المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الإمام علي (عليه السلام) يشبه النبي يوسف (عليه السلام)  
  
2034   02:36 صباحاً   التاريخ: 2023-11-15
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج1، ص271-274
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

روى محب الدين الطبري باسناده عن ابن عبّاس رضي الله عنهما إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : " من أراد أن ينظر إلى إبراهيم في حلمه ، والى نوح في حكمته ، وإلى يوسف في جماله ، فلينظر إلى علي بن أبي طالب "[1].

قال العاصمي : " وقعت المشابهة بين المرتضى رضوان الله عليه وبين يوسف الصدّيق صلوات الله عليه بثمانية أشياء : أولها : بالعلم والحكمة في صغره ، والثّاني : بحسد الإخوة له ، والثالث : بنكثهم العهود فيه ، والرابع : بالجمع له بين العلم والملك في كبره ، والخامس : بالوقوف على تأويل الأحاديث ، والسادس : بالكرم والتجاوز عن إخوته ، والسابع : بالعفو عنهم وقت القدرة عليهم ، والثامن : بتحويل الديار .

1 - أما تخصيصه بالعلم والحكمة في صغره : فقوله تعالى : ( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً )[2] فدلّت الآية على انّه عليه السّلام لما قارب الحلم ولم يبلغ الاستواء بعد ، أكرم بالعلم والحكمة ولذلك لم يقيده بالاستواء ، ولقن من العلم والحكمة والفهم ما لا يتعلق حكمه بتعليم مخلوق ، بل فتح الله تعالى عليه أبوابها ويسر له أسبابها ، وكذلك المرتضى رضوان الله عليه لم يراهق الحلم وقد أوتي من العلم والحكمة ما لم يؤت مثله أقرانه وفتح عليه من أبوابها ما لم يقم بمثلها إخوانه ولذلك قال عليه السّلام : " يا علي ملئت علماً وحكمة " .

2 - وأمّا حسد إخوته له : فان يوسف الصدّيق عليه السّلام لما أكرمه الله تعالى بما أكرمه من تخصيص الذات وكمال الصفات ولم ير إخوانه في أنفسهم أمثاله ورأوا شفقة أبيهم عليه السّلام عليه وسأله زيادة على من كان منه عليهم فحملهم ذلك على الحسد والبغي ، واجتهدوا في أمره بالنشر والطي والأمر والنهي ، يدل عليه قوله تعالى : ( إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ )[3] إلى قوله ( قَوْماً صَالِحِينَ )[4] فكذلك المرتضى رضوان الله عليه لما رجح إلى خصائص الذات وكمال الصفات زيادة على عشيرته وأقربائه وبين إخوانه ونظرائه ، ولقد كان المصطفى صلوات الله عليه يخصه في كنفه ويختصه ببره ولطفه منذ صغره إلى كبره ، ولقد كان عليه السّلام ضمه إلى نفسه فينفق عليه من خالص ماله حين قلّت ذات يد أبي طالب ، وتكفل به ولم ير أكفاؤه من بني أعمامه وعماته وبني إخوانه وأخواته عنه صلّى الله عليه وآله وسلّم مثل ذلك ، فكان يحك ذلك في صدورهم طبيعة ، إلاّ إنهم كانوا يردونه عنهم ولما يظهرونه علماً وشريعة إلى أن قام المرتضى رضوان الله عليه بالأمر دونهم ، فأظهروا خفاياهم ومكنونهم .

3 - وأمّا نكثهم العهود فيه : فان إخوة يوسف عليه السّلام لما استأذنوا أباهم في الخروج بيوسف عليه السّلام معهم فأبى عليهم في ذلك إلى إنّ أخذ عليهم العهود والمواثيق إنّ يردوه إليه وأذن لهم فقالوا ( لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَّخَاسِرُونَ ) إلى أن ( أَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ )[5] وباعوه فكذلك المرتضى رضوان الله عليه كان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، قد أخذ عليهم العهود والمواثيق فيه ] في مواطن كثيرة [ .

4 - وأمّا الجمع بين الملك والعلم في كبره : فان يوسف عليه السّلام . . . اجتمع له الملك والعلم والنبوّة ولذلك قال : ( رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ )[6] الآية ، فكذلك المرتضى رضوان الله عليه ، جمع الله له بين العلم والملك في كبره .

5 - وأمّا الوقوف على تأويل الأحاديث : فقوله تعالى : ( وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ )[7] الآية ، فلما علّم الله سبحانه يوسف الصدّيق تأويل الأحاديث رفع به درجاته وكان ذلك سبب خلاصه ونجاته . . . فكذلك المرتضى رضوان الله عليه ، علّمه الله تأويل الأحاديث كما ذكرناه في فصل قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " أنا مدينة العلم وعلي بابها " . . . وعن الحارث بن المغيرة عن أبي جعفر انه سمعه يقول : علّم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أمير المؤمنين علياً ألف كلمة كل كلمة يفتح ألف كلمة .

6 و 7 - وأمّا الكرم في التجاوز والعفو عن إخوته بعد قدرته عليهم : فقوله تعالى عنهم : ( تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ )[8] قال : ( لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) .

فلما جمع الله تعالى بين يوسف وإخوته وملكه عليهم بقدرته عفا عنهم بكرمه وأسبغ عليهم فنون نعمه . . . كذلك المرتضى رضوان الله عليه لما قدر على طلحة وعايشة عفا عنهم . . .

8 - وأما تحويل الديار : فكما يوسف هاجر من كنعان ، كذلك المرتضى رضوان الله عليه ، هاجر هجرتين من مكة ومن المدينة . . . " .

قال البياضي : يوسف ( رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ )[9] ونزل في علي وأهله ( وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً )[10] ولما بان لأخوته فضله ، حسدوه وأظهروا نصحه وفي الباطن عادوه ، وقريش سلموا على علي بإمرة المؤمنين وفي الباطن مقتوه ، وقيل ليوسف ( أَيُّهَا الصِّدِّيقُ )[11] وعليّ الصديق الأكبر ، وفي يوسف ( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً )[12] وعليّ أوتي الأخوّة والخلافة والعلم صغيراً ، وفي يوسف ( أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ )[13] وفي علي ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ ) ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ )[14].

 


[1] الرّياض النضرة ج 3 ص 249 . ورواه السيّد شهاب الدين أحمد في توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ص 459 .

[2] سورة القصص : 14 .

[3] سورة يوسف : 8 - 9 .

[4] سورة يوسف : 8 - 9 .

[5] سورة يوسف : 15 ، 101 ، 6 ، 91 ، 92 .

[6] سورة يوسف : 101 .

[7] سورة يوسف : 6 .

[8] سورة يوسف : 91 .

[9] سورة يوسف : 101 .

[10] سورة الدّهر : 20 .

[11] سورة يوسف : 46 .

[12] سورة يوسف : 22 .

[13] سورة الدّهر : 8 .

[14] سورة الدّهر : 6 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.