أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-4-2017
2102
التاريخ: 3-8-2022
2050
التاريخ: 19-8-2017
2380
التاريخ: 30-4-2017
2487
|
كان هناك اثنان من قاطعي الاخشاب متوجهان الى الغابة من أجل العمل. إلتقط قاطع الخشب الأول منشاره وشرع في العمل بكل ما أوتي من جهد، عمل طوال اليوم، ولم يتوقف حتى لشرب المياه أو لتناول الغداء، معتقداً أنه طالما استمر في العمل الشاق، سيقوم بجمع خشب أكثر، ومن ثم سيجني أموالاً أكثر.
عمل قاطع الخشب الثاني بكد هو الآخر، ولكنه كان يأخذ فترات راحة بين الحين والآخر، وقد بدا لقاطع الخشب الأول أنه في كل مرة يلقي فيها نظرة على زميله قاطع الخشب الآخر يجده في حالة من الراحة، فإما انه يشرب بعض المياه وإما يعبث بمنشاره. ولكن، وعلى الرغم من ذلك، بدت كومة الخشب الخاصة به دوماً أكبر وأعلى من كومة الخشب الخاصة بالقاطع الاول. ولكن، وكيف يمكن لذلك أن يحدث؟
قرر قاطع الخشب في نهاية الأمر بعد ساعات من العمل الشاق المستمر وبعد أن غرق في عرقه وأصابه الإعياء والإجهاد ان يتوقف لدقيقة، ليسأل الرجل الثاني كيف تمكن من قطع الكثير من الخشب في الوقت الذي بدا فيه أنه يأخذ استراحات كثيرة. أجاب قاطع الخشب الثاني: 'انه أمر بسيط، انني أتوقف بين كل ساعة وأخرى لأشحذ نصل منشاري. وهكذا يصبح منشاري أكثر قدرة على قطع الخشب ويصبح قطع الخشب نفسه أسهل بكثير!.
توضح هذه القصة مدى أهمية اخذ فترات راحة بانتظام من اجل استعادة النشاط والحيوية ومن أجل الاسترخاء والتجدد. إن مد الجسد والعقل والروح بقسط من الراحة يعمل على "شحذ" الهمة. ليس لدي أدنى شك من أن هذا القياس له صلة بالسعادة، وهكذا، إذا كنت تشعر أن نصلك قد أصبح متبلداً (أي إذا كنت تشعر بالإنهاك أو التعب أو عدم الارتياح أو شعرت بنقص الدافعية لديك)، فعليك أن تتوقف لفترة، وأن تشحذ نصل منشارك وأن تسترد طاقاتك البدنية والذهنية.
يعد الحصول على قسط كاف من النوم إحدى أفضل عادات السعادة التي يمكنك ترسيخها. إننا نمضي ما يقدر بثلث حياتنا نوماً، وهو الأمر شديد الأهمية من أجل استعادة نشاطنا، ولكن للأسف، غالباً ما تكون جودة النوم الذي نحصل عليه اقل من المتوسط. لا يحصل العديد من الأشخاص على نوم هنيء نظراً لأنهم ببساطة غير مدركين للأمور التي يمكنهم القيام بها لمساعدتهم على الحصول على نوم أفضل. والبعض الآخر من الناس يعلمون تماماً ما عليهم فعله ولكنهم لا يضعون النوم في أولوياتهم لأنهم يعتقدون أن هنالك أموراً أخرى أكثر أهمية.
وبمجرد أن تبدأ في الشعور بفوائد النوم، آمل أن تجعله من أولوياتك إلى الأبد. وبالنسبة للوقت الراهن على الأقل، حاول أن تجعل النوم على قمة أولوياتك لأربعة إلى ستة أسابيع على الأقل. ضع لنفسك هدفاً خاصاً بالنوم، وهو أن تنام ٧ أو٨ ساعات كل ليلة. وحتى تساعد نفسك على تحقيق هذا الهدف، قدم كافة الإجابات الممكنة عن الأسئلة التالية:
● لماذا أعاني من مشكلة عدم القدرة على النوم؟
● ماذا الذي سأجنيه (ماذا ستكون الفوائد) عندما أحصل على نوم أفضل؟
ذكر نفسك بهذه الاسباب كلما احتجت الى ذلك. ولا تجعل حصولك على ما تحتاج من النوم أمراً قابلاً للنقاش! انظر صفحة ٤٧ لمزيد من التفاصيل حول كيفية تأسيس نظام مناسب للنوم.
ـ ضع نظاما للمكافآت
إن التدريبات والاستراتيجيات تهدف لتحسين حالة عقلك. ومثلما يعمل الرياضيون على تحسين أجسادهم من أجل الوصول إلى مستويات أعلى في اللياقة البدنية، يمكنك أن تحسن من حالتك البدنية من أجل الوصول إلى مستوى مرتفع من الشعور الإيجابي. إننا نتعلم تكرار السلوك الذي يحقق قدراً من الإشباع، ومن المهم الإقرار بنجاحاتنا حتى يتولد بداخلنا الدافع لتكرارها.
