x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الخصائص الاجتماعية للمراهق

المؤلف:  د. علي القائمي

المصدر:  دنيا الفتيات المـراهقـات

الجزء والصفحة:  ص61–65

25-11-2020

4579

يغادر الطفل الحياة الفردية في حدود سن الرابعة أو الخامسة ويأنس بالحياة الإجتماعية شيئاً فشيئاً. وخلال دخول المدرسة في سن السادسة أو السابعة ينخرط في حياة إجتماعية أوسع نسبياً.

ويبلغ الميل الى حياة الجماعة في سن الحادية عشر حداً دفع البعض الى وصف هذه الفترة بفترة اللهو الجماعي.

فالشخصية ترتبط في هذه المرحلة بعلاقات إجتماعية أوسع، ويقل تعلقها بالأسرة ، وتعمل بشكل أسرع على انتخاب الأصدقاء وبحسب تعبير أحد العلماء ، فإن الموضوع الأساس في علاقات المراهق أو المراهقة مع الآخرين هو الخروج التدريجي من الحالة الطفولية ومن التقوقع في الأسرة والإطلال على حياة الجماعة في الخارج والانخراط فيها.

ـ الحياة الإجتماعية

 أجل لتكون المراهقة ، في هذه المرحلة ، قد غادرت حياة التبعية للآخرين ، وهي تسعى الآن الى بناء حياتها الإجتماعية المستقلة. وبطبيعة الحال ، فإن الإنخراط في الحياة الإجتماعية رغم الإيجابيات الكثيرة التي تتخلله ، قد يرافقه سلبيات ومفاسد عديدة أيضا على أثر معاشرة رفاق السوء والإنحراف.

ففي هذه المرحلة تشعر الفتيات أنهن قد تحررن من القيود والمكبلات السابقة ، ولابد أن تكون لهن رؤيتهن الخاصة وقرارهن المستقل بشأن روابطهن الإجتماعية الجديدة. وإن تحقق هذه الرغبة لا يصب ـ دائما ـ في صالحهن، خصوصاً حين يسعين الى الإنعتاق التام من وصاية وإشراف أولياء الأمور على شؤونهن ، والى التوجه الشامل الى الارتباط بالصديقات.

ـ العلاقة بالوالدين

إن أغلب أولياء الأمور يشكون من حالة المشاكسة والتمرد لدى أبناءهم في سن المراهقة. ولندرة حالات الطاعة والالفة بين أفراد هذه الفئة ، نلاحظ أن بعض أولياء الأمور يتفاخرون بنجابة والفة أبنائهم إذا شاهدوا شيئا من الطاعة لأوامرهم ونواهيهم من قبلهم. ومن لا يفخر بهذه الحالة الأخيرة ولا يدعي أن أبناءه يثقون به وينفتحون عليه في كل شؤونهم ؟!

وبعبارة أخرى: فإن أغلب المراهقين يبتعدون عن والديهم من الناحية العاطفية ، ويعصون أوامرهم ، وقد يبادرون حتى الى الوقوف بوجوههم في بعض الموارد. وتعود بواعث هذه المواقف الى أن المراهقين يعتبرون أولياء أمورهم أناس متعصبون وجافون ومعارضون لأساليب الحياة العصرية (1).

فقد تبادر أحياناً فتاة ناشئة الى انتقاد والدتها بقولها إنها تفكر بعقلية قديمة ومتخلفة ، لأنها لا تسمح لها ، مثلا ، بالاشتراك في البرنامج أو الحفل الكذائي. وهكذا تذهب أمثال هذه الفتاة الى نعت أولياء الأمور بمختلف النعوت السلبية لأنهم لا يسمحون لهن بالتصرف وفق رغباتهن دائماً.

فمن أجل التغلب على الشعور بالنقص وإثبات الشخصية ، تنزع الفتاة أحياناً الى التمرد على إرادة الأبوين ، بل وحتى الى الاستخفاف بآرائهما. وبالطبع فإن هذه الحالة من الممكن أن تؤدي ، كما يشير علماء التحليل النفسي ، الى إبتلاء المراهقة بعقدة أوديب التي تولد الحقد والكراهية تجاه الأبوين.

ـ الصداقات

تسعى الفتيات خلال فترة المراهقة الى العثور على صديقات يمكن الوثوق بهن ، وذلك من أجل أن يجعلنهن موضع أسرارهن واستشاراتهن في شؤونهن الخاصة ، كما ويحرصن على توثيق عرى هذه الصداقات من خلال تقديم الخدمات والهدايا لبعضهن ، وبطبيعة الحال تتميز مثل هذه الصداقات بخلوص النوايا وصدق السرائر ، ونادراً ما يمكن أن تخللها الشوائب.

ولأن الفتيات يحرصن على الاحتفاظ بصديقاتهن ، وعدم التفريط بهن ، لذا فإنهن يملن الى تقليدهن في السلوك ، والزينة ، والملبس و ... وهذه الحالة بذاتها قد تكون أرضية للسقوط في مستنقع الفساد والرذيلة والإنحراف كما ويمكن أن تكون سبباً لزيادة الوعي والهداية والرشاد.

