المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



بندار بن عبد الحميد الكرخي الأصبهاني  
  
2710   04:30 مساءاً   التاريخ: 22-06-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج2، ص356-359
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-06-2015 2178
التاريخ: 12-08-2015 1982
التاريخ: 22-7-2016 2163
التاريخ: 30-12-2015 2877

يعرف بابن لرَّة، ذكره محمد بن إسحاق في الفهرست فقال: أخذ عن أبي عبيد القاسم بن سلام وأخذ عنه ابن كيسان.

 وقال ابن الأنباري عن ابنه القاسم: كان بندار يحفظ سبعمائة قصيدة أول كل قصيدة (بانت سعاد).

 قال المؤلف: وبلغني عن الشيخ الإمام أبي محمد الخشاب أنه قال: أمعنت التفتيش والتنقير فلم أقع على أكثر من ستين قصيدة أولها بانت سعاد. وفي كتاب أصبهان: كان بندار بن لرة متقدما في علم اللغة ورواية الشعر وكان ممن استوطن الكرخ ثم خرج منها إلى العراق فظهر هناك فضله وكان الطوسي صاحب ابن الأعرابي يوصي أصحابه بالأخذ عن بندار ويقول هو أعلم مني ومن غيري فخذوا عنه.

 قال: وحدث أبو بكر بن الأنباري في أماليه ببغداد قال: سمعت أبا العباس الأموي يقول كان بندار بن لرة الأصبهاني أحفظ أهل زمانه للشعر وأعلمهم به أنشدني عن حفظه ثمانين قصيدة أول كل قصيدة (بانت سعاد).

 قال حمزة: وحدثني النوشجان بن المسيح قال سمعت المبرد يقول كان سبب غناي بندار بن لرة الأصبهاني وذلك أني حين فارقت البصرة وأصعدت إلى سامرا وردتها في أيام المتوكل فآخيت بها بندار بن لرَّة وكان واحد زمانه في رواية دواوين شعر العرب حتى كان لا يشذ عن حفظه من شعر شعراء الجاهلية والإسلام إلا القليل وأصح الناس معرفة باللغة وكان له كل أسبوع دخلة على المتوكل فجمع بيني وبين النحويين في داره في مجالس ومرت ليلة فرفع حديثي إلى الفتح بن خاقان ثم توصل إلى أن وصفني للمتوكل فأمر بإحضاري مجلسه.

 وكان المتوكل يعجبه الأخبار والأنساب ويروي صدرا منها يمتحن من يراه بما يقع فيها من غريب اللغة

 فلما دنوت من طرف بساطه استدناني حتى صرت إلى جانب بندار فأقبل علينا وقال يا ابن لرة ويا ابن يزيد ما معنى هذه الأحرف التي جاءت في هذا الخبر ركبت الدجوجي وأمامي قبيلة فنزلت ثم شربت الصباح فمررت وليس أمامي إلا نجيم فركضت أمامي النحوص والمسحل والعمرد فقنصت ثم عطفت ورائي إلى قلوب فلم أزل به حتى أذقته الحمام ثم رجعت ورائي فلم أزل أمارس الأغضف في قتله فحمل علي وحملت عليه حتى خر صريعا. قال المبرد: فبقيت متحيرا فبدر بندار وقال: يا أمير المؤمنين في هذا نظر وروية فقال قد أجلتكما بياض يومي فانصرفا وباكراني غدا فخرجنا من عنده فأقبل بندار علي وقال إن ساعدك الجد ظفرت بهذا الخبر فاطلب فإني طالبه. فانقلبت إلى منزلي وقلبت الدفاتر ظهرا لبطن حتى وقفت على هذا الخبر في أثناء أخبار الأعراب فتحفظته وباكرت بندارا فأنهضته معي وصحبناه وبدأت فرويت الخبر ثم فسرت ألفاظه فالتفت إلي بندار وقال: ابن يزيد فوق ما وصفتم. ثم قال للغلام: علي بالخازن فحضر فقال له اخرج إلى ابن يزيد وقل للحاجب يسهل إذنه علي فصار ذلك أصل مالي وكان بندار رحمه الله أصله وسببه.

 قرأت بخط عبدالسلام البصري في كتاب عقلاء المجانين لأبي بكر بن محمد الأزهري حدثنا محمد بن أبي الأزهر قال كنت يوما في مجلس بندار بن لرة الكرخي بحضرة منزله في درب عبدالرحيم الرزامي بدكان الأبناء وعنده جماعة من أصحابه إذ هجم علينا المسجد بردعة الموسوس ومعه مخلاة فيها دفاتر وجزازات وقد تبعه الصبيان فجلس إلى جانب بندار وكأن بندارا فرق منه فقال له: اطرد ويلك هؤلاء الصبيان عني فقال: لهم اطردوهم عنه فوثبت أنا من بين أهل المجلس فصحت عليهم وطردتهم فجلس ساعة ثم وثب فنظر هل يرى منهم أحدا فلما لم يرهم رجع فجلس ساعة ثم قال: اكتبوا حدثني محمد بن عسكر عن عبدالرزاق عن معمر قال: سئل الشعبي ما اسم امرأة إبليس فقال هذا عرس لم أشهد إملاكه. ثم أقبل على بندار فقال: يا شيخ ما معنى قول الشاعر: [الطويل]

(وكنت إذا ما جئت ليلى تبرقعت ... فقد رابني منها الغداة سفورها)

 فقال لنا بندار: أجيبوه. فقال: يا مجنون أسألك ويجيب غيرك فقال بندار: يقول إنه لما رآها فعلت ما فعلته من سفورها ولم يكن يعهد منها علم أنها قد حذرته من بحضرتها ليحجم عن كلامها وانبساطه إليها. فضحك ومسح على رأس بندار وقال: أحسنت يا كيّس وكان بندار قد قارب في ذلك الوقت تسعين سنة.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.