أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-13
2025
التاريخ: 9-10-2014
2400
التاريخ: 7-10-2014
2179
التاريخ: 24-11-2015
2265
|
التوبة لغة: مصدر الفعل تاب، وهي الرجوع، والعودة، والندم، فيقال: تاب من ذنبه أي: رجع عنه[1].
وقال ابن منظور: تاب الله تعالى عليه أي: وفقه لها، ورجل تواب أي: تائب الى الله تعالى، والله تواب أي: سبحانه يتوب على عبده، واصل تاب: عاد الى الله تعالى ورجع وأناب، ومعنى تاب الله عليه أي: عاد عليه بالمغفرة[2].
والتوبة اصطلاحا: ترك المعاصي في الحال، والعزم على تركها في الاستقبال، وتتدارك ما سبق من التقصير في سابق الاحوال، والندم على ما سبق من معصية[3].
لذلك فان التوبة هي ادراك الانسان خطأ عمله، وعزيمته على تركه، والندم على ما فعله، والاعتذار عن المُعتدى عليه، وطلب المغفرة من الله تعالى.
التوبة في القرآن الكريم والسُنّة الشريفة
قال تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّـهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَـٰئِكَ يَتُوبُ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّـهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}.
حيث جعل الله تعالى التوبة فرصة لمراجعة الانسان حسابه في سالف اعماله وافعاله، ليتدارك ما عمله من اعمال خاطئة لجهله بخطئها أو تعمده بذلك.
وقد اشترط تعالى في فعل الجاهل ان لا يعلم بخطأ عمله فقال سبحانه: {يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ } والسوء هو العمل المخالف للشرع، فإذا عَلِم بسوء عمله حينئذ تاب، وإذا تاب توبة نصوحة غفر الله تعالى عنه عن حقه سبحانه، أما حقوق الناس فلا تسقط إلا بمصالحتهم وإرضائهم في الدنيا.
فالله تعالى واسع المغفرة والرحمة كما قال تعالى: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} وقال تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّـهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}.
فالتوبة من الفروض التي فرضها الله تعالى على المؤمنين جميعا، لأن الانسان غير معصوم عن الخطأ، لهذا يقع منه الخطأ بسبب جهل أو غفلة ثم يجب عليه أن يتوب، قال تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّـهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
ومن هنا يتضح لنا ان الله تعالى يعلم ما في نفس الانسان حيث جعلها متقلبة من حال الى حال حسب البيئة التي يعيش فيها الانسان والظرف الزمني الذي يمر فيه من أزمات، فلا يمكن أن تستقر النفس البشرية على هذه المتغيرات، خصوصا إذا عصفت بها.
لذلك جعل الله تعالى التوبة رحمة منه سبحانه لعباده، فهي التي تمنح الانسان فرصة ثمينة تجعله يترك السوء ثم يعود الى الطاعة والامتثال، كأداء الصلاة والصوم ومحاسن الاخلاق، ويكف عن الاعمال المنهي عنها، كالسرقة ومساوئ الأخلاق الاخرى.
ولو تدبرنا القرآن الكريم لوجدنا معظم الآيات المدنية جاءت تدعو الى التوبة، ومن المعروف ان الآيات المدنية نزلت في بداية الدعوة الإسلامية في المدينة المنورة، فلابد من اعلان العفو والصفح في بداية أي دعوة الى الخير والصلاح، حتى تتهيأ الفرصة أمام الانسان للتغير والكف عن الرذائل، وهذا ما فعله الرسول الأكرم( صل الله عليه واله وسلم ) في بداية دعوته الإسلامية.
لهذا جاءت احاديث الرسول الأكرم ( صل الله عليه واله وسلم ) مؤكدة لذلك، ومن تلك الأحاديث ما روي عن شداد بن اوس قال: قال رسول الله ( صل الله عليه واله وسلم ): (سيد الاستغفار ان يقول اللهم انت ربي لا اله إلا انت خلقتني وانا عبدك، وانا على عهدك ووعدك ما استطعت، اعوذ
بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك عليّ، وابوء لك بذنبي فاغفر لي، فانه لا يغفر الذنوب إلا انت..).
وقد ورد عن الامام الباقر(عليه السلام) انه قال: (لا والله ما أراد الله تعالى من الناس إلا خصلتين: أن يقر له سبحانه بالنعم فيزيدهم، وبالذنوب فيغفرها لهم)([4]).
وقال(عليه السلام) ايضا: (ما ينجو من الذنب إلا من أقر به)([5]) ومعنى الحديث هو: أولا: لابد من الاعتراف بالذنب وقبحه، وثانيا: العزم على الترك.
ولا تصح التوبة إلا بعد ان يعطي الانسان حقوق الناس في الدنيا، حيث روي ان شيخا قال للإمام الباقر(عليه السلام): لم أزل واليا منذ زمن الحجاج الى يومي ّهذا، فهل لي من توبة ؟ فسكت عنه الامام(عليه السلام) فأعاد الشيخ على الامام السؤال نفسه، فاعرض عنه، فأعاد عليه للمرة الثالثة، عندئذ قال له الامام(عليه السلام): (ما لك توبة، ما لك توبة، حتى تؤدي الى كل ذي حق حقه، عندئذ تكون لك توبة)([6]).
وهذا يؤكد لنا ان الخطأ لا يفارق الانسان، فلا احد منا يستطيع ان يزكي نفسه عن الوقوع بالخطأ، حيث لابد من وقوع كل انسان بالخطأ، ثم يتوب ويندم عليه، ويعطي لمن وقع عليه الخطأ حقه، وقد صدق رسول الله (صل الله عليه واله وسلم ) عندما قال: (كل ابن آدم خطاء، وخير الخطَّائين التوّابون)([7]).
لأن الانسان في مثل هذا العصر المتخم بالأزمات والمغريات قد يقع في الخطأ رغما على انفه، لهذا جعل الله تعالى التوبة ملازمة للإنسان ليكفّر بها عن ذنبه والأخطاء التي يرتكبها، فهي فرصة تتيح له الرجوع الى رشده والاقلاع عما وقع منه من خطأ ومجون.
هذه الصورة مدرسة في اليابان يعطوهم جرعة من الدروس العلمية والتربوية حتى يتعبون، ثم يطلبون منهم ان يناموا بعمق كل على رحلته الدراسية حتى يستعدوا لتناول جرعة دراسية وتربوية اخرى طوال النهار، وذلك لاستغلال جميع ساعات العمر.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|