المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



إطعام الطعام  
  
2044   08:32 صباحاً   التاريخ: 12-6-2022
المؤلف : أمل الموسوي
الكتاب أو المصدر : الدين هو الحب والحب هو الدين
الجزء والصفحة : ص175 ـ 177
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

إن المودة بين المؤمنين تجلبها عوامل منها إطعام الطعام حيث قال الرسول (صلى الله عليه وآله): (خيركم من أطعم الطعام وأفشى السلام، وصلى بالليل والناس نيام)(1).

وقال أبي عبد الله (عليه السلام): (جمع رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ بني عبد المطلب فقال: يا بني عبد المطلب، اطعموا الطعام، وأطيبوا الكلام، وأفشوا السلام وصلوا الأرحام وتهجدوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام)(2).

عن جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الإيمان: حسن الخلق وإطعام الطعام وإراقة الدماء (أي ذبح الأضاحي في منى)(3).

عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: (من موجبات مغفرة الرب: إطعام الطعام)(4).

وقال أبي عبد الله (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) (الرزق أسرع إلى من يطعم الطعام من السكين في السنام)(5).

وقال أبو جعفر (عليه السلام): (من أطعم جائعا أطعمه الله من ثمار الجنة) وقال (إطعام مسلم يعدل عتق نسمة)(6).

وورد عن حسين بن نعيم الخصاف قال: قال أبوعبد الله (عليه السلام): أتحب اخوانك يا حسين؟ قلت نعم.. قال: وتنفع فقراءهم؟ قلت: نعم، قال: أما أنه يحق عليك أن تحب من يحب الله، أما إنك لا تنفع منهم أحدا حتى تحبه، أتدعوهم إلى منزلك؟ قلت: ما آكل إلا ومعي منهم الرجالان والثلاثة والأقل والأكثر.. فقال أبوعبد الله (عليه السلام): أما أن فضلهم عليك أعظم من فضلك عليهم، فقلت جعلت فداك أطعمهم طعامي وأوطنهم رحلي ويكون فضلهم علي أعظم؟ قال: نعم، إنهم إذا دخلوا منزلك، دخلوا بمغفرتك ومغفرة عيالك، وإذا خرجوا من منزلك، خرجوا بذنوبك وذنوب عيالك(7).

وورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (من أطعم أخاه في الله، كان كمن أطعم فئاماً من الناس، قلت: وما الفئام؟ قال: مئة ألف من الناس(8).

إن إطعام المؤمن عند الله في الفضل كعتق رقبة حيث قال أبوعبد الله (عليه السلام) لسدير الصرفي (ما منعك أن تعتق كل يوم نسمة؟ قلت: لا يحتمل مالي ذلك.. قال: تطعم كل يوم مسلما، فقلت موسرا أو معسرا؟ فقال: إن الموسر قد يشتهي الطعام، وقال: (آكله أكلي أخي المسلم عندي أحب إلي من أن أعتق رقبة وقال (لئن أطعم مؤمناً محتاجاً أحب إلي من أن أزوره، ولئن أزوره أحب إلى من أن أعتق عشر رقاب)(9).

وهكذا إن الإطعام له دور كبير في بذر المحبة وتقويتها وتعزيز أواصر الأخوة الإيمانية لما فيه من رفع الحاجة وإدخال السرور على المؤمن إضافة إلى زيادة في إيمان الإنسان وطهارة روحه حيث ورد عن الإمام علي (عليه السلام): (قوت الأجساد الطعام وقوت الأرواح الإطعام)(10).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الوسائل: ج16، ص451.

2ـ المصدر السابق: ج16، ص469.

3ـ المصدر السابق: ج16، ص441.

4ـ المصدر السابق.

5ـ المصدر السابق.

6ـ المصدر السابق: ج16، ص442.

7ـ المصدر السابق: ج16، ص450 ـ 451.

8ـ المصدر السابق.

9ـ المصدر السابق: ج16، ص348 ـ 349.

10ـ بحار الأنوار: ج72، ص454. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.