المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
البطاطا (البطاطا الحلوة) Sweet potato (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-19
نضج البصل
2024-11-19
عيوب الاضحية
2024-11-19
شروط عقد الذمة
2024-11-19
شروط عقد الذمة
2024-11-19
شروط حج التمتع
2024-11-19

افتعال معاوية الحديث وتشجيع وضعه
6-4-2016
مراحل تكوين المحيض وانتهائه
10-05-2015
السماء ذات الرجع
23-11-2014
Biodiversity
11-10-2015
الري
31-7-2017
قبول المخاطر وتنفيذ خطة التعامل مع المخاطر ومراجعتها وتقييمـها
10-12-2021


الإمام عليه عليه السلام فيه سنن الأنبياء عليهم السلام  
  
480   02:04 صباحاً   التاريخ: 2024-07-12
المؤلف : الشيخ علي الكوراني
الكتاب أو المصدر : الحق المبين في معرفة المعصومين
الجزء والصفحة : ص141-149
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

الشيء المهم أن تتوجه قلوبنا إلى ظلامة مظلومٍ لم يوجد مثله في تاريخ البشرية ، ولا سيوجد !

في مثل يوم غدٍ ولد في الكعبة مولودٌ ، تتابعت الألسن والأقلام على الحديث والبحث حوله . . لكن كل ما قيل وما كتب ، وما سوف يقال أو يكتب . . نسبته إلى مقامه كنسبة جناح الذبابة إلى النسر ! وهذا ما ينبغي إثباته بالبرهان لا بالخطابة . . نحن نعرف أن الله تعالى لا يدرك ولا يوصف ، بل إن عبده المخلوق الذي فيه سر اسمه الأعظم ، يجل عن الوصف والإدراك !

وتعقل هذه المسألة لا يتيسر إلا للراسخين في العلم ، فهؤلاء فقط يفهمون لماذا كان أمير المؤمنين عليه السلام فوق الوصف وإدراك البشر ؟

قال في بصائر الدرجات ص 134 : ( عن أبي جعفر عليه السلام قال : ( كانت في علي سنة ألف نبي ) ! وسند الرواية في مرتبة عالية من الاعتبار ، فيه بعض أصحاب الإجماع . وأما متنها فهو جملةٌ تحير الكمَّل من أصحاب العقول !

تأمل فيها جيداً فهي تقول إن فهم علي عليه السلام يتوقف على فهم النبوة ، لكن ليس أي نبوة ، بل على فهم ألف نبي ، وأحد هؤلاء الألف آدم ، وأحدهم إبراهيم الخليل ، وأحدهم موسى بن عمران ، وأحدهم عيسى بن مريم ، وبقية أولي العزم عليهم السلام ، فعلي عصارة هؤلاء الألف نبي ، فكيف يمكن لنا التقرير والتحرير ؟ !

بل كيف لنا أن ندرك مقام النبي مطلق النبي عليه السلام هذا الموجود ذو الجنبتين ، جنبة ملكوتية وجنبة بشرية ؟ ! واحدة للحق بها يتلقى الوحي ، وواحدة للخلق بها يبلغ الوحي ، فبهذا يكون النبي نبياً !

فكيف يمكننا نحن الغارقين في جنبة الخلق أن ندرك جنبة الحق في النبي ، مهما بلغنا من العلم والمعرفة ؟ !

إن الذين يتخيلون أنهم فهموا أو عرفوا ، يقدمون بذلك دليلاً على أنهم ما فهموا ولا عرفوا ! فعندما نتعمق في علم هذا الموضوع وحكمته ونبدأ بتحليل مسألة واحدة منه ، يتضح لنا أن القضية أكبر من فهمنا !

هذا كله في فهم الحد الأدنى للنبوة ، فكيف بمستوياتها العليا ؟ !

