أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-02-2015
3724
التاريخ: 29-01-2015
3999
التاريخ: 1-5-2016
3185
التاريخ: 5-5-2016
3578
|
أخرج الترمذي باسناده عن جابر : قال : " دعا رسول الله علياً يوم الطائف فانتجاه ، فقال الناس : لقد طال نجواه مع ابن عمه ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ما انتجيته ولكن الله انتجاه "[1].
وروى الحمويني باسناده في قوله تعالى . ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً )[2] قال ابن عبّاس في رواية الواليبي : " إنّ المسلمين أكثروا المسائل على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حتى شقوا عليه ، فأراد الله أن يخفف عن نبيه فأنزل الله هذه الآية ، فلما نزلت كأن كثيراً من الناس كفوا عن المسألة "[3].
وباسناده عن علي عليه السّلام قال : " آية في كتاب الله لم يعمل بها أحد قبلي ولن يعمل بها أحد بعدي ، وهي آية النجوى ، كان لي دينار فبعته بعشرة دراهم ، فكلما أردت أن أناجي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قدمت بين يدي نجواي درهماً ، فنسخته الآية الأخرى ( أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَات ) ؟ ![4] [5].
وباسناده عن علي عليه السّلام : " انّه ناجى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عشر مرات بعشر كلمات قدمها عشر صدقات فسأل في الأولى : ما الوفاء ؟ قال : التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله ، ثم قال : وما الفساد ؟ قال : الكفر والشرك بالله عزّوجل ، قال : وما الحق ؟ قال : الإسلام والقرآن والولاية إذا انتهت إليك ، قال : وما الحيلة ؟ قال : ترك الحيلة ، قال : وما عليّ ؟ قال : طاعة الله وطاعة رسوله ، قال : وكيف أدعو الله تعالى ؟ قال : بالصدق واليقين ، قال : وماذا أسأل الله تعالى ؟ قال : العافية ، قال : وماذا أصنع لنجاة نفسي ؟ قال : كُل حلالا وقل صدقاً ، قال : وما السرور ؟ قال : الجنة ، قال : وما الراحة ؟ قال : لقاء الله تعالى .
فلما فرغ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم من جواب أسئلة علي ، نسخ حكم وجوب الصدقة قبل التناجي مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم "[6].
قال الشنقيطي : " فمن ذلك اختصاصه بالعمل بآية النجوى ، فقد أخرج ابن الجوزي في أسباب النزول عن علي رضي الله عنه أنه قال : آية في كتاب الله عزّوجلّ لم يعمل بها أحد قبلي ولن يعمل بها أحد بعدي ، آية النجوى كان لي دينار فبعته بعشرة دراهم ، فلما أردت أن أناجي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قدمت درهماً فنسختها الآية الأُخرى ( أَأَشْفَقْتُمْ ) الآية "[7].
وروى ابن عساكر باسناده عن جابر ، قال : " لما كان يوم الطائف ناجى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم علياً طويلا فلحق أبو بكر وعمر فقالا : طالت مناجاتك علياً يا رسول الله ، قال : ما أنا أناجيه ولكن الله انتجاه " .
وباسناده عن جابر بن عبد الله " إنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم انتجى علياً طويلا ، فقال أصحابه : ما أكثر ما يناجيه ، فقال : ما أنا انتجيته ولكن الله انتجاه "[8].
قال الكنجي : " قال مجاهد : نهوا عن مناجاة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم حتى يتصدقوا ، فلم يناجه إلاّ علي بن أبي طالب قدم ديناراً فتصدق به ثم نزلت الرخصة ، فكانت الصدقة عند النجوى فريضة من الله . فهذه آية من كتاب الله لم يعمل بها غير علي عليه السّلام "[9].
وقال محمّد بن طلحة : " أورد أئمة التفسير : الثعلبي والواحدي وغيرهما ، إنّ الأغنياء كانوا قد غلبوا الفقراء على المجالس عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأكثروا مناجاته ، حتى كره رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ذلك لطول جلوسهم ومناجاتهم ، فأنزل الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ )[10] فأمر بالصدقة أمام المناجاة ، فأما أهل العسرة فلم يجدوا ، وأما أهل الغنى فبخلوا ، فخف ذلك على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم واشتد على أصحابه ، فنزلت الآية التي بعدها رخصة فنسختها "[11].
