المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17761 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



ذلك دين القيّمة  
  
3071   06:55 مساءاً   التاريخ: 8-10-2014
المؤلف : مركز نون للتأليف والترجمة
الكتاب أو المصدر : دروس قرآنية
الجزء والصفحة : ص196-199.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / حضارات / مقالات عامة من التاريخ الإسلامي /

قال تعالى : {لمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ * رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ * وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ * وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ}[البينة ، 1-8] . 

في بداية السّورة ذكر لأهل الكتاب (اليهود والنصارى) ومشركي العرب قبل ظهور الإسلام ، فهؤلاء كانوا يدّعون أنّهم غير منفكّين عن دينهم إلاّ بدليل واضح قاطع.

{ لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ }.

و"البيّنة" الّتي أرادوها : رسول من الله يتلو عليهم كتاباً مطهّراً من ربّ العالمين :

{ رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً }.

وهذه الصحف فيها من الكتابة ما هو صحيح وثابت وذو قيمة.

{ فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ }.

كان هذا ادّعاؤهم قبل ظهور الإسلام ، وحينما ظهر ونزلت آياته تغيّر هؤلاء ، واختلفوا وتفرّقوا! وما تفرّقوا إلاّ بعد أن جاءهم الدليل الواضح والنبيّ الصادح بالحقّ.

{ وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ }.

فالآيات الأُولى لهذه السّورة المباركة تتحدّث عن أهل الكتاب والمشركين الّذين  كانوا يدّعون أنّهم سوف يقبلون الدعوة إنّ جاءهم نبيٌّ بالدلائل الساطعة. لكنّهم أعرضوا حين ظهر ، وجابهوه ، إلاّ فريق منهم آمن واهتدى.

وهذا المعنى يشبه ما جاء في قوله تعالى : {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ} [البقرة : 89].

نعلم أنّ أهل الكتاب كانوا ينتظرون مثل هذا الظهور ، ولا بدّ أن يكون مشركو العرب مشاركين لأهل الكتاب في هذا الانتظار لما كانوا يرون فيهم من علم ومعرفة ، ولكن حين تحقّقت آمالهم غيّروا مسيرهم والتحقوا باعداء الدعوة. 

ثمّة تفسير آخر للآية هو أنّ الله لا يترك أهل الكتاب والمشركين لحالهم حتّى يُتمّ الحجّة عليهم ويُرسل إليهم البيّنة ويُبيّن لهم الطريق. ولذلك أرسل إليهم نبيّ الإسلام لهدايتهم.

بناء على هذا التّفسير ، هذه الآية تُشير إلى قاعدة اللطف الّتي يتناولها علم الكلام وتُقرّر أن يبعث الله إلى كلّ قوم دلائل واضحة ليتمّ الحجّة عليهم.

على أيّ حال ، "البيّنة" في الآية هي الدليل الواضح ، ومصداقها حسب الآية الثّانية شخص "رسول الله" وهو يتلو عليهم القرآن.

"صحف" جمع "صحيفة" ، وتعني ما يُكتب عليه من الورق ، والمقصود بها هنا محتوى هذه الأوراق ، إذ نعلم أنّ الرّسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن يتلو شيئاً عليهم من الأوراق.

و"مطهّرة" أي طاهرة من كلّ ألوان الشرك والكذب والباطل ، ومن تلاعب شياطين الجنّ والإنس ، كما جاء أيضاً في قوله تعالى : { لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ } [فصلت : 42].

جملة (فيها كتب قيّمة) إشارة إلى أنّ ما في هذه الصحف السماويّة خالٍ

من الانحراف والاعوجاج. من هنا فإنّ هذه "الكتب" تعني المكتوبات ، أو تعني الأحكام والتشريعات المنصوصة من الله ، لأنّ الكتابة جاءت بمعنى تعيين الحكم أيضاً ، كقوله تعالى :

{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ } [البقرة : 183].

وبهذا يكون معنى "قيّمة" سويّة ومستقيمة ، أو ثابتة ومستحكمة ، أو ذات قيمة ، أو كلّ هذه المعاني مجتمعة.

ويُحتمل أيضاً أن يكون المعنى هو أنّ القرآن فيه الكتب السماويّة القيّمة السابقة لأنّه يضمّ جميع محتوياتها وزيادة.

ويلفت النظر تقدّم ذكر أهل الكتاب على المشركين في الآية الأولى ، والاقتصار على ذكر أهل الكتاب في الآية الرابعة دون ذكر المشركين ، بينما الآية تُريد الاثنين.

وهذا يعود ظاهراً إلى أنّ أهل الكتاب كانوا هم الروّاد في هذه المواقف ، وكان المشركون تابعين لهم ، أو لأنّ أهل الكتاب كانوا أهلاً للذمِّ أكثر لما عندهم من علماء كثيرين ، وبذلك كانوا ذوي مستوى أرفع من المشركين. فمعارضتهم ـ إذاً ـ أفظع وأبشع وتستحقّ مزيداً من التقريع.

ثمّ يتوالى التقريع لأهل الكتاب ، ومن بعدهم للمشركين ، لأنّهم اختلفوا في الدِّين الجديد ، منهم مؤمن ومنهم كافر ، بينما : ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ﴾. 

ثمّ تُضيف الآية القول :  

﴿ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾.

المقصود هو أنّ دين الإسلام ليس فيه سوى التوحيد الخالص والصلاة  والزكاة وأمثالها من التعاليم. وهذه أُمورٌ معروفة فلماذا يُعرضون عنها؟.

وقوله تعالى : ﴿ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء﴾ أي بمجموع الدِّين والشريعة ، أي أنّهم أُمروا أن يعبدوا الله وأن يُخلصوا له الدِّين والتشريع في جميع المجالات ، فجملة ﴿ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ تؤيّد هذا المعنى لأنّها طرحت الدِّين بمفهومه الواسع.

"حنفاء" جمع "حنيف" ، من الفعل الثّلاثي حَنَفَ ، أي عدل عن الضلال إلى الطريق المستقيم. جملة ﴿ﮦ ﮧ ﮨ﴾ إشارة إلى أنّ الأُصول المذكورة في الآية وهي : التوحيد الخالص ، والصلاة "الارتباط بالله" والزكاة "الارتباط بالنّاس" من الأُصول الثابتة الخالدة في جميع الأديان ، بل إنّها قائمة في أعماق فطرة الإنسان. ذلك لأنّ مصير الإنسان يرتبط بالتوحيد ، وفطرته تدعوه إلى معرفة المنعم وشكره ، ثمّ إنّ الروح الإجتماعيّة المدنيّة للإنسان تدعوه إلى مساعدة المحرومين.

من هنا ، هذه التعاليم لها جذور في أعماق الفطرة ، وهي لذلك كانت في تعاليم كلّ الأنبياء السابقين وتعاليم خاتم النبيّين صلى الله عليه وآله وسلم.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .