أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-7-2016
1888
التاريخ: 29-7-2016
2178
التاريخ: 1-5-2022
1791
التاريخ: 22-12-2021
2160
|
التواضع في اللغة:
"تواضع: تذلّل، وتخاشع"(1) بعد ألّا يرى لنفسه فضلا ورفعه على غيره.
التواضع في الاصطلاح:
هو "انكسار النفس [الذي] يمنعها من أن يرى لذاتها مزيّة على الغير وتلزمه أفعال وأقوال موجبة لاستعظام الغير وإكرامه والمواظبة عليها أقوى معالجة لإزالة الكبر"(2) وبعبارة أخرى: "هو لين الجانب والبعد عن الاغترار بالنفس فكأنّ المتواضع قد كلّف نفسه أن يضعها دون منزلتها التي تستحقها... ولذلك قالوا أنّ التواضع هو اللين مع الخلق والخضوع للحق وخفض الجناح" (3).
التواضع في القرآن الكريم:
لم ترد كلمة التواضع بلفظها في القرآن الكريم ولكن وردت كلمات تشير إليها... فالله تعالى يقول: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} [الفرقان: 63] أي: يمشون على الأرض هيّنين أو يمشون مشيا هيّنا؛ لأنّ الهون - بفتح فسكون - هو الرفق والسهولة. وأيضا يقول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [المائدة: 54] والمراد بالذل في الآية الكريمة الرحمة والشفقة واللين وليس المراد بها الهوان" (4).
التواضع في السنة المباركة:
دأبت الأحاديث الشريفة على شرح التواضع وبيان موطنه وأسبابه وثمراته وذلك ليكون التواضع واضحة لدى المؤمنين فلا يخلطون بينه وبين الهوان والذل ففي كتاب میزان الحكمة ج10 ص500-511 جملة من الأخبار نختار نماذج منها:
حد التواضع:
سُئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن التواضع فقال: "هو أن ترضى من المجلس بدون شرفك وأن تسلم على من لقيت وأن تترك المراء وإن كنت محقا" والمراء هو "الكلام الذي فيه بعض من الشدة" (5).
محلّ التواضع:
لا بد أن يكون التواضع في محلّه ولا يسبب ذلا للإنسان كما يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): " طوبى لمن تواضع لله تعالى في غير منقصة وأذل نفسه في غير مسكنة" "وطوبى شجرة في الجنّة" (6).
ويقول الإمام علي (عليه السلام): "التواضع مع الرفعة كالعفو مع القدرة".
ويقول الإمام علي (عليه السلام) أيضاً: "من أتي غنية فتواضع له لغناه ذهب ثلثا دينه".
فلابد أن يكون التواضع مع أهله وفي محله فلا يتواضع المؤمن للغني بلحاظ غناه وأما إذا كان بلحاظ إيمانه والتزامه الديني فلا بأس به.
أثر التواضع:
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ما تواضع أحد إلا رفعه الله".
وعن الإمام علي (عليه السلام): "التواضع يرفع والتكبّر يضع."
ثمرة التواضع:
عن الإمام علي (عليه السلام): "ثمرة التواضع المحبّة وثمرة الكبر المسبّة"
وهذا أمر محسوس لنا في حياتنا اليومية فتجد الناس يحبّون من يتواضع لهم ويسبّون من يتكبّر عليهم.
وعن الإمام علي (عليه السلام) [أيضاً]: "التواضع يكسبك السلامة " وذلك لأنّه يمنع العداوة والتي هي منشأ الاعتداء على الإنسان فإذا تواضع الإنسان ضمن سلامته.
آليّة التواضع:
وليتمكّن الإنسان من التواضع فعليه أن يأخذ بالنصيحة من أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث ينصح بسلامة الصدر وبالعلم كما في قوله (عليه السلام): "لا يستعان على التواضع إلا بسلامة الصدر" فإذا كان الإنسان سليم الصدر لا يحمل الحقد على الآخرين ولا يوجد في نفسه الشعور بالعظمة والتكبّر على غيره فسيتواضع.
منشأ التواضع:
قال الإمام علي (عليه السلام): " التواضع ثمرة العلم".
العلم يدعو إلى أن يعرف الإنسان قدر الآخرين ومنزلتهم ويتواضع لهم فلا يتعالى ولا يشمخ بأنفه ولا يتكبّر...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) القاموس المحيط: ص 713.
(2) جامع السعادات: ج 1، ص393.
(3) موسوعة أخلاق القرآن: ج1، ص 68.
(4) موسوعة أخلاق القرآن: ج 1، ص 68-69.
(5) مقاييس اللغة: ص 945.
(6) القاموس المحيط: ص115.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|