اساسيات الاعلام
الاعلام
اللغة الاعلامية
اخلاقيات الاعلام
اقتصاديات الاعلام
التربية الاعلامية
الادارة والتخطيط الاعلامي
الاعلام المتخصص
الاعلام الدولي
رأي عام
الدعاية والحرب النفسية
التصوير
المعلوماتية
الإخراج
الإخراج الاذاعي والتلفزيوني
الإخراج الصحفي
مناهج البحث الاعلامي
وسائل الاتصال الجماهيري
علم النفس الاعلامي
مصطلحات أعلامية
الإعلان
السمعية والمرئية
التلفزيون
الاذاعة
اعداد وتقديم البرامج
الاستديو
الدراما
صوت والقاء
تحرير اذاعي
تقنيات اذاعية وتلفزيونية
صحافة اذاعية
فن المقابلة
فن المراسلة
سيناريو
اعلام جديد
الخبر الاذاعي
الصحافة
الصحف
المجلات
وكالات الاخبار
التحرير الصحفي
فن الخبر
التقرير الصحفي
التحرير
تاريخ الصحافة
الصحافة الالكترونية
المقال الصحفي
التحقيقات الصحفية
صحافة عربية
العلاقات العامة
العلاقات العامة
استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها
التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة
العلاقات العامة التسويقية
العلاقات العامة الدولية
العلاقات العامة النوعية
العلاقات العامة الرقمية
الكتابة للعلاقات العامة
حملات العلاقات العامة
ادارة العلاقات العامة
أهمية الصور الصحفية
المؤلف: د. رفعت عارف الضبع
المصدر: الخبر
الجزء والصفحة: ص 328-332
19/11/2022
4126
أهمية الصور الصحفية
تمهيد:
على مر العصور كان الاهتمام حاضرا بمجال الصورة على اختلاف ثقافة الشعوب وأدواتهم في التفكير والتصوير معا وهذا الاهتمام نابع من الإيمان بأهمية الصورة.
فلا توجد فترة من تاريخ الإنسان خالية من إنتاج الصور أو التفكير في الصورة، ومن أمثلة ذلك الصورة البلاغية في الأدب العربي وأهمها الشعر، ويدل على ذلك اهتمام النقاد والأدباء القدامى بالصورة البلاغية والصلة المركبة القائمة بين التصوير والتصور وبين اللفظ والمعنى والتخيل والواقع والذهني والمتجسد.
والصورة حقيقة متلازمة مع حقيقة التفكير توافق إدراك الإنسان وسعيه إلى السيطرة على الطبيعة.
ومن هنا يعمد بعض الفنانين إلى رسم صور شخصية للملوك والعظماء تنفذ بعد قرون من رحيلهم، رغبة في تحديد ملامحهم الفيزيائية، وهو بذلك يقوم بعمل توثيقي يلم فيه المعلومات المتناثرة في الكتب عن شكلهم وصفاتهم، أو تدفعه تلك المعلومات لاختراع قسماتهم الصورة المكرسة في الخيال الجمعي عنهم، ومن أمثلة ذلك رسم آخر ملوك غرناطة "أبو عبد الله الصغير" تخيله توفيق طارق أنه رجل مربوع مترهل الجسد، جالس بتراخ بين الجاريات والراقصات، وتعبر هذه الصورة عن السبب في سقوط غرناطة.
وقد كان المصورون الشعبيون يتخيلون الأبطال الذين توصلهم إنجازاتهم الخارقة إلى محبة الناس لهم إلى مرتبة تفيض عن مرتبة الناس العاديين فيصورونهم على هيئة مثالية فيها من الجمال والقوة والكمال وأمثلة ذلك:
صورة أبي زيد الهلالي، وصورة الإمام علي بن أبي طالب وصور ابنيه الإمام الحسين والعباس (عليهم السلام) وكذلك صور عنترة وعبلة من خلال هذه الصور يتحدد مسار الفن والعلاقة بين المتخيل والواقع ومفهوم الجمال وشكل إنتاج الأعمال الفنية، وموقف الفنان من الشخصية المرسومة أو المتخيلة .
أهمية الصورة الصحفية
فالصورة الصحفية تقف جنبا إلى جنب مع الحروف في نقل الرسالة الإعلامية من خلال صفحات الصحيفة إلى القراء، فإذا كانت الحروف تستمد أهميتها من أنها تحمل مضمون الرسالة الإعلامية، الذي يعد توصيله إلى القارئ هو الهدف الرئيسي من وراء إصدار الصحيفة فإن الصورة تسهم بلا شك بشكل فعال في توصيل ذلك المضمون بطريقة أفضل إذا أحسن اختيار الصورة الجيدة والمعبرة.
الصورة لغة عالمية يفهمها الجميع والصورة عموما تكمل الروايات الخيرية وتستخدم في تصوير جوانبها، ولذلك فإن الصورة أصبحت الآن مادة أساسية من مواد الصحيفة وذلك ليس كعنصر إخباري فحسب بل أيضا كعنصر جمالي وأصبحت الصورة تعبر عن الأفكار والآراء كما تعبر عن الأخبار والأحداث، وأعني بذلك الصورة الفوتوغرافية والرسوم التي يخرج أغلبها للوجود كراي للصحيفة.
