المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

نموذج على تصديق القرآن الكريم لإخبار إمامة أمير المؤمنين والائمة من بعده عليهم السلام
20-10-2019
تزاحم الوصايا
26-9-2018
وصية النبي في جمع من اصحابه (صلى الله عليه واله)
13-12-2014
Punctured Set
25-7-2021
اياكم والتصادم
17-6-2016
معنى كلمة شرع
27-8-2022


تحبيب الآخرين في الأعمال المطلوبة منهم  
  
2224   03:27 مساءً   التاريخ: 31-12-2021
المؤلف : رضا علوي سيد احمد
الكتاب أو المصدر : فن التعامل مع الناس
الجزء والصفحة : ص355 ـ 356
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-2-2022 3567
التاريخ: 20-11-2018 2587
التاريخ: 2023-07-21 1225
التاريخ: 25-6-2016 2789

من الأمور التي على الإنسان أن يدركها في معاملته الناس، أنهم ينطلقون في أداء الأعمال التي يرغبون فيها واليها، فضلا على الأعمال التي يندفعون فيها ذاتياً، وهذا أمر طبيعي، وعليه فلا ننتظر من الآخرين أن يقوموا لنا بأعمال، تبدو وكأنها قراراتٌ بعيدة عن تحبيبنا إياها لهم، وترغيبنا.

ومثال هذه القاعدة:

أن يريد امرؤ تكليف شخص آخر بتدريس مجموعة من الطلاب في جانب معين، فيأتي ويقول له بصدق نية، وإخلاص: إن مهنة التدريس من المهن الانسانية المؤثرة اللطيفة، وللمدرس دور أولي وكبير في تعليم الناس، ونقلهم من مستوى إلى آخر، وفي توجيههم، وتربيتهم، فهو الذي ربى وعلم المهندس، والطبيب، وكل اخصائي في الحياة، وإني لأتوسّم فيك، وأنتظر منك أن تقوم بمهمة التدريس على خير ما يرام، كما إني لا يساورني الشك في كفاءتك في التدريس وقدرتك عليه، ولا في كونك محب لهذه الخدمة الانسانية النبيلة، وانه لثواب جزيل ينتظرك في اليوم الآخر قبال هذه الخدمة العظيمة.

وبعد هذا، لا غرابة إذا وجد هذا المدرس ينطلق وبإخلاص في التدريس، ويتفاعل معه، ويقوم به على خير وجه، والسبب يعود إلى الحب والرغبة اللذين أحدثا في نفس هذا الإنسان تجاه خدمة التدريس.

ومثال آخر على ذلك:

قد تطلب من طفلك الإستحمام، فيرفض، فتأتي اليه وتقول: (إنك إذا استحميت بالماء والصابون ستصبح نظيفاً عبقاً، وسيحبك أصدقاؤك الأطفال)، وبذلك ستجده يوافقك على الإستحمام.

وهكذا الحال بالنسبة لأعمال الخير الأخرى، فتحبيب الناس فيها، وتحبيبها إليهم، وسيلة إنسانية ناجحة، تجعلهم يندفعون إليها، وينطلقون بنشاط في أدائها.  

والتحبيب لا ينحصر فقط في متطلبات الحياة الإجتماعية والتعامل، بل حتى في مجال الواجبات والفرائض الدينية يكون للتحبيب دوره الكبير، فرب تارك للصلاة، يأتي إليه المرء ويقول له: كم هي المتعة الروحية، والراحة النفسية، والحلاوة المعنوية حينما يتوجه الإنسان للصلاة، ضارعاً إلى ربه، خاشعاً إلى مولاه!، وكم هو الثواب الذي ينتظره لقاء ذلك!، فيجده يندفع إلى صلاة ربه ويرغب إليها، ورب مفطر في شهر رمضان يأتي إليه المرء مخاطباً: ما أعظم الصوم! وما أعظم درجة الصائم عند الله! ثم يبين له الفوائد الجسمية والنفسية والخلقية التي يتركها الصوم على الصائم، فيندفع إلى الإلتزام به.

وهكذا فلكي يحسن المرء معاملة الناس، الأولى به أن يحببهم ويرغبهم في الأعمال التي يطلبها منهم، والتي يقترحها عليهم. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.