قراءة القرآن والاستماع اليه :

أولا: استماع القرآن من المذياع وآلة التسجيل والهاتف:

      فصّل السيد الخوئي(ت 1413هـ) في المسألة : لا تجب بمجرد السماع ولا بالاستماع إلى المذياع إذا لم يعلم بأن البث مباشـر مثلا , ووافقه جواد التبريزي في التعليقة [1]). وكذا السيد الخامنئي[2].

      على حين ذهب السيد محمد الحسيني الشيرازي الى وجوب السجدة مطلقا يقول: تجب السجدة باستماع آية السجدة من الهاتف والمذياع المسجلة وغيرها. للصدق العرفي، والإنصـراف بدوي، فإنه يصدق: {وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ } [الانشقاق: 21] كما يصدق: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف: 204] وما أشبه ذلك.

      وهنا مسألة أخرى في قراءة اجهزة التسجيل للقرآن هل يمكن أن تكون مؤدية للمستحب الذي هو قراءة القرآن في الدار ؟

      فقد اجاب بعض العلماء بأنها تؤدي المستحب الا ان مراتب الاستحباب تختلف بين قراءة الإنسان القرآن بصوت نفسه، أو فتحه للمسجلة التي تقرأه بصوت سابق.  إذ المفهوم عرفاً انتشار هذا الصوت ولو بصدى أو طير أو ما أشبه[3].

      فيمكن الافادة من عمومات ادلة الانصات والاستماع للقرآن استحباب الاستماع الى الصوت الذي ينقله الجهاز المسجل او الاجهزة الصوتية الاخرى التي تتوفر اليوم؛ لانها عامة في القراءة والسماع.

ثانيا: حكم الجوائز في مسابقات حفظ, وقراءة القرآن:

      من الأمور التي ظهرت على الساحة اقامة المسابقات في حفظ القرآن وتلاوته, وهنا تخصص جوائز من الاموال والاشياء العينة للفائزين, فهنا يطرح سؤال ماحكم تلك الجوائز؟

      وللاجابة عن هذا السؤال نلاحظ السيرة التي كان عليها ائمة اهل البيت عليهم السلام فقد روي عن أَمِير الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) قال: (مَنْ دَخَلَ فِي الْإِسْلَامِ طَائِعاً وَ قَرَأَ الْقُرْآنَ‏ طَاهِراً فَلَهُ فِي كُلِّ سَنَةٍ مِائَتَا دِينَارٍ فِي بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ إِنْ مُنِعَ فِي الدُّنْيَا أَخَذَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَافِيَةً أَحْوَجَ مَا يَكُونُ إِلَيْهَا)[4].

      فان مثل هذه الأمور في ذاتها مستحبة لما فيها من تحبيب القرآن وترسيخه في نفوس ابناء الامة فقد جاء في كلمة التقوى: (يحسن انشاء هذه الرغبة في نفوس التلاميذ الصغار من المؤمنين وبعث الشوق في قلوبهم، باجراء المسابقة بينهم في حفظ بعض السور من الكتاب الكريم فيمرنون فيها على التلاوة الصحيحة، ويرغبون في حفظ السور منه، ويحرضون على التسابق في ذلك، ويوعد السابق منهم بالمكافأة له على سبقه، فمن كانت تلاوته أصح وحفظه اتم فهو السابق الأول)[5].

ثالثا: حكم مكبرات الصوت الموجودة في المساجد:

      بعد التطور العلمي الكبير, والذي حصل في جميع مرافق الحياة, نجد ان المساجد تجهز بأحهز مكبرة للصوة, وهنا يطرح سؤال عن كيفية استخدامها, فكان استفتاء ما حكم مكبرات الصوت في المساجد والتي يسمع صوتها خارج المسجد ؟ وما هو حكم بث القرآن الكريم قبل الاذان ؟

      الجواب: في الاوقات التي لا يكون فيها إيذاء وإزعاج للجيران وسكان المحلة لا إشكال في بث قراءة القرآن الكريم لعدة دقائق قبل الاذان[6].