المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



الإمام الحسين الشهيد ( عليه السّلام ) في سطور  
  
2078   02:31 صباحاً   التاريخ: 2-7-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 5، ص17-23
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-4-2016 3479
التاريخ: 20-3-2016 3757
التاريخ: 23-8-2022 2251
التاريخ: 2-04-2015 3923

- الإمام أبو عبد اللّه الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهما السّلام ) الشهيد بكربلاء ، ثالث أئمّة أهل البيت بعد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وسيّد شباب أهل الجنة بإجماع المحدّثين ، وأحد اثنين نسلت منهما ذرية الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) وأحد الأربعة الذين باهل بهم رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) نصارى نجران ، ومن أصحاب الكساء الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا ، ومن القربى الذين أمر اللّه بمودّتهم ، وأحد الثقلين اللذين من تمسّك بهما نجا ومن تخلّف عنهما ضلّ وغوى .

- نشأ الحسين مع أخيه الحسن ( عليهما السّلام ) في أحضان طاهرة وحجور طيّبة ومباركة امّا وأبا وجدّا ، فتغذى من صافي معين جدّه المصطفى ( صلّى اللّه عليه واله ) وعظيم خلقه ووابل عطفه ، وحظي بوافر حنانه ورعايته حتى أنّه ورّثه أدبه وهديه وسؤدده وشجاعته ، ممّا أهّله للإمامة الكبرى التي كانت تنتظره بعد إمامة أبيه المرتضى وأخيه المجتبى ( عليهم السّلام ) وقد صرّح بإمامته للمسلمين في أكثر من موقف بقوله ( صلّى اللّه عليه واله ) : « الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا » ، « اللّهمّ إنّي احبّهما فأحب من يحبّهما » .

- لقد التقى في هذا الإمام العظيم رافدا النبوّة والإمامة ، واجتمع فيه شرف الحسب والنسب ، ووجد المسلمون فيه ما وجدوه في جدّه وأبيه وامّه من طهر وصفاء ونبل وعطاء ، فكانت شخصيّته تذكّر الناس بهم جميعا ؛ فأحبّوه وعظّموه ، وكان إلى جانب ذلك كلّه مرجعهم الأوحد بعد أبيه وأخيه فيما كان يعترضهم من مشاكل الحياة وأمور الدين ، لا سيما بعد أن دخلت الامّة الإسلامية حياة حافلة بالمصاعب نتيجة سيطرة الحكم الأموي الجاهلي ، حتّى جعلتهم في مأزق جديد لم يجدوا له نظيرا من قبل ، فكان الحسين ( عليه السّلام ) هو الشخصية الإسلامية الرسالية الوحيدة التي استطاعت أن تخلّص امّة محمّد ( صلّى اللّه عليه واله ) خاصّة والإنسانية عامّة من براثن هذه الجاهلية الجديدة وأدرانها .

- لقد كان الحسين بن عليّ ( عليهما السّلام ) كأبيه المرتضى وأخيه المجتبى في جميع مراحل حياته ومواقفه العملية مثالا للإنسان الرسالي الكامل ، وتجسيدا حيّا للخلق النبويّ الرفيع في الصبر على الأذى في ذات اللّه ، والسماحة والجود والرحمة والشجاعة وإباء الضيم والعرفان والتعبّد والخشية للّه والتواضع للحقّ والثورة على الباطل ، ورمزا شامخا للبطولة والجهاد في سبيل اللّه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأسوة مثلي للإيثار والتضحية لإحياء المثل العليا التي اجتمعت في شريعة جدّه سيّد المرسلين ، حتّى قال عنه جدّه المصطفى ( صلّى اللّه عليه واله ) : « حسين منّي وأنا من حسين » معبّرا بذلك أبلغ التعبير عن سموّ هذه الشخصية العظيمة التي ولدها ( صلّى اللّه عليه واله ) وربّاها بيديه الكريمتين .