لابد لنا أن نعترف بأننا وكل من كان من نوعنا من الأولين والآخرين ، لا يمكننا أن ندرك حتى مقاماً شبيهاً بمقام النبوة ، لأنها حقيقة من عالم الملكوت أعلى من متناولنا نحن المنفصلين عن ذلك العالم ، المنغمرين في عالم الملك ! وأنى لنا أن نعرف معنى اتصال شخص بالملكوت ؟ !

إن النبي إنسان من هذا النوع الذي يقول عنه تعالى : وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ . ( سورة الأنعام : 75 ) وحقيقة اتصال النبي بعالم الملكوت ، مقولة متفاوتة ، تبدأ مستوياتها من أول درجة الارتباط بذلك العالم ، إلى أعلى الدرجات !

فأين ابتداؤها ، وأين الوسط ، والانتهاء ؟ !

وإذا كنا عاجزين عن إدراك أدنى درجة منها ، فكيف لنا بأوسطها ، فضلاً عن أعلاها التي هي نقطة نهاية قوس الصعود والنزول ؟ !

النقطة التي يبدأ منها هرم الوجود وينتهي إليها كمال كل موجود ، درجة وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَئٍ عَلِيماً . ( سورة الأحزاب : 40 )

وحيث تصورنا دائره عالم النبوة ، بدرجاتها الواسعة الشاسعة ، العظيمة كلها ، من أدناها إلى أعلاها ! نأتي إلى معنى ( السنة ) .

فما معنى : ( كانت في علي سنة ألف نبي ) ؟ السنة هنا بمعنى أبرز الأعمال والصفات في النبي عليه السلام مثلاً العلم في آدم وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ( سورة البقرة : 31 ) والصبر والتقوى في نوح ، والخلة في إبراهيم ، والمناجاة في موسى بن عمران ، والإعراض عن عالم الطبيعة والمادة والاستغراق في العبادة والسياحة ، في عيسى . فهذا معنى سنة النبي عليه السلام !

وعلى هذا ، لو اجتمع عطر ألف نبي وسننهم في شخصية واحدة ، فماذا ستكون درجة صاحبها ؟ وأي مقام سيكون مقامه ؟ !

ومع أن سند هذا الحديث الشريف قوي لا يحتاج إلى بحث ، فإن موضوعه واضحٌ أيضاً لمن اطلع على مصادر الاسلام للعامة والخاصة ، وعرف منها مقام علي عليه السلام . فالروايات المشتملة على هذا المعنى موجودة في مصادر الجميع ، وردت بألسنة مختلفة أن النبي صلى الله عليه وآله تحدث عن شباهة علي عليه السلام بعدد من الأنبياء عليهم السلام ولا يتسع المجال لبحثها كلها أو استعراضها ، لذا اخترنا واحدة منها لكي تعملوا ما بوسعكم لإحقاق حق هذا المظلوم ، وتحفظوا كرامتكم عند ربكم ، وأنتم تعيشون على مائدة علي وتأملون أن تفوزوا غداً بشفاعته عليه السلام .

سأكتفي بالإشارة إلى شئ من فقه هذه الرواية الشريفة لتتأملوا فيها وتنصروا هذا الحق الضائع ، الذي لم أر حقاً ضائعاً مثله ، ولا مظلوماً مثل صاحبه !

لاحظوا قول أبي ذر رحمه الله : بينما أنا ذات يوم من الأيام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله ، إذ قام وركع وسجد شكراً لله تعالى ، ثم قال . . . الخ .[1]

فعندما نقرأ عن رسول الله صلى الله عليه وآله علينا أن نتوقف عند كل كلمة وحركة وسكنة ، ونتأمل فيها . . فالشخص الذي ينزه الله تعالى نفسه لأنه أسرى به فيقول : سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ . ( سورة الإسراء : 1 ) صاحب مقام رفيع لا يمكن معرفته إلا مجملاً ، كما أجمل الله عنه القول بقوله : فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ( سورة النجم : 10 ) فمثل هذا الشخص لا يصح أن ينظر إلى قوله وعمله كغيره ، فإن الحركة والسكنة منه لها حساب .

