انشغلت الإنسانية من قديم الأزل بمحاولات تسجيل الأحـداث عبر الحضارات المختلفة فنجد محاولات عده تشهد بها المعابد والآثار في الحضارات الفرعونية و حضارة ما بين النهرين لتسجل تاريخ الأمم والأحـداث .

وهناك اعتقـاد بـأن فكرة التصوير منذ آلاف السنين ، ويقال أن المصريين أثناء جلوسهم في خيامهـم لاحظـوا صـورة الأشخاص الذين يمرون بجـوار الخيام بعـد أن تسقط على أحـد جدران الخيمة المقابلة بعد مرورها بثقب صغير وجد في الجهة المقابلة بالمصادفة ، كما وقد لاحظ أرسطو في القرن الرابع الميلادي هذه الظاهرة عندما يسمح بدخول حزمة مـن الضـوء مـن ثقب صغير إلى غرفة مظلمة ويوضع ورقة أو جسـم مسـطح أبيـض عـلى بعد عشرين سنتيمتر تقريبا من الثقب فالمنظر الخارجي يرتسم على تلك الورقة بشكل مقلوب وغير واضـح يمكن معرفة معالمه . وصحح العـالم العربي الحسـن بـن الهيثـم عـن نظرية بطليموس التي كانت تقـوم عـلى أن الأشعة تنبعـث مـن عـيـن الرائي، وقـد أثبـت ابـن الهيثم في كتابة المناظر أن الرؤية تتـم بواسطة الأشعة التي تنعكس على الجسم المرئي باتجاه المبصر، وفي سبيل ذلك صمـم مـا يعرف في العصور المتأخرة بالحجـرة المظلمة. وأشار إلى أن الثقب في الغرفة المظلمـة عندمـا يكـون ضيقـا فـإن أشعة الضـوء الآتيـة مـن الخارج إلى الداخل عبر الثقب تشكل مخروطين متقابلين رأسهما في الثقب ويكون مصـدر الضـوء قاعدة الأول وجـدار الغرفة قاعـدة الثاني كما بالشكل رقم (1) ويكون مهـد طريقا واسعا إلى ظهور آلة التصوير.

شكل (1) فكرة انعكاس الصورة داخل الغرفة المظلمة

وفي القرن الثالث عشر الميلادي تأثر كثيرا العالم الإنجليزي روجـر بـاكـون بدراسـات ابـن الهيثـم حـول الغرفة المظلمـة. وفي القرن السادس عشر الميلادي قـام بالاستفادة من هذه الظاهرة الفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي وطـور فـكـرة الغرفة المظلمة إلى خزانة ذات ثقب استخدمها في أعماله الفنية.

ثم قام عدد من الفنانين بعـد ذلك بإدخال تحسينات على الغرفة المظلمة كما بالشكل رقم (2) لزيادة وضـوح الصـورة ، فتم استخدام العدسات وتصغير وتكبير الحدقـة وشـاع بعد ذلك الرسم بالضوء المنعكس.

شكل (2) استخدام العدسات من قبل الرسامين داخل الغرفة المظلمة

وتعددت مساهمات علماء الضوء السائرين على طريـق ابـن الهيثم مثل اسحاق نيوتن في دراسته للضـوء الأبيض واكتشاف ألـوان الطيف أو تلك الأشباح الجميلـة التـي ظهـرت لـه عندمـا عـرض الضـوء إلى منشور في غرفته وظهرت الألوان التي أسماها بالأطياف الضوئية ساهمت بشكل كبير في تطور التصوير الفوتوغرافي.

كما لا تقل أهميه مساهمات علماء الكيمياء الذين ساعدوا على تحميض وتظهير الصـور وثباتها، وإظهار الصور بألوان طبيعية. وتوالت التطورات في القرن السابع عشر كما بالشكل رقـم (3) وأدخلـت تعديلات جوهرية في آلة التصوير وبتصغير حجمهـا واستخدام أنـواع مختلفة من العدسات المثبتة داخـل اسطوانات نحاسيه بدل العدسات البسيطة واستعمل الزجاج المعالج لاستقبال الصـور. وبعدهـا تـم صنـع أول كاميرا حقيقية في القرن التاسع عشر للميلاد وكانت أجزاؤهـا المعدنيـة مـن مـاده الزنك ولهـا منفاخ مثـل الأوكرديون.

شكل (3) نماذج من مراحل تطور الكاميرا

وفي عام 1889 أنتـج جـورج ايستمان (مؤسس مصانـع كـوداك ) الأفلام الملفوفة ومدعومة بنيترات السيليولوز مما أدى إلى تصغير حجم الكاميرا كثيرا وصنعت أول الة تصوير صغيره عام 1890 بواسطة شركة كوداك. وبدأت الكاميرا الرقمية مع يوجين F Eugene F. Lally عام 1961 لالتقاط صور للكواكب والنجـوم أثناء السفر عبر الفضـاء لإعطاء معلومات حول موقف رواد الفضاء وتم تسجيل براءة الاختراع الأمريكية في عام 1972 كما بالشكل رقم (4) ، واستمر التطوير والتحسين للصناعات ألمانيـا ثـم انتقلت إلى اليابان ولا تزال حتى الآن المنتج الأول لآلات التصوير والعدسات والأفلام.

شكل  (4) أول كاميرا رقمية