أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-05-2015
12722
التاريخ: 2024-03-18
831
التاريخ: 2023-12-31
1627
التاريخ: 18-11-2014
4427
|
أبرز المدارس الفلسفيّة
يختلف لون الاتّجاه الفلسفيّ في التفسير، تبعاً لاختلاف المدارس الفلسفيّة، ومن أبرزها الآتي(1):
أ- المدرسة المشائيّة(2):
يُطلق هذا الاصطلاح على المنهج الفلسفيّ الذي يرجع بجذوره إلى أفكار أرسطو، ويُعدّ كلّ من ابن سينا (370-428هـ.ق) والفارابي من أبرز الفلاسفة المسلمين عناية بهذا المنهج. ومن أبرز التفاسير الفلسفيّة المشائيّة، الآتي:
- تفسير ابن سينا: أبو علي حسين بن عبد الله بن الحسين (ابن سينا).. وله أيضاً كتاب النيروزية في معاني الحروف الهجائيّة.
ب- المدرسة الإشراقيّة(3):
ويُطلَق هذا الاصطلاح على المنهج الفلسفيّ الذي يرجع بجذوره إلى الأفكار الأفلاطونية وفلسفة فارس. ويُعدّ الشيخ شهاب الدين السهروردي (549-587هـ.ق) من أشدّ الفلاسفة المسلمين عناية بهذا المنهج، حيث ظهر هذا الاتّجاه في مؤلّفاته التي تناول فيها تفسير القرآن.
ج- مدرسة الحكمة المتعالية:
ويُطلَق هذا الاصطلاح على المنهج الفلسفيّ الذي أسّسه الشيخ صدر الدين الشيرازيّ (ت: 1050هـ.ق)( 4). ومن أبرز التفاسير الفلسفيّة وفق مدرسة الحكمة المتعالية، الآتي:
- تفسير القرآن العظيم: صدر الدين الشيرازي. وله - أيضاً - كتاب أسرار الآيات.
- تحفة الأبرار في تفسير القرآن: الملا محمد الملائكة (القرن الثاني).
- تفسير رضوان: الميرزا عبد الوهاب (ت: 1294هـ.ق).
- مخزن العرفان: السيدة الأصفهانية (ت: 1403هـ.ق).
- الميزان في تفسير القرآن: العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي.
______________________________
1.انظر: الرضائي، مناهج التفسير واتّجاهاته، م.س، ص378-379.
2.يُنقل عادةً لتسمية هذه المدرسة بالمشّائية سببان أساسيّان: الأوّل: أن مؤسّسها أرسطو كان يعلّم الحكمة دائماً وهو في حال المشي، لذلك سُمي وأتباعه بالمشّائين. الثاني: أنّ أتباع هذه المدرسة يتّبعون المنهج العقليّ وهو أنّهم يسيرون من المقدّمات ليشكّلوا الدليل حتى يصلوا إلى النتيجة، وهم يرفضون أيّ منهجٍ آخر، ولهذا المشي العقليّ سموا بالمشّائين. وانتقلت هذه الفلسفة من اللغة اليونانيّة إلى الأوساط الاسلامية على يد المترجمين في عهد الترجمة الإسلاميّة. وكان من أبرز الفلاسفة يعقوب بن إسحاق الكنديّ، ولكنّ دوره لم يتجاوز الشرح والتفسير، حتى جاء دور العلَمين الكبيرين، أبي نصر الفارابي الملقّب بالمعلّم الثاني، وأبي علي بن سينا الملقّب بالشيخ الرئيس، وهو رئيس المدرسة المشائيّة في الفكر الإسلاميّ. فقد استطاع هذان العَلَمان - بعد هضم الفلسفات والأفكار السابقة والمطروحة ونقدها- تطويرَ كثيرٍ من الأصول الفلسفيّة حتى بلغت المدرسة المشّائية الرشد والكمال المطلوب. وتمتاز المدرسة المشائيّة بعدّة خصائص وميّزات: الأولى: اعتماد المنهج العقليّ الذي يعتمد عليه في تحقيق المسائل الفلسفيّة، وحصر طريق المعرفة بالعقل. الثاني: إنّ الروح العامّة التي تحكم هذه الفلسفة هي الاهتمام بالإلهيّات خصوصاً، وبأبحاث الفلسفة الأولى عموماً. الثالثة: تحاول هذه الفلسفة أن تربط أبحاثها الفلسفيّة بقضايا الإنسان، لذلك نجدها تهتمّ بالقضايا الأخلاقيّة، وهذا يعني وجود بعدٍ عمليّ طُعِّمت به الفلسفة النظريّة لمعالجة مشاكل الحياة الإنسانيّة.
