المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

The Diamond Structure
8-5-2017
Universal Cover
21-5-2021
معنى إرسال الرياح
21-07-2015
الأمراض البكتيرية التي تصيب البلارجونيوم Bacterial diseases
2023-07-25
تخزين بذور الفلفل المستنبتة
15-1-2023
الوصايا العشرة للتخلص من العادة السرية
25-12-2020


دلائل ومعجزات الامام العسكري(عليه السلام)  
  
4415   04:32 مساءً   التاريخ: 31-07-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : الانوار البهية في تواريخ الحجج الالهية
الجزء والصفحة : ص255-263
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي العسكري / مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام) /

قال القطب الراوندي في الخرائج حدث فطرس بطريق رجل متطبب وقد أتى عليه مئة سنة ونيف فقال: كنت تلميذ بختيشوع طبيب المتوكل وكان يصطفيني فبعث اليه الحسن العسكري (عليه السلام) ان يبعث اليه بأخص اصحابه عنده ليفصده فاختارني وقال: قد طلب مني الحسن (عليه السلام) من يفصده فسر اليه وهو اعلم في يومنا هذا ممن هو تحت السماء فاحذر ان تتعرض عليه فيما يأمرك به فمضيت اليه فامرني الى حجرة وقال كن ها هنا الى ان اطلبك قال: وكان الوقت الذي اتيت اليه فيه عندي جيداً محموداً للفصد فدعاني في وقت غير محمود له فاحضر طستاً كبيراً عظيماً ففصدت الاكحل فلم يزل الدم يخرج حتى امتلأ الطست ثم قال لي اقطع الدم فقطعته وغسل يده وشدها وردني الى الحجرة وقدم لي من الطعام الحار والبارد شيئاً كثيراً وبقيت الى العصر ثم دعاني وقال: سرح ودعا بذلك الطست فسرحت وخرج الدم الى ان امتلأ الطست فقال: اقطع فقطعت وشد يده وردني الى الحجرة فبت فيها فلما اصبحت وظهرت الشمس دعاني واحضر ذلك الطست وقال: سرح فسرحت وخرج من يده مثل اللبن الحليب الى ان امتلأ الطست ثم قال: اقطع فقطعت وشد يده وتقدم اليَّ بتخت ثياب وخمسين ديناراً وقال: خذ هذا واعذر وانصرف فأخذت ذلك وقلت يأمرني السيد بخدمة؟ قال نعم بحسن صحبة من يصحبك من دير العاقول فصرت الى بختيشوع فقلت له القصة فقال اجمعت الحكماء على ان اكثر ما يكون في بدن الانسان سبعة امنان من الدم وهذا الذي حكيت لو خرج من عين ماء لكان عجباً واعجب ما فيه اللبن ففكر ساعة ثم مكث ثلاثة أيام بلياليها يقرأ الكتب على ان يجد في هذه القصة ذكراً في العالم فلم يجد ثم قال: لم يبق اليوم في النصرانية اعلم بالطب من راهب بدير العاقول فكتب اليه كتاباً يذكر فيه ما جرى فخرجت وناديته فاشرف علي وقال: من انت؟ قلت صاحب بختيشوع قال معك كتابه؟ قلت نعم فأرخى اليّ زنبيلاً فجعلت الكتاب فيه فرفعه وقرأ الكتاب فنزل من ساعته فقال: انت الرجل الذي فصدت؟ قلت نعم قال طوبى لأمك وركب بغلاً ومر في فيافي سر من رأى وقد بقي من الليل ثلثه قلت: اين تحب دار استاذنا او دار الرجل؟ فقال دار الرجل فصرنا الى بابه قبل الأذان ففتح الباب فخرج الينا خادم اسود وقال: ايكما صاحب دير العاقول ؟ فقال الراهب: انا جعلت فداك فقال انزل وقال لي الخادم: احفظ البغلين واخذ بيده ودخلا فأقمت الى أن اصبحنا وارتفع النهار ثم خرج الراهب وقد رمى ثياب الرهابين بثياب الرهبانية ولبس ثيابا بيضاء وقد اسلم وقال خذ بي الآن الى دار استاذك فسرنا الى باب بختيشوع ولما رآه بادر يعدو اليه ثم قال: ما الذي ازالك عن دينك؟ قال وجدت المسيح فأسلمت على يده قال: وجدت المسيح؟ فقال: نعم او نظيره فان هذه الفصدة لم يفعلها في العالم الا المسيح وهذا نظيره في آياته وبراهينه ثم عاد الى الإِمام (عليه السلام) ولزم خدمته الى ان مات.

وروى انه وقع ابو محمد (عليه السلام) وهو صغير في بئر الماء وابو الحسن (عليه السلام) في الصلاة والنسوان يصرخن فلما سلم قال: لا بأس فرأوه وقد ارتفع الماء الى رأس البئر وابو محمد (عليه السلام) على رأس الماء يلعب بالماء.

وعن محمد بن احمد الاقرع قال كتبت الى ابي محمد (عليه السلام) اسأله عن الإِمام هل يحتلم؟ وقلت في نفسي بعد ما فصل الكتاب: الاحتلام شيطنة وقد أعاذ اللّه اولياءه من ذلك فورد الجواب حال الأئمة في النوم حالهم في اليقظة لا يغير النوم منهم شيئاً وقد أعاذ اللّه اولياءه من لمة الشيطان كما حدثتك نفسك.

وعن عيسى بن صبيح قال دخل الحسن العسكري (عليه السلام) علينا الحبس وكنت به عارفاً وقال: لك خمس وستون سنة واشهرا ويوماً وكان معي كتاب دعاء وعليه تاريخ مولدي وإنني نظرت فيه فكان كما قال (عليه السلام) وقال: هل رزقت من مولد ولد قلت لا قال اللهم

ارزقه ولدا يكون له عضداً فنعم العضد الولد ثم تمثل (عليه السلام):

من كان ذا ولد يدرك ظلامته *** ان الذليل الذي ليست له عضد

قلت الك ولد؟ قال اي واللّه سيكون لي ولد يملأ الأرض قسطاً وعدلاً فأما الان فلا ثم تمثل:

لعلك يوماً أن تراني كأنّما      ***   بنيّ حواليّ الاسود اللوابد

فان تميماً قبل ان يلد الحصى  ***  اقام زماناً وهو في الناس واحد

وروى المفيد عن ابن قولويه عن الكليني عن محمد بن يحيى عن احمد بن اسحاق عن ابي هاشم الجعفري قال: قلت لابي محمد الحسن بن علي (عليه السلام) جلالتك تمنعني من مسألتك افتأذن لي أن أسألك؟ فقال سل فقلت يا سيدي هل لك ولد؟ قال نعم؟ فقلت ان حدث حادث فأين اسأل عنه؟ قال بالمدينة.

 وروى الشيخ الكليني عن علي بن محمد عن محمد بن ابراهيم المعروف بابن الكردي عن محمد بن علي بن ابراهيم بن موسى بن جعفر (عليه السلام) قال: ضاق بنا الأمر فقال لي ابي: امض بنا حتى نصير الى هذا الرجل يعني ابا محمد (عليه السلام) فإنه قد وصف عنه سماحة فقلت: تعرفه؟ قال: ما اعرفه ولا رأيته قط قال فقصدناه فقال لي ابي وهو في طريقه: ما أحوجنا الى ان يأمر لنا بخمسمئة درهم مئتا درهم للدين للدقيق ومئة للنفقة فقلت في نفسي ليته امر لي بثلاثمئة درهم مئة اشتري بها حماراً ومئة للنفقة ومئة للكسوة واخرج الى الجبل قال فلما وافينا الباب خرج الينا غلامه فقال: يدخل علي بن ابراهيم ومحمد ابنه فلما دخلنا عليه وسلمنا قال لأبي: يا علي ما خلّفك عنا الى هذا الوقت فقال: يا سيدي استحييت ان القاك على هذه الحال فلما خرجنا من عنده جاءنا غلامه فناول ابي صرة فقال هذه خمسمئة درهم مئتان للكسوة ومئتان للدين للدقيق ومئة للنفقة وأعطاني صرة فقال هذه ثلاثمئة درهم اجعل مئة في ثمن حمار ومئة للكسوة ومئة للنفقة ولا تخرج الى الجبل وصر الى سوراء فصار الى سوراء وتزوج بامرأة فدخله اليوم الف دينار ومع هذا يقول بالوقف فقال محمد بن ابراهيم فقلت له: ويحك اتريد امراً هو أبين من هذا؟ قال: فقال هذا امر قد جرينا عليه. وعن ابي حمزة نصير الخادم قال: سمعت ابا محمد (عليه السلام) غير مرة يكلم غلمانه بلغاتهم ترك وروم وصقالبة فتعجبت من ذلك وقلت: هذا ولد بالمدينة ولم يظهر لأحد حتى مضى ابو الحسن (عليه السلام) ولا رآه احد فكيف احدث نفسي بذلك؟ فأقبل عليَّ فقال: ان اللّه تبارك وتعالى بيَّن حجته من سائر خلقه لكل شيء ويعطيه اللغات ومعرفة الانساب والآجال والحوادث ولولا ذلك لم يكن بين الحجة والمحجوج فرق. وعن اسماعيل بن محمد بن علي بن اسماعيل بن علي بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب قال: قعدت لأبي محمد (عليه السلام) على ظهر الطريق فلما مر بي شكوت اليه الحاجة وحلفت له انه ليس عندي درهم فما فوقه ولا غداء ولا عشاء قال فقال: تحلف باللّه كاذباً وقد دفنت مئتي دينار.

 وليس قولي هذا دفعاً لك عن العطية اعطه يا غلام ما معك فأعطاني غلامه مئة دينار ثم أقبل عليَّ فقال لي: إنك تحرمها احوج ما تكون اليها يعني الدنانير التي دفنت وصدق (عليه السلام) وكان كما قال دفنت مئتي دينار وقلت: تكون ظهراً وكهفاً لنا فاضطررت ضرورة شديدة الى شيء انفقه وانغلقت عليَّ ابواب الرزق فنبشت عنها فاذا ابن لي قد عرف موضعها فأخذها وهرب فما قدرت منها علي شيء.

 وروى عن احمد بن اسحاق قال: قلت لأبي محمد (عليه السلام) جعلت فداك اني مغتم بشيء يصيبني في نفسي وقد أردت أن أسأل اباك فلم يقض لي ذلك فقال وما هو يا احمد؟ فقلت يا سيدي روي لنا عن آبائك (عليهم السلام) ان نوم الانبياء على اقفيتهم ونوم المؤمنين على ايمانهم ونوم المنافقين على شمائلهم ونوم الشياطين على وجوههم فقال (عليه السلام): كذلك هو فقلت يا سيدي: فإني اجهد ان أنام على يميني فما يمكنني ولا يأخذني النوم عليها فسكت ساعة ثم قال: يا احمد ادن مني فدنوت منه فقال: ادخل يدك تحت ثيابك فادخلتها فأخرج يده من تحت ثيابه وادخلها تحت ثيابي فمسح بيده اليمني على جانبي الايسر وبيده اليسرى على جانبي الايمن ثلاث مرات قال احمد: فما اقدر ان انام على يساري منذ فعل ذلك بي (عليه السلام) وما يأخذني نوم عليها اصلاً.

روى الشيخ المفيد وغيره أنه دخل العباسيون على صالح بن وصيف عندما حبس ابو محمد (عليه السلام) فقالوا له ضيق عليه ولا توسع فقال لهم صالح ما أصنع به وقد وكلت به رجلين شر من قدرت عليه فقد صارا من العبادة والصلاة والصيام على أمر عظيم ثم أمر باحضار الموكلين فقال لهما: ويحكما ما شأنكما في أمر هذا الرجل؟ فقالا: ما نقول في رجل يصوم النهار ويقوم الليل كله لا يتكلم ولا يتشاغل بغير العبادة فاذا نظر الينا ارتعدت فرائصنا وداخلنا ما لا نملكه من انفسنا فلما سمع ذلك العباسيون انصرفوا خاسئين.

اقول: يظهر من الروايات انه (عليه السلام) كان أكثر أوقاته محبوساً وممنوعاً من المعاشرة وكان مشغولاً بالعبادة للّه عز وجل فروي انه لما حبسه المعتمد في يدي علي بن حزين وحبس جعفر اخاه معه كان المعتمد يسأل علياً عن اخباره في كل وقت فيخبره انه يصوم النهار ويصلي الليل وفي بعض الأدعية اشير اليه بهذه العبارة: وبحق النقي والسجاد الاصغر وببكائه ليلة المقام بالسهر.

 وعن السيد بن طاوس قال: إعلم أن مولانا الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) كان قد أراد قتله الثلاثة ملوك الذين كانوا في زمانه حيث بلغهم ان مولانا المهدي (عليه السلام) يكون من ظهره (صلى الله عليه واله)وحبسوه عدة دفعات فدعا على من دعا عليه منهم فهلك في سريع من الأوقات. وروي انه (عليه السلام) سلم الى نحرير وكان يطبق عليه ويؤذبه فقالت له امرأته: اتق الله فانك لا تدري من في منزلك وذكرت له صلاحه وعبادته وقالت له: إني اخاف عليك منه فقال: والله لأرمينه بين السباع. ثم استأذن في ذلك فأذن له فرمى به اليها ولم يشكوا في اكلها له فنظروا الى الموضع ليعرفوا الحال فوجدوه (عليه السلام) قائماً يصلي وهي حوله فأمر بإخراجه الى داره.

 اقول: والى هذه الدلالة الباهرة اشير في التوسل به (عليه السلام) في الساعة الحادية عشر وبالأمام الحسن بن علي (عليه السلام) الذي طرح للسباع فخلصته من مرابضها وامتحن بالدواب الصعاب فذللت له مراكبها وفي الفقرة الثانية اشارة إلى ما شاع وذاع من انه كان للخليفة المستعين باللّه بغل صعب شموس لا يقدر أحد على إلجامه ولا إسراجه ولا على ركوبه فجاء ابو محمد (عليه السلام) يوماً الى رؤية الخليفة فقال له التمس منك يا ابا محمد إلجام هذا البغل وإسراجه وكان غرضه اما يذلل البغل ويركبه او يقتله البغل فقام (عليه السلام) ووضع يده علي كفل البغل فعرق حتى سال العرق منه وصار في غاية التذلل له فاسرجه والجمه ثم ركبه واركضه في الدار فتعجب الخليفة من ذلك ووهبه له (عليه السلام). المناقب ابو القاسم الكوفي في كتاب التبديل: أن اسحاق الكندي كان فيلسوف العراق في زمانه اخذ في تأليف تناقض القرآن وشغل نفسه بذلك وتفرد به في منزله وان بعض تلامذته دخل يوماً على الإِمام الحسن العسكري (عليه السلام) فقال له ابو محمد (عليه السلام) أما فيكم رجل رشيد يردع استاذكم الكندي عما اخذ فيه من تشاغله بالقران؟ فقال التلميذ نحن من تلامذته كيف يجوز منا الاعتراض عليه في هذا او في غيره؟ فقال له ابو محمد (عليه السلام): اتؤدي اليه ما القيه اليك؟ قال نعم قال: فسر اليه وتلطف في مؤانسته ومعونته على ما هو بسبيله فاذا وقعت الأنسة في ذلك فقل قد حضرتني مسألة اسألك عنها فإنه يستدعي ذلك منك فقل له: ان أتاك هذا المتكلم بهذا القران هل يجوز ان يكون مراده بما تكلم منه غير المعاني التي قد ظننتها أنك ذهبت اليها فسيقول انه من الجائز لأنه رجل يفهم اذا سمع فاذا أوجب ذلك فقل له: فما يدريك لعله قد أراد غير الذي ذهبت انت فيه فتكون واضعاً لغير معانيه فصار الرجل الى الكندي وتلطف الى ان القى عليه هذه المسألة فقال له اعد علي فأعاد عليه فتفكر في نفسه ورأى ذلك محتملاً في اللغة وسائغاً في النظر فقال اقسمت عليك الا اخبرتني من اين لك؟ فقال انه شيء عرض بقلبي فأوردته عليك  فقال كلا ما مثلك من اهتدى الى هذا ولا من بلغ هذه المنزلة فعرفني من أين لك هذا؟ فقال أمرني به ابو محمد (عليه السلام) فقال: الآن جئت به وما كان ليخرج مثل هذا الا من ذلك البيت ثم انه دعا بالنار واحرق جميع ما ألفه والروايات في هذه كثيرة وفيما اثبتناه منها كفاية فيما نحوناه ان شاء اللّه تعالى .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.