المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24

Computers, Future of
6-1-2016
Holoenzyme, Apoenzyme
18-5-2016
العنب
2023-12-14
علاقة سكن المتجاوزين والسكن العشوائي
21-6-2021
الأغسال المسنونة‌
14-11-2016
السلطة التقديرية في تحديد مصادر الدخل الخاضع للضريبة
10-4-2016


حديث الإفك  
  
3915   10:15 صباحاً   التاريخ: 19-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص113-115
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-5-2016 3851
التاريخ: 15-3-2016 3488
التاريخ: 31-01-2015 3882
التاريخ: 19-10-2015 4660

وقع في [غزوة بني المصطلق من خزاعة]حديث الإفك وحاصله ان عائشة أم المؤمنين كانت مع النبي (صلى الله عليه واله) في هذه الغزاة فلما رجع وقارب المدينة نادوا ليلة بالرحيل فخرجت عائشة خارج الجيش لقضاء حاجة فلما عادت رأت عقدها قد انقطع فعادت تطلبه فوجدته واقبل الذين كانوا يرحلونها فاحتملوا الهودج وهم يظنونها فيه لأنها كانت صغيرة السن خفيفة اللحم وساروا ورجعت فوجدت الجيش قد رحل فجلست مكانها ليرجعوا إليها إذا فقدوها وغلبتها عينها فنامت وكان صفوان بن المعطل السلمي الذكواني من وراء الجيش فجاء فرآها فاسترجع فأفاقت وأناخ راحلته فركبتها وسار يقود بها الراحلة حتى اتوا الجيش عند الظهر وهم نزول فأول من أشاع حديث الإفك عبد الله بن أبي بن سلول وممن أشاعه حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وغيرهم وبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه واله) وبلغ ذلك عائشة من أم مسطح لما كانت معها ليلا فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت تعس مسطح فلامتها عائشة فقالت لها أ لم تسمعي ما قال وأخبرتها .

قال دحلان في سيرته : ودعا رسول الله (صلى الله عليه واله) علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد لما أبطأ عليه الوحي فاستشارهما في فراق أهله فاما أسامة فقال هم أهلك ولا نعلم الا خيرا وأما علي فقال يا رسول الله لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير وسل الجارية تصدقك فسال جاريتها بريرة فحلفت انها ما رأت عليها أمرا معيبا قط فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) على المنبر من يعذرني من رجل قد بلغني عنه أذاي في أهلي يعني عبد الله بن أبي وقد ذكروا رجلا يعني صفوان ما علمت عليه الا خيرا وما يدخل على أهلي الا معي ؛ وكادت ان تقع بين الأوس والخزرج فتنة بسبب عبد الله بن أبي فرقة تطلب ان يؤمروا بقتله وفرقة تدافع عنه فأسكتهم النبي (صلى الله عليه واله) ثم نزل عليه الوحي ببراءتها بقوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ } [النور: 11] الآيات العشر وأقيم الحد على من قذفها كحسان ومسطح وغيرهما لكنهم لم يذكروا انه أقيم على عبد الله بن أبي .