يقول أبو ذر كان النبي صلى الله عليه وآله جالساً مع أصحابه وفيهم أبو ذر ، فوقف في مجلسه فجأة ، ثم ركع ، ثم سجد !

والقيام والركوع والسجود أعلى أوضاع العبادة لله تعالى ، ثم قال : يا جندب من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في فهمه ، وإلى إبراهيم في خلته ، وإلى موسى في مناجاته وإلى عيسى في سياحته ، وإلى أيوب في صبره وبلائه ، فلينظر إلى هذا الرجل المقبل .

من أراد أن ينظر إلى آدم . . في عطر وجوده الذي هو العلم .

والى نوح . . في عطر وجوده الذي هو الفهم ، والى بقية هؤلاء الأنبياء العظام عليهم السلام في أعلى صفاتهم ، فلينظر إلى رجل سوف يأتي !

وهذا أيضاً من الإعجاز النبوي ، فالله هو الذي أخبر النبي صلى الله عليه وآله بهذه الصفات أخبره بأن صاحبها آت في الطريق ، وأمره بأن يخبر المسلمين بمقامه العظيم قبل أن يأتي ، ليستشرفوه وينتظروه ، ويفكروا في أنفسهم من ترى سيكون هذا الشخص الرباني الذي يمدحه الله ورسوله بهذا المديح ؟ !

والذي يحير العقل أكثر أن النبي صلى الله عليه وآله مضافاً إلى تلك الصفات الفريدة ، التي وصف علياً عليه السلام بها ، قال عنه أيضاً : ( الذي هو كالشمس والقمر الساري ، والكوكب الدري ) ! ونحن نعرف أن منظومات الكون ثلاثة أنواع لا أكثر : شموس مضيئة بنفسها ، وأقمار منيرة بغيرها ، ونجوم . وقد وصف النبي علياً بها ثلاثتها !

وهذا الكلام ليس كلاماً صادراً من عارف أو فيلسوف أو فلكي حتى نحمله على عالمه ، ولا المتكلم به موسى وعيسى صلى الله عليه وآله ، بل هو خاتم الأنبياء والمرسلين ، وعقل الكل ، ونقطة الوصل بين الرب وجميع المربوبين ، فهو صلى الله عليه وآله يقول لنا إن أردتم أن تنظروا إلى شخص يحمل علم آدم وفهم نوح وخلة إبراهيم ومناجاة موسى وسياحة عيسى وصبر أيوب عليه السلام . . فانظروا إلى علي بن أبي طالب ! ويقول : إن علياً فوق ذلك شمس مضيئة ، وقمر منير ، ونجم يتلألأ !

ثم قال صلى الله عليه وآله : أشجع الناس قلباً ، وأسخى الناس كفاً ، فعلى مبغضه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .

وكلمة ( أشجع الناس ) أعم الألفاظ في الدلالة على التفضيل ، فلا يستثنى من جميع الناس إلا من أخبرنا الله تعالى بأنه سيد الخلق وخاتم النبيين !

أوليس هذا الكلام البليغ من رسول الله صلى الله عليه وآله دليلاً على أن ما قيل وكتب ، وما سيقال ويكتب عن علي عليه السلام ليس إلا بمقدار جناح بعوضة أمام ذروة ربانية شامخة ؟ !

بلى ، إنه كلام فوق شرح الشراح ، وتفسير المفسرين ، وقول القائلين !

روى أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة : 2 / 662 ، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : ( خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور واحد ، قبل أن يخلق الله تعالى آدم بأربعة عشرة ألف عام ، فلم يزل في شئ واحد ، يسبح الله ذلك النور ويقدسه ، فلما خلق الله تعالى آدم أسكن ذلك النور في صلبه ، إلى أن افترقنا في صلب عبد المطلب ، فجزء في صلب عبد الله ، وجزء في صلب أبي طالب ) !

