دور الزراعة الحضرية في استدامة البيئة في المدن
المؤلف:
د. محمد دلف احمد الدليمي
المصدر:
تخطيط المدن والاستدامة الحضرية
الجزء والصفحة:
ص 190 ـ 192
2025-12-02
126
تلعب الزراعة الحضرية دورا مهما في تحقيق بيئة حضرية ملائمة ومستدامة فضلاً عن اهميتها الاقتصادية لاسيما مساهمتها في تحقيق جزء من الأمن الغذائي لسكان المدن ، وتعني الزراعة الحضرية استثمار المساحات المفتوحة في داخل البيوت وخارجها كسطوح البيوت والفضاءات المفتوحة في المدارس والمستشفيات وجوانب الطرق وفي واجهات المباني لزراعة بعض الاشجار والمحاصيل الغذائية التي تسد جزء او كل احتياجات العوائل من الاغذية وفي بعض الاحيان تعد من الممارسات الترفيهية للسكان.
تصنف الزراعة الحضرية حسب اساليب الزراعة المعتمدة الى الزراعة باستخدام التربة او الزراعة بدون استخدام التربة باستخدام البتموس او نشارة الخشب او القش او الرمل او الزراعة الهوائية عن طريق استخدام الرذاذ او الضباب وغيرها من الاساليب التي يمكن للنبات ان ينمو فيها ، وفي بعض الاحيان يستغل الاشخاص الساكنين في الشقق بدون حدائق واجهات سكنهم الزراعة بعض المحاصيل او الاشجار لتعطي جمالية للمكان وتعمل على تلطيف الجو وقد توفر بعض ما يحتاجه السكان من المواد الغذائية ، فضلاً عن أن يكون التشجير لواجهات المباني جزءاً من التصميم المعماري وباتفاق الساكنين في المبنى تختلف الزراعة الحضرية عن الزراعة التقليدية كونها تستثمر المساحات الصغيرة وتعتمد على موارد بسيطة كالحاويات الصغيرة والقناني البلاستيكية الفارغة واكياس البلاستك ، وانها توفر امكانية حصول العوائل على منتجات زراعية طازجة ونظيفة وخالية من تأثير الملوثات البيئية التي يمكن ان تتواجد في الانتاج الزراعي الريفي والمصادر الأخرى المجهزة للمدن بالمنتجات الزراعية.
ـ يمكن للزراعة الحضرية ان تحقق المنافع الاتية:
ـ المنافع الاقتصادية : اذ يمكنها ان توفر الغذاء الطازج للسكان وتقلل من تكاليف المعيشة فضلاً عن انها تقلل من التأثيرات البيئية من خلال استغلال المخلفات الزراعية وتحويلها الى مادة عضوية تستخدم في الزراعة الحضرية بدلا من رميها في مناطق الطمر اذ تقدر بعض الدراسات ان من شانها ان تقلل المخلفات بنسبة لا تقل عن 40% ، كما وانها ستقلل من تكاليف نقل الانتاج الزراعي القادم من الارياف الى المدن ، وتوفر بيئة ملائمة في داخل البيوت لا سيما عندما تستغل اسطح المباني تسبب بتقليل تأثير اشعة الشمس والتقليل من كلف التكييف.
ـ المنافع البيئية : تلطيف الجو عن طريق خفض درجات الحرارة في البيئة الاصغرية لاسيما وان الجزر الحرارية في المدن تعمل على رفع درجة الحرارة الى 5 درجات مقارنة مع المناطق التي حولها بسبب امتصاص اشعة الشمس وتحويلها الى حرار في الشوارع والفضاءات المفتوحة في المدن ، كما وانها تقلل من انبعاثات ثاني اوكسيد الكاربون وتقلل من استخدام المبيدات الكيمياوية المؤثرة سلبا على البيئة.
ـ المناقع الاجتماعية : تحقق الزراعة الحضرية نوع من الترابط الاجتماعي والشعور بالانتماء لا سيما في المشاريع الصغيرة المشتركة وتبادل المعلومات والخبرة مع الجيران فضلاً عن تحسين صحة الانسان لتناوله مواد غذائية صحية كما وتعزز الصحة البدنية نتيجة الحركة ، وتؤمن الامن الغذائي لسكان المدن في زمن الكوارث الطبيعية والحروب ، ويمكن المزارعين في المدن ان يحققوا حماية البيئة الحضرية من التلوث لاستغلالهم الفضاءات التي يمكن ان تكون مكبات للقمامة.



الاكثر قراءة في الجغرافية الزراعية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة