أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-04-2015
1498
التاريخ: 10-10-2014
1662
التاريخ: 10-10-2014
1505
التاريخ: 2024-08-29
328
|
أنّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يتلقى عن طريق الوحي تلاوة لفظ القرآن ويتعلّم معناه في ما يحتاج معناه إلى تعلّم من جبرائيل : مثل آيات الاحكام في الوضوء والتيمم وركعات الصلاة وأذكارها وما شابهها وذلكم معنى {سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى} [الاعلى : 6]
وكان الرسول ـ أيضاً ـ كذلك يفعل في إقرائه القرآن للصحابة ويُسمى عندئذ من تعلم شيئاً كثيراً من تلاوة لفظ القرآن مع تعلّم معناه بالقارئ وإذا قام القارئ بإقراء الاخرين يسمّى بالمقرئ.
وبناء على ذلك كانت القراءة في عصر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) بمعنى تعليم تلاوة القرآن مع تعليم معناه والاقراء تعليم تلاوة لفظ القرآن مع تعليم معنى اللفظ الّذي يحتاج إلى تعلّمه. وكان لمعنى مادة القراءة والاقراء في عصر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) جزءان :
أ ـ تعلم تلاوة اللفظ وتعليمها.
ب ـ تعلم معنى اللفظ وتعليمه.
إذاً فإن القراءة والاقراء كان في المصطلح الاسلامي في عصر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) بمعنى تعلم لفظ القرآن وتعلم معناه وتعليمهما معاً.
وبهذا المعنى استعمل في قوله تعالى (سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى).
وأيضاً استعمل في القرآن الكريم في معناه اللغوي أحياناً في مثل قوله ـ تعالى ـ في سورة المزمل / 20 : {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ} وقوله تعالى في سورة الحاقّة / 19 : {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرءوا كِتَابِيَهْ}.
كما أن لفظ الصلاة استعمل في المصطلح الاسلامي بمعنى الصلاة الّتي تقرأ سورة الفاتحة في الركعتين الاوليين منها.
وبهذا المعنى استعمل في قوله ـ تعالى ـ في سورة البقرة / 238 :
{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوتِ وَالصَّلوةِ الْوُسْطى} كما استعمل ـ أيضاً ـ في معناه اللغوي في مثل قوله تعالى في سورة النور :
{أَلَمْ تَرَ أنَّ اللّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّموَاتِ وَالاَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلُّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} [الاية / 41]
واستعملت القراءة والاقراء بعد عصر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) غالبا في المعنى الاصطلاحي ، وأحيانا استعمل في أحد جزأي المعنى الاصطلاحي وهو تعليم معنى القرآن أي تعليم تفسير القرآن .
وقد قال الراغب في مادة (قرأ) من مفردات القرآن :
(كل اسم موضوع لمعنيين معا يطلق على كل واحد منه إذا انفرد كالمائدة للخوان وللطعام ، ثمّ قد يسمى كل واحد منهما بانفراده به) .
ونرى أن ما جاء في صحيح البخاري أن ابن عباس كان يقرئ في منى في آخر سنة من خلافة عمر كبار الصحابة أمثال عبد الرحمن بن عوف القرآن جاء بمعنى اقراءهم معنى الايات أي أنّه كان يقرئهم تفسير القرآن.
وكان المسلمون صحابة وتابعين يعنون بتعلّم معاني القرآن بعد تعلّم تلاوته يسافرون من بلد إلى بلد في سبيل ذلك كما فعل ذلك صبيغ بن عسل التميمي وأخذ يسافر من بلد فيه جند من أجناد المسلمين إلى بلد آخر ، ويسأل من صحابة الرسول بيان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) حول الايات ، وكانت الصحابة يومذاك في أجناد المسلمين.
كان صبيغ يحاول أن يتعلم منهم ويقترئ عليهم ما خفي عليه من معاني القرآن وكذلك كان يفعل المهاجرون الاولون أمثال عبد الرحمن بن عوف حين كان يقرئهم ابن عباس في منى في آخر حجة حجّها عمر ، أي : في شهر ذي الحجة سنة 23 للهجرة ، فإنّ
المهاجرين الاولين الذين كانوا قد أسلموا بمكة ، ومضى على إسلامهم أكثر من ربع قرن لم يكونوا أطفال كتاتيب يحتاجون إلى تعلّم تلاوة القرآن أضف إليه إنا رأينا الخليفة عمر يسأله عن تفسير القرآن بمحضر الصحابة.
وبذلك كان قد رشحه لتعليم تفسير القرآن كما سيأتي في بحث من تاريخ القرآن على عهد الخليفة عمر.
وكذلك نفسِّر ما جاء من مادة (قرأ) في حديث الخليفة عمر في الشهر نفسه في آخر خطبة جمعة خطبها في مسجد الرسول قبل أن يطعن.
وكذلك نفسّر ما جاء عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) أن المهدي إذا ظهر يأمر بتعليم القرآن في مسجد الكوفة .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|