أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-1-2016
12946
التاريخ: 12-12-2021
3511
التاريخ: 22-5-2022
1189
التاريخ: 27-1-2022
6894
|
الستراتيجية : (Strategy):
كلمة إغريقية الأصل وتعني فن الشمول أو فن القيادة(1)، إذ ترجع كلمة إستراتيجية في الأصل إلى لفظة(إستراتيجوس) (Grategos) وبمعنى العام (General) وفي اليونانية تعطي معنى قائد(2). واستخدمت في اللغة العربية في مجالات متعددة، إذ إنها عربت في المفهوم العسكري وأعطي لها معنى (السوق)؛ وذلك لأنها أصلاً كلمة عسكرية أو تستعمل في الأمور والعمليات والعلوم العسكرية، ولكن استعمالاتها كثرت ودخلت في مجالات عديدة لتعطي معنى الأهمية للشيء(3)، وهي ذات معان عديدة مختلفة تبعاً لاختلاف وجهات نظر الباحثين والمفكرين الاستراتيجيين لتنوع مشاريعهم العلمية والفكرية وتعددها فلا أجماع بينهم بشأن تعريف جامع وشامل لكلمة (الاستراتيجية)، فقد استخدمت هذه الكلمة في المجال العسكري خلال القرن التاسع عشر ولاسيما في معارك القتال، لذلك فإن القائد الفرنسي ( نابليون ) عرف الاستراتيجية بأنها ( تعني الاستعداد للحرب قبل القيام بأي مبادرة عسكرية)، أما الجنرال الألماني (كلاوتز فيتز Klawtiz Feetz)، الذي لقب أب الاستراتيجية، فقد عرفها بأنها( فن استخدام المعارك كوسيلة للوصول إلى هدف الحرب، أي الاستراتيجية تضع مخطط الحرب وتحدد التطور المتوقع لمختلف المعارك التي تتألف منها الحروب، كما تحدد الاشتباكات التي ستقع في كل معركة)، وكذلك يقول الأميرال (موريسون فينيا Mourison Vinua) في تعريف الاستراتيجية إنها (فن وعلم استخدام جميع الموارد الموجودة في الدولة للوصول إلى إلاهداف التي تحددها السياسة القومية)(4)، بينما الجنرال (اندريه بوفر Andria Pover) فقد عرفها بأنها( فن استخدام القوة للوصول إلى الأهداف السياسية)(5) أما( ليدل هارت Lidel Hart) فعرفها بأنها( فن توزيع واستخدام مختلف الوسائط العسكرية لتحقيق هدف السياسة) (6)، وكذلك عرفها (مولتكه Moultika) بأنها(عملية المواءمة الصحيحة للوسائط الموضوعية تحت تصرف القائد لتحقيق الأهداف)(7).
في حين يعرفها قاموس(ويبستر) بأنها ( العلم والفن الذي بموجبه أو على نمطه تستخدم القوة والإمكانات العسكرية ، لتأمين الوصول إلى الغايات والأهداف في أوقات الحروب)(8)، أما قاموس (أكسفورد) فيعرفها بأنها( فن الحرب أو تخطيط تحركات الجيوش والأساطيل في المواقع المفضلة للقتال)(9)، أما في قاموس العلوم السياسية فقد عرفت بأنها ( خطة عمل لدحر العدو أو لتحقيق هدف ما)(10)، واتسع مفهوم الإستراتيجية، فقد عرفت هيأة الأركان الأمريكية عام 1964 الاستراتيجية بأنها (فن وعلم استخدام القوات المسلحة للدولة لغرض تحقيق أهداف السياسة القومية عبر طريق استخدام القوة أو التهديد باستخدامها) (11)، أما الفكر السوفيتي فقد عرف الاستراتيجية بأنها ( مجموعة من المعارف النظرية التي تعالج قوانين الحرب كصراع مسلح دفاعاً عن مصالح محددة)(12)، وكذلك عرفتها وزارة الحرب المصرية بأنها( التطبيق العملي للوسائل الموضوعة تحت تصرف القائد لتحقيق الغرض المقصود)(13). بقراءة سريعة للتعريفات السابقة لمفهوم الاستراتيجية يتضح أن الاستراتيجية خرجت إلى إطارها الأوسع، حين عرفها (بوفر) بأنها (فن استخدام القوة للوصول إلى الاهداف). لذلك عدت الاستراتيجية "هي المهارة في استخدام القوة العسكرية لتحقيق أهداف سياسية " وكذلك هي "العلم أو الفن الذي بموجبة تجند كافة الإمكانات والظواهر الجغرافية والكفاءات البشرية والاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية لأجل الوصول إلى مكانة قوية في المعترك الدولي وبلوغ الهدف، ويمكن تعريفها كذلك بأنها جميع الأفعال أو النشاطات الهادفة التي يقصد بها خدمة البلد أو بلد ما بشكل أو بآخر وإنها أيضاً التي تقرر الأسلوب وطريقة استخدامه أيا كان اقتصادياً أو سياسياً أو اجتماعياً أو عسكرياً لتحقيق الخدمة أو الهدف(14) فالاستراتيجية صارت تعني السعي إلى تحقيق الأهداف القومية للدولة وحشد الموارد كافة لتحقيق تلك الأهداف، لذلك أصبحت الدول ذات الكيانات السياسية المرموقة في العالم تتبع سبيل السلم بدلاً من الحرب في مجال وصولها إلى غاياتها وأهدافها المتعلقة بمصالحها الاستراتيجية(15)، وبهذا أصبح استخدام مفهوم الاستراتيجية (سلمياً) وتطويع هذا المفهوم حسب التطور الزمني للعلاقات الدولية وللأسلحة الحربية بحيث أضحت الاستراتيجية من العلوم التطبيقية العملية التي لا يقاس نجاحها بالإدراك المجرد وإنما يقاس بإمكانية تطبيقها مع الوقائع الميدانية والمحسوسة تعاملاً ناجحاً وفعالاً(16)، لذلك فقد تم تكييف مجموعة الوسائل الميسورة لسياسة الدولة من دون التعويل على القوة العسكرية(17)، ومع ذلك فإن الاستراتيجية اعتمدت أولا وقبل كل شيء على قدرة صناع القرار على تأمين صيغة توافقية بين الأهداف المراد تحقيقها والوسائل المتوافرة لهذه الغاية أو قدرته على الموائمة بين الهدف والوسيلة بحيث لا تكون الوسائل عاجزة عن تحقيق الأهداف أو أن تكون الأهداف أكبر حجماً مما هو متاح من إمكانات ووسائل(18).
أما في الجيوبولتيك فإن الاستراتيجية تعبر عن الصراعات الدولية المرتبطة بمعطيات جغرافية وذلك لأن الاستراتيجية في معناها الجغرافي هي النمط الإقليمي للصراع بين القوى العالمية ، وبما إن مفاهيم الاستراتيجية وعلاقاتها الجيوبولتيك تقود إلى دراسة مفهوم (الأمن القومي)(*) بوصفه مجموعة من التدابير والمجالات الخاصة بحماية المجال الإقليمي للدولة الذي بالإضافة إلى الأرض واعتباراتها الجيوبولتيكية، الثروات الاقتصادية والقوى الاجتماعية والسياسية داخل الكيان الإقليمي المحدد(19)، وطبقاً لمصطلح (جيوستراتيجية الموقع) الذي يعني إستراتيجية الموقع الجغرافي لتوضيح ما للموقع الجغرافي من إمكانات متاحة يستحسن استثمارها عسكرياً في مجال الدفاع والهجوم أو السيطرة على طرق المواصلات لعرقلة تحركات العدو ومنعه من الانتفاع بها(20)، وبذلك فإن المحور الأساس الذي تدور حوله مختلف الدراسات الاستراتيجية المعاصرة على اعتبار إن المقومات الجغرافية (الطبيعية منها والبشرية) ضرورية للعلوم السياسية، وذلك لأن الموقع الجغرافي للدولة ومناخها ومواردها الطبيعية وحجم سكانها وغيرها من الموارد جميعها متغيرات تؤثر في قوة الدولة وفي النظام السياسي القائم فيها وكذلك في طبيعة علاقاتها مع غيرها من الدول(21)، ونتيجة لذلك ظهرت في الفكر الاستراتيجي الحديث مصطلحات عديدة مثل الستراتيجية الكبرى أو العليا(Grand strategy) وهو التعبير الذي استخدمه البريطانيون، بينما استخدم الأمريكان مفهوم الاستراتيجية القومية(National strategy)( )، الذي عرف بمعنى(سوق أكبر) أو إستراتيجية أكبر.
وارتبط بالاستراتيجية مفهوم أخر يضع الأرض جزءاً من حيثياتها وهو مفهوم(الجيوستراتيجية) التي تتألف من مقطعين(Geo) وتعني الأرض و(Strategy)، وتعني السوق، وقد ورد هذا المصطلح لأول مرة عام 1932 في كتاب هاوسهوفر (سياسة الحرب) إذ عرف الموقع الجيوستراتيجي بأنه الموقع الجغرافي وتأثيراته وارتباطاته بالسياسات والاستراتيجيات الدولية اقتصادياً وعسكرياً ، وبذلك فهو التخطيط السياسي والاقتصادي والعسكري الذي يهتم بالبيئة الطبيعية من ناحية استخدامها في التحليل أو تفهم المشكلات الاقتصادية أو السياسية ذات الصفة الدولية(22).