دلالة القضية
أقول : قال الراغب في معنى ( النجوى ) : " ناجيته : أي ساررته . . أن تنجو بسرّك من أن يطلع عليك . . وانتجيت فلاناً استخلصته لسرّي " .
قوله صلّى الله عليه وآله : " ما انتجيته ولكن الله انتجاه " قال الفيروزآبادي : " وانتجاه : خاصّه بمناجاته "[12].
وقال العلامة الحلي : " روى أحمد بن حنبل في قوله تعالى : ( إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً )[13] قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام : ما عمل بهذه الآية غيري . وبي خفف الله تعالى عن هذه الأمة أمر هذه الآية "[14].
وقال أيضاً : " وفي الجمع بين الصحاح الستة ، وتفسير الثعلبي ، ورواية ابن المغازلي الشافعي آية المناجاة ، واختصاص أمير المؤمنين عليه السّلام بها ، تصدق بدينار حال المناجاة ولم يتصدق أحد قبله ولا بعده ، ثم قال علي عليه السّلام : إنّ في كتاب الله آية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي ، وهي ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ) وبي خفف الله عن هذه الأمة فلم تنزل في أحد بعدي "[15].
ووجه الاستدلال بعد ثبوت أصل الموضوع برواية الفريقين في كتب التفسير والحديث والمناقب عن أمير المؤمنين وعن غير واحد من الصحابة كأبي أيوب الأنصاري وجابر وابن عباس وغيرهم كما لا يخفى على من يراجع : المصنف لابن أبي شيبة 2 / 505 والترمذي 5 / 379 والنسائي 5 / 152 والمستدرك 2 / 524 وجامع الأصول 2 / 452 وتفاسير الطبري 28 / 14 والرازي 29 / 272 والقرطبي 17 / 196 وابن كثير 4 / 326 والبغوي 4 / 283 والآلوسي 28 / 28 وغيرهم ، وبعد العلم بتصحيح غير واحد من الأئمة كابن حبان والحاكم والذهبي ، واعتراف ابن تيمية في منهاجه 7 / 160 . . . هو :
إنّ هذه القضية من خصائص أمير المؤمنين ، فتدلّ على الأفضلية ، وهي دليل الإمامة ومما يشهد بدلالتها على الفضيلة تمنّي مثل ابن عمر لها كما في الكشاف 4 / 76 وتفسير القرطبي 17 / 302 وغيرهما . . . هذا من جهة .
ومن جهة أخرى ، فقد دلّ الكتاب والسنّة في هذه القضية على تنقيص لغير مولانا علي عليه السلام من الصحابة ، فقد جاء التلويح في الآية والتصريح في الحديث على عدم امتثالهم للأمر الإلهي وبخلهم وشحّهم ، ولذا وقع اللّوم عليهم . . .
فكانت هذه القضية من الأدلّة القويمة على إمامة أمير المؤمنين وعدم أهليّة غيره لذلك ، هذا ، ولا يُجدي دفاع المتكلّمين عن أبي بكر لتصحيح تولّيه الأمر بعد رسول الله .
[1] سنن الترمذي ج 5 ص 303 ، ورواه ابن المغازلي في المناقب ص 124 ، الحديث 162 ، والخوارزمي في المناقب الفصل الرابع عشر ص 82 ، ومحمّد بن طلحة في مطالب السؤل ص 39 ، وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ص 42 . ورواه البدخشي في مفتاح النجاء ص 74 .
[2] سورة المجادلة : 12 .
[3] فرائد السمطين ج 1 ص 357 .
[4] سورة المجادلة : 13 .
[5] المصدر ص 358 .
[6] المصدر ص 359 ، ورواه محمّد بن يوسف الزرندي في نظم درر السمطين ص 90 ، ومحمّد صدر العالم في معارج العلى في مناقب المرتضى ص 119 مخطوط .
[7] كفاية الطالب ص 73 .
[8] ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج 2 ص 308 ، الحديث 809 - 810 .
[9] كفاية الطالب ص 137 .
[10] سورة المجادلة : 12 .
[11] مطالب السؤل ص 80 مخطوط .
[12] القاموس المحيط كلمة نجا ص 885 مخطوط .
[13] سورة المجادلة : 12 .
[14] منهاج الكرامة ، الوجه السادس ص 50 مخطوط .
[15] كشف الحق ونهج الصدق ص 102 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|