النبي الأعظم محمد بن عبد الله
أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)
آبائه
زوجاته واولاده
الولادة والنشأة
حاله قبل البعثة
حاله بعد البعثة
حاله بعد الهجرة
شهادة النبي وآخر الأيام
التراث النبوي الشريف
معجزاته
قضايا عامة
الإمام علي بن أبي طالب
الولادة والنشأة
مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله
حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)
حياته في عهد الخلفاء الثلاثة
بيعته و ماجرى في حكمه
أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته
شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة
التراث العلوي الشريف
قضايا عامة
السيدة فاطمة الزهراء
الولادة والنشأة
مناقبها
شهادتها والأيام الأخيرة
التراث الفاطمي الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام)
التراث الحسني الشريف
صلح الامام الحسن (عليه السّلام)
أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته
شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة
قضايا عامة
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام)
الأحداث ما قبل عاشوراء
استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء
الأحداث ما بعد عاشوراء
التراث الحسينيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)
شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام)
التراث السجّاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الباقر
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)
شهادة الامام الباقر (عليه السلام)
التراث الباقريّ الشريف
قضايا عامة
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)
شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
التراث الصادقيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام)
شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
التراث الكاظميّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن موسى الرّضا
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام)
موقفه السياسي وولاية العهد
شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة
التراث الرضوي الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الجواد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
التراث الجواديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن محمد الهادي
الولادة والنشأة
مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
التراث الهاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي العسكري
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
التراث العسكري الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن الحسن المهدي
الولادة والنشأة
خصائصه ومناقبه
الغيبة الصغرى
السفراء الاربعة
الغيبة الكبرى
علامات الظهور
تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى
مشاهدة الإمام المهدي (ع)
الدولة المهدوية
قضايا عامة
الدليل النقلي على ولادة وإمامة ووجود الإمام المهدي (عليه السلام) : الأحاديث والروايات
المؤلف: الشيخ خليل رزق
المصدر: الإمام المهدي ( ع ) واليوم الموعود
الجزء والصفحة: ص 78-96
2023-07-08
1863
إن الروايات والأحاديث الشريفة التي جاءت في النص على إمامة محمد بن الحسن عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وأنه قد ولد ، من طرق متعدّدة ينقطع بها الأعذار .
قال الشيخ المفيد في هذا المجال :
وقد سبق النص عليه في ملّة الإسلام من نبي الهدى عليه الصلاة والسلام ، ثم من أمير المؤمنين عليه السّلام ، ونص عليه الأئمة عليهم السّلام واحدا بعد واحد إلى أبيه الحسن عليه السّلام ، ونص عليه أبوه عند ثقاته وخاصة شيعته ، وكان الخبر بغيبته ثابتا قبل وجوده ، وبدولته مستفيضا قبل غيبته ، وهو صاحب السيف من أئمة الهدى عليهم السّلام ، والقائم بالحق المنتظر لدولة الإيمان وله قبل قيامه غيبتان إحداهما أطول من الأخرى . . .[1].
وباعتبار أن الأحاديث الواردة في الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف تبلغ المئات ، ولأنه يمكن الرجوع إليها عن طريق كتب الأحاديث رأينا من المناسب هنا أن نذكر الإحصاء الذي ذكره العلامة لطف اللّه الصافي في منتخب الأثر ، والذي يتضمّن عدد ومجموع الروايات التي رواها السنة والشيعة حول الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف .
أولا : الروايات التي تبشّر بظهوره عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف - 657 رواية .
ثانيا : الروايات التي تصفه بأنه من أهل بيت النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - 389 رواية .
ثالثا : الروايات التي تدل على أنه من أولاد الإمام علي عليه السّلام - 214 رواية .
رابعا : الروايات التي تدل أنه من أولاد فاطمة بنت محمد عليهم السّلام - 192 رواية .
خامسا : الروايات التي تدل على أنه التاسع من أولاد الحسين عليه السّلام - 148 رواية .
سادسا : الروايات التي تدل على أنه من أولاد الإمام زين العابدين عليه السّلام - 185 رواية .
سابعا : الروايات التي تدل على أنه من أولاد الإمام الحسن العسكري عليه السّلام - 146 رواية .
ثامنا : الروايات التي تبيّن آباء الإمام الحسن العسكري عليه السّلام - 147 رواية .
تاسعا : الروايات التي تدل على أنه يملأ العالم قسطا وعدلا - 132 رواية .
عاشرا : الروايات التي تدل على أن للإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف غيبة طويلة - 91 رواية .
حادي عشر : الروايات التي تدل على أنّه يعمّر عمرا طويلا - 318 رواية .
ثاني عشر : الروايات التي تدل على أن الإسلام يعم العالم كلّه بعد ظهوره - 47 رواية .