_________________________
(1) International Encyclopedia of social sciences, Vol.11 The Macmillan company & The Free press, 1968, p.281.
(2)عبد المنعم عبد الوهاب، الجغرافية العسكرية والمفهوم الجيوبولتيكي، مجلة الجمعية الجغرافية، العدد (20)، 1987، ص19.
(3) محمد أزهر سعيد السماك، الجغرافية السياسية ( أسس وتطبيقات )، دار الكتب للطباعة والنشر، جامعة الموصل، 1988، ص377.
(4) عبد المنعم عبد الوهاب ، مصدر سابق، ص 64-65.
(5) أندريه بوفر، مدخل إلى الاستراتيجية العسكرية ، تعريب أكرم دير، الهيثم الأيوبي، دار الطليعة للطباعة والنشر، ط2، بيروت،1970، ص2.
(6) مهند عبد الواحد كاظم جواد النداوي، الاستراتيجية الإسرائيلية حيال دول حوض النيل، رسالة ماجستير (غير منشورة)، المعهد العالي للدراسات السياسية والدولية، جامعة المستنصرية، 2003، ص6.
(7) عبد القادر محمد فهمي، المدخل إلى دراسة الاستراتيجية، كلية العلوم السياسية، جامعة بغداد، 2004، ص15.
(8) عبد المنعم عبد الوهاب، الجغرافية العلاقات السياسية(دراسة وتحليل تطبيقي لعلم الجيوبولتيكس والجغرافية السياسية ، مؤسسة الوحدة للنشر والتوزيع، الكويت،1977، ص165.
(9)The Oxford Dictionary of current English, edited by R.E Allen, oxford university, press, Edition, 2006, p765.
(10) مالك دحام، مفهوم الاستراتيجية، أنواع الاستراتيجية، تقسم الاستراتيجية، سلسلة مفاهيم ومصطلحات، العدد (7)، مركز الدراسات القانونية والسياسية، جامعة النهرين، 2009، ص1.
(11) كاظم هاشم نعمة، مصدر سابق،ص52.
(12) ظلال جواد كاظم ياسين، الأهمية الجيوستراتيجية لموقع العراق الجغرافي في ضوء المتغيرات الدولية الجديدة، رسالة ماجستير ( غير منشورة)، كلية التربية للبنات ، جامعة الكوفة، 2005، ص9.
(13) نصيف جاسم المطلبي، موقع تركيا الجيوستراتيجي، رسالة ماجستير (غير منشورة)، كلية الآداب، جامعة بغداد، 1986، ص15.
(14) إبراهيم عبد الجبار المشهداني وآخرون، جغرافية الخليج العربي، دار الكتاب للطباعة والنشر، جامعة بغداد، 1979، ص15.
(15) علية حسين علي الساعدي، مشكلة جنوب السودان ( ودور الاستراتيجيات الدولية فيها)، رسالة ماجستير (غير منشورة)، كلية الآداب ،جامعة بغداد، 1989، ص145.
(16) نصيف جاسم المطلبي، مصدر سابق، ص17-18.
(17) ميادة علي حيدر الخالدي، السياسة الخارجية الإسرائيلية حيال العراق (1980-1991)، رسالة ماجستير(غير منشورة)، كلية العلوم السياسية، جامعة بغداد، 1993، ص11.
(18) عبد القادر محمد فهمي، مصدر سابق، ص 23-24.
(*) الأمن القومي (هو تأمين كيان الدولة والمجتمع ضد الإخطار التي تهددها داخلياً وخارجياً وتأمين مصالحها وتهيئة الظروف المناسبة اقتصادياً و اجتماعياً لتحقيق الأهداف والغايات التي تعبر عن الرضا العام في المجتمع).
(19) عدنان السيد حسين، الجغرافية السياسية والاقتصادية والسكانية للعالم المعاصر، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر ، بيروت، 1996، ص75.
(20) عبد المنعم عبد الوهاب ، الجغرافية العسكرية والمفهوم الجيوبولتيكي، مصدر سابق، ص 66.
(21) نصيف جاسم المطلبي، مصدر سابق، ص 19.
(22) مهند عبد الواحد كاظم جواد النداوي، مصدر سابق، ص 8.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|