المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17808 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

صناعة معجون الطماطة
13/10/2022
Chemistry of Iridium
15-1-2019
Brun,s Constant
12-3-2020
اقتصاديات استعمال الاسمدة
29-8-2016
وسائل حل مشكلات انعدام الجنسية
13-12-2021
محسن بن أحمد الدّجيلي.
27-7-2016


المبتلون بالصاعقة المهلكة  
  
1233   06:30 مساءً   التاريخ: 2023-05-08
المؤلف : الشيخ عبدالله الجوادي الطبري الاملي
الكتاب أو المصدر : تسنيم في تفسير القران
الجزء والصفحة : ج4 ص 548 - 555
القسم : القرآن الكريم وعلومه / مقالات قرآنية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-12-2015 2160
التاريخ: 2023-08-30 1402
التاريخ: 31-5-2016 1988
التاريخ: 2023-11-06 1298

إن الخطاب: {فَأَخَذَتْكُمُ} [البقرة:55] غير شامل النبي الله موسى (عليه السلام) فقد عبر عنه بكلمة: أفاق في قوله تعالى: {فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ} [الأعراف:143] والافاقة هي العودة إلى حالة الوعي بعد الغشية والدهشة، أما عنوان البعث فهو الإحياء بعد الموت وقد صرّح بهذا الأمر في بعض الروايات (1). من أجل ذلك فبعد أن يروي الطبرسي هذا المعنى عن عدد من المفسرين، ينقل الرأي المخالف ( من أن معنى الإفاقة هو الحياة بعد الموت) ناسباً إياه إلى البعض بصيغة "قيل" (2).

بل من الممكن القول إن هذا الحكم لم يشمل أولئك الذين لم يطلبوا هذا الطلب؛ كما صرح بذلك بعض المفسرين (3)، بيد أن ظاهر ما نقله التاريخ وما ورد في بعض الروايات هو أن السبعين رجلاً الذين جاءوا .كانوا قد ابتلوا بالصاعقة وماتوا عن آخرهم وأن نبي الله قد بقي وحيداً (4) ، مضافاً إلى أن ظاهر جملة: {فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ} [الأعراف: 155] يوحي بعود الضمير "هم" إلى السبعين رجلاً.

وعلى الرغم من أن للصاعقة معنى جامعاً، غير أن مصاديق متعددة ذكرت لها في القرآن الكريم؛ كصاعقة الموت في الآية: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} [الزمر: 68] ، وصاعقة العذاب التي يمكن أن تحمل معها الموت أيضاً، نحو: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} [فصلت: 13]

وصاعقة النار التي تتكون بالإرادة الإلهية وفقاً لعلل تكوينية خاصة، نظير: {وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ} [الرعد: 13]

إن ما حاق بطالبي الرؤية الجهرية الله كان صاعقة الموت وكانت كيفيتها على نحو الجهر والعلن أيضاً. فقد حكم على هؤلاء بعقوبة الموت كما حصل مع عبدة العجل اللجوجين ذوي التوجهات الحسية. فالذين طالبوا ب "الرؤية الجهريّة قد تورطوا ب "صاعقة جهرية"؛ لأت تعبير فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون إنّما هو ناظر إلى ذاك الموت العلني. والشاهد على كون صاعقتهم مميتة والعلامة على موتهم هو التعبير ثم بعثناكم من بعد موتكم .... في الآية مدار البحث؛ إذ على الرغم من أن عنوان البعث يُستخدم أيضاً في الإيقاظ من النوم والإفاقة من الغشية: {يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ} [الأنعام: 60]، بيد أن ظاهر عنوان البعث بعد الموت هو الإحياء المجدد، وإن كانت نفس كلمة الموت تُستخدم أحياناً في غير الموت الحقيقي أيضاً.

وما يُستنبط من ظاهر الآية محط البحث هو ذات ما ذهب إليه جمهور المفسرين وهو الموت الجهري لطالبي الرؤية الجهرية لله عزّ وجل؛ كما أن كليم الله موسى لم يُشمل بتلك الصاعقة المهلكة التعذيبية، وإنه وإن أصابته صعقة ودهشة خاصة فيما يتعلق به من أحداث، إلا أن الضمير {فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ} [البقرة: 55] لا يشمله (5).

وقد ذهب بعض المفسرين (6) إلى أن "الصاعقة" هي "الصوت الشديد"، وقال البعض الآخر : المراد من الصاعقة هو إما نار نزلت من السماء فأحرقتهم جميعاً، أو صيحة سماوية، أو جند سماويون لهم صخب ودوي هائل (7).

