أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-10-2021
1556
التاريخ: 2024-06-30
471
التاريخ: 2-6-2016
23954
التاريخ: 10-10-2021
1673
|
ظل سكان العالم شبه ثابتاً، بل تعرضوا للتناقص أحياناً على مدار الألف سنة الأولى للميلاد، وعلى كل فإن تقديراتهم تراوحت بين 275 و 345 مليون نسمة عام 1000 ميلادية، وقد تضاعفوا تقريباً وتراوحوا بين 545 و 579 عام 1600م، أي بعد مرور 600 سنة وتسجل التقديرات تناقصاً للسكان يتراوح بين 30 و 50 مليون نسمة عام 1650 . ، وهو ما يمكن أن يعتبر أمراً طبيعياً بمعايير تلك السنوات وظروفها البيئية.
ومع بداية الثورة الصناعية عام 1750 ، تجاوزت تقديرات سكان العــــالم الـ 700 مليون ، بل بلغ بهم أحد المصادر الــ 961 مليون(4) أي زادوا بما يقرب من الضعف 85% فيما بين 1950 و 1750 وكان متوسط الزيادة السنوى في حدود 4 مليون نسمة، وخلال الفترة 1750 - 1900، تزايد سكان العالم بحوالي 900 مليون نسمة وتجاوزوا المليار ونصف عام 1900 حيث تراوح تقديرهم بين 1,6 و 1,7 مليار نسمة ، وقد بلغ متوسط النمو السنوي خلال تلك الفترة في حدود 6 مليون نسمة، بما يوازى مرة ونصف بالمقارنة بالفترة 1650 - 1750م، وكانت هذه الزيادة ناتجة عن تقدم الإنسان فى مواجهة الكوارث الطبيعية وزيادة الإنتاج الزراعى والثورة الصناعية وتطور وسائل النقل.
والمتأمل لمسيرة النمو السكاني في العالم خلال تلك الفترة يتضح أنها كانت بطيئة جداً فى البداية، كما أن أعداد السكان كانت تتأرجح بين زيادة ونقصان في أحايين كثيرة، ويتفق عدد من الباحثين والذين اعتمدوا على مصادر أجنبية ومنها كورنيلس ووالفرد Cornelius Walford وتومبسون ودافيد لويس Thompsonand Leuis على أن ذلك يرجع إلى ثلاثة عوامل رئيسية هي :
أولا : المجاعات :وهي بسبب الجفاف أو الفيضانات، ونعتقد أنها أكثر بكثير مما سجله وولفرد Walford 350 مجاعة حدثت في العالم منذ الميلاد وحتى منتصف القرن التاسع عشر، حيث يلاحظ أن أكثر من ثلاثة أرباعها حدثت في أوربا وعلى الأخص بريطانيا، والمقصود أن هناك مجاعات أخرى قد حدثت إلا أنها لم تسجل، وعلى الأخص فى أفريقيا وآسيا، والتي يمكن أن تكون نتائجها أكثر ضراوة وعنفا في المناطق ذات الأعداد السكانية الكبيرة بمفهوم ذلك الوقت، فعلى سبيل المثال تعرض إقليم البنغال بين عامي 1769 و 1770 لمجاعة أودت بحياة ثلث السكان 100 مليون نسمة .
وفيما يخص مصر فإن ما سجله ابن إياس في بدائع الزهور، فإنها تعرضت لعدد من المجاعات ارتبطت معظمها بانخفاض منسوب نهر النيل، فخلال الشدة المستنصرية قُضي على ثلث سكان مصر، وفي أواخر الدولة الأيوبية حدثت كارثة أخرى أتت على ثلثى سكان مصر، وفي القرن الثالث عشر، يذكر ابن إياس شدة أخرى مات فيها ثلث السكان، وفي القرن الرابع عشر انتشر وباء الطاعون الأسود القادم من أوربا، وأدى إلى خسائر بشرية كبيرة 20 ألف ميت في القاهرة وحدها كل يوم 900 ألف في شهرين، وقد أدت هذه المجاعات إلى انخفاض عدد سكان مصر من 9 مليون نسمة أوائل العصر العربي إلى 2,5 مليون نسمة قبل الحملة الفرنسية مع بداية القرن التاسع عشر.
ثانياً : الأمراض الوبائية :
تسببت الأمراض الوبائية المتمثلة في النزلات المعوية والحصبة والدفتريا والسعال الديكي في حصد أرواح ما يتراوح بين ربع وثلث عدد الأطفال الرضع قبل إتمامهم العام الأول، ولم يسلم الباقون من أمراض وبائية أخرى كانت سريعة الانتشار أمام تخلف الوقاية والعلاج لأدنى مستوياتها في الماضي، وقد استمرت هذه الظروف السيئة والأمراض الوبائية في مناطق كثيرة من العالم حتى بدايات القرن العشرين، ومما سمع به المؤلف أن معظم النساء في عدد من الواحات المصرية حتى الأول من القرن العشرين لم يكن يعيش لهن إلا حوالي نصف عدد ما تتجـبـن مــن أطفال، وهذا من أكبر المؤشرات على بلوغ وفيات الأطفال الرضع في الماضي معدلات عالية جدا بسبب الأمراض الوبائية سريعة الانتقال من مكان لآخر. ومما سجلته الإحصائيات العالمية أنه في الفترة 1348 – 1350 انتشـر مرض الطاعون الأسود Black Death في أوربا، حيث فقدت عدد من المدن الأوربية ما يقرب من نصف سكانها، وأن دولاً مثل إيطاليا فقدت نصف سكانها، وكل من بريطانيا وفرنسا فقدتا ثلث سكانيهما، وعلى مستوى القارة الأوربية فإنه يعتقد أنها فقدت حوالي ربع سكانها بما يتراوح بين 25 - 35 مليون نسمة.
ثالثاً: الحروب : تعد الحروب التي كانت سائدة في الماضي بين المجموعات البشرية، أحد الأسباب التي انعكست على تباطؤ النمو السكاني، وكانت تلك الحروب لأغراض البحث عن مصادر للمياه أو الغذاء بعد أن كانت تنفد في الأماكن التي يقيم بها السكان.
وإذا كانت سجلات التاريخ لم تحص أعداد القتلى في الحروب القديمة، فإننا يمكن أن نتصور مدى ما أحدثته من خسائر بشرية قياساً على ما سببته الحروب خلال القرن العشرين، فقد أدت إلى خسائر بشرية كبيرة مباشرة وهم أعداد القتلى من المدنيين أو العسكريين، وخسائر غير مباشرة ناتجة عما يُعرف بديموجرافية الحرب، بسبب ابتعاد الجنود عن زوجاتهم، أو تأخيرهم لسن الزواج مما يقلل من معدلات المواليد خلال فترات الحرب، ففي أوربا قدرت خسائرها البشرية بـ 22 مليون نسمة خلال الحرب العالمية الأولى، وحوالى 50 مليون نسمة في الحـرب العالمية الثانية.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|