ثالث عشر : الروايات التي تدل على أنه الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت عليهم السّلام - 136 رواية .
رابع عشر : الروايات الواردة حول ولادته - 214 رواية[2].
وسنذكر فيما يلي بعض النماذج من هذه الروايات كشاهد على الإحصاء الذي ذكرناه .
ما روي عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم :
« لا تقوم الساعة حتى تمتلئ الأرض ظلما وعدوانا . . . ثم يخرج رجل من عترتي - أو من أهل بيتي - يملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وعدوانا »[3].
عن ابن عباس عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال :
« إن عليا وصيّي ، ومن ولده القائم المنتظر المهدي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا ، كما ملئت جورا وظلما ، والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا إن الثابتين على القول بإمامته في زمان غيبته لأعزّ من الكبريت الأحمر ، فقام إليه جابر بن عبد اللّه ، فقال : يا رسول اللّه ، وللقائم من ولدك غيبة ؟ قال : أي وربّي ليمحّص اللّه الذين آمنوا ويمحق الكافرين . ثم قال : يا جابر إن هذا أمر من أمر اللّه ، وسرّ من سرّ اللّه فإيّاك والشك فإن الشك في أمر اللّه عزّ وجل كفر »[4].
وسأل الإمام علي عليه السّلام النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فقال :
« يا رسول اللّه أمنّا - آل محمد - المهدي أم من غيرنا ؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : لا ، بل منّا ، بنا يختم اللّه الدين كما فتح اللّه بنا ، وبنا ينقذون من الفتنة كما أنقذوا من الشرك ، وبنا يؤلّف اللّه بين قلوبهم بعد عداوة الفتنة إخوانا كما ألّف بين قلوبهم بعد عداوة الشرك ، وبنا يصبحون بعد عداوة الفتنة إخوانا كما أصبحوا بعد عداوة الشرك إخوانا »[5].
عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم للحسين بن علي عليه السّلام :
« يا حسين يخرج من صلبك تسعة من الأئمة منهم مهدي هذه الأمة فإذا استشهد أبوك فالحسن بعده ، فإذا سم الحسن فأنت ، فإذا استشهدت فعلي ابنك ، فإذا مضى علي فمحمّد ابنه ، فإذا مضى محمّد فجعفر ابنه ، فإذا مضى جعفر فموسى ابنه ، فإذا مضى موسى فعليّ ابنه ، فإذا مضى عليّ فمحمّد ابنه ، فإذا مضى محمّد فعلي ابنه ، فإذا مضى عليّ فالحسن ابنه ، فإذا مضى الحسن فالحجة بعد الحسن يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا »[6].
وعن عبد اللّه بن عباس ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم :
« ملك الأرض أربعة : مؤمنان وكافران ، فالمؤمنان ذو القرنين وسليمان ، والكافران نمرود وبخت نصر ، وسيملكها خامس من أهل بيتي »[7].
وعن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم :
« لو لم يبق في الدنيا إلّا ليلة لملك فيها رجل من أهل بيتي »[8].
وعن أم سلمة ، زوج النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنها ذكرت عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم المهدي ، فقال :
« نعم ، هو حق ، وهو من ولد فاطمة عليها السّلام »[9].
وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم :
« منّا الذي يصلّي عيسى ابن مريم خلفه »[10].
الإمام علي عليه السّلام :
عن مالك بن ضمرة قال : قال أمير المؤمنين عليه السّلام في وصفه لحال الشيعة قبل ظهور المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف :
« يا مالك بن ضمرة كيف أنت إذا اختلفت الشيعة هكذا - وشبّك أصابعه وأدخل بعضها في بعض - فقلت : يا أمير المؤمنين ما عند ذلك من خير ، قال : الخير كله عند ذلك ، يا مالك عند ذلك يقوم قائمنا فيقدّم سبعين رجلا يكذبون على اللّه وعلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فيقتلهم ، ثم يجمعهم اللّه على أمر واحد »[11].
وعن اسم الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ونسبه وبعض أوصافه روى أبو إسحاق أن عليا عليه السّلام نظر إلى ابنه الحسين ثم قال :
« إن ابني هذا سيّد ، كما سمّاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم سيدا ، وسيخرج اللّه من صلبه رجلا باسم نبيّكم ، يشبهه في الخلق والخلق يخرج على حين غفلة من الناس ، وإماتة للحق وإظهار للجور ، واللّه لو لم يخرج لضربت عنقه ، يخرج بخروجه أهل السماوات وسكانّها ، وهو رجل أجلى الجبين ، أقنى الأنف ، ضخم البطن ، أزيل الفخذين ، بفخذه اليمنى شامة ، أفلج الثنايا ، ويملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا »[12].
وعن شوق الناس للمهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وحبّهم له يقول أمير المؤمنين عليه السّلام :
« إذا نادى مناد من السماء إن الحق في آل محمد ، فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس ، ويشربون حبّه ، ولا يكون لهم ذكر غيره »[13].
وعنه عليه السّلام أنه قال :
« التاسع من ولدك يا حسين هو القائم بالحق ، المظهر للدين ، والباسط للعدل ، قال الحسين : فقلت له : يا أمير المؤمنين . وإن ذلك لكائن ؟ فقال عليه السّلام : إي والذي بعث محمدا صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بالنبوة ، واصطفاه على جميع البرية ، ولكن بعد غيبة وحيرة ، فلا يثبت فيها على دينه إلّا المخلصون المباشرون لروح اليقين الذي أخذ اللّه عزّ وجل ميثاقهم بولايتنا ، وكتب في قلوبهم الإيمان وأيّدهم بروح منه »[14].
سئل أمير المؤمنين عليه السّلام عن معنى قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : إنّي مخلّف فيكم الثّقلين ، كتاب اللّه وعترتي ، من العترة ؟ فقال عليه السّلام :
« أنا والحسن والحسين والأئمة التسعة من ولد الحسين تاسعهم مهديّهم لا يفارقون كتاب اللّه ولا يفارقهم حتى يردوا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حوضه »[15].
الإمام الحسن عليه السّلام :
عندما صالح الإمام الحسن بن علي عليه السّلام معاوية بن أبي سفيان دخل عليه الناس فلامه بعضهم على بيعته ، فقال عليه السّلام :
« ويحكم ، ما تدرون ما عملت ، واللّه الذي عملت خير لشيعتي ممّا طلعت عليه الشمس أو غربت ألا تعلمون أنّني إمامكم مفترض الطاعة عليكم ، وأحد سيّدي شباب أهل الجنة بنص من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عليّ ، قالوا : بلى . قال : أما علمتم أن الخضر عليه السّلام لمّا خرق السفينة وأقام الجدار وقتل الغلام ، كان ذلك سخطا لموسى بن عمران عليه السّلام إذ خفي عليه وجه الحكمة في ذلك ، وكان ذلك عند اللّه تعالى ذكره حكمة وصوابا ؟ أما علمتم أنه ما منّا أحد إلّا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلّا القائم الذي يصلي روح اللّه عيسى بن مريم خلفه ؟ فإن اللّه عزّ وجل يخفي ولادته ، ويغيّب شخصه لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج ، ذلك التاسع من ولد أخي الحسين ، ابن سيّدة الإماء ، يطيل اللّه عمره في غيبته ، ثم يظهره بقدرته في صورة شاب دون أربعين سنة ، وذلك ليعلم أن اللّه على كل شيء قدير »[16].
الإمام الحسين عليه السّلام :
مما جاء عن الإمام الحسين عليه السّلام عن الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ونسبه وبعض أوصافه قوله عليه السّلام :
« قائم هذه الأمة هو التاسع من ولدي ، وهو صاحب الغيبة وهو الذي يقسم ميراثه وهو حي »[17].
وعن دور الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف في الانتقام من الظالمين يقول عليه السّلام :
« يظهر اللّه قائمنا فينتقم من الظالمين ، فقيل له : يا بن رسول اللّه ، من قائمكم ؟ قال : السابع من ولد ابني محمد بن علي ، وهو الحجّة بن الحسن ابن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي ابني ، وهو الذي يغيب مدة طويلة ثم يظهر ويملؤ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما »[18].
وعن ثبات المؤمنين وصبرهم في زمن غيبة الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف يقول الإمام الحسين عليه السّلام :
« منّا إثنا عشر مهديّا ، أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وآخرهم التاسع من ولدي ، وهو القائم بالحق ، يحيي اللّه به الأرض بعد موتها ، ويظهر به دين الحق على الدين كله ، ولو كره المشركون ، له غيبة يرتدّ فيها أقوام ويثبت فيها على الدين آخرون ، فيؤذون ويقال لهم ( متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ) أما إن الصابر في غيبته على الأذى والتكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم »[19].
الإمام علي بن الحسين عليه السّلام :
تجري في الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف سنن من الأنبياء عليهم السّلام ، ويحمل عليه العديد من مواصفاتهم ومميزاتهم ، وعن هذا الأمر يخبرنا الإمام علي بن الحسين عليه السّلام في حديث يقول فيه :
« في القائم منّا سنن من الأنبياء سنّة من أبينا آدم عليه السّلام وسنّة من نوح عليه السّلام ، وسنّة من إبراهيم عليه السّلام ، وسنّة من موسى عليه السّلام ، وسنّة من عيسى عليه السّلام ، وسنّة من أيوب عليه السّلام ، وسنّة من محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فأما من آدم ونوح فطول العمر وأما من إبراهيم فخفاء الولادة واعتزال الناس ، وأما من موسى فالخوف والغيبة ، وأما من عيسى فاختلاف الناس فيه ، وأما من أيوب فالفرج بعد البلاء ، وأما من محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فالخروج بالسّيف »[20].
وعن المؤمنين وقوتهم في زمن ظهور الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف يقول الإمام السجاد عليه السّلام :
« إذا قام القائم أذهب اللّه عن كل مؤمن العاهة ، وردّ إليه قوّته »[21].
وأيضا عن ثباتهم وفضلهم في زمن الغيبة يقول عليه السّلام :
« من ثبت على موالاتنا في غيبة قائمنا أعطاه اللّه عزّ وجل أجر ألف شهيد من شهداء بدر وأحد »[22].
الإمام محمد الباقر عليه السّلام :
لم يترك الأئمة المعصومين من أهل البيت عليهم السّلام أمرا أو حادثا من الأمور والحوادث المتعلقة بالإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وغيبته وما سيجري في عصره إلّا وحدّثونا عنه . ومن الأمور التي تحدّثت عنها الروايات الواردة عنهم ، الفتنة التي ستحصل في بلاد الشام . ومن ذلك ما ورد عن الإمام الباقر عليه السّلام عندما قال له أحدهم : سمعنا أنه سيخرج منكم رجل يعدل في هذه الأمة ؟ فقال عليه السّلام :
« إنّا نرجو ما يرجو الناس ، وإنّا نرجو لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد سيطول ذلك اليوم حتى يكون ما ترجو هذه الأمة ، وقبل ذلك فتنة شرّ فتنة ، يمسي الرجل مؤمنا ويصبح كافرا ، ويصبح مؤمنا ويمسي كافرا ، فمن أدرك ذلك منكم فليتّق اللّه وليحرز دينه ، وليكن من أحلاس بيته »[23].
ومن الحوادث التي أنبأ عنها الإمام الباقر عليه السّلام ما سيجري على الشيعة من ابتلاءات قبل ظهور القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف حيث يقول عليه السّلام في جوابه لجابر الجعفي عندما سأله : متى يكون فرجكم ؟ فقال عليه السّلام :
« هيهات هيهات ، لا يكون فرجنا حتى تغربلوا ثم تغربلوا ثم تغربلوا ، يقولها ثلاثا حتى يذهب اللّه تعالى الكدر ويبقي الصفو »[24].
وعن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السّلام يقول :
« واللّه لتميّزن ، واللّه لتمحّصن ، واللّه لتغربلن كما يغربل الزّوان من القمح »[25].
الإمام جعفر الصادق عليه السّلام :
« الخلف الصالح من ولدي المهدي ، اسمه محمد ، كنيته أبو القاسم ، يخرج في آخر الزمان . . . وهو ذو الاسمين : خلف ومحمد يظهر في آخر الزمان ، على رأسه غمامة تظلّه من الشمس تدور معه حيثما يدور تنادي بصوت فصيح هذا المهدي »[26].
تحدث الإمام الصادق عليه السّلام عن غيبة الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وعن تفاصيل هذه الغيبة بكثرة فيما ورد عنه من أحاديث ونحن نشير إلى بعض منها .
عن حيّام السرّاج قال : سمعت السيد ابن محمد الحميري يقول : كنت أقول بالغلو وأعتقد غيبة محمد بن علي بن الحنفية قد ضللت في ذلك زمانا ، فمن اللّه عليّ بالصادق جعفر بن محمد عليه السّلام وأنقذني به من النار ، وهداني إلى سواء الصراط ، فسألته بعد ما صح عندي بالدلائل التي شاهدتها منه أنه حجة اللّه عليّ وعلى جميع أهل زمانه وأنه الإمام الذي فرض اللّه طاعته وأوجب الاقتداء به ، فقلت له ، يا بن رسول اللّه قد روي لنا أخبار عن آبائك عليهم السّلام في الغيبة وصحة كونها فأخبرني بمن تقع ؟ فقال عليه السّلام :
« إن الغيبة ستقع بالسادس من ولدي وهو الثاني عشر من الأئمة الهداة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وآخرهم القائم بالحق بقية اللّه في الأرض وصاحب الزمان ، واللّه لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتى يظهر فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما »[27].
وقال عليه السّلام :
« للقائم غيبتان : إحداهما قصيرة والأخرى طويلة ، الغيبة الأولى لا يعلم بمكانه فيها إلّا خاصة الشيعة ، والأخرى لا يعلم بمكانه فيها إلّا خاصة مواليه »[28].
وعن ضرورة وحاجة الناس والأرض إلى الإمام المعصوم ، والانتفاع به حتى ولو كان غائبا بجسده عن الأنظار يقول الإمام الصادق عليه السّلام :
« اللّهم لا بد لأرضك من حجّة على خلقك ، يهديهم إلى دينك ، ويعلّمهم علمك ، لئلا تبطل حجتك ، ولا يضل أتباع أوليائك ، بعد إذ هديتهم ، ظاهرا وليس بالمطاع ، أو مكتّما مترقّبا إن غاب عن الناس شخصه في حال هدنة لم يغب عنهم مثبوت علمه فآدابه في قلوب المؤمنين مثبتة فهم به عاملون »[29].
وقال عليه السّلام :
« نحن أئمة المسلمين وحجج اللّه على العالمين . . . ثم قال : ولم تخل الأرض منذ خلق اللّه آدم من حجة اللّه ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجة اللّه فيها ، ولولا ذلك لم يعبد اللّه ، فقال له أحد أصحابه : فكيف ينتفع الناس بالحجّة الغائب المستور ؟ فقال : كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السّحاب »[30].
ومن الأهداف العظيمة التي من أجلها ستكون نهضة الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف هي عملية إحياء الدين بعدما عاث به المفسدون الذين استطاعوا خداع بعض الناس وإضلالهم مما أدّى إلى انحراف الكثيرين وإغراقهم في متاهات الضلال ، لذا كان الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف القائد الذي سيخرج في آخر الزمان بعد غيبة طويلة في أكبر عملية تغيير يشهدها التاريخ بعد بزوغ فجر الإسلام على يد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم .
وقد تحدث الإمام الصادق عليه السّلام عن سبب تسمية الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت عليهم السّلام بالمهدي فقال عليه السّلام في الإجابة عن سؤال :
« المهدي والقائم واحد ؟ فقال : نعم ، فقال السائل : لأي شيء سمّي المهدي ؟ قال : لأنه يهدي إلى كل أمر خفيّ ، وسمّي القائم لأنه يقوم بعد ما يموت ، إنّه يقوم بأمر عظيم »[31].
وحول ما ورد في هذا الحديث من قول الإمام الصادق عليه السّلام : « . . . يقوم بعدما يموت . . . » علّق الشيخ الطوسي بالقول : « فالوجه في هذه الأخبار وما شاكلها أن نقول بموت ذكره ، ويعتقد أكثر الناس أنه بلي عظامه ، ثم يظهره اللّه كما أظهر صاحب الحمار بعد موته الحقيقي ، وهذا وجه قريب في تأويل الأخبار ، على أنه لا يرجع بأخبار آحاد لا توجب علما عما دلت العقول عليه ، وساق الاعتبار الصحيح إليه ، وعضده الأخبار المتواترة التي قدمناها ، بل الواجب التوقف في هذه والتمسك بما هو معلوم ، وإنما تأوّلنا بعد تسليم صحتها على ما يفعل في نظائرها ، ويعارض هذه الأخبار ما ينافيها »[32].
وعنه عليه السّلام أنه قال :
« إذا قام القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف دعا الناس إلى الإسلام جديدا ، وهداهم إلى أمر قد دثر فضل عنه الجمهور ، وإنّما سمّي القائم مهدّيا لأنه يهدي إلى أمر مضلول عنه ، وسمّي بالقائم لقيامه بالحق »[33].
الإمام موسى الكاظم عليه السّلام :
ورد عن الإمام الكاظم عليه السّلام حول فضل المؤمنين بغيبة الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وثواب المنتظرين لظهوره ، والتأكيد على إمامته عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وأنه هو القائم المنتظر عندما سأله يونس بن عبد الرحمن : يا بن رسول اللّه أنت القائم بالحق ؟
فقال عليه السّلام :
« أنا القائم بالحق ، ولكن القائم الذي يطهّر الأرض من أعداء اللّه عزّ وجل ويملؤها عدلا كما ملئت جورا وظلما هو الخامس من ولدي ، له غيبة يطول أمدها خوفا على نفسه ، يرتّد فيها أقوام ويثبت فيها آخرون » . ثم قال عليه السّلام : « طوبى لشيعتنا المتمسكين بحبلنا في غيبة قائمنا ، الثابتين على موالاتنا والبراءة من أعدائنا ، أولئك منّا ونحن منهم ، قد رضوا بنا أئّمة ورضينا بهم شيعة ، فطوبى لهم ، ثم طوبى لهم ، وهم واللّه معنا في درجتنا يوم القيامة »[34].
وقال عليه السّلام :
« أفضل العبادة بعد المعرفة انتظار الفرج »[35].
الإمام علي الرضا عليه السّلام :
أخبر الإمام الرضا عليه السّلام بولادة ابنه الثالث الحسن بن علي العسكري وأن المهدي يكون من ولده عليهم السّلام فقال عليه السّلام :
« الخلف الصالح من ولد أبي محمّد الحسن بن علي ، وهو صاحب الزمان وهو المهدي »[36].
