المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

معنى كلمة حرص‌
10-12-2015
أسباب ظهور المنهج العلمي وشيوعه
2024-09-28
طيف الطاقة energy spectrum
20-1-2019
الشيعة والثلث الأول من شهر المحرم‏
23-11-2017
اختيار الزوجة الكريمة الأصل المحمودة الصفات
2024-11-08
مفهوم الرقابة : Concept of Controlling
28-4-2016


هاشم بن عتبة / اسوة الشباب من أصحاب رسول الله والامام علي  
  
1946   07:51 مساءً   التاريخ: 4-8-2022
المؤلف : محَّمد الرّيشَهُريٌ
الكتاب أو المصدر : جَواهُر الحِكمَةِ لِلشَّبابِ
الجزء والصفحة : ص311 ـ 313
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

هاشم بن عتبة بن أبي وقاص المرقال، يُكنى أبا عمرو، وهو أبن أخي سعدِ بن أبي وقاص العارف السليم القلب، وأسدُ الحروب الباسل. كان من الفضلاءِ الخيار وكان من الأبطال البُهمِ(1)، من صحابةِ رسول الله (صلى الله عليه وآله)، الكبار، وكان نصيراً وفياً للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، ومن الشجعان الأبطالِ.

أسلم يوم الفتح. وذهبت إحدى عينيه في معركةِ اليرموكِ.

ثم سارع إلى نصرةِ عمه سعد بن أبي وقاص. وتولى قيادة الجيش في فتح جلولاء. لقب بالمرقال لطريقته الخاصة في القتال وفي هجومه على العدو.

شهد معركة الجمل وصفين. وإن ملاحمه، وخطبهُ في بيان عظمة الإمام علي (عليه السلام)، وكشفهُ ضلال الأمويين وسيرتهم القبيحة. كُلها كانت دليلاً على عمقِ تفكيره، ومعرفتهِ الحق وثباته عليه. دفع الإمام علي (عليه السلام)، رايتهُ العظمى إليه يوم صفين. وتولى قيادة رجالةِ البصرةِ يومئذٍ، أستشهد في صفين عند مقاتلته كتيبة أموية بقيادة (ذُو الكلاعِ)، وأثنى الامامُ أميرُ المؤمنين (عليه السلام)، على شجاعته وشهامتهِ وثباتهِ وكياستهِ.

وهو الذي قال في جواب استنفار علي (عليه السلام)، قبل حرب صفين خطاباً للإمام: سِر بنا يا أمير المؤمنين إلى هؤلاء القوم القاسية قلوبهم، الذين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، وعملوا في عباد الله بغير رضا الله، فأحلوا حرامه وحرموا حلاله، واستولاهم الشيطان ووعدهم الأباطيل ومناهم الأماني، حتى أزاغهُم عن الهدى وقصدَ بهم قصد الردى، وحبب إليهم الدنيا، فهم يُقاتلون على دنياهم رغبة فيها كرغبتنا في الآخرة إنجاز موعودِ ربنا.

وأنت يا أمير المؤمنين، أقربُ الناس من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، رحِماً، وأفضل الناس سابقةً وقدماً، وهم يا أمير المؤمنين منك مثل الذي علِمنا، ولكن كُتب عليهم الشقاء، ومالت بهم الأهواء وكانوا ظالمين. فأيدينا مبسوطة لك بالسمع والطاعة، وقلوبنا منشرحةٌ لك ببذل النصيحة، وأنفُسنا تنصُرُك جذِلةً(2)، على من خالفك وتولى الأمر دونك. والله ما أحبُّ أن لي ما في الأرضِ مما أقلَّت، وما تحت السماءِ مما أظلت، وأني واليتُ عدوّاً لكَ، أو عادَيتُ ولياً لكَ.

فقال علي: اللهُم ارزقهُ الشهادةَ في سبيلِك، والمُرافقةَ لنبيك (صلى الله عليه وآله)(3).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ البُهْمة بالضم: الشجاع، وقيل: هو الفارس الذي لا يُدرى من أين يُؤتى له من شدة بأسه، والجمع بُهم (لسان العرب: ج12، ص58).

2ـ الجذل: الفرح (مجمع البحرين: ج1، ص280).

3ـ وقعة صفين: ص112. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.