هذه رواية إمام الحنابلة لهذه المنقبة ! والأربعة عشر ألف سنة في الحديث ليست من سنيِّنا التي تبدأ بمحرم وتنتهي بذي الحجة ، بل هي سنين ربانية يومها أكبر مما نفكر ! فتأملوا بدقة في هذا الكلام النبوي ، والمقام العجيب لسيد الأنبياء وسيد الأوصياء صلوات الله عليهما ، ومسار نورهما في الوجود ![2]

وقد روى هذه المنقبة من العامة ابن المغازلي في مناقبه ص 87 وغيره .

أما مصادرنا فقد روتها بألسنة مختلفة ، ولعل اختلاف عدد السنين فيها تعبير عن مراحل وجود ذلك النور قبل أن يحل في صلب آدم عليه السلام .

ففي علل الشرائع : 1 / 134 ، عن أبي ذر رحمه الله قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول : خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور واحد ، نسبح الله يمنة العرش قبل أن يخلق آدم بألفي عام ، فلما أن خلق الله آدم جعل ذلك النور في صلبه ، ولقد سكن الجنة ونحن في صلبه ، ولقد همَّ بالخطيئة ونحن في صلبه ، ولقد ركب نوح في السفينة ونحن في صلبه ، ولقد قذف إبراهيم في النار ونحن في صلبه ، فلم يزل ينقلنا الله عز وجل من أصلاب طاهرة إلى أرحام طاهرة ، حتى انتهى بنا إلى عبد المطلب فقسمنا بنصفين ، فجعلني في صلب عبد الله وجعل علياً في صلب أبي طالب ، وجعل فيَّ النبوة والبركة ، وجعل في علي الفصاحة والفروسية ، وشق لنا اسمين من أسمائه ، فذو العرش محمود وأنا محمد ، والله الأعلى وهذا علي ) .[3]

لاحظوا قول النبي صلى الله عليه وآله لعمر : أَوَمَا علمت ؟ ! فهو استفهام يحمل معنى بليغاً . إن رواية أحمد بن حنبل المتقدمة عن نور النبي ونور علي ، وجواب النبي صلى الله عليه وآله على سؤال عمر في هذه الرواية ، يقولان للبشر إفهموا قوله تعالى عنهما : وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ . ( سورة آل عمران : 61 ) ، فأنا وعلي وجودٌ واحد ، بِدأ واحدٌ ، وختمٌ واحدٌ ، وانقسامه بعد عبد المطلب كان لسر عظيم ، ليعود ويتحد من بعدي وبعد علي وفاطمة في الحسن والحسين والأئمة المعصومين عليهم السلام !

وهذا معنى قوله صلى الله عليه وآله : علي شمس وقمر وكوكب .

أما الكوكب فلأن في علي صبر أيوب ، وأيوب كوكب .

وأما القمر ، فلأن فيه شبه موسى وعيسى وإبراهيم ، ولهم رتبه القمر .

لكن علياً مع ذلك شمسٌ أيضاً ، لأنه مني وأنا هو ، ففي علي خصائص هذه الثلاثة ، الشمس والقمر والكوكب الدري !

هذا المظلوم الذي لم تعرف الدنيا مظلوماً مثله . . هل يصح أن يجعل طرفاً يقارن به شخصٌ تنازع أبوته أربعة رجال ، ولم يعرف هل أبوه منهم أو من غيرهم ؟ ! وهل يصح أن يجلس مثله تحت منبر شخص يقول : كل الناس أفقه مني حتى ربات الحجال ؟ !

وهل رأيتم مظلوماً أعظم ظلامة من علي عليه السلام الذي تسلم من رسول الله صلى الله عليه وآله أمانته وابنته الصديقة الطاهرة ، ثم سلمها اليه جنازة تجرعت مرارات الظلم والاضطهاد حتى ذاب جسدها وصارت كالخيال ، وصلى على جنازتها الطاهرة ودفنها نصف الليل ، ولم يحضر جنازتها إلا بضعة نفر ، ثم قال :

الآن انهدَّ ركناي ! !