فالصورة إذن تشارك المادة التحريرية وتتفاعل معها لتقديم خدمة صحفية متكاملة إلى القارئ الذي لم يعد يقنع بمجرد القراءة عن الأحداث، وإنما يريد معايشتها، وبخاصة أنه يعيش اليوم عصر الاتصال بالصوت والصورة من خلال قنوات التليفزيون العاملة طوال الأربع وعشرين ساعة إلى جانب تقنية الوسائط المتعددة multi media. ولا تغدو الحقيقة إذا أكدنا أننا نعيش في عصر الصورة فالصورة لم تعد عنصراً جمالياً فقط بل عنصراً إعلامياً وظيفياً. وهناك مثلا حينما يقول إن صورة واحدة تعادل ألف كلمة ولذا يجب على وسائل إعلام الدول النامية أن تكثر من استعمال الصورة بالإضافة إلى ذلك فإن القارئ المعاصر لم يعد يقنع بمجرد وصف لفظي لحادث ولكنه يرغب في رؤية صورة له وتستطيع الصورة أن تعرض مالا يستطيع الصحفي عرضه بالوصف اللفظي، والصورة تعرض الموضوعية والتكامل والدقة في لحظة واحدة، بجانب أنها لا تطلب من القارئ إرهاقا عقلياً، كما هو الحال في المقال أو القصة أو غير ذلك.
والصورة لها دور مهم في عملية إخراج الصحف، فعندما يريد المخرج أن يبرز موضوعاً مهماً من صفحة معينة يستخدم الصورة مع هذا الموضوع ليلفت إليه نظر القارئ.
وتهتم الصورة أيضا في عملية الإخراج من خلال كونها عنصر تيبوغرافي يتميز بالنقل والسواد بدرجات مختلفة، ولأنها تستغل في تثبيت أركان الصفحة وجذب انتباه القارئ وتوجيه حركة العين وفقا لما تتطلبه طبيعة الأخبار المنشورة عليها. كذلك فإنها تضفي على الصفحة طبيعة الأخبار المنشورة عليها والحيوية والحركة بما تقوم به مع العناوين من كسر لحدة السطور الرمادية الباهتة للمتن، وما تضيفه من رتابة وجمود.
ويحدد حجم الصورة المنشورة في الصحيفة عدة عوامل منها:
1- أهمية الموضوع الذي تصفه الصورة.
2- عدد الصور المنشورة في الصفحة الواحدة.
3- درجة وضوح الصورة ذاتها.
والتصوير الفوتوغرافي كوسيلة جديدة لتسجل المعلومات وكوسيلة اتصال قد أصبح أحد القوى البصرية الأولية في حياتنا. أصبح مهما كالكلمة المطبوعة تماما. فالتصوير الفوتوغرافي لا يستطيع فقط أن يسجل اللحظات ذات الدلالة من الناحية الشخصية ولكن من الناحية الاجتماعية أيضا أصبح التصوير الفوتوغرافي أكثر الوسائل القيمة لتسجيل التاريخ الاجتماعي للمستقبل وللأجيال القادمة، كما أن استخداماته في إمدادنا بالمعلومات المتعددة الأنواع والمجالات يصعب حصرها.
فالصور تمثل لغة مرئية يمكننا من خلالها أن نسجل بصدق مالنا من خبرات داخلية أو خارجية عن عالم لا نستطيع التعبير عنه.
ويمكن لصورة واحدة أن تتسبب في أحداث وقرارات مصيرية.. فقد كانت الصورة التي التقطها سائق صومالي يعمل مع طاقم صحفي بريطاني السبب الرئيسي الذي اضطر الإدارة الأمريكية إلى إصدار قرارها بسحب قواتها من الصومال.
وكانت الصورة تمثل عدد كبيرة من الصوماليين وهم يمثلون بجثة جندي أمريكي في أحد أزقة مقديشيو، مما كان كموقع الصدمة في كل بيت أمريكي، وجعل غالبية الشعب الأمريكي تدعو إلى سحب القوات الأمريكية من الصومال دون إبطاء.
إذن فلا شك أن الصور يمكن أن تجذب القراء إلى الجريدة وتساعد في دعم موقف الصحيفة في المنافسة مع التليفزيون، ووسائل الإعلام الأخرى التي تتنافس من أجل الاستحواذ على وقت القارئ.
فالصور الجيدة يمكن عن طريقها توصيل المعلومات إلى القراء، حيث تجذبهم إلى متون القصص الخبرية التي تحتوي على مزيد من المعلومات.
ورغم منافسة التليفزيون الصحافة في هذا المجال فإن الصورة المطبوعة تتميز بخاصية فريدة، وهي قدرتها على عزل لحظات معينة من الزمان الشيء الذي لا تستطيعه آلة التصوير التليفزيوني ، ووجود الصورة التي تجسد الحدث أمام القارئ، تتيح له فرصة تأملها والتفاعل معها، ومع ما يحيط بها من مادة أو ما يصاحبها من تعليق.
وفي النهاية نود القول بأنه لعل القدرة التأثيرية للصورة الفوتوغرافية هي التي جعلتها أكثر أنواع الصور شيوعا بين الصحف في العالم الآن، مع أن القدرة على نشرها بالوضوح المطلوب قد تأخرت عن الرسوم الخطية، وقد تطور نشرها شيئا فشيئا مع كل تطور يصيبه فن عن التصوير الفوتوغرافي عموما، وطرق إنتاج الأسطح الطباعية بخاصة، وذلك مع تطور أنواع الورق والأحبار والآلات الطابعة.
وقد تجلى هذا التطور في المساحات التي تحتلها الصور الفوتوغرافية من صفحات الصحيفة.