أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-1-2016
1866
التاريخ: 2024-02-12
1331
التاريخ: 11-1-2016
1999
التاريخ: 17-11-2018
1915
|
تحت هذا العنوان أشار بعض الباحثين التربويين في هذا الصدد: أن الآباء والأمهات يمتلكون رصيداً ضخماً وكبيراً من المعلومات، والتجارب والنظريات الهامة التي لها الاهتمام العالي، والانعكاسة الصحيحة على حياة الأسرة والأبناء.
فالأب خاض تجربة الطفولة والمراهقة في حياته الأسرية والعقلية والعاطفية، وتخطى الصعوبات والعقبات الكؤودة، حتى وصل الى ما وصل إليه اليوم، فأصبح رجلا يشار اليه ويعتمد عليه، له تطلعاته وأمنياته وأحلامه أيضا، وكثير من الآباء يطمح أن يتلقى ابنه نفس التربية والمنهج الذي تربى عليه وسار على خطواته ومعالمه، ولذلك فهو يستفيد تماماً من تجاربه السابقة في أساليب التربية المنزلية لأبنائه. .وهذا المنهج نفسه بمعالمه ونظريته ومفاهيمه عند المرأة أيضاً في تربية الشابة (المراهقة).
يقول بعض الباحثين في هذا الصدد: (أوليست هي تجربة الحياة.. وقد خاضها الأب بكل فصولها حتى نشأ وترعرع، وأصبح رجلاً يعتمد على نفسه، ثم تزوج وأصبح أباً لمجموعة من الأبناء.
أو تلك الأم التي أصبحت قديرة في إدارة الشؤون المنزلية، وناجحة في تربية الأطفال، وسعيدة في حياتها الزوجية.
إن هذه الأم وذلك الأب وأمثالهما مليئون بعشرات بل مئات التجارب والمعلومات، وباستطاعتهما أن يقدما لأبنائهما العبر والدروس النافعة، والمليئة بالتجارب المفيدة لهم في طريق المستقبل..).
لذلك لا ينبغي لأحد أن يستهين بقدراته وتجاربه ومعلوماته اتجاه أسرته، ومجتمعه، وأمته، ولاسيما التجارب التي أخفق فيها الإنسان في حياته الاجتماعية، والتربوية والأسرية.
وكما يقال، (فإن كل إنسان ناجح، إنما يمتلك مخزوناً من تجارب الإخفاق والفشل)!! وهناك العشرات بل المئات من القصص الواقعية التي حدثت لكثيرين من أبناء المجتمعات المختلفة إليك بعضها:
نماذج لابد من ذكرها:
ولو قرأنا صفحات التاريخ البشري، والإسلامي على حد سواء، وتاريخ العظماء في الحياة الإنسانية من اختراعات، ونظريات، وتجارب، ومعلومات لوقفت متعجباً ومستغرباً، كيف استطاع هؤلاء أن يصلوا الى ما وصلوا اليه، فأصبحوا قدوات وأسوات حسنة لجيلنا المعاصر اليوم. خذ على سبيل المثال تاريخ أول مخترع لطائرة وهو (عباس بن فرناس) تلميذ الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) الذي حاول الطيران فسقط عشرات المرات، وخاض عشرات التجارب الأخرى. ويقال أنه استطاع أن يصنع طائرة مصغرة تحمل شخصاً واحداً في قصر الدولة العباسية.. وكانت هذه العملية بطبيعة الحال نتيجة تجاربه اليومية والشهرية والسنوية التي كان يخوضها في مختبراته ومخزون عقليته الفذة.
2ـ وهذا أبو العلاء، أحمد بن عبدالله بن سليمان القضاعي المعري التنوخي، ولد في معرة النعمان، شمالي حماة، واشتهرت أسرته بالرجال الذين تقلدوا المناصب القضائية، وكانوا علماء وأدباء وفقهاء.
