المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

كيف تجمع الطرائف في الاخبار؟
2023-05-29
أول الكفار بالقرآن
2023-03-23
تعريف العسل الطبيعي
29-11-2015
كسب حق التصرف ما بين الاحياء
2-8-2017
WEIN’S LAW
8-3-2016
اكثار شجرة نخيل البلح
12-1-2016


الصمود في عاشوراء  
  
290   11:49 صباحاً   التاريخ: 2024-08-10
المؤلف : معهد سيد الشهداء عليه السلام للمنبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : دروس عاشوراء
الجزء والصفحة : ص121-132
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-4-2019 2158
التاريخ: 23-5-2019 2248
التاريخ: 19-6-2019 2065
التاريخ: 19-6-2019 3196

الصمود, رمز الانتصار

لقد انتصر ذلك المجاهد في سبيل الله (الحسين عليه السلام) على العدوّ, من جميع الجهات, حيث وقف بمظلوميّة في مواجهة ذلك العالم وسُفكت دماؤه وأسِرت عائلته, وهذا درس للشعوب. نُقل عن زعماء كبار في عصرنا الحالي - وهم ليسوا بمسلمين - أنّهم قالوا: "لقد تعلّمنا طريق الجهاد من الحسين بن عليّ عليه السلام". وإنّ ثورتنا - الثورة الإسلاميّة - هي أيضاً واحدة من تلك الأمثلة. لقد تعلّم شعبنا أيضاً من الحسين بن عليّ عليهما السلام، وأدرك أنّ القتل ليس دليلاً على الهزيمة وفهم أنّ التراجع أمام العدوّ, القويّ في الظاهر, موجب للشقاء والذلّ. ومهما كان العدوّ قوياً, فإنّه إذا صمدت الفئة المؤمنة والجبهة المؤمنة أمامه بالتوكّل على الله, ستكون الخاتمة هزيمة العدوّ وانتصار الفئة المؤمنة, وهذا ما أدركه شعبنا.

الصمود في مواجهة لوم الخواصّ

إنّ السير على طريق الله له معارضون على الدوام. ولو أنّ شخصاً من هؤلاء الخواصّ الذين تحدّثنا عنهم[1] أراد أن يقوم بعملٍ حسن - العمل الذي يجب القيام به - فقد ينبري له بضعةُ أفراد من أولئك الخواصّ أنفسهم باللوم على موقفه ذاك, قائلين: "أيّها السيّد, ألا عمل لديك؟ أجُننت؟ أليس لديك عائلة وأطفال؟ لماذا تسعى وراء أعمال كهذه؟! مثلما كانوا يفعلون في أيّام ثورتنا. لكنّ الخواصّ يجب عليهم أن يثبتوا, وإنّ إحدى ضرورات جهاد الخواصّ هي أنّه ينبغي الصمود والثبات في قبال هذه الملامة وهذا التقريع.

حفظ الدّين في ظلّ الاستقامة والصمود

يختلف زماننا كثيراً عن زمن الإمام الحسين عليه السلام. ففي ذلك اليوم كان الإمام وحيداً, واليوم, إنّ حفيد الحسين إمام الأمّة (رضوان الله عليه) ليس وحيداً. لو كان للإمام الحسين - في ذلك اليوم - آلاف عدّة من الشباب المتحمّس الشجاع أمثالكم لقضى على كلّ أجهزة بني أميّة, ولأقام الحكومة الإسلاميّة. ولو كان للإمام الصادق والإمام الباقر والإمام موسى الكاظم وبقيّة الأئمّة عليهم السلام - الذين كانوا يواجهون أجهزة الجور والظلم- 500 إلى 1000 شخص أمثالكم, أيّها الشباب المضحّون في حرس الثورة, 100 شخص, 500 ألف من أمثالكم لتغلّبوا على كلّ أعدائهم, لقد كانوا وحيدين, غرباء, وقد حفظوا الدّين بوحدتهم وغربتهم ومظلوميّتهم, وفي النهاية باستشهادهم ومقتلهم. واليوم سيحفظ شعبنا هذا الدّين بقوّته.

صمود في ظروف استثنائيّة

الحسين بن عليّ عليهما السلام في هذا المجال شخص فريد, بمعنى أنّ النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم نفسه لم يظهر هكذا مقاومة. وهذا ليس معناه أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لم يستطع إظهار ذلك, لا! فالنبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أكثر مقاومة من الحسين بن علي عليهما السلام وأقوى, ولا شكّ في ذلك, وكذلك أمير المؤمنين عليه السلام, كما إنّ الإمام الحسن عليه السلام أفضل من الإمام الحسين عليه السلام, والأمر هو كذلك, إلّا أنّ ظرف الزمان والمناسبة قد منح هذه الفرصة فقط للحسين بن عليّ عليهما السلام ليظهر مثل هذه المقاومة. بالطبع لو كان الإمام الحسن عليه السلام في نفس تلك الظروف لقام بالعمل نفسه, ولو لم يكن عمله أفضل فهو بالتأكيد لن يكون أقلّ, اعرفوا هذا الأمر, فالنبيّ الأكرم هكذا أيضاً, وأمير المؤمنين عليه السلام كذلك.

إنّ درس مقاومة الإمام الحسين عليه السلام درس لا يُنسى.

لم يكن على الأرض غير تلك المجموعة المعدودة التي اجتمعت حول الإمام الحسين عليه السلام, ولم يكن هناك شخص آخر كان مستعدّاً ليكون معه حتّى آخر المسير. وقد رأيتم بالنهاية! كان هناك أهل الكوفة بشعاراتهم وكلماتهم التي بقيت موجودة إلى ما قبل الخطر بقليل, وقبل وقوع الخطر فرّ الجميع, وتركوا الحسين عليه السلام وحيداً. يعلم الإمام الحسين عليه السلام ذلك ويعرفهم وقد صمد وقاوم في تلك الظروف العجيبة.

صمود الإمام عليه السلام في ظروف الوحدة والغربة

يعلم الله أنّه لا توجد حركة على طول التاريخ بعظمة الحركة الحسينيّة وسُموِّها. في تلك الظلمة الكالحة لم يكن معه أحد, تحرّك مع مجموعة معدودة. من هم هؤلاء الأشخاص الذين رأوا الإمام الحسين في مكّة أو في المدينة وتحدّثوا معه, ونصحوه بالبقاء وعدم الذهاب والثورة؟ هم: عبد الله بن عبّاس[2] وعبد الله بن الزبير[3], من كبار أقارب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم, وعبد الله بن جعفر[4] زوج أخته زينب, ومحمّد بن الحنفيّة[5], فهذه الوجوه البارزة واللامعة من أصحاب النبيّ أو من عشيرته, كانوا يقولون للإمام: لا تذهب, معنى ذلك أنّ الحسين بن عليّ عليهما السلام كان وحيداً إلى هذا الحدّ. فهؤلاء الأشخاص لم يكونوا ممّن يخضعون ليزيد بن معاوية السيِّئ السمعة والعديم الأخلاق, هم أرفع شأناً من ذلك. كان من الممكن أن يتعاملوا مع معاوية, لكنّهم لم يكونوا كذلك مع يزيد. مع أنّهم لم يكونوا في وارد التعامل مع يزيد, لكنّهم قالوا للإمام الحسين عليه السلام: لا تذهب.

كما كان لعامّة النّاس مثل هذا الموقف معه, فكلّ من كان يلتقي بالإمام الحسين عليه السلام, من أصحاب الأسماء والمقامات, كان يقول له: لا تذهب. من أمثال عبيد الله بن الحرّ الجعفيّ[6], والفرزدق[7] الشاعر المعروف, وأولئك الذين ذكرت لكم أسماءهم. فكلّ من التقى الإمام الحسين عليه السلام كان يقول له: يا سيّدي, إنّك تتحرّك عبثاً، لا فائدة من حركتك, ولسوف تُقتل. لكن الإمام الحسين تحرّك.

وكان قد أتى معه جماعة، لكنّهم أخطؤوا، ظنّاً منهم أنّ في هذه الحركة مالاً ومنصباً!

ما رأوه هو أنّ رئيساً وقائداً يتحرّك, وستقع معركة, فإمّا أن يحصلوا على الغنائم أو أن يقع الصلح, فينالوا نصيباً من ذلك, كان هذا هو ظنّهم, لذلك قدم مع الإمام كثير من النّاس, لكنّهم بدأوا بالتناقص جماعة جماعة إلى أن وصلوا إلى كربلاء.

عدم الخوف من الغربة والوحدة

استُشهد الإمام الحسين عليه السلام في ظروف خيّمت الغربة فيها عليه وعلى أصحابه وعلى كلّ تلك الأجواء الإيمانيّة التي كانت حاكمة على مجتمع ذلك اليوم.

رافقته الغربة منذ بداية خروجه من المدينة, ثمّ عند خروجه من مكّة, ووصوله إلى كربلاء غريباً, وقد حوصر غريباً, واستُشهد عطشانَ غريباً ودفن غريباً. وذُكر بغربة طوال هذه السنوات المتمادية. كان الظلام والقهر مخيِّمَيْن على عالم ذلك اليوم, وكان الحسين بن عليّ عليهما السلام يرى تلك الغربة بوضوح.