وعن داود الرقي أنه قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليه السّلام جعلت فداك إنّه واللّه ما يلج في صدري من أمرك شيء إلا حديثا سمعته من ذريح يرويه عن أبي جعفر عليه السّلام قال لي : « وما هو ؟ قال سمعته يقول سابعنا قائمنا إن شاء اللّه ، قال : صدقت وصدق أبو جعفر عليه السّلام ، فازددت واللّه شكّا ، ثم قال يا داود بن أبي خالد : أما واللّه لولا أن موسى قال للعالم : ستجدني إن شاء اللّه صابرا ، ما سأله عن شيء ، وكذلك أبو جعفر عليه السّلام لولا أن قال إن شاء اللّه لكان كما قال ، قال فقطعت عليه »[37].
وعن صفاته البدنية يقول الإمام الرضا عليه السّلام :
عن أبي الصلت الهروي قال : قلت للرضا عليه السّلام : ما علامات القائم منكم إذا خرج ؟ قال :
« علامته أن يكون شيخ السّن ، شاب المنظر ، حتى أن الناظر إليه ليحسبه ابن أربعين سنة أو دونها ، وإن من علاماته أن لا يهرم بمرور الأيام والليالي ، حتى يأتيه أجله »[38].
الإمام محمد الجواد عليه السّلام :
أكّد الإمام الجواد عليه السّلام كغيره من أئمة أهل البيت عليهم السّلام في النصوص الواردة عنهم على إمامة من يأتي بعده ، وكان كل إمام يسمّي الأئمة من بعده إلى الإمام الثاني عشر ، ومما ورد عن الإمام الجواد عليه السّلام في هذا المجال قوله عليه السّلام :
« إن الإمام بعدي ابني علي ، أمره أمري وقوله قولي وطاعته طاعتي ، والإمام بعده ابنه الحسن ، أمره أمر أبيه وقوله قول أبيه وطاعته طاعة أبيه ، ثم سكت » فقلت : يا بن رسول اللّه فمن الإمام بعد الحسن ؟
فبكى عليه السّلام بكاء شديدا ، ثم قال : « إن من بعد الحسن ابنه القائم بالحق المنتظر . فقلت له : يا بن رسول اللّه لما سميّ القائم ؟ قال :
لأنه يقوم بعد موت ذكره وارتداد أكثر القائلين بإمامته . فقلت له :
ولما سمّي المنتظر ؟ قال : لأن له غيبة يكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ بذكره الجاحدون ، ويكذب فيها الوقّاتون ، ويهلك فيها المستعجلون ، وينجو فيها المسلّمون »[39].
وعن السيد عبد العظيم بن . . . بن زيد بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب الحسني أنه قال : دخلت على سيدي محمد بن علي الجواد عليه السّلام وأنا أريد أن أسأله عن القائم أهو المهدي أو غيره ، فابتدأني فقال لي :
« يا أبا قاسم ، إن القائم منّا هو المهدي الذي يجب أن ينتظر في غيبته ، ويطاع في ظهوره ، هو الثالث من ولدي ، والذي بعث محمدا صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بالنبوّة وخصّنا بالإمامة ، إنه لو لم يبق في الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتى يخرج فيه ، فيملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت جورا وظلما ، وإن اللّه تبارك وتعالى ليصلح له أمره في ليلة ، كما أصلح أمر كليمه موسى عليه السّلام إذ ذهب ليقتبس لأهله نارا فرجع وهو رسول نبي ، ثم قال عليه السّلام ، أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج »[40].
الإمام علي الهادي عليه السّلام :
لكي لا يقع الموالون لأئمة أهل البيت عليهم السّلام ولا سيما في عصر الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف في الشك والحيرة نظرا لشهادة الإمام العسكري عليه السّلام واستلام ولده القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف لزمام الولاية والخلافة في سن مبكرة اتّبع الأئمة عليهم السّلام منهجا يمنع من وقوع مثل هذا الشك .
وكان من جملة ما سلكوه ، الأحاديث والنص من الإمام السابق على اللاحق ، هذا فضلا عن القول بأن هذا الشك لم يعد له مجال خصوصا في عصر الإمام الجواد عليه السّلام الذي استلم الخلافة في سن مبكرة وواجهه والحال هذه كل العلماء والفقهاء الذين أرادوا اللعب بعقول الناس لتشكيكهم بإمامهم وإسقاطه من أعينهم . فكانت القدرة العلمية واحد من الأدلة التي تثبت بما لا يدع مجالا للشك أهليتهم للإمامة مهما كان العمر الشريف لهم .
