المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

معنى كلمة وفض
14-2-2016
النقائض .. نشأتها وقيمتها
25-12-2015
الإمام علي (عليه السّلام) يبرهن على حدوث المادة وعدم ازليتها
25-3-2018
Positron Radiation
3-4-2017
انتاج غازين من كلوريد الأمونيا
13-2-2017
الاختزال
23-3-2018


العدالة في دولة الامام المهديّ (عج)  
  
3435   07:53 مساءً   التاريخ: 17-3-2022
المؤلف : مركز المعارف للمناهج والمتون التّعليميّة
الكتاب أو المصدر : المهديّ الموعود عجل الله تعالى فرجه الشريف
الجزء والصفحة : ص236-239
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الدولة المهدوية /

1- العدالة الاجتماعيّة:

لقد عدّ القرآن الكريم القيامَ بالقسط والعدل أحدَ الأهداف الأصليّة لبعثة الأنبياء: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾.[1]، وهذا الأمر من أهمّ مميّزات دولة الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف العالميّة. وقد أكّدت العديد من الروايات على ذلك، وهي مئة وثلاثون رواية تقريباً[2].

قال الإمام الكاظم عليه السلام في تفسير الآية الكريمة: ﴿اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا﴾[3]: "ليس يحييها بالقطر، ولكن يبعث الله رجالاً فيحيون العدل، فتحيا الأرض لإحياء العدل"[4].

ومن تلك الروايات التي أكّدت على انتشار مظاهر العدل، أنّ الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف سيمنع كلّ مَن تسوّل له نفسه ظلمَ الآخرين والتعدّي على حقوقهم، وسيقضي على الظاهرة التي كانت تمسك بخناق البشريّة عبر التاريخ. رُوي عن الإمام الرضا عليه السلام أنّه قال: "... ووضع ميزان العدل بين الناس، فلا يظلم أحد أحداً"[5].

فعدالته تجري وتنفذ في حقّ الناس جميعهم. فقد رُوي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنّه قال: "... ويعدل في خلق الرحمن، البرّ منهم والفاجر..."[6]. وهكذا يكون، فقد رُوي عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال: "... حتّى لا يُرى أثر من الظلم"[7]، في أيّ بقعة من بقاع العالم.

2- العدل في الحياة الاقتصاديّة:

من المميّزات البارزة لدولة الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف صفة العدل في الحياة الاقتصاديّة والماليّة؛ فالثروة تقسّم بصورة عادلة ومتساوية بين الناس، وكلّ فرد يتناول من نصيبه المحدّد له، ويتصرّف به. ففي رواية عن أبي سعيد الخدريّ عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "أبشّركم بالمهديّ، يُبعث في أمّتي على اختلاف من الناس وزلازل، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، يرضى به ساكن السماء، يقسّم المال صحاحاً. قلنا: وما الصحاح؟ قال: بالسويّة بين الناس، فيملأ الله قلوب أمّة محمّد غنى، ويسعهم عدله، حتّى يأمر منادياً فينادي مَن له في مال حاجة؟ قال: فلا يقوم من الناس إلّا رجل فيقول: أنا، فيقول له: أئت السادن - يعني الخازن -، فقل له: إنّ المهديّ يأمرك أن تعطيني مالاً، فيقول له: أحث - يعني خذ -، حتّى إذا جعله في حجره وأبرزه ندم، فيقول: كنت أجشع أمّة محمّد نفساً أو عجز عنّي ما وسعهم، قال: فيردّه فلا يقبل منه، فيقال له: إنّا لا نأخذ شيئاً أعطيناه..."[8].

وعن أبي جعفرعليه السلام: "... إذا قام قائمنا، فإنّه يقسّم بالسويّة، ويعدل في خلق الرحمن، البرّ منهم والفاجر...، وتُجمع إليه أموال الدنيا كلّها، ما في بطن الأرض وظهرها، فيقول للناس: تعالوا إلى ما قطعتم فيه الأرحام وسفكتم فيه الدماء وركبتم فيه محارم الله، فيعطي شيئاً لم يعط أحداً كان قبله"[9].

ومن الجدير بالذكر أنّ الثروة التي تقسّم بين الناس في عصره عجل الله تعالى فرجه الشريف ليست من الثروات الخاصّة تؤخذ من أصحابها وتعطى لعامّة الناس. لا ليس كذلك، فالإسلام لا يلغي الملكيّة الخاصّة، بل يمنحها الصيانة القانونيّة، حيث جعل حرمة أموال الناس كحرمة دمائهم، ولا يجيز أخذ مال الناس ولا التصرّف فيه بغير طيب نفوسهم ورضاهم.

وتقسيم الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف الأموال بالتساوي بين الناس لا يعني أنّ الكلّ يأخذ بقدر واحد في كلّ ما يعطى، بل إنّ المساواة تكون في غير الأجور والجعائل التي تعطى على حسب التخصّص والسعي والمهارة في ميادين العمل المختلفة، وإلّا فلو كان الكلّ يأخذ من الأجور بمقدار واحد ستخبو الهمم للعمل، ولا يرغب الناس في المثابرة والجدّ، بل إنّ ذلك يُعدّ ظلماً وجوراً، وليس من باب العدل، فلكلٍّ حسبَ ما يحسنه من عمل وتخصّص.

وهنا نشير إلى مسألة، وهي أنّه عندما تكون الثروات العامّة محدودة، فالالتزام بالقسط والعدل يلزم الدولة بأسلوب توزيع آخر يكون بموجبه العطاء للمناطق الفقيرة أكثر وأسرع من باقي المناطق في المجتمع. لكنّه مع الفرض بأنّ الأموال العامّة في عصر الإمام المهديّ ستكون تحت تصرّفه، ولا تكون محدودة، بل هي متوافرة ومتنامية، لذا سيكون توزيع الثروة بصورة متساوية للجميع أمراً مقبولاً. ففي بعض الروايات عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ليبعثنّ الله من عترتي رجلاً أفرق الثنايا، أجلا الجبهة، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، يفيض المال فيضاً"[10].

3- الغنى العامّ في مجتمع المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف:

سيكون الناس في دولة الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف متنعّمين في حياتهم الاقتصاديّة وفي رفاهية، فلا أثر للبؤس والحرمان أو الجوع، ولا يستغلّ الناس بعضهم بعضاً في سبيل كسب الأموال. وقد وردت روايات كثيرة في هذا الشأن، نذكر منها ما رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "... يتنعّم أبناء أمّتي في زمانه نعيماً لم يتنعّموا مثله قطّ، البرّ والفاجر"[11]. وقد رُوي أيضاً عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "... ويجعل الله الغنى في قلوب هذه الأمّة"[12].

فهم لا يستشعرون الحاجة، بل الكلّ يعيشون الغنى، فقد رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "يكون في أمّتي المهديّ...، تنعم أمّتي فيها نعمة لم ينعموا مثلها، يرسل السماء عليهم مدراراً، ولا تدّخر الأرض شيئاً من النبات، والمال كدوس. يقوم الرجل يقول: يا مهديّ، أعطني، فيقول خذ"[13].

فالمقام يومئذٍ لا يسعه الحساب ولا تحديد المبلغ، بل كلّ ما يريد الفرد يعطيه، حتّى يعيش الغنى في نفسه، ويكتفي من العطاء، فقد رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما في الرواية السابقة: "... فلا يقوم من الناس إلّا رجل، فيقول: أنا، فيقول له: أئت السادن - يعني الخازن -، فقل له: إنّ المهديّ يأمرك أن تعطيني مالاً، فيقول له: أحث - يعني خذ -، حتّى إذا جعله في حجره وأبرزه ندم، فيقول: كنت أجشع أمّة محمّد نفساً أو عجز عنّي ما وسعهم، قال: فيردّه فلا يقبل منه، فيقال له: إنّا لا نأخذ شيئاً أعطيناه..."[14].

___________________________


[1] سورة الحديد، الآية 25.

[2] الشيخ گلپايگاني، منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عليه السلام، مصدر سابق، ص478.

[3] سورة الحديد، الآية 17.

[4] الطوسي، الشيخ محمد بن الحسن، تهذيب الأحكام في شرح المقنعة، تحقيق وتعليق: السيد حسن الموسوي الخرسان، دار الكتب الإسلاميّة، إيران - طهران، 1364ش، ط3، ج10، ص146.

[5] الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، مصدر سابق، ص371.

[6] الشيخ الصدوق، علل الشرائع، مصدر سابق، ج1، ص161.

[7] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، مصدر سابق، ج24، ص165.

[8] علي بن موسى، التشريف بالمنن في التعريف بالفتن(الملاحم والفتن)، تحقيق: مؤسسة صاحب الأمرعجل الله تعالى فرجه الشريف، إيران - قم، نشر كلبهار أصفهان، 1416ه، ط1، ص323.

[9] الشيخ الصدوق، علل الشرائع، مصدر سابق، ج1، ص161.

[10] عبد الله بن عدي الجرجاني، الكامل، قراءة وتدقيق: يحيى مختار غزاوي، لبنان - بيروت، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، محرم 1409 - 1988م، ط3، ج3، ص423.

[11] الإربلي، كشف الغمة في معرفة الأئمّة، مصدر سابق، ج3، ص267.

[12] المقدسي، عقد الدرر في أخبار المنتظر، مصدر سابق، ص169.

[13] الهيثمّي، علي بن أبي بكر، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، دار الكتب العلمية، لبنان - بيروت، 1408ه - 1988م، لا.ط، ج7، ص317.

[14] ابن طاووس، التشريف بالمنن في التعريف بالفتن (الملاحم والفتن)، مصدر سابق، ص323.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.