قم بمكافأة نفسك عندما تبع الاستراتيجيات أو تقوم بأشياء تعلم أنها لصالح صحتك وحالتك المزاجية. شجع نفسك، ولتقل لنفسك بنشاط إنك أبليت بلاء حسناً.
قم بوضع نظام تحسب من خلاله النقاط، بحيث تحصل على نقاط عند قيامك بسلوكيات صحية على أن تكافئ نفسك عندما يصل مجموع نقاطك إلى حد معين وفق هذا النظام.
يمكن أن تكون المكافآت أيضاً في صورة ملموسة، ولكن يجب أن تتناسب في حجمها ومضمونها مع حجم ومضمون مجهوداتك وإنجازاتك. وبوضع ذلك في الاعتبار، يمكنك شراء شيء مميز (مثل صنع وجبة الغداء المفضلة لديك او أخذ حمام ساخن) وذلك عندما تنجح في إتقان مهارة ما أو تنجح في إتمام مهمة متعلقة بالسعادة.
ـ تذكر أن تكون سعيداً
ينظف معظمنا أسنانه مرة على الأقل كل يوم، وعادة ما يحدث هذا في نفس الوقت من كل يوم.
هل نسيت أن تنظف أسنانك من قبل؟
إني أطرح هذا السؤال كثيراً، ولم أعد أندهش عندما أسمع الناس يجيبون "كلا". فإننا نادراً ما ننسى تنظيف أسناننا لسبب واحد: لقد أسسنا بداخلنا نظاماً أو روتيناً قوياً بدرجة أصبح معها ذلك الأمر جزءاً لا يتجزأ من حياتنا؛ جزءاً من حياتنا نقوم به بشكل "تلقائي".
ماذا لو قمت بممارسة استراتيجيات السعادة بنفس أسلوب تنظيف أسنانك؟ ماذا لو قمت بممارسة هذه الاستراتيجيات بشكل روتيني لدرجة لا تنساها معها أبدأ؟
بمجرد أن يستوعب الناس مبادئ علم النفس الإيجابي، وهو أمر ليس من الصعب القيام به، لن تكون العقبات أمامهم ميتافيزيقية أو فلسفية أو أي شيء بهذا التعقيد. ولكن العقبة الحقيقية تمثل في النسيان، إن الناس ببساطة ينسون؛ ينسون ممارسة الأمور التي يعرفون أنها تجلب لهم السعادة، حتى إنهم ينسون السبب وراء أهمية السعادة نفسها في حياتهم.
وكما قال "جون لينون" ذات يوم، إن الحياة هي ما يحدث لك بينما تكون مشغولاً في وضع خطط أخرى. أما إذا أردت أنا أن أضفي بصمتي الخاصة على هذه العبارة فسوف أقول: إن السعادة هي ما لا يحدث لك إذا كنت مشغولاً للغاية في صنع خطط أخرى!
معظم الأمور الواردة في هذا الكتاب بديهية، ولكن ما تعلمته عبر سنوات عملي العديدة ومن خلال تعاملي مع كافة الأنماط من الشخصيات ان الامر البديهي لا تتم ممارسته غالبا بشكل شائع. وهكذا كيف يمكنك تذكر القيام بكافة الأمور العظيمة التي يقدمها لنا علم النفس الإيجابي؟
استعن بأساليب تذكيرية، مثل تلك التي تستخدمها للتأكد من عدم نسيانك للأمور الأخرى المهمة. وتأتي أساليب التذكير في أشكال وأنماط عدة، ولكن الأكثر عملية من بينها هو:
● دفتر اليوميات. اكتب في دفتر يومياتك ما ترغب في القيام به تماماً والموعد المحدد لقيامك به.
● كتابة ملحوظات. قم بكتابة الكلمات والعبارات الرئيسية، ثم قم بلصقها على أماكن لابد وأن تقع عيناك عليها (على سبيل المثال جهاز الكمبيوتر الخاص بك، عجلة قيادة سيارتك أو حاجب الشمس، الطاولة التي بجوار فراشك أو على الثلاجة).
● وبالنسبة لهؤلاء الذين يتمتعون بالمهارة والخبرة في الأمور التكنولوجية منكم، يمكنكم استغلال وسائل التذكير الإلكترونية المتعددة التي يمكن إدخال جداول المواعيد فيها وتعمل تلقائياً.
ان التعود على تدوين شيء ما هو الخطوة الاولى في تنفيذه على ارض الواقع.
لي اياكوكا، 1924-1983 رجل صناعة امريكي
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|