أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-08-2015
878
التاريخ: 14-4-2018
1666
التاريخ: 11-08-2015
818
التاريخ: 11-12-2018
6419
|
أشار المصنّف مع شرح شارح القوشجي بقوله : ( والسمع دلّ على أنّ الجنّة والنار مخلوقتان الآن ، والمعارضات متأوّلة ).
[ ذهب ] جمهور المسلمين على أنّ الجنّة والنار
مخلوقتان الآن ، خلافا لأكثر المعتزلة كأبي هاشم والقاضي عبد الجبّار (1) وغير هما
؛ حيث زعموا أنّهما تخلقان يوم الجزاء.
لنا وجهان :
الأوّل : قصّة آدم وحوّاء وإسكانهما في الجنّة
ثمّ إخراجهما عنها بأكل الشجرة ، وكونهما يخصفان عليها من ورق الجنّة على ما نطق
به الكتاب والسنّة ، وانعقد عليه الإجماع قبل ظهور المخالفين.
وحملها على بستان من بساتين الدنيا يجري مجرى
التلاعب بالدين والمراغمة لإجماع المسلمين ، ثمّ لا قائل بوجود الجنّة دون النار
فثبوتها ثبوتها.
الثاني : الآيات الصريحة في ذلك كقوله تعالى :
{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا
جَنَّةُ الْمَأْوَى} [النجم: 13 - 15].
وكقوله تعالى في حقّ الجنّة : {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ
} [آل عمران: 133] ، {أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ}
[الحديد: 21] ، {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الشعراء: 90].
وفي حقّ
النار : {أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: 24] ، {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ
لِلْغَاوِينَ} [الشعراء: 91].
وحملها على التعبير عن المستقبل بلفظ الماضي
مبالغة في تحقّقه مثل {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ } [الكهف: 99]، {وَنَادَى أَصْحَابُ
الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ } [الأعراف: 44] خلاف الظاهر ، فلا يعدل إليه بدون
قرينة.
تمسّك المنكرون بوجوه :
الأوّل : أنّ خلقهما قبل يوم الجزاء عبث لا يليق
بالحكيم. وضعفه ظاهر.
والثاني : أنّهما لو خلقتا لهلكتا ؛ لقوله تعالى
: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ } [القصص: 88]. واللازم باطل ؛ للإجماع
على دوامهما ، والنصوص الشاهدة بدوام أكل الجنّة بظلّها.
وأجيب : بتخصيصها من آية الهلاك ؛ جمعا بين
الأدلّة ، وبحمل الهلاك على غير الفناء على ما قيل : إنّ المراد بهلاك كلّ شيء
أنّه هالك في حدّ ذاته ، لضعف الوجود الإمكاني ، فيتحقّق بالهالك المعدوم ، وبأنّ
الدوام المجمع عليه هو أنّه لا انقطاع لبقائهما ولا انتهاء لوجودهما بحيث ، يبقيان
على العدم زمانا يعتدّ به كما في دوام المأكول ؛ فإنّه على التجدّد والانقطاع قطعا
، وهذا لا ينافي فناءها لحظة.
الثالث : أنّه قال الله تعالى في وصف الجنّة :
{عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} [آل عمران: 133]، ولا يتصوّر ذلك إلاّ بعد
فناء السماوات والأرض ؛ لامتناع تداخل الأجسام.
وأجيب : بأنّ المراد أنّ عرضها كعرض السماوات
والأرض ؛ لامتناع أن يكون عرضها عرضهما بعينه لا حال البقاء ولا بعد الفناء ؛ إذ
يمتنع قيام عرض واحد شخصي بمحلّين موجودين معا أو أحدهما موجود والآخر معدوم ؛
وللتصريح في آية أخرى بأنّ {عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} [الحديد:
21]. فتحمل هذه على تلك كما يقال : أبو يوسف أبو حنيفة ، أي مثله » (2).
__________________
(1) حكاه التفتازاني عنهما في « شرح المقاصد » 5
: 108.
(2) « شرح تجريد العقائد » للقوشجي : 392 ـ 393.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|