وفيما اوردوه في هذا الحديث مواقع للنظر أولا استشارته عليا وأسامة في فراق أهله لا يقبله عقل وكيف يفارقها لقول منافق كابن أبي ومن تابعه ولم يستندوا إلى برهان بل كيف يخطر بباله مفارقتها قبل ان يثبت عليها شئ وذلك يؤيد تحققه الأمر فيلصق العار به وباهله هذا لا يمكن ان يقع من غبي فكيف بأكمل خلق الله وكيف يشير عليه علي بذلك وهو غش لا يمكن ان يخفى على من دون علي في الذكاء والفطنة والذي يلوح ان أعداء علي هم الذين اختلقوا هذا ليلصقوا به ما لا يليق نعم الظاهر أنه لما سمع ذلك عن لسان ابن أبي صعد المنبر وشكاه ثانيا كيف يقول له سل الجارية تصدقك وكيف يسألها الرسول (صلى الله عليه واله) وهذا بحث عن المعائب ومحبة لشيوع الفاحشة لا يجوز من أي مسلم كان فضلا عن النبي (صلى الله عليه واله) ولو تبرع أحد بهذا الاخبار ولم يقم الميزان الشرعي عليه لوجب عليه الحد فكيف يحمل النبي (صلى الله عليه واله)  الجارية على أن تتكلم بما يوجب عليها الحد وهو لو اعترف له شخص بذلك يعرض له بالانكار والرجوع عن هذا الاقرار حتى يعترف بذلك ثلاثا ثالثا هب ان الجارية أخبرته بشئ هل كان له أن يصدقها كلا بل كان عليه ان يقيم عليها حد القذف ما لم تقم الميزان الشرعي فأي فائدة في هذا السؤال كل هذا يدلنا على أن ارادته تطليق زوجته واستشارته في ذلك أمر مكذوب وانه لم يقع منه غير الشكوى على المنبر ممن آذاه في أهله ؛ وزاد صاحب السيرة الحلبية نغمة في هذا الطنبور فروى أنه استشار عمر فقال له من زوجها لك يا رسول الله قال الله تعالى قال أ فتظن ان الله دلس عليك فيها فلو صح هذا الخبر لكان عمر يصل بعلمه إلى ما لا يصل إليه الرسول (صلى الله عليه واله) ويهتدي إلى ما لا يهتدي وقد زاد في الطنبور نغمات أيضا قوله وفي لفظه فدعا رسول الله (صلى الله عليه واله) بريرة فسألها فقام إليها علي فضربها ضربا شديدا وجعل يقول لها اصدقي رسول الله فتقول والله ما اعلم الا خيرا قال وضربها كما قال السهيلي ولم تستوجب ضربا ولا استأذن رسول الله (صلى الله عليه واله) في ضربها لأنه اتهمها في أنها خانت الله ورسوله فكتمت من الحديث ما لا يسعها كتمه (اه) والعجب ممن يودعون أمثال هذه الأحاديث في كتبهم ولها منها شواهد على كذبها فعلي الذي يقول والله لو أعطيت الأقاليم السبع بما تحت أفلاكها على أن اعصي الله في نملة اسلبها جلب شعيرة ما فعلت كيف يمكن ان يضرب جارية بغير حق ليحملها على الكذب والشهادة بما لم تر وكيف يمكن ان يضربها بغير إذن النبي (صلى الله عليه واله) بمحضر منه ومن اعرف منه بحقه وأحق بتعظيمه وكيف يمكنه النبي من ضربها بغير حق أ ليس هذا قدحا في النبي قبل ان يكون قدحا في علي وإن كان ضربها ضربا شديدا فلا بد أن يكون متكررا فكيف لم يمنعه النبي منه وسكت عنه بل لم يؤنبه على الأقل فمختلق هذا الحديث ليعيب عليا قد خانته فطنته ولم يلتفت إلى أنه يؤدي إلى عيب النبي (صلى الله عليه واله) ونسبة الظلم إليه وأبرد من ذلك تعليل السهيلي فإنه اتهمها في أنها خانت الله ورسوله فهل يسوع في الشرع العقاب بمجرد التهمة ؛ وهنا استغل اخصام الشيعة سوق الأكاذيب فروجوها . قال صاحب السيرة الحلبية : فمن نسبها إلى الزنا كغلاة الرافضة كان كافرا وحكى مثله دحلان في سيرته عن السهيلي ثم قال حضر بعض الشيعة مجلس الحسن بن زيد الداعي وكان من عظماء أهل طبرستان فنسب الشيعي إلى عائشة شيئا من القبيح فامر بضرب عنقه فاعترضه بعض العلوية وقال هذا من شيعتنا فقال معاذ الله هذا طعن على رسول الله (صلى الله عليه واله) ونقول ليس في غلاة الشيعة ولا معتدليهم من ينسب عائشة إلى ذلك كبرت كلمة تخرج من أفواه هؤلاء المفترين وإن كانوا صادقين فيما يقولون فليأتونا باسم من يقول ذلك وفي أي موضع وجدوه أم في أي كتاب رأوه كلا انهم لكاذبون مفترون ظالمون مفسدون لا حجة لهم على ما قالوا ولا برهان وما حملهم على ذلك الا العداوة والعصبية بالباطل ورقة الدين وهكذا ما حكاه دحلان عن الحسن ابن زيد الداعي كذب وبهتان لأنا نعلم علما يقينا انه ليس في الشيعة من ينسب أم المؤمنين عائشة إلى القبيح وإن من عقيدتهم ان زوجة النبي يجوز أن تكون كافرة كامرأتي نوح ولوط ولا يجوز أن تكون زانية لأن ذلك يخل بمقام النبوة وإنما يقولون ولا يتحاشون بأنها أخطأت بخروجها على الإمام العادل وحربها له ومخالفتها أمر القرآن لها ان تقر في بيتها والذي طعن على رسول الله هو من روى أن عليا ضرب الجارية أمامه بغير حق و سكت.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.