أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-6-2016
2570
التاريخ: 24-6-2016
37210
التاريخ: 2024-09-05
323
التاريخ: 18-4-2018
2026
|
إن هذا الوجود الإنساني ذا الأسرار العجيبة قد جهز بقوتين عظيمتين هما (العقل والإرادة). والعقل نور في الروح الإنسانية يعيّن لها مصيرها في الحياة، وهو يعدّ المعرف للشخصية الواقعية لكل إنسان. إنه مصباح منير يشع بأنواره على صفحات هذه الحياة المظلمة، فلا نتقدم نحن في الدروب الملتوية في هذه الحياة إلا بهدايته وإرشاده.
وأن الإنسان مكلف بالسعي في سبيل تربية الإحساسات المختلفة التي يجدها في نفسه، فيضبطها عن الإفراط والتفريط. والقوة العاقلة هي التي ترينا الحدود المعقولة للعمل بالإحساسات الصحيحة، كي نستفيد من هذه الذخائر طبق الموازين الصحيحة، وحتى لا تقهرنا هذه الغرائز العاتية على اتباع أوامرها مهما كانت. أنه إذا كان نور العقل يشع في محيط عواطفنا فلا بد لشمس السعادة أن تسطع في سماء حياتنا أيضاً، اما إذا كنا مطيعين لغرائزنا أسارى لأحاسيسنا فإننا سنفقد استقلالنا وستضعف شخصيتنا فنهزم في جميع المجالات.
إن للإرادة - وهي من أكبر العوامل الأخلاقية وأقوى الوسائل للوصول إلى المقاصد الحسنة والآمال الطيبة - دخلاً تاماً في اساس سعادة الإنسان، وهي التي تحفظ شخصية الإنسان عن متناول الرجس والرذائل في الحياة.
وأن الشرط الأساسي للهناء في الحياة لهو الحصول على إرادة قوية قاطعة ومقتدرة، كي يستطيع الإنسان في مواجهة الحوادث التي تؤثر في نواحي مختلفة من حياته أن يقاومها بشدة واستقامة. أننا كلما سعينا في تربية هذه القوة التي هي مدار الموفقية في الحياة تمكنا بنفس النسبة على إلزام أنفسنا على اكتساب الفضائل والاجتناب عن أضدادها، واستقرت أرواحنا وابتعدت عن التزلزل والانحراف.
يقول أحد مفكري الغرب بهذا الصدد: (هناك تعريف جميل للعقل يشتمل على صفة توازن العقل أيضاً، وهو التعبير عنه بـ ـ القوة المنظمة ـ، وهذه القوة المنظمة في الإنسان بنوعيه الذكر والأنثى تكون بمنزلة جهاز تنظيم السير للسيارات الذي يمنعها عن الاصطدام والانحراف، والذي تجهزت اليوم كثير من السيارات الفخمة الثمينة به، وعمله أن يذهب بأثر الهزات العنيفة التي تحدثها الطرق والمصادمات المفاجئة، كي لا يتعب المسافرون ويحسون بالراحة والطمأنينة حتى في أشق الطرق وأصعبها. إن الجريمة ليست إلا مرآة للتعريف بالشخصية غير المتوازنة، إنك في اللحظة التي تفقد فيها حكم العقل تفقد فيها اختيارك وإرادتك الجدية على نفسك أيضاً، وأن الشخص الذي لا يكون تحت حكم العقل يصبح شخصاً خطيراً فضلاً عن انه يفقد دوره كمؤثر ايجابي في الحياة ومن ثم لا يكون شخصاً مفيداً ومعمراً بل مضراً ومخرباً. إن الجدول الصغير الذي يجري بين الصخور في الجبال لكل جزء من أجزائه صوت أعظم من أصوات الأنهار العظيمة، أما الرجال ذوو الأخلاق العظيمة فهم -على العكس من ذلك - كالأنهار العظيمة إذا جرت في الأهوار والمستنقعات من دون أن يكون لها شيء من الأصوات أو الاضطرابات).
إن الطبيعة الخشنة والحادة تحتاج إلى إرادة متينة ومحكمة، إذ لو لم تدخل مثل هذه الطبيعة تحت قيادة قوة قوية من الإرادة اعتادت على العتو والطغيان، فتحمل صاحبها في المواقع الحساسة التي يرد فيها الضغط والألم عليه على اتخاذ قرارات عاجلة ثورية مما تجره في النهاية إلى عاقبة مؤلمة.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|