3.يعدّ الشيخ شهاب الدين السهروردي شيخ الإشراق، زعيماً لهذه المدرسة في العصر الإسلاميّ. وهو ينسب في أوّل كتابه "حكمة الإشراق" امتداد هذه المدرسة إلى جماعة من الفلاسفة المتقدمين اليونانيين، أمثال: فيثاغورس وأفلاطون، معتبراً أنّهم كانوا من دعاة الحكمة الذوقيّة الإشراقيّة، زاعماً أنّ أفلاطون هو شيخ الإشراقيّين. وسبب التسمية يكمن في أنّ الإشراق يعني انبثاق النور. ومن خلال هذه الكلمة أراد أصحاب هذه المدرسة أن يبيّنوا المنهج الذي يعتمدون عليه، بحيث يميّزهم عن المنهج المشّائي، فهم يعتقدون أنّه بتطهير القلب من أدران الذنوب، وبصقل النفوس من أوساخ التعلّقات الدنيويّة، تشرق العلوم والمعارف في قلوبهم، فيطّلعون على حقائق الأشياء. وممّا يميّز هذه المدرسة عن غيرها من المدارس اعتمادها في تحصيل معارفها على عدّة أمورٍ: الأوّل: العقل والاستدلال المنطقيّ والفلسفيّ. الثاني: الذوق الفطري وصفاء الباطن. الثالث: اعتمادها على ظواهر القرآن الكريم، والسنّة الشريفة. ولكنّ هذه المدرسة بالرغم من تلافيها لبعض المشاكل الموجودة في المدرسة المشائية، لم تستطع أن تحقّق النجاح العملي الذي حقّقته على مستوى التنظير، وإنّما كان النجاح حليف مدرسة الحكمة المتعالية.
4.إنّ الفكر الفلسفيّ السائد في الأوساط العلميّة الإسلاميّة وخصوصاً في الحوزات العلميّة، هو فكر مدرسة الحكمة المتعالية وفلسفتها، التي أرسى دعائمَها وأسّس قواعدَها صدرُ الدين الشيرازيّ، الملقّب بصدر المتألّهين أو بالملا صدرا، وذلك في القرن الحادي عشر الهجريّ. وقد اتّبع في بحثه الفلسفي منهجاً مختلفاً عن المناهج المتّبعة في المدارس السابقة عليه، فهو ليس منهجاً مشّائياً بحتاً، ولا إشراقيّاً بحتاً، ولا صوفيّاً، ولا كلاميّاً، وفلسفته ليست فلسفة تجميعيّة، بل لها بناؤها الفلسفيّ المشخّص. فهي بحقٍّ مزيجٌ من كلّ هذه المناهج والمدارس. وبملاحظة حياة صدر المتألّهين بمراحلها الثلاث، يمكن استنتاج ركائز الفلسفة الني شيّدها، والأُسُس التي اعتمد عليها، فهو فيلسوف إسلاميّ قرأ كلّ ما تقدّم عليه من أفكارٍ وفلسفاتٍ، وطاقت نفسه لحياة العزلة والتصوّف، لكنّه خرج من عزلته منتصراً، يحمل فلسفةً جديدةً، لم يكن ليوفّق إليها من قبله، فكانت فلسفته مزيجاً من البرهان والوجدان والقرآن، أو قل مزيجاً من العقل والكشف والشرع. فكانت مدرسة الحكمة المتعالية مدرسة فلسفية قائمة على عدّة خصائص ومرتكزات قوامها: الجمع بين البرهان والوجدان، والمطابقة بين الشرع والعقل، ومحوريّة القرآن. لقد استطاع صدر المتألّهين أن يجمع بين الفلسفة والعرفان، واستفاد في ذلك من السنّة والقرآن، وبيّن المعارف الذوقيّة في صورة الدليل والبرهان، فتولّد بهذا الترتيب بين مناهج المعرفة منهجٌ حديثٌ، سمّي بالحكمة المتعالية. وقد حسمت هذه المدرسة النزاع بين الفلسفة المشائيّة والإشراقيّة، ولم يعد معنى للصراع بين أرسطو وأفلاطون في هذه المدرسة، حيث وضعت كلّ مسألةٍ في مكانها، واستفادت من المناهج المعرفيّة كلّها.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|