ميكانيكية الدورة الهيدرولوجية:  يطلق تعبير الدورة الهيدرولوجية على عملية انتقال الماء بين النظم الرئيسة الأربعة التي يتكون منها النظام الأرضي. وهي عملية بالغة الأهمية لاستمرار الحياة، وللمحافظة على التوازنات البيئية الحالية للنظام الأرضي, لو بدأنا بدراسة الدورة الهيدرولوجية من تبخر الماء من المسطحات المائية، فإننا نلاحظ أنه يتبخر من تلك المسطحات يومياً حوالي 875 كم3 من الماء وأن مجموع ما يسقط عليها من أمطار لا يزيد على 770 كم3. وأهم العوامل التي تؤثر على معدلات التبخر من المسطحات المائية وفرة الاشعاع الشمسي وسرعة الرياح والرطوبة الجوية، حيث يزداد التبخر كلما كان الاشعاع متوفراً بكثرة والرطوبة الجوية منخفضة والرياح أشد وأسرع (الشكل 13). تحمل الرياح بخار الماء من المسطحات المائية إلى اليابسة حيث يسقط سنوياً حوالي 260 كم3 من الأمطار. علماً بأن معدل ما يتبخر من اليابسة سنوياً لا يزيد على 16 كم3. أي أن اليابسة تكسب سنوياً من التبخر حوالي 100 كم3، وتفقد المسطحات المائية نفس المقدار.

يتسرب جزء من مياه الأمطار في التربة ليغذي خزانات المياه الجوفية، ويختزن جزء في البحيرات والمستنقعات، ويضيع جزء آخر بالنتح من النباتات والتبخر من التربة. أما الباقي ويقدر بحوالي 100 كم3، فإن الأنهار تحمله مرة ثانية إلى البحار والمحيطات. لاحظ أن مقدار ما حملته الأنهار إلى البحار من مياه يعادل ما فقدته تلك البحار عن طريق التبخر. ولهذا يستمر التوازن المائي للبحار ولليابسة من سنة لأخرى دون أن يتغير مستوى سطح البحار والمحيطات.