إن مسؤولية كل واحد منكم أن يعمل بكل ما يستطيع ، بقلمه وبيانه ، لكشف هذه الظلامة الكبرى ، ورفع غيومها عن وجه شمس العالم .

والسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حياً .

 

[1] روى الحاكم الحسكاني النيشابوري في كتابه شواهد التنزيل : 1 / 398 : عن أبي جعفر قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وآله عن قوله تعالى : الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ . ( سورة الرعد : 29 ) ؟ قال : هي شجرة في الجنة أصلها في داري وفرعها على أهل الجنة . ثم سئل عنها مرة أخرى قال : هي شجرة في الجنة أصلها في دار علي وفرعها على أهل الجنة . فقيل له : سألناك عنها يا رسول الله فقلت : أصلها في داري ثم سألناك عنها مرة أخرى فقلت : شجرة في الجنة أصلها في دار علي وفرعها على أهل الجنة . فقال إن داري ودار علي واحدة ) . وفي بحار الأنوار : 8 / 148 : ( عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله إن في الجنة شجرة يقال لها طوبى ، ما في الجنة دار ولا قصر ولا حجر ولا بيت إلا وفيه غصن من تلك الشجرة وإن أصلها في داري . ثم أتى عليه ما شاء الله ، ثم حدثهم في يوم آخر : إن في الجنة شجرة يقال لها طوبى ، ما في الجنة قصر ولا دار ولا بيت إلا وفيه من ذلك الشجر غصن ، وإن أصلها في دار علي . فقام عمر فقال : يا رسول الله أوليس حدثتنا عن هذه وقلت : أصلها في داري ؟ ثم حدثت وتقول : أصلها في دار علي ! فرفع النبي صلى الله عليه وآله رأسه فقال : أوَمَا علمت أن داري ودار علي واحد ، وحجرتي وحجرة علي واحد ، وقصري وقصر علي واحد ، وبيتي وبيت علي واحد ، ودرجتي ودرجة علي واحد ، وستري وستر علي واحد ؟ وقال القرطبي في تفسيره : 9 / 317 : ( وقال ابن عباس : طوبى ، شجرة في الجنة أصلها في دار علي ، وفي دار كل مؤمن منها غصن . وقال أبو جعفر محمد بن علي : سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى : طوبى لهم وحسن مآب ، قال : شجرة أصلها في داري وفروعها في الجنة . ثم سئل عنها مرة أخرى فقال : شجرة أصلها في دار علي وفروعها في الجنة . فقيل له : يا رسول الله ! سئلت عنها فقلت : أصلها في داري وفروعها في الجنة ، ثم سئلت عنها فقلت : أصلها في دار علي وفروعها في الجنة ؟ ! فقال النبي ( ص ) : إن داري ودار علي غداً في الجنة واحدة في مكان واحد ) . انتهى .