ينقل في أحوال هذا الرجل العبقري، أنه أصيب وهو في الرابعة من عمره بالجدري، فانطفأت عينه اليسرى، وغشي عينه اليمنى بياض، فأصبح أعمى أو كالأعمى، وكل ما كان يذكره اللون الأحمر، لأنه ألبس في مرضه ثوباً مصبوغاً به، ولكن كل ما أصابه لم يكن حائلاً بينه وبين تحصيله العلمي والعملي، بل ازداد حماساً أكثر من ذي قبل، فأصبح يخوض غمار الحياة وعبابها، وتخطى بإرادته العقبات الكأداء التي كانت حجر عثرة في طريق نجاحه وطموحاته ومستقبله، فأصبح عندها رجلاً أديباً وشاعراً كبيراً ومصنفاً قديرا وأصبح أبا العلاء المعري الذي يستحق لقب شاه الفلاسفة وفيلسوف الشعراء، ومحجة لكبار العلماء والأدباء وطلاب العلم. وكان يملي على بضع عشرة محبرة في فنون العلم، ويقضي أيامه في التأليف والتصنيف طوال الخمس والأربعين التي عاشها حتى وفاته في سنة 1057هـ). وبلغت مؤلفاته الستين مؤلفا.. لقد صنعته التجارب والحياة فأصبح منبعاً غزيراً في العلوم والفنون والأدب، ولولا التجارب الكثيرة التي خاضها المعري لما استطاع أن يصل الى ما وصل اليه.
3ـ وقد نقل لي بعض الزملاء إبان دراستنا في الحوزة العلمية،ــ وهو شاب من الشباب المتفاعلين في طريق الدعوة ــ أن والده الذي يبلغ من العمر الثمانين، قد دخل الحياة السياسية في أيام شبابه وخاض صراع التحرير ضد السلطة الحاكمة، ولكن لم يحالفهم الحظ في تحقيق النصر بالرغم من مضي سنين عديدة، وتجارب مضنية كثيرة..
ويضيف قائلا:
إن والدي قد وصل الى حد اليأس من جدوائية العمل التغييري، والثورة ضد الوضع المتخلف في جسد الأمة والشعب، وكان والدي على اتصال وثيق بكبار قادة الدعوة الإسلامية لإصلاح المجتمع الاسلامي. .وكان يقدم إلي تجاربه بروح يائسة، ولكنني ــ وبمحمد الله ــ ازددت عزماً وإصراراً على المضي قدماً في سبيل الدعوة والتغيير وإصلاح الأمة والمجتمع الإسلامي، ولم أسمح لنفسي بالتأثر السلي، بل وصلت الى قناعة تامة أن النجاح لا يأتي إلا عن طريق العشرات بل المئات من التجارب، والاستفادة من نصائح الآخرين وتجاربهم الحياتية، وأنا لا أترك أحداً له أهمية وخبرة ومستوى راق وعلمي واجتماعي إلا وأتقرب منه لكي يمنحني تجاربه في الحياة والعمل الإسلامي..
إذن: التجارب خير درس يقدمه الآباء والأمهات لأبنائهم في حياتهم المستقبلية، لأنها تصبح مخزوناً ومنهجاً وقاعدة يبني عليها الشاب (المراهق) حياته العلمية والعملية طيلة عمره وبقائه في الحياة على وجه الأرض، عندها يصبح رجلاً عجنته التجارب مما يقلل من انحرافاته الدينية والأخلاقية والتربوية والسياسية و..الخ. لأنه استفاد درساً عملياً من خلال تجارب من سبقه في طريق العمل والتعليم والتربية.
جاء عن الإمام علي (عليه السلام): (التجارب علم مستفاد).
وعن الامام الصادق (عليه السلام) بـ: (لا يُلسع العاقل من جحر مرتين)(1).
أي أن العاقل يتذكر الدروس والعبر والتجارب التي استفادها من خلال مجالسه ومناظراته ومناقشاته العلمية والعملية التي سمعها وخاضها مع الآخرين، لذلك يكون عندها على حذر شديد جداً من أن يقع فريسة لأخطائه وشهواته وهواه، فلو سقط في الانحراف والأخطاء مرة لا يسقط مرة أخرى قط!!.
___________________________________
(1) ميزان الحكمة ح4 ص87.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|