- بقي الحسين بن عليّ ( عليهما السّلام ) بعد جدّه في رعاية الصدّيقة الزهراء سيّدة النساء فاطمة ( عليها السّلام ) وفي كنف أبيه المرتضى سيّد الوصيّين وإمام المسلمين الذي عاش محنة الانحراف في قيادة الامّة المسلمة بعد وفاة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وقد حفّت بأبيه وامّه نكبات هذه المحنة والصراع مع الذين صادروا هذه الإمامة الكبرى بكل صلف ودون حجّة أو برهان . . . لقد عاش الحسين مع أخيه الحسن وأبيه عليّ وامّه الزهراء ( عليهم السّلام ) هذه المحنة وتجرّع مرارتها ، وهو لا يزال في سنّ الطفولة ، ولكنّه كان يعي جيّدا عمق المحنة وشدّة المصيبة .

- شبّ إلامام أبو عبد اللّه الحسين أيّام خلافة عمر ، وانصرف مع أبيه وأخيه عن السياسة والتصدي للحكم في ظاهر الأمر ، وأقبل على تثقيف الناس وتعليمهم معالم دينهم في خطّ الرسالة الصحيح ، والذي كان يتمثّل في سلوك والده عليّ بن أبي طالب ( عليه السّلام ) ومواقفه المبدئية المشرّفة .

- وقف الإمام الحسين ( عليه السّلام ) إلى جانب أبيه ( عليه السّلام ) في عهد عثمان ، وهو في عنفوان شبابه يعمل مخلصا لأجل الإسلام ، ويشترك مع أبيه في وضع حدّ للفساد الذي أخذ يستشري في جسم الامّة والدولة معا في ظلّ حكم عثمان وبطانته ، ولم يتعدّ مواقف أبيه ( عليه السّلام ) طيلة هذه الفترة ؛ بل عمل كجندي مخلص للقيادة الشرعية التي أناطها رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) بأبيه المرتضى ( عليه السّلام ) .

- وفي عهد الدولة العلوية المباركة وقف الحسين إلى جانب أبيه ( عليهما السّلام ) في جميع مواقفه وحروبه ، ولم يتوان عن قتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، بينما كان أبوه حريصا على حياته وحياة أخيه الحسن ( عليه السّلام ) خشية انقطاع نسل رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) بموتهما ، وبقيا إلى جانب أبيهما حتى آخر لحظة ، وهما يعانيان من أهل العراق ما كان يعانيه أبو هما المرتضى ( عليه السّلام ) حتّى استشهد في بيت من بيوت اللّه ، وفاز بالشهادة وهو في محراب العبادة بمسجد الكوفة ، وفي أقدس لحظات حياته ، أعني لحظة العبادة والتوجه إلى ربّ الكعبة ، حيث خرّ صريعا وهو يقول : « فزت وربّ الكعبة » .

- ثمّ وقف إلى جانب أخيه الحسن المجتبى ( عليهما السّلام ) بعد أن بايعه بالخلافة كما بايعه عامّة المسلمين في الكوفة من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان ، ولم يتعدّ مواقف أخيه الذي نصّ على إمامته كلّ من جدّه وأبيه ( عليهما السّلام ) بالرغم من كلّ المغريات التي كان يستعملها معاوية لإسقاط الإمام الحسن ( عليه السّلام ) وتفتيت قواه والقضاء على حكومته المشروعة .

