المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Joseph Antoine Ferdinand Plateau
30-10-2016
مقياس جامي = مقياس امتصاص جاما gamma gage (gauge) = gamma absorption gage
5-7-2019
إخلال الإدارة بالتزامها المتعلق بتسليم موقع العمل
7-6-2016
تفسير آية (94-96) من سورة التوبة
10-8-2019
الحماية الزمانية للمصنف المترجم
10-5-2016
Dilogarithm
9-8-2019


حول فرصة الشباب  
  
1109   09:59 صباحاً   التاريخ: 2023-05-15
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج1 ص52 ــ 57
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ} [فاطر: 37].

تمهيد: الاستعدادات الخفية

إن عهد الشباب يعتبر فرصة ثمينة تأتي الإنسان مرة واحدة طيلة حياته ، ومرحلة الشباب هي مركز القوة والنشاط ومظهر الحسن والجمال ، وفي هذه المرحلة يطفح الإنسان بالجد والنشاط والحب والأمل.

إن الاستعدادات والطاقات الكامنة في جسم وروح كل منا والأرضية المناسبة للرقي والسمو والتكامل الموجودة في طبيعة الإنسان، إذا ما استغلت بشكل مناسب ، فإن بإمكانها أن تكون أساس سعادة جيل الشباب لبقية مراحل العمر.

وانطلاقاً من هذ المبدأ ينبغي على الآباء والأمهات الذين يفكرون في إسعاد أبنائهم ، وكذلك ينبغي على الشباب الذين يطمحون إلى السعادة والموفقية والنجاح ان يغتنموا هذه الفرصة الثمينة من جميع جوانبها وأن يستفيدوا من الظروف المؤاتية أقصى استفادة .

استغلال الفرص :

لقد أكد أولياء الله تبارك وتعالى ورسله سلام الله عليهم أجمعين في كثير من الأحاديث والروايات على أهمية جيل الشباب، ودعوا الشباب إلى اغتنام هذه الفرصة الثمينة التي لا تعوض لتأمين سعادتهم .

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :يا أباذر اغتنم خمساً قبل الخمس، شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقدك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك(1).

وقال علي (عليه السلام) : بادر شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك(2) .

وروي عن جعفر بن محمد عن آبائه (عليهم السلام) في قوله تعالى : {وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [القصص: 77]. قال: لا تنس صحتك وقوتك وفراغك وشبابك ونشاطك وغناك وأن تطلب به الآخرة(3) .

قيمة الفرص

لقد أكدت الأحاديث الثلاثة الآنفة الذكر على أهمية الاستفادة من الفرصة الثمينة التي تدق باب الإنسان في مرحلة شبابه ، وقارنت بين هذه المرحلة مرحلة الشيخوخة والكهولة ، معتبرة إياها كالسلامة والعافية مقابل السقم والمرض ، إن الفرصة تعني استعداد الأرضية وتوفر الظروف لنيل الهدف ، واستغلال الفرصة يعني السعي والمثابرة من أجل الاستفادة من الظروف المؤاتية استفادة صحيحة . ليس هناك أي مخلوق على وجه الأرض خلق دون حساب، ولن يصل أي مخلوق إلى نتيجة دون القيام بمساع من أجل استغلال الفرص المؤاتية.

{وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم: 39].

الشعور بالمسؤولية :

قال أبو عبد الله (عليه السلام): إحم نفسك لنفسك فإن لم تفعل لم يحملك غيرك(4).

إن المزارع الذي يريد الحصول على أفضل محصول وأوفره عليه أن يستغل فرصة وجود الماء والهواء والأرض، ويسعى لحرث الأرض ونثر البذور ويكثف من مراقبته، وخلاصة القول: عليه أن يقوم بعمله على أفضل وجه . والأمر كذلك بالنسبة للطالب الذي يطمح إلى بلوغ أرفع درجات العلم حيث يتوجب عليه أن يستغل وجود الكتاب والمعلم والمدرسة والمحيط الهادى، والسلامة البدنية ، ويجد ويجهد في علومه ودراسته . المريض أيضاً عليه أن يستغل فرصة وجود الطبيب والممرضة والمستشفى والدواء ويسعى إلى مراقبة نفسه والخلود إلى الراحة والامتناع عن كل ما يضره وذلك في سبيل التخلص من المرض الذي ألم به. كما أن المذنبين عليهم أن يستغلوا الفرصة ويحكموا عقولهم ويلتزموا بالأحكام الإلهية وتوجيهات أنبياء الله تبارك وتعالى وأوليائه عليهم أفضل الصلاة والسلام ويلتحقوا بركب الأطهار والأخيار وذلك تحقيقاً للسعادة الأبدية .

أساس النجاح :

إن استغلال الفرص المناسبة والظروف الملائمة هو أساس موفقية الإنسان ونجاحه في جميع شؤون حياته المادية والمعنوية ، والإنسان العاقل هو ذلك الذي يستفيد من الفرص المؤاتية ولا يدع فرصة تذهب سدى .

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن لربكم في أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها(5).

