المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الحديث والرجال والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 6235 موضوعاً

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

حياته المطهرة (عليه السلام)
19-05-2015
عوامل نجاح المؤتمر الصحفي
19-5-2022
Quetelet Index
27-10-2019
واجبات الموظف العام
26-9-2021
Alfred Cardew Dixon
31-3-2017
ميكانيكا الموائع fluid mechanics
23-5-2019


طرائق توثيق الرواة / الطريقة التاسعة عشرة / كون الراوي من بني فضّال.  
  
1752   05:10 مساءً   التاريخ: 17/11/2022
المؤلف : الشيخ محمد طالب يحيى آل الفقيه
الكتاب أو المصدر : سدرة الكمال في علم الرجال
الجزء والصفحة : ص 160 ـ 164.
القسم : الحديث والرجال والتراجم / علم الرجال / مقالات متفرقة في علم الرجال /

كون الراوي من بني فضال:

اختلفت كلمات المتأخّرين في العمل بأخبار بني فضال فيما لو كان السند إليهم صحيحاً، فذهب بعضهم كالسيد الخوئي في معجمه إلى عدم تصحيح أخبارهم فضلا عن وثاقتهم، وذهب آخرون إلى صحة العمل بأخبارهم سواء كانت الأخبار مسندة عن ثقة أم ضعيف أم كانت أخبارهم مرسلة، وذلك كالشيخ الأنصاري في كتابه الصلاة.

قال السيد الخوئي (رحمه الله) في معجمه: "أقول: الأصل في ذلك ما رواه الشيخ عن أبي محمد المحمدي قال: وقال أبو الحسن بن تمام: حدّثني عبد الله الكوفي خادم الشيخ الحسين بن روح (رضوان الله عليه)، قال: سُئِلَ الشيخ - يعني أبا القاسم عن كتب ابن أبي العذاقر بعدما ذُمّ وخرجت فيه اللعنة، فقيل له: فكيف نعمل بكتبه وبيوتنا منه ملاء؟ فقال: أقول فيها ما قاله أبو محمد الحسن بن علي (صلوات الله عليها) وقد سُئِلَ عن كتب بني فضال فقال: كيف نعمل بكتبهم وبيوتنا منه ملاء؟ فقال (عليه السلام): خذوا ما رووا وذروا ما رأوا".

ثم قال (رحمه الله): "لكن هذه الرواية ضعيفة لا يمكن الاعتماد عليها، فإنّ عبد الله الكوفي مجهول مضافاً إلى أنّ الرواية قاصرة الدلالة..".

ثم قال (رحمه الله): "وكيف كان فما ذكره الشيخ الأنصاري وغيره من حجيّة كلّ رواية كانت صحيحة إلى بني فضّال كلام لا أساس له" (1).

هذا وقد كان الشيخ الأنصاري في كتابه الصلاة حينما تعرّض لوثاقة داود بن فرقد قال: "وهذه الرواية وإن كانت مرسلة، إلا أنّ سندها إلى الحسن بن فضّال صحيح، وبنو فضّال ممّن أمرنا بالأخذ بكتبهم ورواياتهم"(2).

وكذا حكاه بعضهم عنه (رحمه الله) في كتاب البيع من مسألة الاحتكار.

ومن البعيد القول بأنّ بعض الأصحاب عملا بالرواية المذكورة قال بوثاقة من يروي عنهم بنو فضّال؛ لأنّ محلّ الكلام في الخبر هو العمل بالرواية وهذا لا يلازمه وثاقة الراوي، إذ صحّة الرواية أعمّ من أن يكون منشؤها وثاقة المخبرين أو القرائن المحفوفة بها للقول بصحّتها.

وبعبارة أخرى: صحّة السند ليس الطريق الوحيد للقول بصحّة الخبر، وإنّما هو قرينة من قرائن الصدور.

ولذا يقال: ينبغي أن يكون البحث فيما نحن فيه في صحة الخبر كما أفاده الأنصاري من عدمه.

ولبيان المطلب لا بد من بيان أمور:

الأول: لا إشكال في وثاقة بني فضّال أنفسهم وهم أربعة، الأب - أي: الحسن بن علي بن فضّال - وأبناؤه الثلاثة - أي: محمد وأحمد وعلي - وقد صرّح الأصحاب أنّهم من الفقهاء والأجلاء، وقد نقل الكشي بواسطة عن الفضل بن شاذان أنّه قال: "إنّي كنت في قطيعة الربيع في مسجد الزيتونة أقرأ على مقرئ يقال له إسماعيل بن عبّاد، فرأيت يوما في المسجد نفراً يتناجون، فقال أحدهم: "إنّ بالجبل رجلا يقال له: ابن فضّال، أعبد مَن رأيت أو سمعت به، قال: وإنّه ليخرج إلى الصحراء فيسجد السجدة فيجيء الطير فيقع عليه، فيما يظن إلا أنه ثوب أو خرقة، وإن الوحش ليرعى حوله فيا ينفر منه لما قد آنست به، وإن عسكر الصعاليك ليجيئون يريدون الغارة أو قتال قوم فإذا رأوا شخصه طاروا في الدنيا فذهبوا حيث لا يراهم ولا يرونه"(3).