- لقد كان الحسين ( عليه السّلام ) يعي مواقف أخيه الحسن ( عليه السّلام ) بشكل تامّ والنتائج المترتّبة على تلك المواقف ، لأنّه كان يدرك حراجة الظرف الذي كان يكتنف الامّة الإسلامية آنذاك وبعد استشهاد الإمام عليّ ( عليه السّلام ) بشكل خاص ، حيث انطلت ألا عيب معاوية وشعاراته الزائفة على جماعة كبيرة من السذّج والبسطاء ، ممّن كانوا يشكّلون القاعدة العظمى في مجتمع الكوفة ومركز الخلافة الإسلامية ، فأصبحوا يشكّون ويشكّكون في حقّانية خطّ الإمام عليّ ابن أبي طالب ( عليه السّلام ) بعد ذلك التضليل الإعلامي الذي قام به معاوية وبطانته وعمّاله في صفوف الجيش المساند للإمام ( عليه السّلام ) ، ولم يستطع الإمام الحسن ( عليه السّلام ) بكلّ ما أوتي من حنكة سياسية وشجاعة أدبية ورصانة منطقية أن يقنع تلك القاعدة الشعبية ، ويوقفها على زيف الشعارات الأموية في عدم صحّة الخضوع لشعار السلم الذي كان قد تسلّح به معاوية لنيل الخلافة بأبخس الأثمان ، ممّا اضطرّ الإمام الحسن ( عليه السّلام ) للإقدام على الصلح من موقع القوة بعد أن نفّذ جميع الخطط السياسية الممكنة ، وبعد أن سلك جميع الطرق المعقولة التي ينبغي للقائد المحنّك أن يسلكها في تلك الظروف السياسية والاجتماعية والنفسية التي كان يعيشها الإمام الحسن ( عليه السّلام ) وشيعته ، فتنازل عن الخلافة ، إلا أنه لم يوقّع على شرعيّة حاكميّة معاوية بالإضافة إلى أنّه قد اشترط شروطا موضوعية تفضح واقع معاوية والحكم الأموي على المدى القريب أو البعيد .

- وهكذا أفلح الإمام الحسن ( عليه السّلام ) بعد أن اختار الطريق الصعب ، وتحمّل ما تحمّل من الأذى والمكروه من أقرب أفراد شيعته فضلا عن أعدائه ، حيث استطاع أن يكشف حقيقة الحكم الأموي الجاهلي الذي ارتدى لباس الإسلام ورفع شعار الصلح والسلم ، ليقضي على الإسلام باسم الإسلام وبمن ينتسب إلى قريش قبيلة الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) بعد أن خطّط بشكل حاذق خطّة يتناسى المسلمون بسببها أنّ آل أبي سفيان الذين يتربّعون اليوم على كرسي الحكم الإسلامي ، ويحكمون المسلمين باسم الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) وخلافته هم الذين حاربوا الإسلام بالأمس القريب .

- وبهذا هيّأ الإمام الحسن ( عليه السّلام ) - بتوقيعه على وثيقة الصلح - الأرضية اللازمة للثورة على الحكم الامويّ الجاهليّ الذي ظهر بمظهر الإسلام من جديد ، وذلك بعد أن أخلف معاوية كلّ الشروط التي اشترطها عليه الإمام الحسن ( عليه السّلام ) بما فيها عدم تعيين أحد للخلافة من بعده ، وعدم التعرّض لشيعة عليّ وللإمام الحسن والحسين ( عليهما السّلام ) بمكروه .

ولم يستطع معاوية أن يتمالك نفسه أمام هذه الشروط حتى سوّلت له نفسه أن يدسّ السمّ الفاتك إلى الإمام الحسن ( عليه السّلام ) ليستطيع توريث الخلافة لابنه الفاسق يزيد . . . ولكنّه لم يع نتائج هذا التنكّر للشروط ولنتائج هذه المؤامرة القذرة . . . وقد أيقن المسلمون - بعد مرور عقدين من الحكم الأموي - بشراسة هذا الحكم وجاهليّته ، ممّا جعل القواعد الشعبية الشيعية تستعدّ لخوض معركة جديدة ضدّ النظام الحاكم ، وبذلك تهيّأت الظروف الملائمة للثورة ، واكتملت الشروط اللازمة بموت معاوية ومجيء يزيد الفاسق شارب الخمور والمستهتر بأحكام الدين إلى سدّة الحكم ، والإقدام على أخذ البيعة من وجوه الصحابة وعامّة التابعين ، والإصرار على أخذها من مثل أبيّ الضيم أبي عبد اللّه الحسين ( عليه السّلام ) سيّد أهل الإباء وإمام المسلمين .

