المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أحكام عقد الأمان للمشركين
2024-11-27
الآثار التي خلفها رعمسيس السادس (قفط)
2024-11-27
شروط فتح الأرض صلحاً
2024-11-27
الآثار التي خلفها رعمسيس السادس (تل بسطة)
2024-11-27
الآثار التي خلفها رعمسيس السادس (سرابة الخادم المعبد)
2024-11-27
معبد عنيبة
2024-11-27

أسر إلكتروني electron capture
18-12-2018
المراجعـة الخارجيـة في ظـل التشغيـل الالكتـرونـي للبيـانـات
2023-09-24
أسماء رديفة لبعض السور القرآنية
31-5-2016
نظرية الايثر
2023-03-26
الشريف العقيلي
29-12-2015
كورة طليطلة وما تشتهر به
2-4-2022


مسؤولية الشباب  
  
1030   11:06 صباحاً   التاريخ: 2023-04-25
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج1 ص261 ــ 263
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

يتحمل الإنسان الذي عاش طفولته في ظل تربية سليمة ، مسؤولية كبيرة في شبابه ، إذ عليه أن يحذر من ثورة شهواته وانفعالاته وتمرد سائر رغباته الفطرية ، لئلا يسوقه ذلك نحو الضلال والرذيلة .

أما الإنسان الذي عاش طفولته في ظل تربية سقيمة أربكت أخلاقه ورغباته ، فتقع على عاتقه مسؤوليتان كبيرتان، الاولى، السيطرة على شهواته ورغباته الفطرية وتطويعها ، والثانية، السعي من أجل محو الصفات الذميمة التي تطبع عليها في طفولته ، وهجر العادات السيئة ، وإحلال ما هو حميد من الصفات والأخلاق والعادات محلها .

الشباب وما تقتضيه طباعهم :

على أي حال، يتوجب على الإنسان من أي فئة كان من الفئتين اللتين مر ذكرهما ، أن يعرف جيداً ما يقتضيه طبع الشاب ، وأن يفرض رقابة دقيقة على نفسه ، وعليه أن يعلم أن مرحلة الشباب مرحلة محفوفة بالشهوة والغضب والغرور والأنانية والغفلة واللا مبالاة ، وأن هناك أخطاراً تهدد سعادته على طول مسيرته في الحياة.

سكر الغفلة والغرور:

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : سكر الغفلة والغرور أبعد إفاقة من سكر الخمور(1).

وهنا لا بد من توجيه نصيحة إلى الفتيان الذين عاشوا طفولتهم في ظل تربية صالحة وفي كنف أبوين صالحين ، وهي أن لا يغتروا ، ويعتقدوا خطأ أن نتائج التربية السليمة تبقى ثابتة وراسخة في كل الأحوال والظروف .

فإذا انقاد هؤلاء في شبابهم إلى أهوائهم ورغباتهم الدفينة ، وطغت رغباتهم الفطرية ونزواتهم الغريزية على عقولهم، فستنهار أسس التربية السليمة التي تلقوها في طفولتهم ، وتذهب جهود سنين طويلة بذلها آباؤهم وأمهاتهم أدراج الرياح، وينحرفوا هم عن الطريق السوي لينزلقوا في وادي الضلالة والتعاسة والشقاء.

القرار الصائب :

وفي المقال ننصح الفتيان الذين عاشوا طفولتهم في بيئة فاسدة، بأن لا يسمحوا لليأس والقنوط بالسيطرة عليهم، وأن لا يتصوروا خطأ أن نتائج التربية السيئة بقى ثابتة وراسخة في كل الأحوال والظروف .

فهؤلاء إذا ما أدركوا ما هم عليه من استعدادات معنوية وكفاءات نفسية ، وعقدوا العزم على تحقيق سعادتهم في الحياة، ولجأوا إلى خيرة المربين والعلماء ليكشفوا لهم أمراضهم النفسية ويشرفوا على مكافحتها، فإنهم سيصبحون لا محالة قادرين على تدمير أسس التربية السيئة ، والتحرر من قيود الصفات الرذيلة والأخلاق الذميمة، والتخلص من عواقبها المشؤومة .

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): مَن عَرَفَ شَرَفَ مَعناهُ صانَهُ عَن دناءَة شَهوَتِهِ وَزورِ مُناهُ(2).

______________________________  

(1) غرر الحكم، ص440.

(2) نفس المصدر، ص710. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.