لحظات زائلة:

من المؤسف أن جميع الفرص التي يواجهها الإنسان في شؤونه الحياتية المادية والمعنوية هي فرص غير ثابتة وسريعة الزوال ، وربما فقد الإنسان أعظم فرصة تطرق بابه ، بسبب إهمال بسيط ولا مبالاة منه ، حينها لن يبقى للإنسان سوى الخسران والندامة .

الفرص الضائعة:

ولهذا كان اهتمام الأنبياء والأولياء (عليهم السلام) ضمن برامجهم التربوية منصبّاً على هذه المسألة، وكثيراً ما حذروا من خطر إضاعة الفرص .

روي عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنه قال: من فتح له باب خير فلينتهزه فإنه لا يدري متى يغلق عنه)(6).

وقال علي (عليه السلام) : الفرصة تمر مر السحاب ، فانتهزوا فرص الخير(7).

وعنه (عليه السلام) أنه قال : الفرصة سريعة الفوت وبطيئة العود(8).

وروي أن أحدهم سأل الإمام الهادي (عليه السلام) عن الحزم فقال له: هو ان تنتهز فرصتك وتعاجل ما أمكنك(9) .

ثروة الشباب :

إن عهد الشباب يشكل أفضل فرصة يستطيع الإنسان من خلالها تحقيق طموحاته وبلوغ أمانيه ، ومما لا شك فيه أن جسم الإنسان وروحه يكتنفان ثروات عديدة يمكن أن تشكل إذا ما استغلت بشكل جيد أساس سعادة الإنسان مدى حياته.

إن قوة البدن ونموه وتركيبة العظام والعضلات وشبكة الأعصاب الحديدية وغيرها من القوى الجسمية لدى جيل الشباب ، تشكل بمجموعها أفضل وسيلة يسخرها الإنسان في الجد والعمل والنشاط ، فالشباب بمقدورهم خوض أصعب المغامرات والتغلب على كل المشاكل والصعاب.

وتشكل قوة البدن وصلابته من وجهة نظر الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) رمز السعادة لدى الإنسان ، وهذا الإنسان يتمتع بكل هذه النعم في مرحلة الشباب.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): طوبى لمن أسلم وكان عيشه كفافاً وقواه شداداً(10).

ومن القوى المعنوية التي تبرز جلياً على الإنسان في مرحلة الشباب، الحب والأمل والحماس والعنفوان، فإلى جانب نمو الجسم، تولد في داخل الإنسان الشاب عواطف وأحاسيس جياشة تشكل دافعاً مهماً في اندفاع الشباب نحو العمل والنشاط دون ملل أو كلل، وهذا ما يشكل ثروة اخرى تمنح إلى الإنسان في عهد شبابه .

الحساسية المفرطة

«عندما نسمع بكلمة بلوغ نتصور فوراً سرعة نمو جسم الإنسان والتغييرات التي تطرأ على النظام الداخلي للجسم والتي تمنحه مزيداً من القوة والنشاط ، وما يلفت انتباهنا للوهلة الأولى النمو السريع للجسم ، وهذا ما يشكل انطلاقة على طريق دراسة مسألة البلوغ ، ولكن سرعان ما تبرز مسالة جديدة تشد إليها الاهتمام، وهي أن الشاب يصبح أكثر حساسية مع ولادة عاطفة الحب والشوق والأمل والحماس والاندفاع في باطنه، وهذه الحساسية المفرطة تشاهد حتى لدى الأشخاص المتسمين بالجد والوقار ، إذن هناك نمو قلبي يبدأ مع نمو الجسم» .

«إن تقارب هاتين الظاهرتين ليس من قبيل الصدفة بل يشكل ذليلاً على علاقة الحياة الباطنية بالحياة الظاهرية أو الخارجية والتي تبرز مظاهرها في كل مرحلة من مراحل الحياة».

إذا ما أدرك الشباب وضعهم الطبيعي وما مَنَّ عليهم الله سبحانه وتعالى من نعم عظيمة ، وإذا استطاعوا أن يستغلوا في عملهم ومسعاهم الثروات العظيمة الكامنة في نفوسهم وأجسامهم وأن يسخروا هذه الثروات في سبيل تأمين سعادتهم المادية والمعنوية ، يكونون قد نجحوا في الاستفادة من فرصة الشباب التي لا مثيل لها خير استفادة.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فليأخذ العبد المؤمن من نفسه لنفسه، ومن دنياه لآخرته، وفي الشبيبة قبل الكبر وفي الحياة قبل الممات(11).

وروي عنه (صلى الله عليه وآله) أنه قال: إن لله ملكاً ينزل في كل ليلة فينادي يا أبناء العشرين جدوا واجتهدوا(12).

_______________________________

(1) بحار الأنوار ج17، ص23.

(2) غرر الحكم؛ ص 340 .

(3) كتاب جعفريات، ص 176.

(4) الكافي ج2، ص454.

(5) المحجة البيضاء ج 5 ، ص 15.

(6) المستدرك ج2، ص350.

(7) نهج البلاغة فيض ، ص1086.

(8) غرر الحكم، ص 89 .

(9) المستدرك ج2، ص350.

(10) بحار الأنوار ج 15 ، ج 2 ، ص 236.

(11) وسائل الشيعة ج 4 ، ص 30 .

(12) المستدرك ج2 ص 353 . 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.