- لقد حكم معاوية بن أبي سفيان ما يقارب عشرين سنة متّبعا سياسة التجويع والإرهاب والخداع والتزوير ، ممّا أدّى إلى انكشاف حقيقته للامّة من جهة ، في حين أنّها كانت قد ابتليت بداء موت الضمير وداء فقدان الإرادة من جهة أخرى ، وهكذا استيقظت الامّة من سباتها وزال شكّها بحقّانية خطّ أهل البيت ( عليهم السّلام ) ، بعد أن ارتفع جهلها بحقيقة الأمويين ، ولكنّها لم تقو على مقارعة الظلم والظالمين ، وأصبحت كما قال الفرزدق للإمام الحسين ( عليه السّلام ) حين كان متوجّها إلى العراق ومستجيبا لدعوة الكوفيين : قلوبهم معك وسيوفهم عليك .

ومن هنا تأكّد الموقف الشرعي للإمام الحسين ( عليه السّلام ) بعد أن توفّرت كلّ الظروف اللازمة للقيام في وجه الامويّين الجاهليّين ، بينما لم تكن النهضة مفيدة للامّة في حالة الابتلاء بمرض الشكّ والترديد التي كانت تعاني منه في عصر الإمام الحسن السبط ( عليه السّلام ) . لقد تمّت الحجّة على الإمام الحسين بن عليّ ( عليهما السّلام ) حينما راسله أهل العراق وطلبوا منه التوجّه نحوهم ، بعد أن أخرجوا عامل بني أمية من الكوفة وتمرّدوا على الأمويين حيث كان هذا أحد مظاهر رجوع الوعي إلى عامّة شيعة أهل البيت ( عليهم السّلام ) .

فاستجاب الإمام الحسين ( عليه السّلام ) لطلبهم ، وتحرّك نحوهم بالرغم من علمه بعدم ثباتهم وضعف إرادتهم أمام إغراءات الحاكمين واضطهادهم وإرهابهم ، وذلك لأنّه كان لا بد له من معالجة هذا المرض الجديد الذي يؤدّي باستشرائه إلى ضياع معالم الرسالة وفسح المجال لتحويل الخلافة إلى كسرويّة وقيصريّة ، وإعطاء المشروعية لمثل حكم يزيد وأضرابه من الجاهليّين الذين تستّروا بستار الشريعة الإسلامية لضرب الشريعة وتمزيقها .

- وبعد أن استجمعت ثورة الإمام الحسين ( عليه السّلام ) كلّ الشروط اللازمة لنجاحها وبلوغ أهدافها[1]؛ نهض مستنفرا كلّ طاقاته وقدراته التي كان قد أعدّها وهيّأها في ذلك الظرف التأريخي في صنع ملحمته الخالدة ، فحرّك ضمير الامّة ، وأعادها لتسلك مسيرة رسالتها ، وبعث شخصيّتها العقائدية من جديد ، وسلب المشروعية من الحكام الطغاة ، ومزّق كلّ الأقنعة الخدّاعة التي كانوا قد تستّروا بها ، وأوضح الموقف الشرعي للامّة على مدى الأجيال . ولم يستطع الطغاة أن يشوّهوا معالم نهضته ، كما لم يستطيعوا أن يقفوا بوجه المدّ الثوري الذي أحدثه على مدى العصور ، ذلك المدّ الذي أطاح بحكم بني اميّة وبني العباس ومن حذا حذوهم ، فكانت ثورته مصدر إشعاع رسالي لكل الأمم ، كما كانت القيم الرساليّة التي طرحها وأكّد عليها محفّزا ومعيارا لتقييم كل الحكومات والأنظمة السياسية الحاكمة ، فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيّا .

 


[1] راجع الشروط الضرورية الخمسة للنجاح والتي توفّرت في ثورة الحسين ( عليه السّلام ) في كتاب ( ثورة الحسين . النظرية - الموقف - النتائج ) السيّد محمد باقر الحكيم الطبعة الأولى ، منشورات مؤسّسة الإمام الحسين ( عليه السّلام ) : 62 - 92 ، وراجع مجلّة الفكر الإسلامي العدد ( 17 ) مقال الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر حول الثورة الحسينية تحت عنوان ( التخطيط الحسيني لتغيير أخلاقية الهزيمة ) .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.