أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-01-2015
3520
التاريخ: 2023-11-07
8520
التاريخ: 31-01-2015
3584
التاريخ: 8-5-2016
6140
|
روى محب الدين الطبري باسناده عن ابن عبّاس رضي الله عنهما إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : " من أراد أن ينظر إلى إبراهيم في حلمه ، والى نوح في حكمته ، وإلى يوسف في جماله ، فلينظر إلى علي بن أبي طالب "[1].
قال العاصمي : " وقعت المشابهة بين المرتضى رضوان الله عليه وبين يوسف الصدّيق صلوات الله عليه بثمانية أشياء : أولها : بالعلم والحكمة في صغره ، والثّاني : بحسد الإخوة له ، والثالث : بنكثهم العهود فيه ، والرابع : بالجمع له بين العلم والملك في كبره ، والخامس : بالوقوف على تأويل الأحاديث ، والسادس : بالكرم والتجاوز عن إخوته ، والسابع : بالعفو عنهم وقت القدرة عليهم ، والثامن : بتحويل الديار .
1 - أما تخصيصه بالعلم والحكمة في صغره : فقوله تعالى : ( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً )[2] فدلّت الآية على انّه عليه السّلام لما قارب الحلم ولم يبلغ الاستواء بعد ، أكرم بالعلم والحكمة ولذلك لم يقيده بالاستواء ، ولقن من العلم والحكمة والفهم ما لا يتعلق حكمه بتعليم مخلوق ، بل فتح الله تعالى عليه أبوابها ويسر له أسبابها ، وكذلك المرتضى رضوان الله عليه لم يراهق الحلم وقد أوتي من العلم والحكمة ما لم يؤت مثله أقرانه وفتح عليه من أبوابها ما لم يقم بمثلها إخوانه ولذلك قال عليه السّلام : " يا علي ملئت علماً وحكمة " .
2 - وأمّا حسد إخوته له : فان يوسف الصدّيق عليه السّلام لما أكرمه الله تعالى بما أكرمه من تخصيص الذات وكمال الصفات ولم ير إخوانه في أنفسهم أمثاله ورأوا شفقة أبيهم عليه السّلام عليه وسأله زيادة على من كان منه عليهم فحملهم ذلك على الحسد والبغي ، واجتهدوا في أمره بالنشر والطي والأمر والنهي ، يدل عليه قوله تعالى : ( إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ )[3] إلى قوله ( قَوْماً صَالِحِينَ )[4] فكذلك المرتضى رضوان الله عليه لما رجح إلى خصائص الذات وكمال الصفات زيادة على عشيرته وأقربائه وبين إخوانه ونظرائه ، ولقد كان المصطفى صلوات الله عليه يخصه في كنفه ويختصه ببره ولطفه منذ صغره إلى كبره ، ولقد كان عليه السّلام ضمه إلى نفسه فينفق عليه من خالص ماله حين قلّت ذات يد أبي طالب ، وتكفل به ولم ير أكفاؤه من بني أعمامه وعماته وبني إخوانه وأخواته عنه صلّى الله عليه وآله وسلّم مثل ذلك ، فكان يحك ذلك في صدورهم طبيعة ، إلاّ إنهم كانوا يردونه عنهم ولما يظهرونه علماً وشريعة إلى أن قام المرتضى رضوان الله عليه بالأمر دونهم ، فأظهروا خفاياهم ومكنونهم .
3 - وأمّا نكثهم العهود فيه : فان إخوة يوسف عليه السّلام لما استأذنوا أباهم في الخروج بيوسف عليه السّلام معهم فأبى عليهم في ذلك إلى إنّ أخذ عليهم العهود والمواثيق إنّ يردوه إليه وأذن لهم فقالوا ( لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَّخَاسِرُونَ ) إلى أن ( أَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ )[5] وباعوه فكذلك المرتضى رضوان الله عليه كان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، قد أخذ عليهم العهود والمواثيق فيه ] في مواطن كثيرة [ .
4 - وأمّا الجمع بين الملك والعلم في كبره : فان يوسف عليه السّلام . . . اجتمع له الملك والعلم والنبوّة ولذلك قال : ( رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ )[6] الآية ، فكذلك المرتضى رضوان الله عليه ، جمع الله له بين العلم والملك في كبره .
5 - وأمّا الوقوف على تأويل الأحاديث : فقوله تعالى : ( وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ )[7] الآية ، فلما علّم الله سبحانه يوسف الصدّيق تأويل الأحاديث رفع به درجاته وكان ذلك سبب خلاصه ونجاته . . . فكذلك المرتضى رضوان الله عليه ، علّمه الله تأويل الأحاديث كما ذكرناه في فصل قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " أنا مدينة العلم وعلي بابها " . . . وعن الحارث بن المغيرة عن أبي جعفر انه سمعه يقول : علّم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أمير المؤمنين علياً ألف كلمة كل كلمة يفتح ألف كلمة .
6 و 7 - وأمّا الكرم في التجاوز والعفو عن إخوته بعد قدرته عليهم : فقوله تعالى عنهم : ( تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ )[8] قال : ( لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) .
فلما جمع الله تعالى بين يوسف وإخوته وملكه عليهم بقدرته عفا عنهم بكرمه وأسبغ عليهم فنون نعمه . . . كذلك المرتضى رضوان الله عليه لما قدر على طلحة وعايشة عفا عنهم . . .
8 - وأما تحويل الديار : فكما يوسف هاجر من كنعان ، كذلك المرتضى رضوان الله عليه ، هاجر هجرتين من مكة ومن المدينة . . . " .
قال البياضي : يوسف ( رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ )[9] ونزل في علي وأهله ( وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً )[10] ولما بان لأخوته فضله ، حسدوه وأظهروا نصحه وفي الباطن عادوه ، وقريش سلموا على علي بإمرة المؤمنين وفي الباطن مقتوه ، وقيل ليوسف ( أَيُّهَا الصِّدِّيقُ )[11] وعليّ الصديق الأكبر ، وفي يوسف ( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً )[12] وعليّ أوتي الأخوّة والخلافة والعلم صغيراً ، وفي يوسف ( أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ )[13] وفي علي ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ ) ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ )[14].
[1] الرّياض النضرة ج 3 ص 249 . ورواه السيّد شهاب الدين أحمد في توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ص 459 .
[2] سورة القصص : 14 .
[3] سورة يوسف : 8 - 9 .
[4] سورة يوسف : 8 - 9 .
[5] سورة يوسف : 15 ، 101 ، 6 ، 91 ، 92 .
[6] سورة يوسف : 101 .
[7] سورة يوسف : 6 .
[8] سورة يوسف : 91 .
[9] سورة يوسف : 101 .
[10] سورة الدّهر : 20 .
[11] سورة يوسف : 46 .
[12] سورة يوسف : 22 .
[13] سورة الدّهر : 8 .
[14] سورة الدّهر : 6 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|