المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



الإمام المهدي (عج) في سطور  
  
4037   03:27 مساءً   التاريخ: 2-08-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2، ص592-593
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الولادة والنشأة /

محمد بن الحسن المهدي صاحب الزمان (عليه السلام) الامام بعد أبي محمد الحسن العسكري وثاني عشر أئمة المسلمين وخلفاء الله في العالمين وثالث المحمدين ولده المسمى باسم رسول الله (صلى الله عليه وآله) المكنى بكنيته ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب  (عليه السلام).

وجاء في كثير من الأخبار النهي عن تسميته مثل لا يحل لكم ذكره باسمه أو لا يحل لكم تسميته أو لا يحل ذكره باسمه حتى يخرج فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا أو لا يحل لكم تسميته حتى يظهره الله فيملأ الأرض قسطا وعدلا الخ أو يحرم عليهم تسميته وهو سمي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكنيه أو لا يسميه باسمه إلا كافر أو لا يرى جسمه ولا يسمى باسمه وسئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن اسمه فقال أما اسمه فلا إن حبيبي وخليلي عهد إلي أن لا أحدث باسمه حتى يبعثه الله عز وجل وهو مما استودع الله عز وجل رسوله في علمه ولأجل ذلك كان يعبر عنه (عليه السلام) في الأخبار وكلام الرواة بالصاحب والقائم وصاحب الزمان وصاحب الدار والحضرة والناحية المقدسة والرجل والغريم والغلام وغير ذلك ولا يصرحون باسمه قال المفيد عليه الرحمة والغريم رمز كانت الشيعة تعرفه قديما بينها ويكون خطابها عليه للتقية وحمل الصدوق وجملة من الأصحاب النهي الوارد في هذه الأخبار على ظاهره فافتوا بالتحريم ويمكن الحمل على الكراهة لحكمة لا يعلمها إلا الله تعالى ولا ينافيه التشديد الوارد في الأخبار البالغ إلى حد التكفير فقد ورد في المكروهات أمثال ذلك مثل من ترك فرق شعره فرق بمنشار من نار ويؤيد الكراهة التصريح باسمه في بعض الأحاديث كحديث اللوح الذي دفعه رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى فاطمة (عليه السلام) وفيه أسماء الأئمة (عليه السلام) وغيره ويمكن الحمل على وقت الخوف عليه كزمن الغيبة الصغرى ويدل عليه ما في بعض التوقيعات ملعون من سماني في محفل من الناس أو من سماني في مجمع من الناس باسمي فعليه لعنة الله وقول عثمان بن سعيد العمري حين قيل له فالاسم قال إياك أن تبحث عن هذا فان عند هذا القوم أن هذا النسل قد انقطع وقوله أيضا لما سئل عن الاسم محرم عليكم أن تسألوا عن ذلك ولا أقول هذا من عندي وليس لي أن أحلل وأحرم ولكن عنه (عليه السلام) فان الأمر عند السلطان أن أبا محمد (عليه السلام) مضى ولم يخلف ولدا وإذا وقع الاسم وقع الطلب فاتقوا الله وأمسكوا عن ذلك وما في بعض التوقيعات إن دللتم على الاسم أذاعوا وإن عرفوا المكان دلوا عليه وفي بعضها إن وقفوا على الاسم أذاعوه وإن وقفوا على المكان دلوا عليه وقول الباقر (عليه السلام) حين قال له الكابلي أريد أن تسميه لي حتى أعرفه باسمه : سألتني والله يا أبا خالد عن سؤال مجهد سألتني بأمر لو كنت محدثا به أحدا لحدثتك وسألتني عن أمر لو أن بني فاطمة عرفوه حرصوا على أن يقطعوه بضعة بضعة وينافيه ما مر من أنه يحرم عليهم تسميته ثم قوله أنه سمي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكنيه الذي علم به أسمه فدل على تحريم التصريح لحكمة والخوف لا يتفاوت فيه الحال بين التصريح وأنه سمي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وينافيه أيضا ما مر في بعضها من أنه لا يحل تسميته حتى يخرج أو حتى يظهره الله ويمكن الجمع بان التصريح بالاسم مكروه مطلقا والتسمية صريحا وكناية محرمة في زمن الخوف وبذلك يرتفع جميع التنافي بين الأخبار والله أعلم .

ولد المهدي (عليه السلام) ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين بسر من رأى في أيام المعتمد قال المفيد ولم يخلف أبوه ولدا ظاهرا ولا باطنا غيره وخلفه غائبا مستترا وكانت سنه عند وفاة أبيه خمس سنين آتاه الله فيها الحكمة وفصل الخطاب وجعله آية للعالمين وآتاه الله الحكمة كما آتاها يحيى (عليه السلام) صبيا وجعله إماما في حال الطفولية الظاهرة كما جعل عيسى بن مريم (عليه السلام) في المهد نبيا وعمره إلى يومنا هذا وهو غاية صفر سنة خمس وأربعين وثلاثمائة بعد الألف ألف سنة وتسع وثمانون سنة وستة أشهر ونصف أمه أم ولد يقال لها نرجس كانت خير أمة وفي رواية أن اسمها الأصلي مليكة كنيته ككنية رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويكنى أيضا بأبي جعفر لقبه الحجة والمهدي والخلف الصالح والقائم المنتظر وصاحب الزمان وأشهرها المهدي بوابه عثمان بن سعيد ثم ابنه محمد بن عثمان ثم الحسين بن روح ثم علي بن محمد السمري وهم السفراء  وكان  نقش خاتمه على ما ذكره الكفعمي أنا حجة الله وخاصته  وكان شاعره ابن الرومي .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.