وقد كانت هذه الأسئلة تدور في ذهن صحابة أهل البيت عليهم السّلام لا سيما في ما سمعوه عن الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف لذا تقول الرواية بأن علي بن مهزيار وهو من أصحاب الإمام الهادي عليه السّلام دخل عليه مرّة وقال : يا سيدي أيجوز أن يكون الإمام ابن سبع سنين ؟ فقال عليه السّلام :
« نعم ، وابن خمس سنين »[41].
وعن دور العلماء في زمن الغيبة ومقامهم الشريف عند اللّه يقول الإمام الهادي عليه السّلام :
« لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم عليه الصلاة والسلام من العلماء الدّاعين إليه ، والدّالين عليه ، والذابين عن دينه بحجج اللّه ، والمنقذين لضعفاء عباد اللّه من شباك إبليس ، ومن فخاخ النواصب ، لما بقي أحد إلّا ارتدّ عن دين اللّه ، ولكنّهم الذين يمسكون أزمّة قلوب ضعفاء الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سكّانها ، أولئك هم الأفضلون عند اللّه عزّ وجل »[42].
الإمام الحسن العسكري عليه السّلام :
إن أعظم خطر كان يواجهه الإمام الحسن العسكري عليه السّلام هو محاولات السلطة العباسية العديدة والمتتالية لقتل ولده الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف حتى ولو علموا بوجوده وهو في رحم أمه ، لذا فقد لعب الإمام العسكري عليه السّلام دورا بارزا وهاما في الحفاظ على حياة ولده وإخفاء أمر ولادته ، حتى وصلت الحالة إلى تعرّضه هو نفسه للقتل ، وقد روى الشيخ الثقة محمد بن يعقوب الكليني عن الإمام العسكري عليه السّلام حين ولادة الإمام الحجة قوله :
« زعمت الظّلمة أنّهم يقتلونني ليقطعوا هذا النسل ، كيف رأوا قدرة القادر ، وسمّاه المؤمّل »[43].
وفي مواجهة أولئك المشككين بولادة الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، وتأكيدا على هذه الحقيقة الثابتة بوجوده عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف يقول الإمام العسكري عليه السّلام :
« الحمد للّه الذي لم يخرجني من الدنيا حتى أراني الخلف من بعدي ، أشبه الناس برسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم خلقا وخلقا ، يحفظه اللّه تبارك وتعالى في غيبته ، ثم يظهره اللّه فيملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما »[44] .
وعن أبي غانم الخادم قال : ولد لأبي محمد عليه السّلام ولد فسمّاه محمّدا ، فعرضه على أصحابه يوم الثالث وقال :
« هذا صاحبكم من بعدي وخليفتي عليكم ، وهو القائم الذي تمتدّ إليه الأعناق بالانتظار ، فإذا امتلأت الأرض جورا وظلما خرج فملأها قسطا وعدلا »[45].
وعن محمد بن عبد الجبار قال : قلت لسيدي الحسن بن علي عليه السّلام : يا بن رسول اللّه ، جعلني اللّه فداك ، أحب أن أعلم من الإمام وحجة اللّه على عباده من بعدك ؟ فقال عليه السّلام :
« إن الإمام وحجّة اللّه من بعدي ابني سميّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وكنيّه ، الذي هو خاتم حجج اللّه ، وآخر خلفائه ، قال : ممّن هو يا بن رسول اللّه ؟ قال : من ابنة ابن قيصر ملك الروم ، ألا إنه سيولد ويغيب عن الناس غيبة طويلة ثم يظهر »[46].
وروى الصدوق بسنده عن أبي علي بن همام قال : سمعت محمد بن عثمان العمري ( قده ) يقول : سمعت أبي يقول : سئل أبو محمد الحسن بن علي عليهم السّلام وأنا عنده عن الخبر الذي روي عن آبائه عليهم السّلام :
« إن الأرض لا تخلو من حجة للّه على خلقه إلى يوم القيامة ، وأن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ؟ » .
فقال عليه السّلام :
« إن هذا حق كما أن النهار حق » .
فقيل له : يا بن رسول اللّه ! فمن الحجة والإمام بعدك ؟
فقال عليه السّلام :
« ابني محمد هو الإمام والحجة بعدي ، من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية ، أما إن له غيبة يحار فيها الجاهلون ، ويهلك فيه المبطلون ، ويكذب فيها الوقّاتون ، ثم يخرج فكأني أنظر إلى الأعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة »[47].
وبهذه الروايات والأحاديث الواردة عن أئمة أهل البيت عليهم السّلام نختم الكلام في الأدلة التي تثبت لنا بشكل قاطع وواضح ولادة وإمامة الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف الذي هو خاتم الأئمة والأوصياء الهادين المهديين عليهم صلوات اللّه أجمعين .
[1] نقلا عن أعيان الشيعة : ج 2 ، ص 49 .
[2] منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، لطف اللّه الصافي الكلياايكاني ، راجع فهرس الكتاب .
[3] معجم أحاديث الإمام المهدي : ج 1 ، ص 104 ، ح 59 نقلا من مسند أحمد : ج 3 ، ص 36 وعقد الدرر : ص 16 ، باب 1 ودلال الإمامة : ص 249 وغيره .
[4] ينابيع المودة : ص 448 .
[5] بحار الأنوار : ج 51 .
[6] منتخب الأثر : ص 107 .
[7] عقد الدرر : ص 19 - 20 .
[8] المصدر نفسه : ص 20 .
[9] المصدر نفسه : ص 22 .
[10] المصدر نفسه : ص 25 .
[11] البحار : ج 52 ، ص 115 ، باب 21 ، ح 34 .
[12] معجم أحاديث الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف : ج 3 ، ص 38 ، ح 592 نقلا عن سنن الترمذي والنسائي والبيهقي .
[13] عقد الدرر : ص 52 ، باب 4 ، فصل 1 .
[14] كمال الدين : ج 1 ، ص 304 ، باب 26 ، ح 16 ، ومنتخب الأثر : ص 205 ، فصل 2 ، باب 10 ، ح 5 .
[15] البحار : ج 23 ، ص 147 ، باب 7 ، ح 110 .
[16] كمال الدين : ج 1 ، ص 315 ، باب 29 ، ح 2 ، والبحار : ج 14 : ص 349 ، باب 24 ، ح 2 .
[17] المصدر نفسه ، ج 1 ، ص 317 ، باب 30 ، ح 3 ، والبحار : ج 51 ، ص 123 ، باب 3 ، ح 3 .
[18] معجم أحاديث الإمام المهدي : ج 3 ، ص 181 - 182 ، ح 704 .
[19] كمال الدين : ج 1 ، ص 317 ، باب 30 ، ح 3 .
[20] المصدر نفسه ، ج 1 ، ص 321 - 322 ، باب 31 ، ح 3 .
[21] البحار : ج 52 ، ص 316 - 317 ، باب 27 ، ح 12 .
[22] المصدر نفسه : ص 125 ، باب 22 ، ح 3 .
[23] منتخب الأثر : ص 437 ، فصل 6 ، باب 2 ، ح 19 .
[24] المصدر نفسه : ص 315 ، فصل 2 ، باب 47 ، ح 5 .
[25] البحار : ج 52 ، ص 114 ، باب 21 ، ح 32 .
[26] منتخب الأثر : ص 214 ، فصل 12 ، باب 13 ، ح 1 .
[27] كمال الدين : ج 1 ، ص 23 ، والبحار : ج 42 ، ص 79 ، باب 120 ، ح 8 .
[28] الكافي : ج 1 ، ص 340 ، ح 19 .
[29] منتخب الأثر : ص 272 ، فصل 2 ، باب 29 ، ح 5 .
[30] كمال الدين : ج 1 ، ص 207 ، باب 21 ، ح 22 .
[31] الغيبة ، الشيخ الطوسي : ص 282 .
[32] المصدر نفسه .
[33] الإرشاد ، الشيخ المفيد : ص 364 .
[34] كمال الدين ، ح 2 ، ص 361 ، باب 34 ، فصل 5 .
[35] البحار : ج 78 ، ص 326 ، باب 25 ، ح 4 .
[36] منتخب الأثر ، ص 229 ، فصل 2 ، باب 20 ، ح 6 .
[37] البحار : ج 48 ، ص 561 ، باب 32 ، فصل 37 ، ح 631 .
[38] المصدر نفسه : ج 52 ، ص 285 ، باب 26 ، ح 16 .
[39] كمال الدين : ج 2 ، ص 378 ، باب 36 ، ح 3 .
[40] المصدر نفسه ، ج 2 ، ص 377 ، باب 36 ، ح 1 .
[41] جامع أحاديث الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف : ج 4 ، ص 218 ، ح 1261 .
[42] البحار : ج 2 ، ص 6 ، باب 8 ، ح 12 نقلا عن الاحتجاج والتفسير المنسوب للإمام حسن العسكري عليه السّلام .
[43] البحار : ج 1 ، ص 30 ، باب 2 ، ح 5 . نقلا عن الغيبة للطوسي .
[44] المصدر نفسه : ص 161 ، باب 9 ، ح 9 ، عن كمال الدين للصدوق .
[45] المصدر نفسه : ص 5 ، باب 1 ، ح 11 ، عن كمال الدين للصدوق .
[46] منتخب الأثر : ص 246 ، فصل 2 ، باب 1 ، ح 21 .
[47] كمال الدين : ج 2 ، ص 409 .