المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
زراعة الثوم
2024-11-22
تكاثر وطرق زراعة الثوم
2024-11-22
تخزين الثوم
2024-11-22
تأثير العوامل الجوية على زراعة الثوم
2024-11-22
Alternative models
2024-11-22
Lexical Phonology and its predecessor
2024-11-22



الحسين ( عليه السّلام ) في عهد أبي بكر  
  
1831   04:37 مساءً   التاريخ: 5-7-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 5، ص64-67
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

لقد كان أهل البيت ( عليهم السّلام ) بما فيهم الحسن والحسين ( عليهما السّلام ) مفجوعين بوفاة الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) ، وألم المأساة يهيمن على قلوبهم وهم مشغولون بجهاز أعظم نبيّ عرفه التاريخ الإنساني ، إذ توجّهت إليهم صدمة أخرى ضاعفت آلامهم وبدّدت آمالهم التي غرسها رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) في نفوسهم ونفوس الامّة .

إنها صدمة مصادرة الخلافة وتنحية الإمام علي ( عليه السّلام ) عن مسرح القيادة ومصادرة المنصب الذي نصبه فيه الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) بأمر اللّه تعالى .

وكانت هذه الصدمة العنيفة بداية لمسلسل القلق والاضطهاد الذي فرضه الخط الحاكم بعد الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) على أهل بيت الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) ؛ لتحقيق العزل التام والإبعاد الكامل لهم عن موقع القيادة بعد الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) .

لوعة شهادة الزهراء ( عليها السّلام ) :

كان لوفاة الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) وقع مؤلم في روح الإمام الحسين الطاهرة ، وهو لم يكن بعد قد أنهى ربيعه الثامن .

وما هي إلّا مدّة قصيرة وإذا بالحسين ( عليه السّلام ) يفجع باستشهاد امّه فاطمة بنت رسول اللّه بتلك الصورة المأساوية بعد أن ظلّت تعاني من الظلم والقهر وألم اغتصاب حقّها طوال الأيام التي عاشتها بعد أبيها ( صلّى اللّه عليه واله ) فكانت تنعكس معاناتها في روحه اللطيفة ؛ إذ كان كلّما نظر إلى امّه بعد وفاة أبيها شاهدها باكية محزونة القلب منكسرة الخاطر .

وقد روي : أنّها سلام اللّه عليها ما زالت بعد أبيها معصّبة الرأس ، ناحلة الجسم ، منهدّة الركن ، باكية العين ، محترقة القلب ، يغشى عليها ساعة بعد ساعة ، وتقول لولديها : أين أبو كما الذي كان يكرمكما ويحملكما مرّة بعد مرّة ؟

أين أبو كما الذي كان أشدّ الناس شفقة عليكما ، فلا يدعكما تمشيان على الأرض ؟ ولا أراه يفتح هذا الباب أبدا ولا يحملكما على عاتقه كما لم يزل يفعل بكما[1].

وروي أن الزهراء ( عليها السّلام ) بعد وفاة أبيها ( صلّى اللّه عليه واله ) كانت تصطحب الحسنين معها إلى البقيع حيث تظلّ تبكي إلى المساء ، فيأتي أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) فيعود بهم إلى البيت .

ونقل الرواة عن أسماء بنت عميس قصّة استشهادها مفصّلا ، وقد جاء فيها أنّ الحسن والحسين ( عليهما السّلام ) دخلا البيت بعيد وفاة امّهما فقالا : يا أسماء ! ما ينيم امّنا في هذه الساعة ؟ ! قالت : يا ابني رسول اللّه ليست امّكما نائمة ، بل فارقت روحها الدنيا . فوقع عليها الحسن يقبّلها مرة ويقول : يا امّاه كلّميني قبل أن تفارق روحي بدني . قالت وأقبل الحسين يقبّل رجلها ويقول : يا امّاه أنا ابنك الحسين كلّميني قبل أن يتصدّع قلبي فأموت . قالت لهما أسماء : يا ابني رسول اللّه ! انطلقا إلى أبيكما عليّ فأخبراه بموت امّكما ، فخرجا حتى إذا كانا قرب المسجد رفعا أصواتهما بالبكاء ، فابتدرهما جميع الصحابة ، فقالوا : ما يبكيكما يا ابني رسول اللّه ؟ لا أبكى اللّه أعينكما[2].

وجاء في نصّ آخر أنّه بعد أن فرغ أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) من تغسيل الزهراء ( عليها السّلام ) نادى : يا امّ كلثوم ! يا زينب ! يا سكينة ! يا فضّة ! يا حسن ! يا حسين ! هلمّوا تزوّدوا من امّكم ، فهذا الفراق ، واللقاء الجنّة . فأقبل الحسن والحسين ( عليهما السّلام ) وهما يناديان : وا حسرة لا تنطفئ أبدا من فقد جدّنا محمد المصطفى وامّنا فاطمة الزهراء ! فقال أمير المؤمنين عليّ ( عليه السّلام ) : إنّي اشهد اللّه أنّها قد حنّت وأنّت ومدّت يديها وضمّتهما إلى صدرها مليّا ، وإذا بهاتف من السماء ينادي : يا أبا الحسن ! ارفعهما فلقد أبكيا واللّه ملائكة السماوات[3].

وذكرت أكثر الروايات أنّ الحسن والحسين ( عليهما السّلام ) حضرا مراسم الصلاة على جنازة امّهما ( عليها السّلام ) وتولّى غسلها وتكفينها أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) ، وأخرجها من بيتها ومعه الحسن والحسين في الليل ، وصلّوا عليها . . .[4].

لقد فجع الحسين ( عليه السّلام ) وخلال فترة قصيرة بحادثتين عظيمتين مؤلمتين : الأولى وفاة جدّه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ، والثانية استشهاد والدته فاطمة بنت الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) بعد ما جرى عليها من أنواع الجفاء والظلم .

وإذا أضفنا إلى ذلك مأساة غصب حقوق أبيه أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) ومأساة إبعاده عن المسرح السياسي ليصبح جليس بيته ؛ تجلّت لنا شدّة المحن والمصائب التي أحاطت بالحسين ( عليه السّلام ) وهو في صغر سنّه .

ولقد تعمّقت مصائب الإمام الحسين ( عليه السّلام ) بسبب أنواع الحصار المفروض من قبل خطّ الخلافة وقتذاك على أصحاب الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) الأوفياء لخطّه الرسالي وعلى علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) بشكل خاص ، مثل منع الخمس وسائر الحقوق من الوصول اليه ، كما تجلّى ذلك بوضوح في تأميم « فدك » والذي كان من أهدافه ممارسة ضغوط مالية أخرى على أهل بيت النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) وأبناء أمير المؤمنين ( عليهم السّلام ) .

 


[1] بحار الأنوار : 43 / 181 .

[2] المصدر السابق : 186 .

[3] بحار الأنوار : 43 / 179 .

[4] المصدر السابق : 212 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.