أهم المحاصيل الزراعية الاستراتيجية في العالم

محاصيل الحبوب Cereal Crops:

تعد الحبوب الغذائية الغذاء الرئيسي لجميع دول العالم وقد اكتسبت هذه الأهمية، كونها تقدم للصناعة الكثير من المواد الأولية الزراعية التاي تلزم الصناعة الغذاء، فضلا عن أمكانية زراعتها في بيئات ومناخات مختلفة، مع القيمة الغذائية التي تملطها، اذ تحتوي الحبوب على سعرات حرارية عالية ونسبة کربوهیدرات كما يوضحها جدول (24)، فضلا عن استخدامها كأحد مصادر اعلاف الحيوانات.

وتنقسم محاصيل الحبوب إلى حبوب غذائية رئيسية ومنها القمح والذرة والارز، وحبوب غذائية ثانوية ومنها الشعير والشيلم والشوفان. وهذه المحاصيل تتحكم في توزيعها ومدى انتشارها عوامل طبيعية وبشرية مختلفة هي من تحدد أهمية استثمارها، كما أن البعض هذه الحبوب مناطق إنتاجية واضحة، ففي المناطق الباردة مثلا في كندا والولايات المتحدة الأمريكية ينتج الشيلم والشوفان، وكذلك في مناطق وسط أوروبا وشرقها. في حين يتركز إنتاج الذرة في النطاق المعتدل الدافئ في وسط الولايات المتحدة وحوض المتوسط وجنوب أوكرانيا وشمال الهند. ويتركز الدخن في المناطق المدارية الحارة الفصلية المطر، لا سيما إقليم السافانا الأفريقية، وينمو الشعير في المناطق المعتدلة الباردة والدافئة، والارز في المناطق المدارية الموسمية والإقليم المعتدل الدافئ في حوض البحر المتوسط. يشير جدول (24) إلى حجم الكميات المستهلكة من هذه الحبوب على مستوى العالم من (1960-2010) إذ يتضح من خلال الجدول بان الإنتاج والاستهلاك على السواء قد زادا من (824) مليون طن في عام 1960 إلى (1429) مليون طن عام 1980 ثم إلى (1846) عام 2000 ثم إلى (2213) مليون طن عام 2010 والاستهلاك كذلك ارتفع من (815) عام 1960 إلى (1440) 1980 ثم إلى (1860) عام 2000 ثم إلى (2238) عام 2010، هذا مع العجز الذي يحصل بسبب زيادة معدل الاستهلاك وهو دليل على أهمية هذه الحبوب في كونها تمثل العنصر الأول من حيث الاستهلاك والضرورة بالنسبة لحياة الملايين من سكان العالم.

يتوزع إنتاج الحبوب على مختلف قارات العالم. إذ تأتي قارة آسيا في مقدمة قارات العالم في الإنتاج حيث تحتوي على ثلث إنتاج العالم. وهذا الناتج كونها أكبر قارات العالم من حيث المساحة التي يمكن استثمارها في زراعة الحبوب وأكثر قارت العالم من حيث عدد السكان. فضلا على أن جميع الاحصاءات تشير إلى أن 95% من إنتاج الأرز يتركز في هذه القارة. ثم بعد ذلك تأتي بقية القارات خريطة (16). أما من حيث المساحات المزروعة فقد بلغت هذه المساحة على مستوى العالم حوالي (1.605.567.000) فدان في عام 2003 وبلغ إجمالي الإنتاج حوالي (2.075.309.000) مليون طن.

إذ توزعت كما يوضحها جدول (25) على آسيا بحوالي (995307000) مليون طن وأمريكا الشمالية والوسطى (435507000) مليون طن وأوروبا (355367000) مليون طن وأفريقيا (127503000) مليون طن وأمريكا الجنوبية (122745000) مليون طن وأوقيانوسيا (38981000) مليون طن.

ويذكر التاريخ بأن زراعة الحبوب قد بدأت قديما جدا إذ تعود زراعة القمح إلى تسعة آلاف سنة تقريبا. وبعد تعلم الإنسان لزراعتها توفق من التجوال بحثا عن الطعام وبدأت بعدها القرى بالظهور ونشات الحضارات التي اعتمدت أساسا على محاصيل الحبوب مثل القمح والشعير، لاسيما حضارة وادي الرافدين والنيل والحضارة الإغريقية والرومانية.