لا ينبغي أن تخيفكم الغربة, ولا أن تلقي الوحشة في قلوبكم, فقد بلغ الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه- الذين نلطم صدورَنا ونبكي لأجلهم ونحبّهم أكثر من أبنائنا- قمّة الغربة، وكانت النتيجة بقاء الإسلام حيّاً حتّى اليوم, وبقاء واقعة كربلاء حيّة, لا على بقعة صغيرة من الأرض فحسب, وإنّما في منطقة مترامية الأطراف في محيط الحياة البشريّة.

إنّ كربلاء موجودة في كلّ مكان, في الأدب، في الثقافة، في السنن والآثار، في الاعتقادات، في القلوب. أولئك الذين لم يسجدوا لله، طأطأوا رؤوسهم أمام عظمة الإمام الحسين عليه السلام!. وإنّ تلك الغربة لها اليوم هذه النتيجة, تلك كانت قمّة الغربة. وليست الغربة والمظلوميّة بمعنى الضعف.

إنّ خلاصة ثورة الإمام الحسين عليه السلام أنّه ثارعليه السلام يوم كانت الدنيا تحت سيطرة ظلمات الظلم والجور - فكان الجوّ مظلماً أسودَ وكذا الأرض والزمان - ولم يجرؤ أحد على بيان الحقائق. حتّى أنّ ابن عبّاس وعبد الله بن جعفر لم يأتيا مع الإمام عليه السلام، فما معنى ذلك؟ ألا يدلّ على الحالة التي كان عليها العالم آنذاك؟ ففي مثل هذه الظروف كان الإمام الحسين عليه السلام وحيداً فريداً.

طبعاً بقي مع الإمام بضع عشرات من الأشخاص، لكن حتّى لو أنّ هؤلاء لم يبقوا معه، فإنّ الإمام عليه السلام كان سينهض. هل ترون غير ذلك؟ تخيّلوا أنّ الإمام عليه السلام عندما خاطب أصحابه في ليلة عاشوراء: "أحللتكم من بيعتي ليس عليكم منّي زمام، اذهبوا!" [8] تخيّلوا أنّهم جميعاً كانوا قد تركوه, وذهب أبو الفضل العبّاس وعليّ الأكبر, وبقي الإمام وحيداً، فماذا كان يحدث يوم عاشوراء؟ هل كان الإمام عليه السلام سيتراجع؟ أم كان سيقف ويقاتل؟.

وفي زماننا أيضاً ظهر رجل وقال: "لو بقيت وحيداً ووقفت الدنيا بأسرها بوجهي، لن أتراجع عن طريقي"، وهو إمامنا الخمينيّ، وقد فعل وصدق فيما قاله, ﴿صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ[9]،... رأيتم ماذا فعل رجلٌ ترعرع في مدرسة الحسين عليه السلام وعاشوراء. فلو كنّا جميعاً من مدرسة عاشوراء، لسارت الدنيا نحو الصلاح بشكل سريع جدّاً، ولمُهّدت الأرض لظهور وليّ الحقّ المطلق.

الصمود في الثورة الإسلاميّة, درس عاشوراء

إنّ التأمّل في مصائب يوم عاشوراء التي استمرّت من الصباح وحتّى فترة ما بعد الظهر, والتأمّل في كلّ تلك الحوادث المؤلمة الفريدة والقاصمة للظهر, وكلّ تلك الحوادث التي تحمّلها الإمام الحسين عليه السلام في تلك الثورة, تُفهمنا إلى أيّ حدّ يجب أن نكون مستقيمين في طريقنا, حتّى لا نكون جاحدين ومنكرين للحقّ أمام كلّ تلك المشقّات والآلام.

ثورة عاشوراء, نموذج نهضة الإمام الخميني قدس سره

لحركة الإمام الخمينيّ (رضوان الله عليه) أوجُه شبه كثيرة بالنهضة الحسينيّة، وهي قريبة من أنْ تكون صورة مستقاة منها. مع أنّ الحركة الأصليّة - أي نهضة الإمام الحسين عليه السلام - انتهت باستشهاد جميع رجالها، فيما آلت هذه النهضة إلى انتصار الإمام قدس سره, إلّا أنّ هذا لا يعدّ فارقاً جوهريّاً, لأنّ للحركتين فكراً واحداً ومضموناً واحداً، وكلتاهما محكومتان بسياق واحد ومخطّط واحد. لكنّ تفاوت الظروف والمقتضيات أدّى إلى أن يؤول مصير تلك إلى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، بينما خُتمت هذه باستلام إمامنا الخمينيّ زمام الحكم. وهذا بشكل عامّ أمر جليّ وواضح.

