهما ويخبو.

فمعاصي الأبوين تُكدّرُ النُّطفة التي يتكوّن ابنهما منها، وتجعله عرضة لمقارفة تلك المعاصي وما هو أقبح منها مقتفياً خُطى أبويه في خسران الدنيا والآخرة.

ويُحبّذ الإسلام أن تتغذى الأُمّ بالأغذية النظيفة الطاهرة من مثل التفاح والكمثرى واللحم الأحمر والأبيض لما لهذه الأغذية من تأثير في بدن الطفل الذي سيكون عضواً في المجتمع.

وعند مجيئه ينبغي له أن يشرب لبن أُمّه، لأنّه أفضل من أي لبن آخر، ولأنه يجعله

يشعر بالعاطفة والرأفة - فيكسب الطفل مناعة من كثير من الأمراض.

ويقول الإسلام بإرضاعه عامين، وينهى عن تكدير حليبه بالمعصية(5)، فكان استحباب وضوء الأُمّ قبل الإرضاع وبعده وإن كانت حائضاً من أجل هذا الصفاء. ويُقال للأب لا تُغذي طفلك لبناً حراماً ولا طعاماً حراماً فتكون سبباً في شقائه.

فما أسعد أبوين ربّيا ولدهما على حُبّ الله وحُبّ أوليائه وما فرقا بين ما يُكرمه في الدنيا وما يُسعده في الآخرة.

ويدعو الإسلام الأب إلى استصحاب ولده إذا بلغ السبع، ليتعلم المعاشرة وآداب الحديث الذي يجب أن يكون خالياً من الكذب، ليسلك سلوكاً طبيعياً وتبعد عن الأطفال المخطئين أو الأولاد الذين اكتسبوا العادات السيئة من آبائهم أو أُمهاتهم ومجتمعهم، وإذا لم يلتزم الآباء بتوصيات أخلاقية وإنسانية انحرف أولادهم، وأصبحوا يتعاطون الشيطنة والتشبه بالغرب المقيت(6).

وغير ذلك كثير منها: حسن الأخلاق مع الوالدين والبدء بالسلام، واحترام الآخر وبالأخص أهل العلم والدين وحسن الجوار ومساعدة المظلوم ومواجهة الظالم وحب المصالح العامة واحترامها والمحافظة على الممتلكات العامة، ورفع الأوساخ عن الطرقات، وحب الفقراء والابتسامة بوجه الأخ والصديق والعشرة وحسن المعاملة مع الناس في السوق أو في المسجد أو في المدرسة والجامعة و....

_______________________________

(1) وكيفيتها أن يسجد الإنسان واضعاً يديه ورجليه وركبتيه وجبهته على ما يصح السجود عليه كالقرص أو التراب ويقول: الشكر الله أو شكراً لله، ثلاث مرات، ثم يرفع رأسه ويسجد مرة ثانية ويقول كما قال أول مرة، وورد استحباب قول سجد وجهي اللئيم لوجهك الكريم.

(2) مناقب آل أبي طالب: 3 / 373، شعب الإيمان: 4 / 108، ح 4446، العقد الفريد: 3 / 175.

(3) وكيفيته: 34 مرة ((الله أكبر))، 33 مرة ((الحمد الله))، 33 مرة ((سبحان الله)).

(4) الوسائل 9: 376 ح 1 باب 4.

(5) لِمَ لها من أثر على روحيته.

(6) انظر كتاب تربية الطفل للشيخ المظاهري: 9 - 11. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.