أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-1-2017
5742
التاريخ: 30-1-2017
1994
التاريخ: 2023-10-25
1450
التاريخ: 19-4-2016
2716
|
الكون كله ونظامه الدقيق الذي يسير عليه دال على عظمة الله الخالق المبدع ذي الجلال والإكرام ولا يمكن للإنسان مهما بلغ من العلم والمعرفة والتطور والاختراع أن يتمكن من الإحاطة بعظمة الله سبحانه، وقد تحدث القرآن الكريم في آيات عديدة عن قدرة الله وعظمته في العالم الكبير أو العالم الصغير تلك العظمة اللامحدودة واللامتناهية وإليك جملة منها على سبيل المثال:
قال تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل عمران: 26، 27].
الآيتان تحدثنا عن الملك ومالكه وأن الله هو المالك الحقيقي لكل الأشياء لا شريك له في ذلك ومن يطلق على غيره بكونه مالكاً إنما هو على نحو الاعتبار والمجاز، فالله هو المتصرف في الكون كله بقدرته وعظمته وهو قادر على كل شيء لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
وقال تعالى: {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف: 21]، غلب أمره تعالى على كل أمر وكل قوة تدعي القدرة والتصرف في الكون ومن ذلك غلب أمره على أمر فرعون في ذبح أبناء بني إسرائيل لئلا يوجد موسى وإذا قدرة المولى وعظمته تتدخل ويتحول فرعون بنفسه مربياً لموسى (عليه السلام).
ومن ذلك غلب أمره على ما فعله أخوة يوسف (عليه السلام) عندما ألقوه في غيابة الجبّ لكي يتخلصوا منه ولكن الأمور تغيرت بقدرة الله وعظمته حتى صار ملك مصر فقالوا له: {قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ} [يوسف: 91].
وتجلت عظمته سبحانه في حادثة نمرود مع إبراهيم وقومه حيث: {قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ * قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} [الأنبياء: 68، 69].
فغلب أمره على من أراد أن يحرق إبراهيم (عليه السلام) بالنار ولكن الله حول النار إلى برد وسلام عليه فتحولت قدرة نمرود إلى الضعف وكثرته إلى القلة وربحه إلى الخسارة، وانتصر إبراهيم (عليه السلام) عليهم في نهاية المطاف.
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ * مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: 73، 74].
نبه القرآن الكريم الناس على أن يفكروا أنهم عاجزون عن خلق أصغر حشرة على وجه الأرض وأضعفها ولا يتمكنون منها وذكر كمثال على ذلك الذبابة.
وحينئذ البشر ومنهم المشركون لم يقدروا الله حق قدره ولم يعرفوا عظمته ولو كانوا كذلك لتغير حالهم مع الله وتبدلت سيرتهم بشكل آخر.
ولكن السؤال الذي يطرح ربما يقال أن مثال الذباب هذا قبل مئات السنين في الوقت الذي لا توجد السيارة والطائرة والآلات الالكترونية، فالموجود اليوم أعظم من الذباب وغيرها من الحشرات.
والجواب: إن هذه الأمور وإن كانت تبهر العقول وتحير الألباب بما توصل إليه العلم الحديث إلا أنه يبقى أن الإنسان عاجز عن خلق كائن حي وبعث الروح فيه بل عاجز عن قتل بعض الفيروسات التي تفتك بالبشرية.
وقد اعترف علماء الطبيعة في العصر الحديث بقدرة الله وأن كل ما توصلوا إليه من علم ومخترعات فهذه تدل على جهل الإنسان بها فيما مضى ودلت على قدرة العزيز الجبار، وقد ألف عدد من علماء الطبيعة في مختلف العلوم كتاباً بعنوان (الله يتجلى في عصر العلم) وذكروا أن كل ما توصلوا إليه فهو دال على قدرة الله. وألف آخرون (مع الله في السماء)، و(مع الله في الأرض)، وغيرها من الكتب التي تدل على ما وصل إليه الإنسان في العصر الحديث وكلها تدل على قدرة الله ويعترف هؤلاء العلماء بعجزهم أمام الله سبحانه.
وقال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [العنكبوت: 41]؟
لا يوجد في الكون قوي أمام الله سبحانه مهما بلغ ما بلغ من القوة فلا الأنبياء والرسل والأئمة والأولياء ولا غيرهم عندهم قدرة ولا بمقدار ذرة بدون الله سبحانه فالخالق والرازق والمعطي والمحيي والمميت هو الله، ومن يدعي أن لغير الله سبحانه قدرة على أي فعل ولو كان عادياً وصغيراً بدون الله فقد جانب الصواب وابتعد عن التوحيد كل البعد وقرب من الشرك وكل ما في الوجود لا حول له ولا قوة إلا بالله لذلك يذكر القرآن هذا التمثل الرائع فبيوت الحشرات واهنة وضعيفة ولكن أوهنها على الإطلاق هو بيت العنكبوت ولكن الملتجئ لغير الله حاله أضعف من بيت العنكبوت
وإذا أذن الله لبعض عباده ومخلوقاته أن يتصرف في الكون فسوف يصبح الكون وذراته خاضعة له.
قيل مرّ ملك على عارف فما قام له العارف، فقال له الملك: لم ما قمت لي وأنت رعيتي وعبدي.
فقال له العارف: بل أنت عبد عبدي.
قال: وكيف؟
قال: لأنك عبد هواك وأنا جعلت الهوى عبدي (1).
وفي مقام عظمة الله قال تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} [الكهف: 109].
المداد: هو الحبر الذي يكتب به.
والكلمات: جمع (كلمة) تستعمل في الألفاظ التي يتحدث بها الإنسان.
ولكن قد تطلق كلمة (الله) على كل شيء موجود يدل على وجود الله سبحانه خصوصاً الأشياء العظيمة الجليلة فبخصوص المسيح عيسى ابن مريم (عليه السلام) يقول القرآن: {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ} [النساء: 171].
وفي الآية يراد به هذا المعنى ويقول القرآن ويخاطب الناس أنكم لا تتصوروا أن عالم الوجود محدود بما تتصورونه وتحسونه والذي تعلمونه فلو فرض البحار حبر يكتب به كلمات الله والذي هو عالم الوجود لنفدت تلك البحار قبل ان تنفد كلمات الله وحتى لو جئنا بأضعاف هذه البحار عدة مرات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة، ج 12، صفحة 427.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|