أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-11-2015
5680
التاريخ: 18-5-2016
5279
التاريخ: 2023-12-07
1142
التاريخ: 22-7-2016
12333
|
هذه الثلاثية تعبر في حقيقتها عن الجانب المعنوي، وهذا يعنى أن المقياس في شخصية الإنسان هو الجانب المعنوي، الذي يحدد أبعادها وليس الجانب المادي. فبقوة نفسيته ومدى صلابتها وتحديها ومقاومتها تصبح شخصيته قادرة على تجاوز السلبيات وتصحيح الأخطاء.
فالقلب الذي يشكل مصدر الحياة ، وهو مركزها ، حيث تبدأ المشكلة منه وتنتهي إليه. حينما يضيق صدر الإنسان الذي يحوي هذا العضو اللطيف فتكون حينها الموعظة هي الحل لهذا الإنسان؛ أ لم يقل ربنا سبحانه وتعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [يونس : 57]
وعند انشراح الصدر تنتهي المشكلة، فيتفتح القلب بالموعظة ونور الأيمان، ولذا وجه اللّه عز وجل خطابه إلى النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بقوله : {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ } [الشرح : 1 - 3]
فقد شرح اللّه قلب النبي بالأيمان حتى يتسع لمواجهة المشاكل والصعاب، ويستطيع أن يواجه أكبر التحديات. فحينما يكون القلب طاهرا نقيا. بعيدا عن وساوس الشيطان. خاليا من رواسب ومخلفات الشك، دون أن تعشعش فيه الأحقاد والضغائن والحسد والظنون، وليس فيه مكانا للخداع الذاتي والتبرير، حينها يكون هذا القلب قد انفتح على القرآن وانشرح بالأيمان.
وبهذه الروح الشفافية اللطيفة التي هي من روح اللّه {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} [الحجر : 29]
وقبل أن تكون في الأبدان ، كانت في ملكوته الأعلى في أرفع محل، فشرّف اللّه الأبدان بها، وتشرّف الإنسان بهذه الروح الملكوتية، فحطت بالبدن بأمر القدرة الربانية فكمل الإنسان بها، فهي تمثل الجانب الإيجابي في حياته، فيكون العلم والعقل والحكمة والإيمان واليقين والطمأنينة منها، والبدن بدون الروح لا قيمة له فانه يحيا بها، والذي يحيي هذه الروح ويجعلها حية في هذا البدن، ما دامت على اتصال دائم بالرب عبر كتابه العزيز وتعاليم قرآنه المجيد، كما أن القرآن لا يعمل على صياغة وبناء الإنسان الخالي من الروح فلا يكون شفاء له بدونها.
والعقل يتحرك في الداخل، حينما تتوقف نوازع الشر في النفس وعقدها وضغوط الشهوة ليخترق حجب الجهل والغرور والخرافة والضلال بإزالتها عبر القرآن.
فبين الإنسان ومعرفة الحقائق مجموعة حواجز، تكون حائلا لتقف أمام تفكير الإنسان، وتعطل هذه الطاقة، فيأتي دور القرآن في إثارة العقل، وهذا الضمير، لكي يتخلص من هذه الحجب والحواجز.
والقرآن في هذا المجال قد أشار إلى إنسانية الإنسان حينما أودع هذه النعمة الكبيرة ألا وهي نعمة العقل.
عن هشام بن الحكم قال : قال إلى أبو الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) «يا هشام إن اللّه بشّر أهل العقل والفهم في كتابه فقال : {فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ } [الزمر : 17، 18] » (1)
بشرهم رب العزة لأنه هداهم إلى الشرائع المفصلة، لتنمية المواهب الخيرة عن طريق استخدام عقولهم في إتباع الأحسن بعد تطهير النفس، برفع تلك الحجب والحواجز، إذ يعالج القرآن تفكير الإنسان لكي لا يقع في الأخطاء المنهجية لفهم الحقائق حينما يقدم له المنهج الصحيح.
___________________
1. الصياغة الجديدة ، ص 302 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|