الشجاعة إحدى الفضائل الأربع النفسانيّة وهي جنس لفضائل القوّة الغضبيّة.

وقد عرفت أنّها عبارة عن تعديلها بإطاعتها بالقوّة العقليّة في الإقدام على الأهوال وسكونها تحت أمرها ونهيها، وقد تقدّم في الفصول السابقة ما يكفيك في معرفة فضيلتها، كما يظهر لك في الفصول الآتية أيضاً.

وبديهة العقل تشهد بحسنها، وأنّ بها يتم الرجوليّة والفحليّة، وكفاه مدحاً كونه من أظهر صفات أميرالمؤمنين (عليه‌ السلام) وذرّيته الطيّبين سلام الله عليهم أجمعين.

وقد قال الله تعالى في مدح جماعة من المؤمنين: {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29].

وقال الحسن بن علي عليه ‌السلام في وصف أخ له: «كان ضعيفاً مستضعفاً فإذا جاء الجدّ كان ليثاً عادياً» ^(1).

وعن النبيّ صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله: «ثلاث خصال من كنّ فيه استكمل خصال الإيمان: إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل، وإذا غضب لم يخرجه الغضب عن الحقّ، وإذا قدر لم يتعاط ما ليس له» ^(2).

وعن الباقر عليه‌ السلام: «المؤمن أصلب من الجبل، الجبل يستقلّ منه، والمؤمن لا يستقلّ من دينه شيء» ^(3).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الكافي: 2 / 237 ـ 238، كتاب الايمان والكفر، باب المؤمن وعلاماته، ح 26.

(2) الكافي: 2 / 239، كتاب الايمان والكفر، باب المؤمن وعلاماته، ح 29.

(3) الكافي: 2 / 241، كتاب الايمان والكفر، باب المؤمن وعلاماته، ح 37.