مناهج البحث في جغرافية الزراعة

جاءت كلمة منهج ترجمة للكلمة الفرنسية (method ونظائرها في اللغات الأوروبية وهي جميعها تعود إلى الكلمة اليونانية (wethdos) وقد أستعملها أفلاطون بمعنى البحث أو النظر أو المعرفة، كذلك أستخدمها أرسطو كثيرا بمعنى(بحث). والمعنى الاشتقاقي الاصلي لها يدل على الطريق أو المنهج الذي يؤدي إلى غرض مطلوب ولكن لم يؤخذ بمعناه الحالي لا مع بداية العصور الأوروبية ففي هذه الفترة أخذ الفلاسفة يهتمون بمسألة المنهج كجزء من أجزاء المنطق وقد عرف المنهج حديثا بانه الطريق العلمي المؤدي أو الموصل لهدف البحث، وهو بذلك الخيط غير المرئي الذي يشد فقرات البحث إلى بعضها بعض وهي بصورة عامة تنقسم إلى قسمين هما:

1- مناهج الدراسات الوصفية أو المنهج الوصفي.

2- مناهج الدراسات التجريبية أو المنهج التجريبي.

هذا وقد تأثرت مناهج الجغرافية بالمفهوم الذي تعنية كلمة جغرافية، ففي بداية ظهور هذا العلم الذي كان يركز على الجانب الوصفي اتخذت مناهج الجغرافية الاسلوب نفسه في البحث ولو تتبعنا المنهج الجغرافي في العصور الاغريقية والعربية القديمة نلاحظ بأن المنهج الجغرافي كان يؤكد على الوصف العام للظاهرة الجغرافية حيث حددت كتب تلك الأزمنة وصف الأرض وابعادها على نحو ما تجده في سلسلة مصنفاتهم المسماة (المسالك والممالك) لكن سرعان ما تعرض هذا المنهج إلى النقد بسبب تطور العلوم وتقدمها مما جعل علم الجغرافية متأخرا عنها، لذلك أصبحت الحاجة ضرورية لتطوير مناهج الجغرافية فاتجهت الجغرافية إلى اسلوب جديد مع بداية القرن التاسع عشر يهتم في تنسيق المعلومات وترتيبها وتصنيفها والانتقال من الوصف إلى التحليل والحساب .

ولما كانت جغرافية الزراعة أحد أهم الفروع في علم الجغرافية وهي من الفروع التي تناول مواضيع عديدة وتعمل على ربط نتائج بعض فروع الدراسات الأخرى، نتيجة لذلك اختلفت طرق البحث فيها. كما أن جغرافية الزراعة في مقدمة فروع الجغرافية التي تتلاءم دراستها مع الجانب التحليلي والتطبيقي بسبب تدخل الظروف الطبيعية في النتائج المترتبة عليها، ولذلك جاءت جميع الدراسات الزراعية معتمدة على الجانب التحليلي أكثر من الوصفي.

كما جاءت دراسة جغرافية الزراعة: لتدرس على أساس إقليمي أي تركيز الدراسة على أقاليم زراعية معينة مثل إقليم نطاق زراعة الأرز في جنوب شرق آسيا وإقليم زراعة القمح في الولايات المتحدة، بينما أكد البعض على انه يمكن دراستها على أساس حرفي وفقا للمقومات الطبيعية والبشرية المتواجدة في المنطقة وهي بذلك تكون حرفة كسائر الحرف.

كما أن هناك دراسات جغرافية اخذت تركز وتدرس على أساس المشاكل الاقتصادية العالمية أو المحلية وأسبابها مثل مشكلة الغذاء في العالم كذلك الاتفاقيات الدولية التي ترتبط في الإنتاج وغيرها، وبصورة عامة فان البحث في جغرافية الزراعة يتجه إلى الجانب التطبيقي أكثر من النظري أو الوصفي ولكون الجانب البشري الذي يعتمد عليه الجانب الزراعي أو الإنتاجي متغيرا دائما في تأثيراته، نتيجة لتغير أعداد السكان في العالم لذلك لابد أن تتغير جغرافية الزراعة في مناهجها تبعا لذلك.