[2] روى الحاكم الحسكاني النيشابوري في كتابه شواهد التنزيل : 1 / 398 : عن أبي جعفر قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وآله عن قوله تعالى : الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ . ( سورة الرعد : 29 ) ؟ قال : هي شجرة في الجنة أصلها في داري وفرعها على أهل الجنة . ثم سئل عنها مرة أخرى قال : هي شجرة في الجنة أصلها في دار علي وفرعها على أهل الجنة . فقيل له : سألناك عنها يا رسول الله فقلت : أصلها في داري ثم سألناك عنها مرة أخرى فقلت : شجرة في الجنة أصلها في دار علي وفرعها على أهل الجنة . فقال إن داري ودار علي واحدة ) . وفي بحار الأنوار : 8 / 148 : ( عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله إن في الجنة شجرة يقال لها طوبى ، ما في الجنة دار ولا قصر ولا حجر ولا بيت إلا وفيه غصن من تلك الشجرة وإن أصلها في داري . ثم أتى عليه ما شاء الله ، ثم حدثهم في يوم آخر : إن في الجنة شجرة يقال لها طوبى ، ما في الجنة قصر ولا دار ولا بيت إلا وفيه من ذلك الشجر غصن ، وإن أصلها في دار علي . فقام عمر فقال : يا رسول الله أوليس حدثتنا عن هذه وقلت : أصلها في داري ؟ ثم حدثت وتقول : أصلها في دار علي ! فرفع النبي صلى الله عليه وآله رأسه فقال : أوَمَا علمت أن داري ودار علي واحد ، وحجرتي وحجرة علي واحد ، وقصري وقصر علي واحد ، وبيتي وبيت علي واحد ، ودرجتي ودرجة علي واحد ، وستري وستر علي واحد ؟ وقال القرطبي في تفسيره : 9 / 317 : ( وقال ابن عباس : طوبى ، شجرة في الجنة أصلها في دار علي ، وفي دار كل مؤمن منها غصن . وقال أبو جعفر محمد بن علي : سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى : طوبى لهم وحسن مآب ، قال : شجرة أصلها في داري وفروعها في الجنة . ثم سئل عنها مرة أخرى فقال : شجرة أصلها في دار علي وفروعها في الجنة . فقيل له : يا رسول الله ! سئلت عنها فقلت : أصلها في داري وفروعها في الجنة ، ثم سئلت عنها فقلت : أصلها في دار علي وفروعها في الجنة ؟ ! فقال النبي ( ص ) : إن داري ودار علي غداً في الجنة واحدة في مكان واحد ) . انتهى .

[3] الرواية في الفضائل لابن جبريل القمي ص 98 ، عن أبي ذر الغفاري رحمه الله قال : بينما أنا ذات يوم من الأيام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله ، إذ قام وركع وسجد شكراً لله تعالى ، ثم قال : يا جُنْدُب من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في فهمه ، وإلى إبراهيم في خلته ، وإلى موسى في مناجاته ، وإلى عيسى في سياحته ، وإلى أيوب في صبره وبلائه ، فلينظر إلى هذا الرجل المقبل ، الذي هو كالشمس والقمر الساري ، والكوكب الدري . أشجع الناس قلباً ، وأسخى الناس كفاً ، فعلى مبغضه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، قال : فالتفت الناس ينظرون من هذا المقبل ، فإذا هو علي بن أبي طالب ! ) . انتهى . وعنه في بحار الأنوار : 93 / 38 ، رواه الصدوق في كمال الدين ص 25 ، عن ابن عباس ، والطوسي في الأمالي ص 417 عن ابن مسعود ، والطبري في ذخائر العقبى ص 93 عن أبي الحمراء . وأخرجه من العامة كما في الغدير : 3 / 355 ، أحمد بن حنبل عن أبي هريرة ، والبيهقي في فضائل الصحابة ، والخوارزمي في المناقب عن أبي الحمراء . . وغيرهم . وأخرجه ابن الصديق المغربي في فتح الملك العلى ص 69 ، عن ابن بطة بسنده عن ابن عباس ، وفي سنده مسعر بن يحيى الهدي ، وقال ابن صديق المغربي : ذكره الذهبي في الميزان وقال : لا أعرفه وأتى بخبر منكر ، ثم ذكر هذا الحديث ، وقد عرفت أن النكارة عند الذهبي هي فضل علي بن أبي طالب ! ! ) . وفي كفاية الأثر للخزاز القمي ص 71 ، من حديث : ( خلقني الله تبارك وتعالى وأهل بيتي من نور واحد ، قبل أن يخلق آدم بسبعة آلاف عام ، ثم نقلنا إلى صلب آدم ثم نقلنا من صلبه في أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات . . . ) .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.