ـ التطرف في الصداقة

كما وتتطرف الفتيات في علاقات الصداقة ، أحياناً ، بشكل غير طبيعي، ويعرضن أنفسهن لمشاق كبيرة من أجل أن يثبتن إخلاصهن وحبهن للطرف المقابل ، حتى أنه لوحظت حالات من إلحاق الأذى بالنفس بهدف التدليل على مثل هذا الشيء.

إن انغماس الفتاة المراهقة في أوساط قريناتها في السن ، وأخذ أعرافها على أنها أشياء مصانة من الخطأ ، من شأنه أن يبعدها عن الأسرة في وقت ما تزال فيه بحاجة الى التوجيه والإرشاد الخارجي من أجل ضبط عواطفها.

ومن الأعراض الخطيرة التي نواجهها خلال سني المراهق يمكن الإشارة الى حالة الإفتتان بالأشياء لدى الفتيات. ولا يفوتنا ذكر حقيقة أن مميزات فترة المراهقة الميل الى تبادل الإعجاب والإرشاد مع قرينات السن.

فللكثير من الفتيات صديقات صميمات يودعن لديهن أسرارهن ، وقد تؤدي مثل هذه الصداقات التي تصل الى درجة الافتتان بالمقابل أحيانا ، الى الاندفاع في مسالك منحرفة ، باعتبار إن الفتاة لا تستطيع أن ترد طلبا للصديقة التي تحبها الى حد الافتتان بها.

وقد تبادر الفتيات في عالم الافتتان الى تبادل رسائل عاطفية ملتهبة فيما بينهن ، يسطرن خلالها عبارات الحب والشوق والالم.

ولا يعني ذلك أن جميع الصداقات وحالات الهيام والافتتان ببعض ، في أوساط هذه الفئة ، ناتجة بالضرورة عن ميول ورغبات جنسية. فقد تكون ناتجة عن ميول جنسية وقد لا تكون كذلك ، لكنها في الغالب الأعم صداقات بريئة.

ـ التمرد على الأعراف

إن مرحلة المراهقة هي مرحلة التمرد ، التمرد على الكثير من العادات والتقاليد والأعراف السائدة في الأسرة والمجتمع والتسرع في الحكم على القضايا خلال البحث عن الجديد والحديث من أساليب الحياة.

إن الميل نحو التجدد ، وتجاوز العادات والتقاليد ، وعدم الالتزام بما يعتبره الكبار مقدساً ، من قبل الفتيات في هذه السن ، يرجع في أسبابه النفسية الى نوع من الرغبة بالتنفيس عن الإحتقانات العاطفية.

ولذا فلا عجب إذا ما ظهرن بمظاهر مضحكة فيما يرتدينه من أزياء وما يستخدمنه في تزيين أنفسهن. إن رأي زميلاتهن في هذا المجال أهم بالنسبة لهن من رأي أولياء الأمور والمربين.

إن الفتاة خلال مرحلة المراهقة تفقد ثقتها تقريباً بجميع الذين كان لهم تأثير في حياتها في أوقات سابقة ، فتصبح عصبية وحادة المزاج الى درجة تلاقي صعوبات كبيرة في الإنفتاح على الكبار.

وبعبارة أخرى ، تميل الفتاة خلال هذه الفترة الى حصر علاقاتها في إطار محدود وعدم الإنفتاح على الجميع ، لخشيتها من أن يؤدي انفتاحها على الآخرين ، ومنهم أولياء الأمور والمعلمين الى أن يسخروا من أحاسيسها ومشاعرها.

إن من شأن انطواء الفتيات على أنفسهن وابتعادهن عن الكبار أن يحرمهن من الإطلاع على تقاليد وأعراف وأساليب الحياة المنطقية ، ومن توجيهات وإرشادات الكبار المفيدة بإعتبارها منطلقة من تجارب حياتية معاشة.

ـ في مجال العمل

عادة يقضي الفتيان في مثل هذه السن أوقات فراغهم بالألعاب الفكرية من قبيل الشطرنج وما شابه ، فيما تتجه الفتيات الى إكتساب المهارات في مجالات الطهي والأعمال البيتية بما يناسب طباعهن الأنثوية.

إن إهتمام المراهقين ، إناثاً وذكوراً ، بالمشاغل وبإكتساب المهارات الفكرية والعملية يلعب دورا مفيدا في حياتهم ؛ لأن الفراغ من شأنه أن يشوش أذهانهم ويشغل أفكارهم بقضايا غير مفيدة في أفضل الأحوال إن لم تجرهم الى مسالك الجنوح والإنحراف.

وفيما يخص الفتيات يلاحظ أنهن يعانين من الخمول والكسل أحياناً ، الأمر الذي يقلل من نشاطهن ، ويعود السبب في ذلك إما الى تعكّر في المزاج أو الى تنازل في النشاط الغددي ، كما وقد يكون ناتجاً عن اختلالات عصبية حادة من شأنها أن تتفاقم بشكل خطير ما لم يبادر إلى علاجها.

__________________

(1) المراهقة ، الدكتور جعفر الكرماني ، ص 51 .

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+