أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-21
668
التاريخ: 25-7-2016
22856
التاريخ: 27-6-2016
2157
التاريخ: 25-8-2022
1543
|
الحياة قائمة على الالتزام الخلقي بين الناس، والحد الأدنى من هذا الالتزام يتحقق في أحد أمرين:
الأول: الالتزام ولو بشكل نسبي بمجمل المفردات الأخلاقية؛ أي الالتزام بشيء من الصدق، وشيء من الوفاء، وشيء من الكرم، وشيء من الشجاعة، وشيء من العطاء، وشيء من المروءة..
الثاني: الالتزام المطلق بمفردة أخلاقية واحدة على الأقل.
فلكي نعيش مع الناس، ويستمر المجتمع متماسكاً لابد أن يتحقق نوع من الالتزام ولو جزئياً بالفضائل الأخلاقية، أو الالتزام المطلق بواحدة من مفرداتها.
أما عدم تحقق الأمرين، فإنه سيؤدي إلى تفكك المجتمع، وانفراط العلاقة بين أفراده، إذ كيف يمكن أن يتعايش أشخاص لا يلتزمون بالحد الأدنى من الأخلاق الحميدة؟
وكيف يمكن التعامل مع من لا يلتزم إطلاقاً بالوفاء، والصدق، والمروءة وأمثال ذلك..؟
وقد يقول البعض: إن التحلي بكل المفردات الخلقية لن يتم إلا في الجنة، فكيف نُطالَبُ به في الدنيا؟
والجواب: إن هذا صحيح، إلا أننا لم نطالب بالالتزام المطلق بالأخلاق وإنما طالبنا بالالتزام النسبي، وهذا يعني إن عدم إمكانية الالتزام المطلق بالأخلاق في الدنيا، لا يمنع السعي للسمو نحو المعالي، وتحقيق مرتبة من مراتب الأخلاق السامية، فمن دون الأخلاق لا يمكن خلق المجتمع الفاضل.
ونحن نرى أن أغلب المجتمعات التي وصلت إلى الحضارة إلتزَمَت بنسب معينة من المفردات الأخلاقية، وتطورت حياتهم بنفس تلك النسبة التي التزموا بها، وكلما اشتدّ الالتزام كلما زادت نسبة التطور لديهم.
وقد يسأل البعض: ترى، لو أن المجتمع إلتزم بمفردة أخلاقية واحدة بشكل كامل، ثم تجاوزت بقية المفردات، فهل سيكون ذلك نافعاً؟
والجواب: بالطبع سيكون الأمر كذلك، لأن التحلي بأية صفة أخلاقية وإن كانت واحدة، فإنه يجر إلى الالتزام بالمفردات الأخلاقية الأخرى، لأن الصفات الأخلاقية مرتبطة بعضها بالبعض الآخر بشكل طبيعي.. فالكرم مرتبط بالمروءة. والعطاء مرتبط بالرجولة. والوفاء مرتبط بالصدق.. وهكذا.
وكما يقول الإمام علي عليه السلام: «إذا كان في الرجل خلة رائعة فانتظر أخواتها»(1).
فهل يمكن أن يكون المجتمع ملتزماً بشكل كامل بصفة الصدق من دون أن يكون ذلك المجتمع ملتزماً بالوفاء أيضا؟
بالطبع.. كلّا.
إذن التحلي بصفة خلقية واحدة سيؤدي بالتالي إلى الالتزام بباقي الصفات الخلقية.
ثم إن الأخلاق تنبع من ذات الإنسان، فمن كانت نفسه عذبة، وكانت نيته حسنة، وقلبه طاهراً، وعقله مضيئاً فإنه سيلتزم بمحاسن الأخلاق، وجميل الصفات، ويكون نموذجاً لكل الفضائل. غير أن ذلك وحده لا يكفي ، بل لابد من توفر التربية الحسنة تماما.
كما أنه لكي يأتي النبات صالحاً فلابد أن تكون النواة سليمة ، والأرض صالحة أيضاً.
من هنا فإن من يتربى تربية حسنة، ويتغذى غذاء عقلياً جيداً، فسوف يكون بداية مجتمع صالح، لأن الأرض الطيبة يخرج نباتها طيباً. والذي خبث لا يخرج إلا نكداً.
أما الذي يتربى في أحضان الفاسدين فلا يمكن أن يتمتع بطيب الخلق، وحسن الصفات. فربما يكون شجاعاً، ولكنه لا يضع شجاعته في خدمة العدل والدفاع عن المظلومين، بل يضعها في خدمة الظالمين. وليس هناك منطقة وسطى بين السواد والبياض، فمن يملك صفة أخلاقية واحدة بشكل عصامي، يكون حاملاً لبقية الصفات ولكنها مختبئة فيه، وتحتاج إلى من يظهرها، ويخرجها.
ومعاشرة أهل الفضائل تخرج المكنون من الصفات الجميلة، بينما معاشرة أهل الآثام تخرج المكنون من الصفات السيئة، ولذلك يجب على كل إنسان أن يتجنب معاشرة الأشرار، ويتجه نحو أهل الخير، ليحلق في سماء الفضائل.
__________________________________
(١) بحار الأنوار، ج ٦٩، ص ٤١١.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|