لكنه طبقاً لحديث الإمام الرضا (عليهم السلام) فإن الاحتمال الثاني (نار من أحرقتهم) هو القابل للتأييد؛ إذ جاء في هذه الرواية: {فأخذتهم الصاعقة فاحترقوا عن آخرهم ......}(8) طبعاً بالنظر إلى أنه عبر عن نفس هذه الصاعقة في سورة "الأعراف" بلفظة "الرجفة": {فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ} [الأعراف: 155] وبالالتفات إلى وحدة الميقات والحدث، فمن الممكن الاستنتاج بأن تلك مع كونها ناراً سماوية فقد حدثت معها هزة وزلزال شديدان؛ نظير ما يحدث أحياناً في الصواعق الطبيعية، فعند تلاقي الشحنات الموجبة للسحاب مع الشحنات السالبة للأرض تحدث شرارة عظيمة تدعى صاعقة من ناحية وتحصل هزة في الجبال والأرض مما يؤدي في بعض الأحيان إلى تلاشي الجبال أو هلاك الحيوانات والبشر من ناحية أخرى.

عبر عز وجل في القرآن الكريم عن هذه الظاهرة السماوية بتعابير من قبيل "الصاعقة" و"الرجفة" و"تجلي الرب"، وهي التي جعلت الجبل دكاً عندما ضربته: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا} [الأعراف: 143]

بالطبع كل ذلك قائم على أن "الصاعقة" في الآية مدار البحث والآية 153 552 من سورة النساء"، هي ذاتها الرجفة الواردة في الآية 155 من سورة أعراف"، و"تجلي الرب" الذي جاء في الآية 143 من سورة "الأعراف" أيضاً كما هو المشهور بين الباحثين والمحققين.

ولابد هنا من الالتفات إلى أن الصاعقة أو إصابتها المهلكة كانت من سنخ الأمور المرئيّة؛ لأن ظاهر عبارة وأنتم تنظرون هو أنكم كنتم تشاهدون نفس الصاعقة أو تشهدون أخذها.

قد يكون السر من وراء إرسال الصاعقة رداً على طلب المشاهدة الحسية هو أن الله سبحانه وتعالى أراد عن هذا الطريق إيصال رسالة مفادها: أن العين التي لا تطيق مشاهدة واحد من مخلوقات الله، وهو النور المادي المحدود، أنى لها أن تشاهد ذاته تعالى وهو خالق كل المخلوقات؟ هذا مضافاً إلى أن الموجود المجرد المحض هو أساساً غير قابل للرؤية بالنسبة للموجود المادي، وبتعبير آخر إن العلة في رؤية الأجسام بالعين الظاهرية هي لونها واللون ليس من الصفات الذاتية والأولية للأشياء، بل هو من صفاتها النسبية والثانوية؛ لأن اللون - في الواقع - ليس هو إلا أمواجاً ضوئية خاصة تتردد بين عين الإنسان والشيء المرئي مُلقية بتأثيرها على كليهما (لذا فإنه إذا لم تكن العين فلن ينتزع مفهوم اللون؛ كما أن الصوت هو أمواج خاصة تؤثر على طبلة أذن الإنسان ومن دون الأذن فإنّه لا ينتزع مفهوم الصوت، وشبيه به الطعم الذي لن يكون له معنى من دون حاسة الذوق) ومما لا شك فيه فإن الله هو نور الأنوار وخالق النور وهو منزه عن القوانين الفيزيائية.

وفسر بعض المفسرين جملة وأنتم تنظرون بأن الأشخاص الذين 553 طالبوا بالرؤية الحسية قد أهلكوا بالصاعقة على مرأى من الآخرين الذين لم يسألوا مثل ذلك (9).

أما البلاغي فكأنه عد "النظر" في هذه الجملة بمعنى الانتظار فكتب:

{وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} [البقرة:50] توهماً منكم أنكم ترون الله تعالى شأنه (10).

أي إن الصاعقة نزلت عليكم وأنتم ترجون رؤية الله توهماً منكم أن الله يُرى. وقد سبقه أبو حيان الأندلسي في عد هذا الاحتمال وجيهاً فقال:

ولو ذهب ذاهب إلى أن المعنى وأنتم تنظرون إجابة السؤال في حصول الرؤية لهم، لكان وجهاً من قولهم: "نظرت الرجل"، أي "انتظرته"... لكن هذا الوجه ليس بمنقول، فلا أجسر على القول به، وإن كان اللفظ يحتمله (11).

أما الفاضل الميبدي فقد اعتبر أن قوله: {وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} [البقرة: 50] في الآية محل البحث هو كقوله : {وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} [آل عمران: 143] وهو بمعنى: تنظرون إلى أوائل الموت (12)؟.

والحق أن هذه الجملة هي بمعنى النظر ولكنه ليس كما طرح في الاحتمال الأول؛ لأنه، كما قد مر، فإن ظاهر ما جاء في سورة "الأعراف" هو أن السبعين رجلاً ممن كانوا برفقة موسى قد ابتلوا جميعاً بالصاعقة. إذن فالآية تكون بهذا المعنى: "إن الصاعقة قد استولت عليكم وأنتم تنظرون إليها بأنفسكم وتشاهدون نزولها وأوائل موتكم". ويؤيد هذا المعنى عبارة وأنتم تنظرون التي جاءت في الآية 50 من سورة "البقرة" أيضاً وقد فسرها جميع المفسرين (ومن جملتهم البلاغي وأبو حيان الأندلسي) بالنظر. هذا وإن قال البعض: وكأنكم كنتم تنظرون، لأت ذلك المشهد المرعب والموجب للدهشة كان مانعاً من الرؤية.

لقد اغتم موسى كثيراً لمشاهدة هلاك أصحابه؛ لأنهم كانوا النخبة من بني إسرائيل وخيارهم وكان من شأن هلاكهم أن يؤدي إلى بروز مشاكل جديدة بين صفوف بني إسرائيل من هنا فقد خاطب ربَّه: {قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ} [الأعراف: 155] فاستجاب الله دعاءه وأحياهم، ومن أجل ذلك فهو تعالى يذكرهم، في الآية الثانية من الآيتين مورد ،البحث، ببعثهم على أنه نعمة أخرى فيقول: {ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 56]

بهذا الموت وما تلاه من الإحياء المجدد كانت حجة الله على بني إسرائيل قد تمت؛ لأن البعث بعد الموت هو من قبيل آيات الأنفس التي أضيفت إلى آيات الآفاق من قبيل فرق البحر وبذلك يتعين على بني إسرائيل أن يشكروا هاتين النعمتين معاً؛ كما أنه يتحتم أيضاً على يهود نزول القرآن  وقد بلغتهم تلك الحوادث عن طريق الأخبار التاريخية المتواترة والقطعية - أن يتعضوا بها وأن لا ينتهجوا سبيل الغي والضلال.

إن المقصود من البعث في جملة وبعثناكم . هو الإعادة والإرجاع (ومن هذا المنطلق فإن هذه الآية تُعد من أدلة إمكانية الرجعة) وليس زيادة نسل بني إسرائيل وأبنائهم، كما ذكرت بعض التفاسير(13)؛ لأنه ما دام الاستناد إلى المعنى الظاهري للكلمة لا ينطوي على محذور عقلي وليس هناك دليل نقلي معتبر على خلافه فلا وجه في رفع اليد عن المعنى الظاهر للكلمة، ومما لا شك فيه أن إرجاع الميت إلى الحياة الدنيا ليس فيه محذور عقلي ولا محذور نقلي، بل لقد صرح بوقوعه في آيات من قبيل: {فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ} [البقرة: 259] التي نزلت في قصة عزير والآية: {فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ} [البقرة: 243] النازلة في قصة حزقيل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. راجع تفسير نور الثقلين، ج 2، ص 76.

2. مجمع البيان، ج3-4، ص732، سورة الأعراف، الاية 143.

3. راجع تفسير الكاشف، ج 1، ص 106.

4. راجع تفسير نور الثقلين، ج 2، ص 76.

5. لقد عدت مسألة رؤية الله من أصعب مسائل أصول الدين وقد كتب الشيخ الطوسي قدير كتاباً ضخماً في هذا الباب البحر المحيط، ج 1، ص 371

6.  آلاء الرحمن، ص 191

7. راجع تفسير أبي السعود، ج 1، ص 126؛ وروح المعاني، ج 1، ص 415.

8. التوحيد، ص 424؛ تفسير نور الثقلين، ج 2، ص 76.

9. راجع تفسير الكاشف، ج 1، ص 105.

10. آلاء الرحمن، ص 191

11. تفسير البحر المحيط، ج 1، ص 372.

12. كشف الأسرار وعدة الأبرار، ج 1، ص 192 (وهو بالفارسية).

13. تفسير المنار، ج 1، ص 322.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .