أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-5-2020
3304
التاريخ: 1-07-2015
1705
التاريخ: 1-07-2015
1941
التاريخ: 20-11-2014
1200
|
قال : ( والتشخّص يغاير الوحدة التي هي عبارة عن عدم الانقسام ).
أقول
: الوحدة عبارة عن كون المعقول غير قابل للقسمة من
حيث هو واحد ، وهو مغاير للتشخّص ؛ لأنّ الوحدة قد تصدق على الكلّيّ الطبيعي غير
المتشخّص وعلى الكثرة نفسها من دون صدق التشخّص عليهما ، فكلّ متشخّص يصدق عليه
أنّه واحد من غير عكس كلّيّ.
قال
: ( وهي مغايرة للوجود ؛ لصدقه على الكثير من حيث هو كثير ، بخلاف الوحدة ،
وتساوقه ).
أقول
: قد ظنّ قوم أنّ الوجود والوحدة عبارتان عن شيء واحد
؛ لصدقهما على جميع الأشياء(1).
وهو خطأ ؛ فإنّه لا يلزم من الملازمة الاتّحاد.
ثمّ الدليل على تغايرهما أنّ الكثير من حيث إنّه كثير يصدق
عليه أنّه موجود وليس بواحد ، فالموجود غير الواحد من الشكل الثالث.
نعم ، الوحدة تساوق الوجود وتلازمه ، فكلّ موجود فهو واحد.
والكثرة يصدق عليها الواحد لا من حيث هي كثرة ، على معنى أنّ الوحدة تصدق على
العارض ـ أعني الكثرة ـ لا على ما عرضت له الكثرة ، وكذلك كلّ واحد فهو موجود إمّا
في الأعيان أو في الأذهان ، فهما متلازمان.
الوحدة غنيّة عن التعريف:
قال
: ( ولا يمكن تعريفها إلاّ باعتبار اللفظ ).
أقول
: الوحدة والكثرة من المتصوّرات البديهيّة فلا
يحتاج في تصوّرها إلى اكتساب ، فلا يمكن تعريفها إلاّ باعتبار اللفظ ، بمعنى أنّ
تبدّل لفظا بلفظ آخر أوضح منه ، لا أنّه تعريف معنوي.
قال
: ( وهي والكثرة عند العقل والخيال تستويان في كون كلّ منهما أعرف من صاحبه
بالاقتسام ).
أقول
: الوحدة والكثرة عند العقل والخيال تستويان في
كون كلّ منهما أعرف من صاحبه بالاقتسام ؛ فإنّ الوحدة أعرف عند العقل ، والكثرة
أعرف عند الخيال ، لأنّ الخيال يدرك الكثرة أوّلا ، ثمّ العقل ينزع منها أمرا
واحدا أعمّ. بمعنى أنّ الصور الكلّيّة المرتسمة في النفس منتزعة عن صور جزئيّاتها
المرتسمة في الآلات ؛ فإنّ النفس تدرك أوّلا بآلاتها جزئيّات متكثّرة ترتسم صورها
في تلك الآلات ، ثمّ ينتزع منها بحذف مشخّصاتها صورة واحدة كلّيّة فيها ، والعقل
يدرك أعمّ الأمور أوّلا ـ وهو الواحد ـ ثمّ يأخذ بعد ذلك في التفصيل.
فقد ظهر أنّ الكثرة والوحدة متساويتان في كون كلّ واحدة
منهما أعرف من صاحبتها لكن بالانقسام ؛ فإنّ الكثرة أعرف عند الخيال ، والوحدة
أعرف عند العقل ، فقد اقتسم العقل والخيال وصف الأعرفيّة لهما، فإذا حاولنا تعريف
الوحدة عند الخيال عرّفناها بالكثرة. وإذا حاولنا تعريف الكثرة عند العقل عرّفناها
بالوحدة.
الوحدة ليست ثابتة في الأعيان:
قال
: ( وليست الوحدة أمرا عينيّا ، بل هي من ثواني المعقولات ، وكذا الكثرة ).
أقول
: الوحدة إن كانت سلبيّة لم تكن سلب أيّ شيء كان ،
بل سلب مقابلها ، أعني الكثرة ، فالكثرة إن كانت عدما كانت الوحدة عدما للعدم
فتكون ثبوتيّة ، وإن كانت وجوديّة كان مجموع العدمات أمرا وجوديّا وهو محال. وإن
كانت ثبوتيّة فإن كانت ثابتة في الخارج لزم التسلسل ، وإن كانت ثابتة في الذهن فهو
المطلوب.
فإذن الوحدة أمر عقليّ اعتباريّ يحصل في العقل عند فرض عدم
انقسام الملحوق ، وهي من المعقولات الثانية العارضة للمعقولات الأولى ، وكذا
الكثرة ؛ لأنّه لا يمكن أن يتصوّر وحدة أو كثرة قائمة بنفسها ، بل إنّما تتصوّر
عارضة لمعقول آخر.
__________________
(1)
نسبه في « شرح المواقف » 4 : 21 و « شرح المقاصد » 2 : 28 إلى البعض ، ونقله
اللاهيجي عن الفارابي كما في « شوارق الإلهام » المسألة السابعة من الفصل الثاني.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|