الثاني: أنّ كلّ ما قيل من وثاقة من يروي عنهم بنو فضّال أو تصحيح كتبهم وأخبارهم إنّما منشؤه ودليله الرواية المروية عن الإمام العسكري (عليه السلام) على ما قاله الحسين بن روح (رحمه الله) وليس هناك دليل آخر لا من كلمات القدماء ولا من الأخبار ولا من عمل الأصحاب، فإنّا بعد تتبعنا لم نرَ أيّاً من الأقدمين مَن قال بوثاقة من روى عنه بنو فضّال، بل لم يدّعوا هم أنفسهم هذه الدعوى في أيّ من كتبهم سواء رووا مرسلا أم مسندا!

الثالث: أنّ الخبر المستدلّ به إنّما رواه الشيخ في كتاب الغيبة عن أبي محمد المحمّدي قال: حدّثني أبو الحسين بن تمام قال: حدّثني عبد الله الكوفي خادم الشيخ الحسين بن روح (رضوان الله عليه) قال: سُئِلَ الشيخ.. الحديث المتقدّم.

والكلام في الخبر من جهة السند تارة ومن جهة الدلالة أخرى.

أمّا البحث السندي:

فإنّ المراد من أبي محمد المحمدي هو الحسن بن أحمد بن القاسم المتوفي سنة 408 للهجرة وكان نقيب الهاشميّين في وقته وقال النجاشي بحقه: "سيد في هذه الطائفة" وقد عرف بالمحمّدي نسبة إلى جده الأعلى محمد بن الحنفيّة.

تعرف وثاقته من القرائن الدالّة على حسنه ومن كونه شيخ النجاشي، إذ قلنا سابقا: إنّ جميع مشايخه ثقات.

أمّا أبو الحسين بن تمّام فهو محمد بن علي بن الفضل بن تمام، وقال النجاشي بعد تسميته: "وكان لقّب ب (سكّين) بسبب إعظامهم له، وكان ثقة عيناً صحيح الاعتقاد، جيّد التصانيف".

إذن هو ثقة كما صرّح بذلك النجاشي، فيكون السند حتى هاهنا صحيحا.

نعم، يبقى الكلام في عبد الله الكوفيّ خادم الشيخ الحسين بن روح فإنّه لم يصحّ عنه بوثاقة أو ضعف، إلا أنّ جمع من الرجاليّين ذهبوا إلى وثاقته لكونه خادمة للحسين بن روح الذي كان متخفيّاً في أمره وأنّه سفير الإمام (عجّل الله فرجه) فمن البعيد جدا أن يكون كذّابا وضّاعا وهو الخادم والذي يحرص على أن يبقى أمر شيخه سرّا، ما يلزم منه أن يكون بأعلى درجات الاطمئنان والوثاقة حتّى لا يشي بالشيخ الحسين بن روح.

هذا إضافة إلى توسّطه ما بين أبي الحسين بن تمام الملقب به "سكين" بسبب إعظامهم له وكان ثقة عيناً، وما بين سفير الإمام (عجّل الله فرجه)، فالتوسّط ما بين العظيمين قرينة على صحّة الوسط وقبوله ووثاقته، وعليه تكون الرواية لهذه القرائن صحيحة، ومن هنا ذهب الأنصاري (رحمه الله) إلى صحّة الرواية، وهو الحق، والله العالم.

البحث الدلالي:

قال السيد الخوئي (رحمه الله) ما في معجمه: "إنّ الرواية قاصرة الدلالة على ما ذكره، فإنّ الرواية في مقام بيان أنّ فساد العقيدة بعد الاستقامة لا يضرّ بحجيّة الرواية المتقدّمة على الفساد، وليست في مقام بيان أنّه يؤخذ بروايته حتى فيما إذا روى عن ضعيف أو مجهول.." (4).

أقول: ما أفاده (رحمه الله) محتمل القصد، إلا أنّ الظاهر من كلام الإمام العسكري (عليه السلام)، أنّ فساد العقيدة لا يضرّ في وثاقة القائل، فالإمام (عليه السلام) يبيّن أنّ ما رووه يعمل به مع وثاقتهم وإن كانوا فسقة في عقائدهم، وعليه لا يكون (عليه السلام) ناظراً إلى صحّة العمل بأخبارهم مطلقا، إنّما ما صحّ عنهم مقبول، أمّا الرواة من قبلهم فلم ينظر إليهم الإمام (عليهم السلام) سلبا ولا إيجابا، ولهذا يخضعون لقواعد الجرح والتعديل.

وقد نتج ممّا تقدّم القول بصحة الخبر، إلا أنّ دلالته لا تدلّ على ما أفاده الشيخ الأنصاري (رحمه الله)، ولذا لا نصحّح الراوي ولا الرواية وإن كانت من طريق بني فضّال.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) معجم رجال الحديث، ج1، ص71.

(2) كتاب الصلاة، ج 1، ص36.

(3) رجال الكشي، رقم 993، ص 564.

(4) معجم رجال الحديث، ج1، ص71.

 

 




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)