من أوجه الشبه البارزة في كلتا الحركتين جانب "الاستقامة". ولا ينبغي المرور على مغزى هذه الكلمة ومفهومها مرورَ الكرام, لأنّها على جانب كبير من الأهمّيّة، إذ كانت تعني بالنسبة إلى الإمام الحسين عليه السلام العزم على عدم الانصياع ليزيد وحكمه الجائر. ومن هنا انطلقت بوادر التصدّي وعدم الاستسلام لحكومة فاسدة حرفت نهج الدّين بالكامل. بهذه النيّة سار الإمام عليه السلام من المدينة, لكنّه حينما لمس بمكّة وجود الناصر[10] قرن مسيرته تلك بالعزم على الثورة. وإلّا فإنّ الجوهر الأساس لموقفه المعارض كان هو الوقوف بوجه حكومة لا يمكن القبول بها أو تحمّلها وفقاً للموازين الحسينيّة.

وقف الإمام الحسين عليه السلام بادئ الأمر في وجه هذه الحكومة ثمّ أصبح يواجه المشاكل التي كانت تبرز الواحدة تلو الأخرى. فوجد نفسه مضطراً إلى الخروج من مكّة[11]، ثمّ حصل الاشتباك في كربلاء إلى ما هنالك من الضغوط التي تعرّض لها شخص الإمام في تلك الواقعة. هذا كلّه كان من جملة هذه المشاكل.

الأربعون, صمود في مواجهة الاستكبار

ما جرى أيضاً في أربعين الإمام الحسين عليه السلام هو مواجهة ومقاومة لنظام مستكبر, بمعنى أنّ تحرّك عائلة الإمامعليه السلام - من أيّة جهة جاؤوا وكانوا, من الشام أو من المدينة إلى كربلاء - لإحياء واقعة عاشوراء, كانت حادثة مقاومة وواقعة شهادة. وهذه الحوادث قد التحمت وامتزج بعضها ببعض.

يمكننا نحن أن نستفيد من معاني هذه الحوادث, التي لا تُحصى, من أجل تقدّم ثورتنا, وهنا توجد نقطة وهي: أنّ المقاومة في وجه القوى الشيطانيّة لا تعرف زماناً معيّناً ومكاناً محدّداً وشريحة محدّدة من المجتمع, ولا ظروفاً اجتماعيّة وعالميّة مختلفة.

هذا هو السرّ, الذي بسبب عدم الالتفات إليه، ابتُلي كثيرون في الماضي وفي عصرنا أيضاً بالتحفّظ والمهادنة والتراجع في قبال القوى المتسلّطة, لأنّهم لم يعرفوا هذا السرّ, أي أنّه لم يكن لديهم إحساس وشعور بأنّ المقاومة والإصرار على القيم المقبولة لا تعرف ظروفاً مساعدة أو غير مؤاتية, هي أبديّة, في كلّ مكان وبالنسبة إلى كلّ شخص.

 

[1] في إشارة إلى بحث العوام والخواص, الذي جاء في بداية هذا الخطاب: "إذا نظرتم إلى المجتمع البشريّ, أي مجتمع كان، وفي أيّة مدينة أو بلد، تجدون الناس فيه يُقسمون- من وجهة نظر معيّنة - إلى فئتين: فئة تسير عن فكر وفهم ووعي وإرادة، وهي تعرف طريقها وتسلكه وليس نظرنا هنا إلى صوابيّة مسلكها أوخطئه- هذه الفئة يمكن تسميتها بالخواص. وفئة أخرى لا تنظر لترى ما هو الطريق الصحيح، وما هو الموقف الصائب،.." وهي التي تسمّى بالعوام.

[2] أنساب الأشراف, ج3, ص161-162, مناقب آل أبي طالب, ج3, ص245, بحار الأنوار, ج44, ص364-365.

[3] الأخبار الطوال, ص244, شرح الأخبار, ج3, ص143, بحار الأنوار, ج44, ص364.

[4] تاريخ الطبريّ, ج4, ص291, الإرشاد, ج2, ص68-69, بحار الأنوار, ج44, ص366.

[5] تاريخ الطبريّ, ج4, ص253, اللهوف, ص39-40, بحار الأنوار, ج44, ص329.

[6] الأخبار الطوال, ص251, الأمالي الصدوق, ص219, بحار الأنوار, ج44, ص379.

[7] أنساب الأشراف, ج3, ص163-165, الإرشاد, ج2, ص67-68, بحار الأنوار, ج44, ص366.

[8] تاريخ الطبريّ, ج4, ص317-318, الإرشاد, ج2, ص91, بحار الأنوار, ج44, ص316.

[9] سورة الأحزاب, الآية: 23.

[10] الطبقات الكبرى, الخامسة 1, ص458-459, الإرشاد, ج2, ص39-41, بحار الأنوار, ج44, ص334-336.

[11] أنساب الأشراف,ج3, ص163-164, شرح الأخبار, ج3, ص143-145, بحار الأنوار, ج44, ص334-336.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.