أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-29
713
التاريخ: 17-1-2022
2652
التاريخ: 2024-08-09
407
التاريخ: 4-1-2017
2203
|
هذه العادة ينبغي أن تكون ملكة عندك، أي عادة راسخة، بحيث تتحدث دائماً بالنعم والخير: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}[الضحى: 11]، لا كما يفعل بعض الناس الذين بمجرد أن تسألهم عن حالهم يشكون ويندبون.
لذا ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله)، أنه من البر كتمان المصائب، والأمراض، والصدقة(1)، (إلا في بعض الحالات حيث لا يمكن الكتمان، أو لا بد من الإظهار، كإعلام الناس بموت فلان ليؤجروا في تشييعه، أو إعلامهم بمرضه لإرشاده إلى الدواء).
والكتمان هنا، سر من أسرار الرضا بقضاء الله وقدره، الذي يؤدي إلى الانشراح والراحة، على قاعدة: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا}[التوبة: 51].
من هنا، كان بعض أهل الطاعات، يضمرون ما يصيبهم حتى يظهر من تلقاء نفسه. وكانوا يكتفون بإطلاع الله جل شأنه على حالهم وما وقع بهم.
فمن تعظيم الله وإجلاله ترك الشكوى والتململ والتأفف من المصائب.
والقدوة في ذلك، سيدنا يعقوب (عليه السلام)، حيث لم يناف بكاؤه صبره (ما دام البكاء غير مقرون بكلام حرام) حيث قال الله سبحانه عنه:
{قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}[يوسف: 86]، أي الشكوى للخالق سبحانه، وليس للمخلوق.
ووصف الله صبره قبل ذلك بقوله: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ}[يوسف: 18]، والصبر الجميل هو الذي ليس فيه شكوى للناس(2)، اللهم ارزقنا إياه.
لما مات إبراهيم ابن النبي (صلى الله عليه وآله)، بكى عليه، حتى جرت دموعه على لحيته، فقيل له: يا رسول الله، تنهى عن البكاء ثم تبكي؟!
فقال (صلى الله عليه وآله): (ليس هذا بكاء، وإنما هي رحمة، ومن لا يرحم، لا يُرحم)(3).
فالبكاء لا ينافي الرضا، ولا يوجب السخط، لأن القلب مطمئن بالإيمان، ومستقر على قبول مشيئة اللهِ تعالى.
وما بكاء الأنبياء والأئمة (عليهم السلام)، على أبنائهم وأحبائهم إلا أمر طبيعي مادام لم يقترن بالسخط(4).
وكيف يحق للعبد أن يتأفف من مصيبة نازلة به، وهو محاط بشتى أنواع النعم في صحته وعافيته ورزقه، وبأعظم نعمة، وهي التي لا تتم النعم إلا بها: نعمة الإسلام؟!
ولا يخلو إنسان من عافية ليرى كيف شكره، أو من بلية ليرى كيف صبره، فلم يظهر ابن آدم دائماً بليته ولا يظهر عافيته؟
ثم، أليس أكثر المصائب لها وقت محدود ثم تمضي وتنسى (ويبقى أجر من صبر فيها)، أما النعم التي يعجز صاحبها عن عدها، فإنها تستمر وتقيم؟
نقل عن أحد الأنبياء أنه قال: يا رب: أخبرنى ما أدنى نعمك علي، فأوحى الله (عز وجل) إليه:
يا فلان، تنفس، فتنفس، فقال الله تعالى: هذا أدنى نعمي عليك.
وورد في النصوص الكثيرة، أن الأوجاع والأسقام تغسل من الذنوب، وأنها كفارة الخطايا، وعلى هذا الأساس، والهدي النبوي، يكون البلاء نعمة، فلِمَ الشكوى؟
اللهم لا نسألك حملاً خفيفاً، ولكن ظهراً قوياً.
وقد ذكر أن المريض (المبتلى بالمرض)، يستجاب دعاؤه، ويرفع عنه القلم، ويكتب له الأجر، ويذهب مرضه بذنوبه، فإن عاش، عاش مغفوراً له طاهراً نقياً، وإن مات، مات مغفوراً له طاهراً نقياً، وكلاهما خير.
فلمَ الشكوى من المرض؟ ولمن؟ للمخلوق الذي لا يضر ولا ينفع، وقد ينزل به أشد مما نزل بك.
والعجب ممن يشكو الله إلى الناس، فهذا، ما عرف ربه الحنان المنان الغفور الرحيم، وما عرف الناس وضعفهم وعجزهم عن معالجة أمراضهم وابتلاءاتهم وما نزل بهم.
وهذا الجاهل حقاً، لربه وللخلق ولحق نفسه.
ولا بأس للمبتلى من البكاء، لكن لا أن يصل إلى حد التسخط والعويل وتمزيق الثياب وتكسير الأشياء وأذية الناس.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ بحار الأنوار، ج82، صفحة103، و ج70، ص251.
2ـ الكافي الشريف، ج2، ص93.
3ـ بحار الأنوار، ج82، ص76.
4ـ راجع، مسكن الفؤاد، ص24.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|