المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

العوامل التي كان لها دورا بارزا في تطور المدن في العصر الحديث - التطور الزراعي
3-1-2023
بروتينات التنظيم Regulatory Proteins
17-11-2019
[علي بطل التوحيد]
23-10-2015
فعل الأصلح
11-08-2015
استديو التلفزيون Television Studio
1-8-2021
وصف الخمر
22-03-2015


كيف تواجه المصائب؟ / عليك أن تعتاد كتمان المصائب  
  
2231   01:02 صباحاً   التاريخ: 29-4-2022
المؤلف : السيد سامي خضرة
الكتاب أو المصدر : كيف تواجه المصائب؟
الجزء والصفحة : ص32 ـ 37
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

هذه العادة ينبغي أن تكون ملكة عندك، أي عادة راسخة، بحيث تتحدث دائماً بالنعم والخير: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}[الضحى: 11]، لا كما يفعل بعض الناس الذين بمجرد أن تسألهم عن حالهم يشكون ويندبون.

لذا ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله)، أنه من البر كتمان المصائب، والأمراض، والصدقة(1)، (إلا في بعض الحالات حيث لا يمكن الكتمان، أو لا بد من الإظهار، كإعلام الناس بموت فلان ليؤجروا في تشييعه، أو إعلامهم بمرضه لإرشاده إلى الدواء).

والكتمان هنا، سر من أسرار الرضا بقضاء الله وقدره، الذي يؤدي إلى الانشراح والراحة، على قاعدة: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا}[التوبة: 51].

من هنا، كان بعض أهل الطاعات، يضمرون ما يصيبهم حتى يظهر من تلقاء نفسه. وكانوا يكتفون بإطلاع الله جل شأنه على حالهم وما وقع بهم.

فمن تعظيم الله وإجلاله ترك الشكوى والتململ والتأفف من المصائب.

والقدوة في ذلك، سيدنا يعقوب (عليه السلام)، حيث لم يناف بكاؤه صبره (ما دام البكاء غير مقرون بكلام حرام) حيث قال الله سبحانه عنه:

{قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}[يوسف: 86]، أي الشكوى للخالق سبحانه، وليس للمخلوق.

ووصف الله صبره قبل ذلك بقوله: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ}[يوسف: 18]، والصبر الجميل هو الذي ليس فيه شكوى للناس(2)، اللهم ارزقنا إياه.

لما مات إبراهيم ابن النبي (صلى الله عليه وآله)، بكى عليه، حتى جرت دموعه على لحيته، فقيل له: يا رسول الله، تنهى عن البكاء ثم تبكي؟!

فقال (صلى الله عليه وآله): (ليس هذا بكاء، وإنما هي رحمة، ومن لا يرحم، لا يُرحم)(3).

فالبكاء لا ينافي الرضا، ولا يوجب السخط، لأن القلب مطمئن بالإيمان، ومستقر على قبول مشيئة اللهِ تعالى.

وما بكاء الأنبياء والأئمة (عليهم السلام)، على أبنائهم وأحبائهم إلا أمر طبيعي مادام لم يقترن بالسخط(4).

وكيف يحق للعبد أن يتأفف من مصيبة نازلة به، وهو محاط بشتى أنواع النعم في صحته وعافيته ورزقه، وبأعظم نعمة، وهي التي لا تتم النعم إلا بها: نعمة الإسلام؟!

ولا يخلو إنسان من عافية ليرى كيف شكره، أو من بلية ليرى كيف صبره، فلم يظهر ابن آدم دائماً بليته ولا يظهر عافيته؟

ثم، أليس أكثر المصائب لها وقت محدود ثم تمضي وتنسى (ويبقى أجر من صبر فيها)، أما النعم التي يعجز صاحبها عن عدها، فإنها تستمر وتقيم؟

نقل عن أحد الأنبياء أنه قال: يا رب: أخبرنى ما أدنى نعمك علي، فأوحى الله (عز وجل) إليه:

يا فلان، تنفس، فتنفس، فقال الله تعالى: هذا أدنى نعمي عليك.

وورد في النصوص الكثيرة، أن الأوجاع والأسقام تغسل من الذنوب، وأنها كفارة الخطايا، وعلى هذا الأساس، والهدي النبوي، يكون البلاء نعمة، فلِمَ الشكوى؟

اللهم لا نسألك حملاً خفيفاً، ولكن ظهراً قوياً.

وقد ذكر أن المريض (المبتلى بالمرض)، يستجاب دعاؤه، ويرفع عنه القلم، ويكتب له الأجر، ويذهب مرضه بذنوبه، فإن عاش، عاش مغفوراً له طاهراً نقياً، وإن مات، مات مغفوراً له طاهراً نقياً، وكلاهما خير.

فلمَ الشكوى من المرض؟ ولمن؟ للمخلوق الذي لا يضر ولا ينفع، وقد ينزل به أشد مما نزل بك.

والعجب ممن يشكو الله إلى الناس، فهذا، ما عرف ربه الحنان المنان الغفور الرحيم، وما عرف الناس وضعفهم وعجزهم عن معالجة أمراضهم وابتلاءاتهم وما نزل بهم.

وهذا الجاهل حقاً، لربه وللخلق ولحق نفسه.

ولا بأس للمبتلى من البكاء، لكن لا أن يصل إلى حد التسخط والعويل وتمزيق الثياب وتكسير الأشياء وأذية الناس.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ بحار الأنوار، ج82، صفحة103، و ج70، ص251.

2ـ الكافي الشريف، ج2، ص93.

3ـ بحار الأنوار، ج82، ص76.

4ـ راجع، مسكن الفؤاد، ص24. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.